تقول القصة الطريفة وهي بالمناسبة قصة واقعية حدثت في احدى قرى الجزيرة ان احدهم زوج ابنته لشاب متدين جدا وبعد الزواج اكتشف ان تدينه تدينا سلبيا قائم على الاسراف العبادات دون عمل اي من ذلك النوع الذي اذا وجده سيدنا عمر بن الخطاب لعلاه بالدرة وكان مقصرا في واجباته تجاه اسرته الصغيرة من حيث الصرف عليها فقال ذلك الرجل مقولة سارت بها الركبان (والله تاني اكان جاني واحد حافظ الحمدو(سورة الفاتحة) ما اديهو بتي) اردنا التوسل بهذة الطرفة للذين يقولون ان الربيع العربي لن يمر بالسودان لان حداته هم الاسلاميين والاسلاميون هم الحاكمون في السودان . نعم افرزت الثورة التونسية والمصرية واجهات اسلامية في الحكم وكذا الليبية واليمن مرشحة لنفس الشى وربما سوريا ولكن الاسلاميون فازوا هناك لانهم كان لحمة وسداة المعارضة لتلك الانظمة البائدة وهم الذين ضحوا وهم الذين كانت تلك الانظمة تستمد شرعيتها الدولية من محاربتهم لذلك من الطبيعي ان يقدمهم الناس لانهم تقدموا الثوريين هناك اما الوضع في السودان مختلف فاذا ما قامت ثورة فانها سوف تكون موجهة ضدهم الثورة مطلق الثورة لها شروط موضوعية واخرى ذاتية فالشروط الموضوعية تتمثل في الاحوال العامة من عسر اقتصادي وتسلط سياسي وفساد ومحسوبية وطغيان وتدهور عام اما الشرط الذاتي فيتمثل في القيادة التي تستلهم ذلك الظرف وتعيد انتاجه في خطاب تعبوي تحرك به ساكن الشعب وتطرح البديل والظرف الذاتي لايقل اهمية عن الظرف الموضوعي الا لما تاخرت الثورة المهدية لاكثر من نصف قرن من الزمان فممارسات الاتراك من قتل وسحل وضرائب باهظة كانت كفيلة بان يثور الشعب ضدهم في اول حكمهم ولكن عدم نضوج الظرف الذاتي اخر الثورة ولعل المفارقة ان الاحوال العامة ساعة اندلاع الثورة المهدية كانت احسن بكثير من الاحوال السابقة ولكن عبقرية المهدي عالجت النقص في محركات الثورة الثورة عندما تنضج ظروفها لن تستاذن احدا وستفرض نفسها ومن المحتوم ان تفرض وضعا غير الذي كان سائدا قبلها فثورات الربيع العربي افرزت نظما يقودها الاسلاميون لانهم كانوا ضحية النظم التي قامت ضدها الثورة وفي ذات الوقت هم الذين قادوا الثورة اما اذا قامت ثورة شعبية في السودان فانها سوف تطيح بالاسلاميين الحاكمين ولن تقدم اي شخص يرفع اي مبدا اسلامي كجند من اجنداته السياسية (انظر الرمية اعلاه) فالعقل والمنطق يقول ذلك ومن هنا يمكن ان نفهم هدف الاسلاميين الذين كتبوا المذكرة المشكوك في امرها او الذين تمنوا ان تكون هناك مذكرة فهؤلاء يريدونها ثور تصحيحية على اساس ان الذين يحكمون الان انحرفوا عن المبادئ التي قامت عليها الحركة فاذا ما حدث توازن في القوة سوف ينفتح بابا للعنف ما انزل الله به من سلطان فالخلافات بين المذاهب داخل المنهج الواحد دائما تكون اكثر عنفا واشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند وهذا هو مضوعنا ليوم غدا ان شاء الله abdalltef albony [[email protected]]