مرة اخري لأبناء البطانة بالمليشيا: أرفعوا ايديكم    موسى محمد أحمد يؤكد موقفهم الداعم للقوات المسلحة واحتفالات في الفاشر    تأخير مباراة صقور الجديان وجنوب السودان    شاهد.. الفنانة عشة الجبل تطلق أغنية جديدة تدعم فيها الجيش وتسخر من قوات الدعم السريع: (قالوا لي الجيش دخلا الدعامة حطب القيامة جاهم بلاء)    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالفيديو.. وسط دموع الحاضرين.. رجل سوداني يحكي تفاصيل وفاة زوجته داخل "أسانسير" بالقاهرة (متزوجها 24 سنة وما رأيت منها إلا كل خير وكنت أغلط عليها وتعتذر لي)    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    من سلة غذاء إلى أرض محروقة.. خطر المجاعة يهدد السودانيين    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    تفشي حمى الضنك بالخرطوم بحري    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطيب زين العابدين: أضعفت الاثنية والجهوية الهمة القومية وكادت أن تلتهمها .. حوار: صلاح شعيب
نشر في سودانيل يوم 21 - 06 - 2009

الطيب زين العابدين: أضعفت الاثنية والجهوية الهمة القومية وكادت أن تلتهمها ..
الدكتور صدقي كبلو: يجب التفاؤل دائما في أسوأ الظروف وإلا أصبح النضال من أجل التغيير من غير فائدة
حوار: صلاح شعيب
منتدى الأحداث (6)
البروفيسور الطيب زين العابدين:
أضعفت الاثنية والجهوية الهمة القومية وكادت أن تلتهمها
أرجح أن يقرر الاستفتاء الانفصال
فكرة السودان الجديد ماتت بموت جون قرنق
سلطة الانتخابات ستحدث ديناميكية سياسية قابلة للتطور
حوار: صلاح شعيب
الاسئلة التي يثيرها (منتدى الأحداث) تهدف إلى معرفة آراء الخبراء، والأكاديميين، ونشطاء المجتمع المدني في بعض القضايا والمواضيع التي فرضت نفسها في واقع الجدل السياسي، بعضها منذ الإستقلال وأخرى جاءت في السنين الأخيرة، ولا زالت معلقة ولم تجد حلولا ناجعة من قبل الحكومات المتعاقبة. في الأيام السابقة إستضفنا عددا من الناشطين، كل في مجاله، لمعرفة تصوراتهم ورؤاهم حول الكيفية التي بها يمكن معالجة هذه القضايا، وإشباع هذه المواضيع حوارا بين النخب المتعددة في مشاربها الفكرية والسياسية والإثنية والثقافية والإجتماعية. وسنواصل هذه الحوارات بأمل خلق مساحة لحرية التداول، تتنوع فيها الآراء ليحدد القراء مواقفهم من الإجابات المطروحة بكل حرية وموضوعية سواء من المنتمين إلى هذه التيارات السياسية أو تلك. وإنطلاقا من قاعدة (الحرية لنا ولسوانا) نأمل أن نتيح الفرصة لكل ألوان الطيف السياسي والثقافي دون إنحياز، كما نأمل أن تجد كل هذه الآراء طريقها للنشر ليستخلص القراء الكرام المفيد منها في معرفة عمق التباين في أفكار ومرجعيات النخب السودانية في تحليلها عند الإجابة على هذه الاسئلة، والتي هي لا تمثل كل الاسئلة الضرورية التي تشغل ذهن الرأي العام والمنتمين لهذه التيارات. إن الهدف الأساسي من فكرة (منتدى الأحداث) هو تعزيز ثقافة الحوار الديمقراطي حول هموم وأسئلة المهتمين بالقضايا الوطنية، وكذلك تعميق أمر الإعتراف بالآخر، والاستنارة برؤى الناشطين في حقول الحياة السودانية مهما كان الإختلاف الفكري معها. وسيواصل المنتدى في المستقبل التطرق لكل القضايا الحيوية. وفي هذه المساحة نقرأ معا إجابات الدكتور الطيب زين العابدين الأكاديمي، والكاتب، والمحلل السياسي على أسئلة (منتدى الأحداث):
*هل ترى أن هناك أزمة في فهم الهوية السودانية ما دعا النخب المتعلمة إلى الفشل في إنجاز مشروع الدولة السودانية؟
()أرى أن هناك أزمة في التوافق على تصور هوية سودانية جامعة تأخذ وقتها قبل أن تكون واقعا معيشا في حياتنا، وأن ذلك ساهم في إضعاف مشروع الدولة السودانية الذي يحتاج إنجازه إلى عقود من الإستقرار السياسي. إن النخب المتعلمة مسؤولة الى حد كبير من هذا الفشل.
*كيف تقرأ المستقبل السوداني على ضوء مجريات الواقع السياسي، هل هناك ما يدعو إلى التفاؤل في ما يتعلق بالوصول إلى حل للإشكال المجتمعي السوداني التاريخي؟
()لا يبشر الواقع السياسي بخير، ولكن الإنسان بطبعه المتعلق بالحياة ينزع الى التفاؤل كما أن الايمان بالله يجعل المرء لا يقنط من رحمته، ولأن هناك بذرة خير في أهل السودان تجعلهم لا يستحقون هذا المستقبل المظلم. كما ترى فهو تفاؤل مرتبط بالغيب أكثر منه بالواقع.
*ما هي تصوراتكم لحل أزمة دارفور، وكيف يمكن الوصول إلى سلام دائم؟
()أرى الاستجابة لطلبات الفصائل المسلحة فى قضايا الاقليم ومنصب نائب الرئيس وقسمة السلطة والثروة بقدر حجم دارفور السكانى وبعقد مؤتمر دارفورى جامع للاتفاق على المشاكل المحلية. المشكلة هي تشظي الفصائل الدارفورية وأطماعها الذاتية.
*هل ترى أي غياب في القيادة السياسية الوطنية المجمع عليها والقادرة على وضع التصورات الفكرية لما ينبغي أن يكون عليه واقع الدولة السودانية؟
()أزمة السودان الأولى هي القيادة السياسية الناضجة الواعية التى تتجاوز المطامع الحزبية والشخصية وتنزع الى بناء دولة ووطن. المشاكل واضحة ولا تحتاج الى عبقرية فكرية بقدر ما تحتاج الى إرادة سياسية.
*الإستفتاء على تقرير المصير: إلى أي مدى يمكنك التفاؤل بنتيجته فيما خص وحدة السودان، وإذا قدر للجنوب الإنفصال هل تتوقع أن تموت فكرة (السودان الجديد) التي دعا إليها الزعيم السوداني الراحل جون قرنق؟
()أرجح أن يقرر الاستفتاء الانفصال، أظن أن فكرة السودان الجديد ماتت بموت جون قرنق، وهي حاليا مجرد شعار فارغ لا تحس به في سياسات الحركة الشعبية العملية. واذا حدث الانفصال فسيختفى الشعار نفسه.
*هل أضعف بروز التيارات والأفكار (الإثنية أو الجهوية) إلى سطح العمل السياسي الهمة القومية في كل مناحي الحياة، وهل ترون أن هذه التيارات والأفكار ستختفي في حال الوصول إلى سلام دائم في كل أنحاء القطر عبر تسوية قومية؟
()أضعفت الإثنية والجهوية الهمة القومية وكادت تلتهمها! واذا حدث سلام دائم لن يؤدى الى اختفاء الاثنية والجهوية إلا إذا صاحبته إستعادة الأحزاب لحيويتها القومية ووجدت قيادات جديدة ذات أفق بعيد ويحتاج ذلك الى بعض الوقت.
*الانتخابات القادمة في فبراير 2010 ، هل تستطيع أن تحدث تغييرات جوهرية في طبيعة العمل السياسي الحكومي والمعارض، خصوصا إذا دخلت قوى المعارضة في تحالف ضد المؤتمر الوطني؟
()لن تحدث تغييرات جوهرية لأن ميزان القوة يصب في مصلحة المؤتمر الوطنى فى الشمال والحركة الشعبية فى الجنوب، سيستمر هذا الوضع الى حد ما بعد الانتخابات، ولكن مجرد الوصول الى السلطة عن طريق الانتخابات بدلا من البندقية سيحدث ديناميكية سياسية قابلة للتطور ولاحداث التغيير. تحالف المعارضة سيضعف من هيمنة المؤتمر الوطنى ولكن لن يسقطه من السلطة، ولا أتوقع تحالفا عريضا للمعارضة على كل المستويات، ربما على مستوى رئاسة الجمهورية وحتى هذا قد لا يسقط مرشح المؤتمر.
*فكر الاحزاب والتنظيمات السياسية: هل يتحمل نتيجة الفشل السياسي، أم أن قواعد هذه الاحزاب تتحمل أسباب ضمور هذه الأحزاب ما أدى إلى فشل قياداتها؟
فكر الأحزاب وقياداتها وأطماعها الآنية هى أسباب الفشل السياسى، كما يعزى الى الطبيعة السودانية وعصبياتها المختلفة وأوضاع البلاد الاقتصادية.
*أيهما أقوى تاريخيا في تجربة دولة ما بعد الاستقلال: صراع الهوامش الجغرافية مع الدولة المركزية، أم صراع الآيدلوجيا والدولة؟
()أظن صراع الهوامش مع الدولة المركزية هو المشكلة الكبرى. لقد برهن أهل الايدلوجيات فى اليمين واليسار أنه صراع نظرى وعندما يتحملون المسؤولية يتصرفون ببراجماتية أقرب للانتهازية، ولا فرق يذكر بين هؤلاء وهؤلاء!
*المثقف سوداني: ماهي حسناته وعيوبه وهل يتحمل بعض الوزر في فهم كيفية العلاقة بين السلطة والمثقف ما بعد فترة الاستقلال؟
()المثقف السودانى إن صحت التسمية يتحمل معظم الوزر لأنه لم يؤد دوره الريادى في توعية المجتمع وقيادته ولأنه يتسم بانتهازية وأنانية في السلوك.
منتدى الأحداث (7)
الدكتور صدقي كبلو:
يجب التفاؤل دائما في أسوأ الظروف وإلا أصبح النضال من أجل التغيير من غير فائدة
صراع الهامش مع المركز هو أيدلوجي أيضا
هناك مثقفون بحثوا عن ترقية أنفسهم وهناك من وظف قدراته لخدمة الديكتاتوريات
وحدة المعارضة يجب ألا تتم في الغرف المقفولة فقط
حوار: صلاح شعيب
الاسئلة التي يثيرها (منتدى الأحداث) تهدف إلى معرفة آراء الخبراء، والأكاديميين، ونشطاء المجتمع المدني في بعض القضايا والمواضيع التي فرضت نفسها في واقع الجدل السياسي، بعضها منذ الإستقلال وأخرى جاءت في السنين الأخيرة، ولا زالت معلقة ولم تجد حلولا ناجعة من قبل الحكومات المتعاقبة. في الأيام السابقة إستضفنا عددا من الناشطين، كل في مجاله، لمعرفة تصوراتهم ورؤاهم حول الكيفية التي بها يمكن معالجة هذه القضايا، وإشباع هذه المواضيع حوارا بين النخب المتعددة في مشاربها الفكرية والسياسية والإثنية والثقافية والإجتماعية. وسنواصل هذه الحوارات بأمل خلق مساحة لحرية التداول، تتنوع فيها الآراء ليحدد القراء مواقفهم من الإجابات المطروحة بكل حرية وموضوعية سواء من المنتمين إلى هذه التيارات السياسية أو تلك. وإنطلاقا من قاعدة (الحرية لنا ولسوانا) نأمل أن نتيح الفرصة لكل ألوان الطيف السياسي والثقافي دون إنحياز، كما نأمل أن تجد كل هذه الآراء طريقها للنشر ليستخلص القراء الكرام المفيد منها في معرفة عمق التباين في أفكار ومرجعيات النخب السودانية في تحليلها عند الإجابة على هذه الاسئلة، والتي هي لا تمثل كل الاسئلة الضرورية التي تشغل ذهن الرأي العام والمنتمين لهذه التيارات. إن الهدف الأساسي من فكرة (منتدى الأحداث) هو تعزيز ثقافة الحوار الديمقراطي حول هموم وأسئلة المهتمين بالقضايا الوطنية، وكذلك تعميق أمر الإعتراف بالآخر، والاستنارة برؤى الناشطين في حقول الحياة السودانية مهما كان الإختلاف الفكري معها. وسيواصل المنتدى في المستقبل التطرق لكل القضايا الحيوية. وفي هذه المساحة نقرأ معا إجابات الدكتور صدقي كبلو الناشط السياسي والأكاديمي والكاتب والإقتصادي على أسئلة (منتدى الأحداث):
*هل ترى أن هناك أزمة في فهم الهوية السودانية ما دعا النخب المتعلمة إلى الفشل في إنجاز مشروع الدولة السودانية؟
()الأزمة ليست في فهم الهوية السودانية، الأزمة في تبني مفهوم للهوية السودانية يعمل لترسيخ سيادة وهيمنة التحالف الطبقي الذي شكل الدولة السودانية منذ الإستقلال وقد إستطاعت القوى الديمقراطية وقوى المناطق المهمشة والأقل نمو أن تخترق ذلك البناء الأيديولوجي للهوية وتطرح تركيبا جديدا يقوم على الهوية السودانية المتعددة والتي تعترف بالتعدد الثقافي والسياسي والعرقي وبتعدد اللغات مما يمهد لتأسيس دولة سودانية ديمقراطية على أساس حقوق المواطنة المتساوية المعترفة بالتعدد.
