بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    إتحاد الكرة يحتفل بختام الموسم الرياضي بالقضارف    حادثت محمد محمد خير!!    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عملية الذراع الطويل ابرزت (د. خليل) كقيادة كارزمية قومية قادمة من الهامش ... بقلم: ابوبكر القاضى
نشر في سودانيل يوم 20 - 06 - 2009

بعد عام من دخول ام درمان--اين وصلت قضية المهمشين؟
هذا النجاح على الصعيد الدولى الخارجى واكبه فشل كبير على المستوى الداخلى (داخل الحركات)--ويعود هذا الفشل الى اشكالية منهجية وتنظيمية داخل الحركات--كما يعود الى صغر احلام بعض القيادات التى تقدم اعتباراتها الشخصية على شان القضية كلها--وقد ساهمت حكومات المركز المتعاقبة--خلال نصف قرن من الزمان فى افساد قيادات الهامش--لافراغ ثورة الهامش من مضمونها وجعلها مسالة مكاسب شخصية--وليست اصلاحا يعود بالنفع للقضية
قراءة فى تاريخ نضالات المهمشين --وثورات الزنوج بغرض دراسة تشرزم الحركات
هنالك تحليل سطحى--تغذيه الحكومة لشئ فى نفس يعقوب--يقول بان الحرب فى دارفور هى حرب وكالة نيابة عن احزاب المركز--فكرة هذا التحليل بسيطة واختزالية لابعد الحدود--خلاصتها ان حركة العدل هى الجناح العسكرى لحزب المؤتمر الشعبى-حزب الترابى---وان حركة التحرير (الموحدة قبل مؤتمر حسكنيتة) بقيادة عبدالواحد هى الجناح العسكرى للحزب الشيوعى--والحكومة تستخدم هذه الدعاية الرخيصة قاصدة تضليل العامة من السودانيين وكذلك تضليل المجتمع الاقليمى والدولى--وشاهدنا من هذا الاستطراد ان ثورات المهمشين لا تقوم ابدا بناءا على اشارة من المركز او (لخدمة اهداف المركز)--وانما تقوم لاسباب سياسية واقتصادية واجتماعية مرتطة بالهامش--فمن السطحية بمكان الاعتقاد ان اهل دارفورقد اعلنون الثورة ضد المركز لان (تلاميذ الشيخ حسن الترابى قد انقلبوا عليه )--استخلص من هذه الخلفية الى ان الثورة الدارفورية هى ثورة حقيقية اسبابها مرتبطة بالاقليم--صحيح--ان اسباب الثورة فى دارفور ليست قاصرة على هذا الاقليم--وانما ترقى الى ظاهرة لها وجود فى كردفان--وفى الجنوب والشرق--وحتى فى الشمال--وانا هنا بصدد دراسة اسباب تشرزم حركات دارفور --وتحولها الى حركات صغيرة عن طريق الانشطار--وفى هذا الصدد افيد بالاتى
1- القارئ لتاريخ ثورات المهمشين عبر التاريخ--اساب نشوئها واساب فتائها---لا يستغرب حالة التشرزم التى عليها حركات دارفور الان--كانت البصرة هى ارض الثورات--ثورات المهمشين--الذين ينشدون (العدل والمساواة) وثاريخ الدولة الاسلامية فى البصرة حافل بهذه الثورات التى رصدها لنا الدكتور احمد العلبى فى كتابه ( ثورة الزنج)بدءا بثورة الزنج عام 70هجرية فى اخر ايام مصعب بن الزبير--ثم ثورة الزنج عام 75 هجرية بقيادة شير زنجى اى (اسد) الزنج--ثم ثورة الزنج فى خلافة المنصور --وحتى ثورة الزنج الكبرى سنة 255 هجرى بقيادة على بن محمد---القاسم المشترك لاسباب فشل هذه الثورات يعود الى (الافتقارللبنامج الثورى)--والسبب الثانى هو الافتقار الى (التنظيم )--وقد استفادت ثورات المهمشين اللاحقة فى ذات المنطقة من هذه العيوب وتلافتها--اهمها ثورة القرامطة
