تباهى د . محمد وقيع الله في أكثر من مقال كتبه وبفخر شديد بواقعة صفعه لضابط من ضباط الأمن عندما تواقح هذا الضابط بشتمه وتهديده بأنه لن يستطيع السير في شوارع الخرطوم إلا بالحراسة "لا استطيع تحديد المقالات ولكن بالرجوع إليها في موقع سودانا يل يمكن تحديدها بكل دقة " . ولكن في مقاله الأخير " دلالات كذب وزير الداخلية السوداني " زاد د . وقيع الله من المحلبية حبتين " تعبير شعبي يستخدمه السودانيون للإشارة إلى من يبالغ في الأمر " عندما أضاف أن بطولته بصفع هذا الضابط الفاسد المفسد لم يرا الناس مشهدا مثيرا مثلها من قبل ، بل واعتبرها أول حادثة في تاريخ السودان يقدم فيها مواطن عادي مثله على صفع ضابط مجرم من ضباط جهاز الأمن والمخابرات صفعتين عنيفتين على حد وصفه وتوثيق هذه الحادثة بهذا التوصيف وبهذه الثقة المتناهية تحتاج إلى أدلة مقنعة تقطع فعلا بان د. وقيع الله لم يسبقه عليها احد من قبل وهذه بالقطع فيها كثير من المبالغة ، ولا أظن انه أقدم عليها بهذه الجرأة إلا بعد مراجعة دقيقة لسجلات الشرطة وجهاز المخابرات الوطني في هذا الميدان تبين له منها انه فعلا أول مواطن سوداني عادي يقدم على صفع ضابط شرطة . فهل فعلا تمت هذه المراجعة التي بينت له انه يستحق هذا السبق ؟ الإجابة بكل تأكيد عند د. وقيع الله !! ولكن لندع مجال الريادة في صفع ضابط الأمن جانبا ولنذهب إلى مسرح مابعد الصفعة . . من يصدق أن ضابط الأمن بكل قوته وجبروته وحصاناته التي تقيه من كل كرب وبلاء ، ينكمش ويتضاءل إلى مستوى يدفعه لتفادي النظر إلى د. وقيع الله وطاطاة رأسه بل ويطرق في الأرض في هوان كلما وقع بصره عليه ! ! من يصدق ذلك ؟ ! ! وهل يقبل جهاز الأمن والمخابرات أن يعمل بين صفوفه من هو بهذا الخضوع والخنوع لدرجة طاطاة الرأس ؟ وهم الذين يتلقون تدريبا عاليا في كيفية تعذيب الخصوم وهزيمتهم معنويا قبل اللجوء والإقدام على استخدام ما يتوفر بين أيديهم من الات القمع والتعذيب الأخرى كلما استدعى الأمر ذلك . لا يمكن أن نصدق رواية د. وقيع الله إلا في حالتين فقط : إما أن يكون ضابط الأمن قد اكتشف لاحقا أن د. وقيع الله يعمل معه في جهاز الأمن والمخابرات بدرجة ورتبة رفيعة " وأرجو أن أكون مخطئا في ظني " دفعته إلى أن يطاطي رأسه كلما شاهد د. محمد وقيع الله متجولا بين ردهات مبنى الأمن والمخابرات . او في الحالة الثانية أن يكون د. وقيع الله مسنودا بشخصية نافذة وموثرة في هذا الجهاز عمدت على توبيخ ضابط الأمن على تعامله الوقح مع د. وقيع الله وطلبت منه أن يلتزم حدوده وأدبه عند اى سانحة يقع نظره فيها على د. وقيع الله . والأمر الغريب والمثير للدهشة أن يدعو د. وقيع الله في نهاية مقاله " بعد أن وضع أمر الريادة في جيبه " أفراد الشعب السوداني بعدم الاعتداء على أفراد الشرطة أو على ضباط جهاز الأمن والمخابرات . ذلك يعني " حسب خيارات د. محمد وقيع الله المتاحة " أن ليس أمام الآخرين الذين يجدون أنفسهم في نفس موقفه إلا خيار أن يكونوا " أبا عزيزي سوداني " فيتلقون الهوان ويحرقون أنفسهم . ويبقى الإباء والعزة لد. وقيع الله وحده ! ! وتظل حادثة صفعه لضابط الأمن والمخابرات الأولى والأخيرة لا ينافسه عليها احد ! ! عموما إذا كان د. وقيع الله ما زال يرى انه الوحيد الذي أقدم على صفع ضابط امن ومخابرات لأنه تواقح بشتمه وتهديده في دولة السودان بمساحاته الواسعة الممتدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب فأنني شاهدت بأم عيني مواطنا سودانيا خلال إقامتي في دولة خليجية يرد على رجل امن اعتدى عليه أمام جمع غفير من الناس بصفعه على وجهه بذ ات الطريقة والأسلوب الذي استخدمه رغم أنني لا اؤيد مثل هذا السلوك الشاذ لكن رجل الأمن هو من دفعه إلى ذلك فتوالت اللكمات بين الطرفين حتى تكالب عليه عدد أخر من الجنود واقتادوه مقيدا إلى مخفر الشرطة . سقت هذه الحادثة رغم رفضي واستهجاني الشديدين لمثل هذا السلوك كما أسلفت حتى أوضح لد. وقيع الله إن من استطاع أن يصفع رجل امن خارج وطنه لن يعجزه فعل ذلك داخل وطنه عندما يدفعه استفزاز سافر من رجل امن تعدى حدوده وصلاحياته القانونية الممنوحة لست أنت الوحيد ياد. وقيع الله الذي يمكنه فعل ذلك وحواء والدة وتواضع قليلا . . وليس هذا هو الميدان والمجال الذي يتنافس فيه أمثالك من الكتاب والمفكرين الذين حباهم الله بنعمة العلم وبالقدرة على التفكر والتدبر ، وكان الأجدر ان تعلم الناس كيف ومتى يكظمون غيظهم ، وكيف يحسنون التصرف في مثل هذه الحالات ؟ . . تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمنا ذلك حينما قال : " من كظم غيظا وهو قادر أن ينفذه دعاه سبحانه على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العبن ما يشاء " وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : " ليس الشديد بالصرعة . . إنما الشديد الذي يملك نقسه عند الغضب " والصرعة أصله عند العرب من يصرع الناس كثيرا . وروى ابوهريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي أوصني فقال : " لا تغضب " وردد مرارا " لا تغضب " . . والتأصيل الذي كثر الحديث حوله في العقدين الماضيين وتم ترديده على لسان من يسعون لنشر مشروعهم الحضاري لا يقف عند حد السياسة والحكم والاقتصاد والتجارة والتعامل المصرفي والتشريع القانوني . . الخ ، وإنما يشمل مجالات أخرى هامة يرتكز عليها المشروع الحضاري برمته وعلى رأسها التربية والأخلاق وان يضربون أروع الأمثال في ذلك بدلا من استعراض مهارات ضرب الكفوف والسعي الحثيث لتسجيلها في موسوعات القياس المحلية والعالمية . [email protected]