محاولة إختصار المسألة بأنها فهم نخبة تاريخيا غير صحيح، هو فهم أيديولوجي يعبر عن مصالح فئات طبقية كانت تريد الحفاظ على هيمنتها وسيادتها وسيطرتها على الدولة السودانية وتوزيع الموارد والثروات، والدولة التي أنشأتها هذه الفئات تعاني أزمة، فإما التغيير لدولة جديدة أو تشظي الدولة السودانية وتقسيمها. ليس أمامنا الخيار فنحن في وضع طارق إبن زياد فإما الوحدة على أسس جديدة أو التشظي.
*كيف تقرأ المستقبل السوداني على ضوء مجريات الواقع السياسي، هل هناك ما يدعو إلى التفاؤل في ما يتعلق بالوصول إلى حل للإشكال المجتمعي السوداني التاريخي؟
()يجب التفاؤل دائما في أسوأ الظروف وإلا أصبح النضال من أجل التغيير من غير فائدة، المناضلون من أجل التغيير يرون دائما ضوء في الأنفاق المظلمة ويسعون لكي ترى الجماهير ذلك الضوء فيحثون السير نحوه. والواقع السياسي ليس واقعا ثابتا غير قابل للتغيير، هو واقع متغيروفقا لنشاطنا ونشاط غيرنا، والحركة السياسية الديمقراطية لم تستسلم ولن تستسلم وتسعى للتغيير وتسير نحوه بثبات رغم البطء في ذلك، وجور المعركة، المأمول هو أن تعيد الجماهير قدرتها على التنظيم المستقل والمقاومة وإسترداد منظماتها المطلبية والمدنية وإعادة بناء تنظيماتها السياسية وخوض المعارك الصغيرة.
الواقع السوداني الآن ملئ بالمعارك من أجل السلام والتحول الديمقراطي وما تنتج عنه هذه المعارك سيؤثر سلبا أو إيجابا على الإنتخابات ونتائجها، ولكن مهما تكون النتائج هنا وهناك فالعمل السياسي من أجل التحول الديمقراطي وترسيخ الديمقراطية والسلام الدائم والتنمية المتوازنة سيتواصل و(السايقة واصلة) كما يقول أهلنا.
*ما هي تصوراتكم لحل أزمة دارفور، وكيف يمكن الوصول إلى سلام دائم؟
()حل مشكلة دارفور ممكن بالإستجابة لمطالب شعب دارفور والتي تتمثل في الإقليم الواحد، النصيب العادل في الثروة والسلطة وتعويض الضحايا وضمانة سلامة العائدين من اللاجئين والنازحين إلى قراهم ومناطقهم التي هاجروا أو نزحوا أو طردوا منها، وعدم السماح بتغيير الخريطة الديمغرافية والإستيلاء على الأرض بالقوة وتشكيل إدارة قوية للموارد.
*هل ترى أي غياب في القيادة السياسية الوطنية المجمع عليها والقادرة على وضع التصورات الفكرية لما ينبغي أن يكون عليه واقع الدولة السودانية؟
()القيادة السياسية الوطنية تتشكل خلال النضال والمعارك اليومية، وهناك غياب لهذه المعارك اليومية من أجل القضايا المعلقة كإستكمال السلام والتحول الديمقراطي وتحسين أحوال المواطنين وتحسن خدمات الصحة والتعليم.