2- بتطبيق ادبيات اسباب فشل ثورات المهمشين على حركات دارفور و بصورة خاصة على حركة التحرير--نجد ان ما جرى فى حق حركة التحرير من تشرزم واضمحلال يعود الى ذات الاسباب التاريخية التى ادت الى فشل الثورات--اشكالية البرنامج --وعدم وضوح الرؤية--ودقة التنظيم
3- لقد انطبقت اوضاع حركة التحرير فى دارفور--المنوه عنها--بشكل او باخر من قبل على نضال المهمشين فى جنوب السودان--مما تسبب فى اطالة عمر النضال الجنوبى الى خمسة عقود تقريبا--الى ان جاء الدكتور الراحل قرنق--وافلح فى ظرف تاريخى معين من تجاوز هذه السلبيات--ويحقق وحدة الجنوبيين--ويقودهم الى تحقيق حق تقرير المصير
انتهى زمن (المشروع) العقائدى--وجاء زمن (المصلحجى)
بسقوط الاتحاد السوفيتى فى نهاية العقد التاسع من القرن الماضى سقطت العقائدية الى حد كبير--وبنهاية القرن العشرين--اكتملت فى السودان فصول الرواية بسقوط (المشروع ) الحضارى الاسلامى فى السودان--وسيطر على العالم نظام السوق-- القائم على المصالح --وقد انعكست ثقافة السوق على جميع مناشط الحياة فى السودان--ففى ادبيات الانقاذ سقط (الامين) من معادلة القائد( القوى الامين) -- الى القائد (القوى--الياكل ويؤكلنا )--ثم اصبحت حكومة الانقاذ تسقط ثقافتها المصلحية على المجتمع السودانى كله---فقامت بتجزئة احزاب المركز الى اجسام سرطانية صغيرة--وذلك عن طريق الاغراء بالمال--ثم شمل الاغراء كوادر الحركة الشعبية نفسها---بالقطع--هذه ليست دعوة للاستسلام للامر الواقع--وانما هى دعوة لادراك وتفهم الامر الواقع الذى تعيشه حركات دارفور من حالة التشرزم--فهذه الحالة ليست قاصرة على حركات دارفور--هذا من جانب--ومن الجانب الاجر فاننا ندعو الى مقاومة ثقافة السوق والمصالح الضيقة عندما يتعلق الامر بثورة المهمشين--والاثار الانسانية المترتبة عليها--مثل قضايا النازحين واللاجئين--اننا نتطلع الى قيادات ثورية رصينة ليست للبيع والشراء ولاتجلب قضية دارفور فى اسواق الجلابة--طمعا فى الاستوزار والوظائف الفارغة بلاسلطات ولا ميزانيات--فالهموم الصغيرة كاحلام العصافير لم ولن تنتج ثورات ودول
العاشر من مايو 2008 نقطة تحول فى تاريخ السودان
شكلت عملية الذراع الطويل فى العاشر من مايو 2008 بقيادة د خليل ابراهيم شخصيا نقطة تحول مفصلية فى تاريخ نضال المهمشين فى السودان--فقد استطاعت حركة العدل والمساواة ان تنقل ساحة معركة المهمشين ضد المركز--الى قلب المركز--الى ام درمان والى الخرطوم واستطاعت ان تهزم حكومة الخرطوم فى عقر دارها--بقيادة دارفورية صرفة--واستطاعت ان تعرى النطام امام نسائه واطفاله بالخرطوم--وشاهد الشعب السودانى جحافل د خليل تدك حصون الحكومة من كردفان حتى ام درمان--وفى وادى سيدنا تم تدمير سلاح الطيران--ودخلت قوات العدل والمساواة الى قلب العاصمة--وانتج الهامش قيادة كارزمية قومية--اثبتت انها قادرة على قلع النظام من