الحمد لله الذي يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وعلى آله وصحابته أجمعين.. أما بعد: فإننا في الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، نستنكر بشدة المهزلة التي قامت بها بعثة المراقبين من الجامعة العربية في سوريا، التي أرسلت بعد فوات الأوان وولوغ الطاغية السفاح بشار في الدم الحرام، وكشفت عن تواطؤ الجامعة العربية مع النظام السوري الذي يقتل شعبه ليل نهار، وكان أولى بهذه البعثة وعلى رأسها الفريق "محمد مصطفى الدابي" وهو من السودان أن تبين منذ الأيام الأولى وبجلاء جرائم هذا النظام إن لم يستطيعوا الحد منها ووقفها، ولكن لا هم بينوا ولا هم أوقفوا، بل خرجوا بهذه المهزلة الفاضحة الكاشفة، فبعد مضي خمسة عشر يوما من بدء مهمتهم تخرج هذه البعثة وهذا الفريق بتصريحات هزيلة [تعلن فيها عن حاجتها إلى مزيد من الوقت ليتم تقويم الأداء على الأرض، وأنه من الإجحاف أن يتم ذلك بعد وصولها إلى سوريا ببضعة أيام] مثل هذه التصريحات التي تقوم على إضفاء الشرعية على ما يقوم به النظام السوري من إراقة الدماء وقتل الأبرياء، لتدل حقيقة على علاقة مشبوهة بين النظام السوري وهذه البعثة، ومما يدل على هزالة هذه التصريحات بل على صريح تواطئها مع النظام وسكوتها وتسترها على جرائمه البشعة انسلاخ أحد أعضائها وهو "أنور مالك" الذي تحدث بالأمس عن المآسي التي رآها ضمن البعثة من قتل الأنفس وتشويهها سواء في حمص أو في غيرها، وكيف أنه لما أبدى موقفه هذا في سوريا تعرض لمحاولة القتل والتضييق، والسؤال المحير هنا: هل كان أنور مالك وحده من فريق المراقبة هو الذي رأى تلك الأشياء وبقية أفراد الفريق كانوا صما بكما عميا لا يرون مثل هذه المناظر؟ هل كان الضمير الإنساني موجودا عند واحد فقط والآخرون لم يكن عندهم مثل هذا الضمير؟؛ هذه البعثة من أولها إلى آخرها مهزلة من مهازل هذه الجامعة التي ما عرف المسلمون لها موقفا واضحًا في إنصاف المظلومين ورد الحقوق إليهم، ونحن في الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان نطالب بسحب "محمد مصطفى الدابي" ومثله لا ينبغي أن يمثل السودانيين في الحد من تلك المذابح وحصول شهادة الحق فيما يقع في سوريا من انتهاكات وجرائم، وندعوا إخواننا المسلمين والعرب جميعا حكاماً ومحكومين إلى ضرورة إنصاف المظلوم، والسعي لإيجاد منطقة عازلة لحماية المدنيين وحشد كل الإمكانات من التضييق على هذا النظام، والسير في محاصرته سياسياً، واقتصادياً، والعمل الجاد لنصرة اخوانهم المسلمين، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الصحيح [إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه]، [وما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلاَّ خذله الله في موضع يحب فيه نصرته] .. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلاَّ على الكافرين والمنافقين والظالمين .. الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان