قال جنوب السودان يوم السبت انه صد محاولة للجيش السوداني لاستعادة منطقة هجليج المنتجة للنفط المتنازع عليها مما يوسع من نطاق مواجهة قربت الجانبين من الدخول في حرب شاملة. وانتزعت قوات جنوب السودان السيطرة على حقل هجليج النفطي قرب الحدود يوم الثلاثاء مما اثار ادانة واسعة النطاق من القوى العالمية وتعهدات بالرد من جانب الخرطوم. وقال الجيش السوداني في وقت متأخر مساء الجمعة ان قواته تتقدم صوب منطقة هجليج الحيوية للاقتصاد السوداني حيث يوجد بها حقل ينتج نحو نصف انتاجها النفطي البالغ 115 الف برميل يوميا. وأبلغ بارنابا ماريال بنجامين وزير الاعلام في جنوب السودان رويترز "حاولوا مهاجمة مواقعنا على بعد نحو 65 كيلومترا شمالي هجليج الليلة الماضية الا أنه تم احتواء الوضع... هجليج ما زالت تحت سيطرتنا." ولم يرد المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد على هاتفه المحمول عندما اتصلت به رويترز يوم السبت. وجعل القتال طرفي الحرب الاهلية السابقة اقرب للعودة الى صراع شامل من اي وقت مضى منذ انفصال الجنوب في يوليو تموز ووجه ضربة لاقتصاد السودان الضعيف بالفعل. في غضون ذلك قال تجار عملة ان الجنيه السوداني سجل أدنى مستوى في السوق السوداء مع تدافع الناس على تحويل المدخرات الى الدولار. وفقد السودان بالفعل ثلاثة ارباع انتاجه من النفط عندما انفصل الجنوب مما رفع تكلفة الواردات وأسعار المواد الغذائية. واوقف جنوب السودان انتاجه من النفط بالكامل البالغ 350 الف برميل يوميا في يناير كانون الثاني لعدم الاتفاق على حجم الاموال التي يجب ان يدفعها مقابل تصدير نفطه عبر خطوط انابيب تمر بالسودان. وتقول جوبا انها لن تنسحب من هجليج الا اذا انتشرت قوات للامم المتحدة لمراقبة وقف لاطلاق النار. وقضت الازمة على الامال بأن يتمكن البلدان من الوصول الى اتفاق سريع بشأن القضايا المتعلقة بالانفصال عن طريق المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الافريقي. وانسحبت الخرطوم من المفاوضات بعد سيطرة الجنوب على هجليج. ومنذ تصويت الجنوب على الانفصال عن السودان العام الماضي فشل الجانبان في حل قضايا من بينها ترسيم الحدود التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر واقتسام الدين الوطني ووضع المواطنين في كل جانب. وخاض البلدان واحدا من اطول واكثر الصراعات دموية في افريقيا. ولقي نحو مليوني شخص حتفهم في الحرب