الجذور--بقوة السلاح --فلا يفل الحديد الا الحديد--فالمطلوب للعدالة الدولية--عمر البشير جاء للسلطة على ظهر دبابة--ثم تدثر بالشريعة--ولم يقدم لاهل الهامش شيئا سوى الظلم والاستعلاء--والاستبداد--وقال لن نفاوض الامن حمل السلاح--فحمل اهل الهامش بالتتابع السلاح--ولكن ثورات الهامش كانت مصابة بعلة (ثورات الهامش) التاريخية التى سبقت الاشارة اليها--الانجاز الذى تحقق فى العاشر من مايو هو تعافى ثورة المهمشين وبلوغها مرحلة النضج --وبروز د خليل كقيادة كارزمية قومية--وبالطبع هذا الوضع ازعج القيادات الديناصورية فى المركز--والتى تطرح نفسها كبديل جاهز عند سقوط الحكومات العسكرية كما حدث فى اكتوبر1964 بعد سقوط نظام عبود-- وفى ابريل 1985 بعد سقوط نظام نميرى--واكبر المنزعجين كان الامام الصادق المهدى--الذى بادر بالهرولة الى القصر الجمهورى--ووضع يده فى يد عمر البشير---لانه ادرك ان عملية الذراع الطويل قد افرزت كارزمة جديدة من الهامش ليس مهمتها فقط اسقاط نظام عمر البشير بحيث تساقط رطب الثورة الجنية على حزب الامة كما هو العهد عند سقوط الحكومات العسكرية فى الماضى--وانما--هذة الثورة--لها مشروع--ولها قيادة قومية بديلة لعمر البشير--والصادق المهدى--والميرغنى والترابى وجميع القيادات الديناصورية منذ عهد اكتوبر1964
عملية الذراع الطويل مهدت لتوحيد حاملى السلاح والاندماج فى حركة العدل
بطاقة دعوة مزينة بالورد لكل من انتمى يوما لحركة العدل
ليس مسغربا طبقا لاصول قوانين الطبيعة ان تبادر الحركات المنسلخة عن (التحرير) بالاندماج فى حركة العدل والمساواه --ان تتاخر-- او تتردد الحركات المنسلخة عن حركة العدل فى العودة للحركة الام -- وقوانين الفيزياء التى اعنيها هى التى تقول ان الاقطاب المتشابهة تتننافر --والاخرى المختلفة تتجازب--اننا ندعو كل من كان فى يوم ما جزءا من حركة العدل--بالعودة الى حركته الام سالما--معززا فى داره --و ان نتعاون جميعا على الانتصار على انفسنا وعلى قوانين الطبيعة--ولنتاسى بالقائد المعلم الشهيد الراحل المقيم د جون قرنق--ورفاقه البررة--ريال مشار--ولام اكول--الذين توحدوا--فانتصروا--ونالو حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان--الاشخاص زائلون--والدائم وجه الله المتمثل فى الشعب والارض والزرع والضرع---لقد قرانا ادبيات رفاقنا فى جناح د ادريس ازرق-- انهم يعترفون بانهم لا يختلفون مع حركة العدل والمساواة فى المشروع--والرؤى والافكار--وانما يعترضون على اللمسة (الزغاوية) لحركة العدل--- بل الملاحظ انهم لايركزون كثيرا على نقد الحكومة--وانما ينصب نقدهم على بيان اسباب تركهم لحركة العدل--والمتثل فى الهيمنة الزغاوية حسب اعتقادهم --وشاهدنا هو ان اختلافهم مع حركة العدل--باعترافهم حول اسلوب ادارة الحركة --وليس مع الحركة ومشروعها ومبادئها-- لا يوجد حزب يدعى انه بلغ الكمال وليس بحاجة للنقد الذاتى والاصلاح والتجديد --ولكن يبقى السؤال :لماذا لايكون الاصلاح والتجديد من الداخل؟
