أبدا ما هنت ياسوداننا يوما علينا الفنان الأستاذ الدكتور الموسيقار محمد عثمان وردى من مواليد قرية صوادرة فى يوم 19 يوليو 1932 جنوب مدينة عبري بالشمالية عمل مدرسا بالمدارس الوسطى ثم المدارس الثانوية. وقضى ثلاثة عشر عاما فى المنفى الاختياري ومنح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم فى عام 2005م. هو واحد من أعمدة الفن السودانى ومن رواده وهو يعتبر من الرعيل الأول لعمالقة الغناء السودانى الذين كانت لهم بصمات واضحة فى صناعة تاريخ الفن السودانى وتاريخ الأغنية السودانية وتطويرها وهو كذلك واحد من الأساتذة فى هذا المجال وله موسوعة من الأغنيات الخاصة به والتي يرددها غالبية الشعب السودانى عامة ويرددها غالبية معجبيه وجماهيره العريضة التى أحبته وعشقت ألحانه وأغنياته وإبداعاته ولقد استطاع أن يملأ الساحة بروائعه وإبداعاته لشعراء وكتاب أغاني عمالقة كذلك ومنهم اسحق الحلنقى ( أعز الناس ) ومحمد الفيتورى والسر دوليب ومحمد المكي إبراهيم ومحمد ابوقطاطى ( المرسال ، شن بتقولو ) والتجانى سعيد (ارحل ) وصلاح احمد إبراهيم ( الطير المهاجر ) وكانت له ثنائية مع الشاعر إسماعيل حس ( نور العين، حبيناك من قلوبنا ، المستحيل ) ). حياة الفنان الراحل محمد وردى ورحلته لا تتجزأ عن مسيرة الغناء السودانى ولقد عاصر بداية الانطلاقة للإذاعة السودانية والتلفزيون السودانى وعاصر نخبة من الرواد فى مجال الفن أمثال حسن عطية واحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف عبد العزيز محمد داؤود وإبراهيم عوض وعثمان حسين والذين يمثلون أعمدة الغناء السودانى وهم الصناع والمبدعين ولقد ظل عطاءه مستمرا لاينضب أبدا طوال مسيرته وحياته الزاخرة . ولقد رحل عنا بالأمس الفنان محمد عثمان وردى الفنان المبدع رحل رائد من رواد الفن والغناء السوداني رحل من أبدع فى الكلمات والألحان والغناء والأداء رحل من ظل ملتزما بالأخلاق والولاء والمثل العليا وظل شامخا وظل عملاقا رحل من غنى للعشاق والمحبين وغنى للهوى وغنى للعاطفة الصادقة فأبدع رحل من غنى للشباب و غنى للجمال و غنى للمنى والأمنيات " كبرت وليك تسعتاشر سنة ******* عمر الزهور عمر الغرام عمر المنى " رحل من غنى للغربة وغنى للوحدة أشواقا وتشوقا ولوعة ودموعا " غريب وحيد فى غربته **** حيران يكفكف دمعته حزنان يغالب لوعته ************ ويتمنى" طال بيه الحنين فاض بيه الشجن ................. " " يالله يا الطير المهاجر للوطن زمن الخريف........" " ولو تعب منك جناح فى السرعة زيد *** فى بلادنا ترتاح..... " رحل من غنى واستطاع بأغنياته أن يعبر عن أحاسيس الغضب والثورة رحل من استطاع أن يعبر عن أحاسيس العزة والكرامة لشعب عزيز كريم أبى " أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا" رحل من عبر عن غضبة شعب استطاع أن يحطم قيود الذل والمهانة رحل من غنى وشدي احتفاء بالانتصارات وانطلاقة الحرية " أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق " رحل عنا الفنان وردى بعطائه اللامحدود من الأغنيات المختارة أشعارا وألحانا وموسيقى " طير يا طاير ، يا نور العين ، القمر بوبا ،قلت أرحل ، يا أعز الناس ،جميلة ومستحيلة ". رحل وقلبه مفعم بالإخلاص والولاء لهذا الوطن العزيز الغالي رحل وقلبه مفعم بأسمى آيات الود والمحبة والوطنية الصادقة وستظل له بصمات ناصعة متوهجة منيرة مشعة فى تاريخ الغناء السوداني أحر التعازى لأسرة الفنان الراحل وأهله وأحر التعازى كذلك لكل جماهيره ومحبيه ولكل الشعب السودانى الكريم الذي أحبه وعشق أغنياته وتغنى معه بأهازيج الوطنية ونسأل الله له المغفرة والرحمة ونسأل الله أن يدخله مسح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. المهندس كمال شبر الرياض 19فبراير 2012 Kamal Shibir [[email protected]]