جمعتني جلسة برئيس نادي الهلال الأسبق صلاح إدريس .. يمكن أن أقول عنها جلسة هادئة حرصت من خلالها علي تأكيد تواجدي كصحفي .. وهذه مهمة للغاية بعد إختلاط الحابل بالنابل بالدرجة التي غابت فيها الفواصل بين الإداريين والصحفيين وصار الصحفي في موقع الإداري يرسم ويخطط السياسات ويحدد مايجب فعله ومالايجب .. وصار الإداري في موقع الصحفي يحدد سياسة التحرير ويتحكم في مايكتب ومالايكتب ومن يعمل في الصحيفة ومن لايعمل .. وهي قصة طويلة بها تفاصيل مثيرة عن هذا الواقع المنهار سأعود إليه بتفاصيل أكبر .. المهم أنني جلست إلي من كان رئيسا أسبق لنادي الهلال بهذه الصفة وبدأت في طرح الأسئلة بسؤال مباشر لصلاح إدريس حكمت الهلال عدد من الدورات هل تعتقد أنك نجحت بأي قدر في وضع نظام إداري بنادي الهلال؟ أجابني الرجل بلغة الواثق : بكل تأكيد فالنظام الذي وضعته يعتبر الأنسب والأفضل لنادي كبير في قامة الهلال الذي لايقل عن أكبر الأندية في العالم .. هل يمكن أن تحدد لي ملامح أو خطوط عريضة لهذا النظام الإداري .. أولا من أول دورة تسلمت فيها رئاسة النادي كونا عدد من اللجان المساعدة للمجلس وكان هدفنا إشراك أكبر عدد ممكن من الكفاءات الهلالية في القرار .. قاطعته بقولي ولكن النتيجة أو المحصلة النهائية أنك أصبحت كل اللجان وصار النادي يدار من الخارج وبموظفين لاعلاقة لهم به من قريب أو بعيد؟ (الكلام ده جبتو من وين؟) الكلام معروف ومقرؤ ومسموع ومرئي ؟ ماصاح .. نادي الهلال كان يدار من الداخل وحتي إذا إستعنا بأشخاص من خارج النادي هذا لايعني خلل في النظام .. كيف إذا كان الشخص أو الأشخاص يحكمون الهلال دون علم المجلس وهو يعني من جانب آخر أن النادي يسير بمزاج فرد هو أنت وهذا ضرب للمؤسسية في مقتل إلا إذا كان لك مفهوم آخر للمؤسسية أو تعريف آخر لكلمة مجلس إدارة والغريب أنك رجل مال وأعمال ويفترض أنك تدير مؤسساتك وفق نظام ومنهج إداري معروف .. أجابني : لا أتفق معك أن الأمور كانت تتم بهذه الصورة في النادي .. قلت له هناك رأي أو آراء من داخل مجالسك التي ترأستها بعدم وجود إدارة من الأساس بمعني غياب الإجتماعات الدورية إلا في حالات نادرة تذكر علي أصابع اليد الواحدة وشهدت فترتك خصام بين الأعضاء وصل وسائل الإعلام وهذه الصورة مكررة في كل المجالس التي ترأستها وكنت في كل الحالات طرفا في الصراعات بإنحيازك لطرف علي حساب الآخر .. فأجابني بقوله : الخلافات أمر طبيعي يحدث في كل موقع ومؤسسة ولايعتبر خصما عليها .. سألته هل تراها طبيعية في كل المجالس أم مع المجالس التي ترأستها فقط ؟ أجابني : لم أفهم .. فشرحت له الشاهد أنك تستنكر الخلافات في المجالس الأخري وتعتبرها خصما عليها بل إنك تستند عليها للمطالبة برحيلها إليس في ذلك تناقض ؟ إكتفي بالقول (لايوجد تناقض) ولم يزد .. دعني أذهب معك في الحديث لإتجاه آخر فشلت في الجانب .. قاطعني بقوله : لم أفشل ولم تثبت ذلك .. جميل.. بعيدا عن الجدل فشلت في إدارة الملف المالي في النادي والذي يعتبر كارثة حقيقية ويمكن أن يدرس للطلبة في الجامعات كنموذج .. فقد غادرت النادي بطريقة درامية عنوانها الهروب تاركا ديونا ثقيلة لم تسدد حتي الآن .. فقد وجد المجلس (المعين) والمجلس أرقاما فلكية في الجانب المثبت .. هذا غير الديون التي لم تثبت حتي الآن بمستندات بمافيها مطالباتك المالية بماذا تعلق؟ عادي أن تكون هناك ديون هكذا أجاب .. سألته ولكن هذا يعني من جانب أنك لم تدفع شيئا للنادي واللاعبين والفنادق والشركات والأفراد .. فكيف كنت تدير النادي خاصة وأنك دخلت من بوابة المال بصفة الداعم ؟ لم يجب صمت فترة .. ودعمت سؤالي بسؤال آخر هل كنت تديره بالديون؟ لم يجب قلت له سؤال أخير كل هذه المؤشرات التي تؤكد أن فترتك كانت الأسواء في تاريخ النادي ومع ذلك تفكر في العودة مرة أخري بأي وجه وماذا ستقدم أسواء مماقدمت؟ وإفترقنا بعد أن جمعنا خيال الكاتب. hassan faroog [[email protected]]