وبشان اللمسة الزغاوية فى حركة العدل يلزمنى بيان الاتى
1- البعض يعيب حركة العدل والمساواة فى نقطتين الاولى هى اللمسة الزغاوية فى الحركة -- والثانية هى الخلفية الاسلامية لدكتور خليل--وبعض القيادات فى الحركة--انا اعتقد ان هذه النقاط هى مصدر قوة للحركة و لدكتور خليل اذا تفهمناهما جيدا--ووقتنا التوقيت الصحيح لمعالجة السلبيات--بعد ان نتفهم دواعيها---واعنى انها مصدر فوة للحركة --بمعنى انه لا يمكن ان يعاب د خليل لانه افلح فى استقطاب قبيلته--للحد الذى دفع القبيلة لتدفع المال بسخاء شديد -- ويتقدم ابناؤها الصفوف للموت فى سبيل (القضية) ويتحمل افراد القبيلة عذابات جماعة صلاح غوش ومحمد عطا-- وسوف ياتى اليوم الذى تنصف فيه قبيلة الزغاوة --وتقدر مساهمتها فى الغيير--اما الخلفية الاسلامية لدكتور فهى التى اهلته ليكون الوارث لثورة المهمشين فى دارفور والسودان عموما--وجعلته القادر على تجاوز اسباب فشل ثورات المهمشين عبر التاريخ والتى سبقت الاشارة اليها -- فالتجربة العملية تقول: لا يهزم ( المركز) --الا القائد الذى تربى فى المركز--وتفهم عقلية المركز من داخل مؤسسات المركز -- والدليل على ذلك هو تجربة الحركة الشعبية-- فالدكتور قرنق و قيادات الكتيبة 105 قد تمكنوا من تجاوز اسباب فشل ثورات المهمشين بسبب انتمائهم للجيش السودانى اكبر مؤسسة منظمة ومنضبطة وظفتها مؤسسة الجلابة للهيمنة--كما ان الدكتور غرنق كان استاذا فى جامعة الخرطوم رمز عقلية المركز-- وبالمقابل فان انتماء دكتور خليل السابق لمؤسسات الجلابة فو المركز كان مصدر قوة له-- فالدكتور خليل مارس العمل السياسى والنقابى منذ ان كان طالبا فى كلية الطب --ثم مارس مهنة الطب فى العاصمة--وجرب الخدمة المدنية --وتقلد مناصب وزارية فى ( اقليم دارفور والاقاليم الاخرى )-- فهو ادرى الناس بالميزانيا التى كانت تخصص للخدمات (الصحة والتعليم--والكهرباء---الخ))فهو ادرك الناس بفشل المشروع الحضارى تجاه المهمشين--بل ادرك اختلال الثروة من خلال الممارسة--فقد كان الانقاذيون يبنجون المهمشين باسم الدين فى افاليم المهمشين-- وبالمقابل نفذوا شوارع الاسفلت--واقاموا السدود حيث يريدون--بانتقائية عنصرية
2- اعتقد ان اخواننا--اصحاب (مذكرة السبعة) كانوا ضحية (للمناخ الصحراوى--حارجاف صيفا وشتاءا) والذى هو سمة كل الحركات بما فى ذلك الحركة الشعبية رغم انها تعمل فى مناخ استوائى-- والمناخ الصحراوى الذى اعنيه هو المناخ داخل النفوس--ففى المجتمعات الصوفية--التى تهتم بالتربية--ولاتسعى للسلطة--يتحدث الناس عن الاخوة--وعن المحبة--وكل اهل السودان يرددون القولة المنسوبة للشيخ العبيد ود بدر ( الماعنده محبة --ما عنده الحبة) اى ليس لديه مثقال ذرة من الدين--وهى صياغة سودانية للقولة المسيحية (الله محبة)--ولعل المجتمع الجمهورى يعتبر من اميز المجتعات الصوفية الخضراء الندية التى تعتبر الاتجاه المعاكس لمناخ الحركات الصحراوى---يمكن لان الاخوان الجمهوريين كانوا اكثر الجماعات احساسا (بالغربة وبالتالى اكثرها احساسا بالحاجة لتعويض