تفاجأ الوسط الثقافي والسياسي السوداني في الداخل والخارج، بالكاتب السوداني بشرى الفاضل، صاحب المواقف الصارمة من سلطة الانقاذ، يخرج من بين الحضور الذي احتشد في قاعدة الصداقة بالخرطوم، على شرف جائزة الطيب صالح العالمية التي تنظمها شركة زين، لاستلام الجائزة التي فازت بها قصته القصرى (في سماء بندر) من ايادي علي عثمان محمد طه والفاتح عروة، اعتى رموز الانقاذ السياسيية والامنية، بعد ان سحبته قاطرة شركة زين العالمية من مكان اقامته في السعودية وهو متعلق بأستار الكعبة لمدة تقارب الواحد والعشرين عاماً تقريباً، بعد ان فصلته الانقاذ من هيئة التدريس بكلية الاداب – جامعة الخرطوم. سحبته شركة زين العالمية ذات الازرع الاخطبوطية من بين كتاباته وقرائه المياميين ودحرجته خطوة الى داخل وهج السلطة ودائرتها الشريرة مستخدمه خزانة سلطة الانقاذ الحافلة بالاحابيل والزرائع ووجبات الاعتدال المسمومة التي تبزلها للرموز السياسية والثقافية على طبق من "ادب" و"ابداع" و"علاج" و"وطن". ظلت الانقاذ تطارد السياسيين والمبدعيين والفنايين والكتاب الوطنيين، حتى الايقاع بهم وتدجينهم بعد اصابتهم ب (فيروس) الانقاذ الذي سرعان ما تظهر اعراضه عليهم وتسعرهم بالمواقف الرمادية وهم يلوكون علك السلطة من "هامش الحرية"، و"استهداف السودان والاسلام " و"حسن النية في قيادات الانقاذ الجهنمية"، و" عفى الله عما سرق ونهب وافسد" و"العديل رأي والعوج رأي" و"لا شرقية ولا غربية اسلامية ميه الميه" و"حرية الفنان والمبدع" او كما يفهم من الاستاذ بشرى الفاضل في معرض رده لمنتقدي بدعته وهو يخاطب الاساذة نجاة محمد على، في موقع (سودان فور اول): " لو كنت تعدينني من زمرة المبدعين ولا أحب كلمة مبدع فأنه لا حاجة لي لأن اكون شعلة نقاء. حسبي أن اكون انا ما أنا عليه مع الأمل في الصحة والعافية. لكنني كنت سافعل الشيء نفسه واشترك في مسابقة زين" . فلك ما تريد يا استاذنا بشرى الفاضل، وكل (شاة معلقة من عصبتها السياسية)، ولكن ماذا انت فاعل مع هذه الحالة الغريبة التي حولت كل قراءك الى كتاب، واليوم يومهم وانت قارئهم، ولا ادري لماذا تذكرت انا عبارة (الليلة يوم الرجال) التي كان يطلقها دهاقنة التدليس الجهادي الانقاذي عبر برنامج (ساحات الفدا)، فمتى كان المثقف الملتزم يا استاذنا بشرى الفاضل، مغفور له عندما يخوض في المشتبهات والملتبسات. فهل كنت في حاجة لتك الجائزة بشقيها المادي والمعنوي؟ لا اعتقد ذلك، ام هي بداية رحلة الذات خارج الكتابة؟. الكل على يقين ان قراءك ومعجبيك يتوسمون ان يلتقوك في نهاية المشوار، ولكن سبقتهم الانقاذ لملاقاتك عند مفترق الطرق، كما انتظرت سلطة الانقاذ كبيركم الطيب صالح عند سرير المرض، وهي في هذه الحالة الهستيرية لم تكل ولم تمل لاصطياد الموسيقار العملاق محمد عثمان وردي وطاردته حياً وميتاً، فأنتظرته على حافة القبر. هذه المرة اسمح لنا يا استاذنا بشرى الفاضل، ان نرد لك هذه الصورة المقلوبة التي اخذها لك مستشارو وخبراء واختصاصيو الغول في الانتهاز بمهارة وعناية فائقة، من على منصة "شركة زين. لقد تسمر الكثيرون امام التلفاز وهم يشاهدون احدى "حسناوات" شركة زين وهي تصطحبك بطريقة هوليود الانيقة نحو استلام الجائزة المشروخة و"المشروطة" بوضع يدك على يد علي عثمان والفاتح عروة وما ادراكهما، (وايد على ايد تجدع بعيد)، وكم تمنيت في تلك اللحظة، ان تهرب منك هذه المسافة الفاصلة بينك وبين هؤلاء وتطول وتطول، وتمتمت، عندما مددت يدك لتصافح علي عثمان: هل هذه هي نفس اليد التي كتبت (في التنك) ام اصبح (فشنك) وانا في حالة من الذهول، ونفسي في داخلك اعاين، قبل ان تودعك هذه "الحسناء" الى مثواك قبل الاخير. الصادق عبد الباقي الفضل الرياض Sadig Fadul [[email protected]]