إذا أجرينا عملية إستطلاع لعينات عشوائية لنصل بها إلي نسبة المتابعة لمباراة الهلال وزيسكو الزامبي ومباراة ريال مدريد وسيسكا موسكو التي جرت في ذات التوقيت علي المشاهدين السودانيين سنجد أن نسبة مشاهدة مباراة الهلال وزيسكو الزامبي هي الأعلي بعيدا عن أي شكل من أشكال المبالغة بعض المهتمين بمتابعة الدوري الأوروبي من عشاق الريال أكدوا أن نيتهم في متابعة لقاء الهلال لم تتعد ربع الساعة الأولي لأهمية اللقاء الأوروبي التنافسي وأهمية حسم الريال للقاء من موسكو قبل مباراة الإياب ولكن حرارة المباراة الودية وقوتها والإثارة التي كانت طابعها جعلهم يكتفون بالعودة السريعة لمعرفة النتيجة كل فترة وأخري خاصة بعد إحراز الفريق الزامبي للهدف الأول .. فقد كانت مباراة جادة عنيفة وسريعة حملت طابع المباريات التنافسية أكثر من الودية وشاهدنا عدد من حالات الإحتكاك بكرة ومن غير كرة وكثرة الإحتجاجات وظهور عدد من بطاقة ملونة .. مباراة لم تعرف الملل في كل فتراتها لذا كان من الطبيعي أن تحظي بنسبة عالية من المشاهدة سواء من أنصار الهلال أو من ألوان الطيف الرياضي الأخري .. من الملاحظات الإيجابية في المباراة سرعة القرار عند المدرب غارزيتو بعد ملاحظته المساحة الموجودة في متوسط الدفاع بين عبداللطيف بويا وسيف مساوي بجانب الضعف في الوسط المدافع الذي كشف المساحة أمام الدفاع ليصل هجوم زيسكو أكثر من مرة للمرمي وبطريقة واحدة فكان أن أخرج غارزيتو محمد أحمد بشة الذي بدأ مرهقا وقدم عبداللطيف بويا ليلعب في الوسط المدافع ودخل باري ديمبا ليعود التوازن لخطوط الفريق الثلاثة ويتسلم الهلال زمام المبادرة بعد سيطرة الفريق الزامبي علي معظم فترات الشوط الأول وينجح في تحويل تأخره لفوز مستحق . من السلبيات التي لفتت إنتباهي غياب الإنضباط التكتيكي عند عدد من اللاعبين في الوسط والدفاع بالإكثار من الإحتفاظ بالكرة والمراوغة غير المجدية الأمر الذي تسبب في قطع كرات شكلت خطورة علي مرمي الهلال بجانب البطء في العودة للمناطق الدفاعية عند فقد الكرة ليظهر فارق السرعة لصالح الفريق الزامبي في المساحات الكبيرة بين الوسط والدفاع فيهاجم بأربعة لاعبين ويعود بذات السرعة لإغلاق المساحات الخلفية وهذا يوضح أيضا فارق اللياقة بين الفريقين .. التجربة في مجملها كانت إيجابية وناجحة بكل المقاييس ولانستطيع من خلال هذه الملاحظات الحكم الكامل علي وضعية الفريق الفنية لأن الفريق أدي تقريبا مباراتين بلقاء أمس الأول بمعني أنه يصعب علي أكثر المحللين عبقرية تحديد التميز عند هذا اللاعب من عدمه أو تحرير شهادة فشل لهذا اللاعب أو ذاك فمازالت العناصر الموجودة تحتاج لمزيد من التجارب لتأكيد جدارتها هذا الموسم إجمالا يمكن القول أن وضع الفريق يبدو في ظاهره أكثر توازنا من الموسم السابق خاصة في الوظائف التي عاني منها كثيرا سواء في الأطراف أو متوسط الدفاع ولكن الحكم الحقيقي سيكون مع إنطلاقة اللعب التنافسي الذي يفرق كثيرا كما نعلم عن اللعب في المباريات الودية . ليبقي بعد ذلك السؤال الأهم عن البدائل وهل يوجد بفريق الهلال دكة بدلاء قوية أو من العيار الثقيل تستطيع أن تؤدي بإمكانيات وقدرات الأساسيين؟ الإجابة علي هذا السؤال من الأهمية بمكان لأن مشوار الفريق في الموسم الجديد طويل محليا وقاريا ومع المنتخب الوطني الذي ستنطلق مبارياته بعد فترة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم .. بجانب أن الفريق سيبدأ الموسم بقائمة من اللاعبين المصابين ولن يحتمل دخول لاعب جديد للقائمة. هذا السؤال إجابته عند غارزيتو فقط.. خاصة وأن المدرب الصربي السابق ميشو ظل معظم الموسم الماضي يعتمد علي توليف اللاعبين في وظائف اللعب المختلفة بسبب دكة البدلاء والإصابات .. فهل سيواصل غارزيتو علي ذات النهج أم أن الحظ سيخدمه ويحتفظ بالأساسيين حتي نهاية الموسم؟ . hassan faroog [[email protected]]