افرادها بالحنان) -- البيئة فى مجتمع الحركات هى بيئة قتل --ودماء-- وجرحى--واسرى --مجتمع خالى من الموسيقى والادب والانشاد والفن والرقص---الموسيقى او الاصوات التى اتقن الناس سماعها وتمييزها--فى بيئة الحركات هى اصوات الات الدمار المختلفة--صوت الهاون--وصوت الراجمة-- وصوت الكلاش---الخ--الخ فقد جاءت مذكرة السبعة فى عصر ما بعد انهاء العقائدية--بعد سقوط الاتحاد السوفيتى--وفشل المدرسة (الاخوانية) فى السودان--( فى زمن مبارك شاتوه)---ومبارك المشار اليه هو مبارك الفاضل---فقد وصلت هذه العبارة فى شكل رسالة (اس ام اس) عندما تخلصت الانقاذ من مبارك الفاضل بكل بساطة--والخلاصة التى اود الوصول اليها هى ان اساب انفصال--وفصل اصحاب مذكرة السبعة لا تبرر المفاصلة لو لا روح المناخ الصحراوى الذى هو سمة مناخ الحركات بلا استثناء--فى الجنوب وفى دارفور--ان حركة العدل تدرك وتتفهم هذه الاوضاع--وترى فى ذات الوقت الجانب الايجابى فى هذا المناخ الصحراوى--ونعنى به-- ان مناخ الجفاف يشكل ارضية صالحة للنقد الذاتى--فالمجتمع المخملى له عيوب عباده الافراد من قمة الهرم --المرشد) وتنازليا تنتقل القداسة منه للقيادات العليا والوسيطة--وهكذا-- ان المناخ الصحراوى هذا هو الذى مكن اصحاب مذكرة السبع من نقد حركة مسلحة دون ان يتعرضوا للتصفية او الاذى --وخلاصة القول--هى ان السيد رئيس الحركة قد تحدث مرارا عن ترحاب حركة العدل بكل رفاق الدرب والنضال الذين غادروا الحركة--اننا لا ندعوهم الى( بيت الطاعة)--وانما ندعوهم الى العودة الى حركتهم --ونطالبهم بالصمود داخل الحركة--النقد الذاتى يقوى الحركة ولايضعفها ابدا--والنقد له اصول وقواعد--وله اداب--واتباعها والاتزام بها هو مصلحة وطنية عليا--لفائدة الشعب السودانى
3- ان حركة العدل والمساواة هى حركة قومية--تطرح نفسها كبديل لاحزاب المركز--التى شاخت مثل شيخوخة زعمائها من جيل اكتوبر 1964 والحركة بهذه الطموحات لا يمكن ان تكون (زغاوية)--وقد تركت حكومة الخرطوم نفسها العزف على البعد الزغاوى --لقناعتها ببوار هذه البضاعة--وشاهدنا ان قبيلة الزغاوى فى كل انحاء الدنيا( اذا اسقطنا الحدود) لا يتجاوز عدد افرادها نصف مليون-- وبالتالى--فان من العبط -- فى بلد المليون ميل --وعدد السكان البالغ حوالى اربعين مليون --وفى زمن التحول الديمقراطى --ان تقدم حركة العدل سمة زغاوية للحركة
اكملت حركة العدل العدة للعبور بملف المهمشين
خاصة القيادات التاريخية للحركات المسلحة-- ولن تدخر الحركة جهدا فى التواصل مع كل من يرغب فى الوحدة --هذا --وسوف اتناول --باذن الله--فى مقالى يوم السبت القادم اقاق السلام فى (مفاوضات الدوحة) بين حكومة الوحدة الوطنية--وحركة العدل والمساواة--وسوف احاول الاجابة على السؤال--هل كانت لحركة العدل اقصائية عندما فاوضت الحكومة منفردة؟-- كما ساتناول اسلوب (الحرب عن طريق المفاوضات)-- فى الدوحة -- والذى تمارسه النخبة النيلية منذ عام 1955
ابوبكر القاضى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.