*الانتخابات القادمة في فبراير 2010 ، هل تستطيع أن تحدث تغييرات جوهرية في طبيعة العمل السياسي الحكومي والمعارض، خصوصا إذا دخلت قوى المعارضة في تحالف ضد المؤتمر الوطني؟
()السبيل الوحيد لإحداث تغيير عبر الإنتخابات هو وحدة المعارضة التي تسعى لترسيخ الديمقراطية تصفية الحكم الشمولي، ووحدة المعارضة يجب ألا تتم في الغرف المقفولة فقط بل لا بد أن تتم في الشارع ووسط الجماهير ومن خلال معاركها لكي تصبح الإنتخابات أداة للتغيير. يجب أن تكون نتيجة لتصعيد العمل السياسي.
*الإستفتاء على تقرير المصير: إلى أي مدى يمكنك التفاؤل بنتيجته فيما خص وحدة السودان، وإذا قدر للجنوب الإنفصال هل تتوقع أن تموت فكرة (السودان الجديد) التي دعا إليها الزعيم السوداني الراحل جون قرنق؟
()أنا متفائل لنتيجة الإستفتاء، ويجب أن نكون كلنا متفائلين وأن يرتبط تفاؤلنا بالنشاط السياسي الإيجابي لكسب معركة الإستفتاء وأن طرح المسألة كأنها قد تقررت، وفقط نحن في إنتظار كشف القرار يضر بالعمل السياسي الوحدوي، المسألة لم تحسم بعد ويعتمد حسمها على نشاطنا وعملنا.
*هل أضعف بروز التيارات والأفكار (الإثنية أو الجهوية) إلى سطح العمل السياسي الهمة القومية في كل مناحي الحياة، وهل ترون أن هذه التيارات والأفكار ستختفي في حال الوصول إلى سلام دائم في كل أنحاء القطر عبر تسوية قومية؟
()على العكس أنا أجد في ظهور ما أسميه قوى الهامش وبروز حركات تعبر عن جماهير المناطق الأقل نموا والتي عانت من ظلم في قسمة الثروة والسلطة والتنمية، أرى في ذلك شئ إيجابي يولد أملا في التغيير الوطني نحو سودان أكثر ديمقراطية ونموا وعدلا، وسودان تقوم وحدته على القناعة والشراكة والمواطنة ذات الحقوق المتساوية.
*فكر الاحزاب والتنظيمات السياسية: هل يتحمل نتيجة الفشل السياسي، أم أن قواعد هذه الاحزاب تتحمل أسباب ضمور هذه الأحزاب ما أدى إلى فشل قياداتها؟
()المسألة في تقديري متعلقة بغياب الديمقراطية لفترات طويلة من الحياة السياسية وسيادة الحكم الديكتاتوري والشمولي، فالديمتاتوريات حكمت السودان 42 عاما أجبرت خلالها الأحزاب للعمل السري أو الإعتماد فقط على قياداتها في العمل. الديكتاتوريات مسؤولة عن التخلف السياسي والإقتصادي في البلاد، تخلف الأحزاب وضعفها نتيجة للديكتاتوريات. الأحزاب تتكون وتطور برنامجها وتلتحم بعضويتها وتعزز الديمقراطية داخلها من خلال الديمقراطية.
أيهما أقوى تاريخيا في تجربة دولة ما بعد الاستقلال: صراع الهوامش الجغرافية مع الدولة المركزية، أم صراع الآيدلوجيا والدولة؟
()لا أدري ماذا تقصد بصراع الآيدلوجيا فصراع الهامش مع المركزهو صراع آيدلوجي أيضا، أي صراع إقتصادي وسياسي يحمل في طياته صراعا آيدولوجيا. بل أذهب للقول أن كل هذه الصراعات ذات طابع طبقي وهي في النهاية صراعات بين التحالف الطبقي الذي سيطرعلى الدولة السودانية منذ الإستقلال وجماهير المزارعين في القاع الحديث والتقليدي وفقراء المدن من عمال وحرفيين وعاملين بأجر، سيستمر هذا الصراع بطرق مختلفة حتى يحدث تغيير يستجيب لمطالب الكادحين من مزارعين ورعاة وعمال وأفندية.
*المثقف سوداني: ماهي حسناته وعيوبه وهل يتحمل بعض الوزر في فهم كيفية العلاقة بين السلطة والمثقف ما بعد فترة الاستقلال؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.