بسم الله الرحمن الرحيم قطاع الصناعة والتجارة والتعدين في السودان: هل هو مطابق للمواصفات القياسية العالمية أسفرت الندوة التي أقامتها مجموعة "ت و ف أوستريا" (TŪV-Austria) بالتعاون مع ""شركة كرونقو الهندسية المحدودة" عن كثير من المعارف وتلاقح الأفكار حول أسس ومعايير الجودة العالمية وتطبيقاتها على مختلف الأنشطة الرأسمالية في قطاعات الصناعة والتجارة والتعدين والإسكان والزراعة والمياه والصحة والبيئة. إن مجموعة "ت و ف أوستريا" والتي مرَّ عليها مائة وأربعة أعوام من عمرها، ومن خلال تطبيقاتها في مراقبة وتحليل معايير الجودة لكافة التكنولوجيا المستخدمة في مختلف هذه الأنشطة، تُعد بحق نموذج يحتذى به في بلورة "الشراكة الاجتماعية نحو التنمية المستدامة"، وليس فقط حماية للمستهلك والإقتصاد وإنما حماية للبيئة أيضاً في تطبيق هذه المعايير وتحسباً للكوارث، فعلى سبيل المثال استقراء ومعالجة الأخطاء والتلف الذي ينجم عند استخدام التقانات، التلوث النفطي، والانشطة التعدينية العشوائية، كذلك استقراء انبعاثات الغازات خاصة غاز ثأني أكسيد الكربون المسبب الأكبر لظاهرة الاحتباس الحراري، واجمالاً درء آثار الملوثات الصحية والمشكلات البيئية. إن استقراء الحال كما هو عليه لا يبشر بديمومة واستمرارية ونجاح مثل هذه الاستثمارات، والتي تفتقر في كثير من الأحيان منذ بدايتها بإيجاد دراسة جدوى تشتمل على معايير الجودة، ومعايير الصحة والسلامة المهنية، والمعايير البيئية. وإذا تمَّ الاغفال عن أضلع التنمية المستدامة مجتمعة (الجانب البيئي، والجانب الاجتماعي، والجانب الاقتصادي)، لا يحق لنا أن نطلق على هذا المشروع مشروع تنموي أو مستدام، بل على العكس سيكتب له الهزيمة الاقتصادية أولاً وأخيراً، هذا غير التدهور الاجتماعي والبيئي الناجم والذي لا يمكن استعادته بعد فقدانه. إن مستقبل صناعتنا النفطية وغيرها، والانشطة التعدينية والتنقيب عنها، والتجارة الحرة يحتاج إلى مراجعة عاجلة وإلى قوانين تحكم هذه الأنشطة بدلا من إطلاق العنان لها دون رادع. إذ ان أسلوب التجارة البينية والتجارة عبر الحدود وكافة أنماط الواردات أو الصادرات تحتاج إلى مراقبة وتحديد لهذه الانشطة، وخاصة دخول المواد الخام، والسلع الغذائية والمشروبات، والملبوسات، والاجهزة الكهربائية، والمعدات الطبية، والألعاب والالكترونيات، وخاصة ذات العمر القصير، هذا غير "تكنولوجيا النانو" والتي لم يعرف لها تقييم حتى يومنا هذا وقد ولجت عالمنا (السودان) !!!..... نحتاج الى وقفات في ذلك ...هل السودان وشعبه ومن هم يرزحون تحت وطأة الفقر والمرض يغنيهم كل هذا عن حالهم، أم علينا أن نراجع أنفسنا وتكاتف الجهود والتنسيق معاً من أجل تنمية مستدامة ومراجعة ما هو عليه الحال، وإلى أين، وما الذي يجب أن نفعله؟ وحتى ينفتح قطاع الصناعة والتجارة السودانية عالمياً، لا بد أن يتم الأخذ بمواصفات وقياسات الجودة العالمية حتى يستطيع المنافسة وكسب ثقة المستثمرين وخاصة من هم من خارج السودان في هذه المجالات، بل وكسب ثقة المستهلك المحلي. كذلك لابد من التدريب وبناء القدرات للكوادر البشرية للعمل بالتطبيقات اللازمة وتماشياً مع المواصفات العالمية في كافة مناحي الأنشطة السابق ذكرها للنعم بسودان وافر الرخاء وتنمية مستدامة تحقق الرفاه لشعبنا والأجيال القادمة بإذن الله. ونحن نستشرف قمة الآرض حول التنمية المستدامة (ريو+20) في سياق "الاقتصاد الاخضر" وإيجاد "إطار مؤسسي" يحكم إحداث نهضة تنموية خضراء، وتماشياً مع أهداف التنمية الألفية الثمانية، نأمل أن يظفر السودان عبر حكومته، وإتحاد الغرف الصناعية والتجارية والمواصفات، والوزارات المعنية (البيئة والتنمية العمرانية، الزراعة، التجارة، الاستثمار، العلوم والتكنولوجيا، العمل وتنمية الموارد البشرية)، والمستثمرين أنفسهم ورجال المال والأعمال في الأنشطة التجارية والصناعية والعمرانية، ومنظمات المجتمع المدني البيئية، بمجموعة "ت و ف أوستريا" (TŪV-Austria) كشريك أصيل للأخذ بخبراتها وتطبيقاتها في إحداث هذه النهضة التي تقوم على مبدأ التنمية والاستدامة والعدالة لرفاه شعب السودان، بل والحفاظ على بيئته لننعم بها وللأجيال القادمة. ليس هذا فحسب بل سيعود بالفائدة نحو الاستقرار ونبذ العنف والسلم، وعدم النزوح وتوفر للعمالة عبر التدريب في هذه الانشطة، ولقطاعات أخرى (مثل السياحة) في الازدهار وأن يرد السودان شعوباً أخرى من كافة بقاع المعمورة. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،، بقلم: حنان الأمين مدثر "باحثة في استراتيجيات البيئة" "رئيس منظمة المبادرة البيئية للتنميةالمستدامة" HANAN EL-AMIN MUDDATHIR [[email protected]]