(رحل الطغاة في كل الدول فمتي ترحل ياغارزيتو) قد لايتخيل أحد أن هذه الكلمات مكتوبة في لافتة رفعت أثناء المباراة التي جرت أمس الأول بين الهلال وفريق الشلف الجزائري في البطولة الأفريقية للأندية أبطال الدوري .. وقد لايتخيل أحد أن القذارة والإنحطاط وصلا بالبعض أن يأتي للمباراة وهو يمني النفس بهزيمة الهلال وينتظر علي أحر من الجمر حتي يتحقق المراد ليرفع لافتات الخزي والعار التي كتبت بليل .. والتي تأكد أنها ظلت تكتب علي الدوام قبل كل مباراة يؤديها الهلال تترقب النتيجة السالبة لتنصب صيوانات الفرح .. من هم هؤلاء ؟ ومن أين أتوا؟ من أين أتت هذه النفوس الخربة المريضة التافهة المنحطة؟ هل هؤلاء رياضيون ؟ هل يعرفون معني الرياضة وأهداف الرياضة وقيم الرياضة ؟ أي مستنقع آسن لفظهم وقذف بهم إلي هذا الوسط ليخربوا ويدمروا وينشروا ثقافة الأخلاق الساقطة وليفرغوا الرياضة من معناها ويحولوها إلي ساحات حرب لتقضي علي الأخضر واليابس بعمل منظم كريه وبغيض صرف عليه ورسم له بعناية .. لايوجد أي عذر لهؤلاء حتي ولو رضوا لأنفسهم أن يكونوا قطيعا من الأغنام يقودهم راعي متخلف المفاهيم محدود التفكير لايتقن شيئا سوي الدمار والخراب .. أنظروا للغباء والجهل والتخلف في مضمون هذه اللافتة (رحل الطغاة في كل الدول فمتي ترحل ياغارزيتو) ولأن هؤلاء أغبياء بالفعل ومجرد قطيع يساق بدون تفكير ولاعلاقة لهم بكرة القدم من قريب أو بعيد حولوا المدرب الفرنسي غارزيتو إلي طاغية مثل مثل الطغاة في العالم وعبر التاريخ .. مدرب كرة قدم أصبح بأمر الجهل والإنحطاط طاغية لايختلف عن قتلة الشعوب وناهبي ثرواتها ومدمري مواردها من الفاسدين والمفسدين .. مادخل غارزيتو بهؤلاء ؟ غارزيتو مدرب محترم جدا تسبقه سيرة محترمة للغاية وسجله حافل بالإنجازات المشرفة يتقن عمله ولا يجامل ولا يتهاون ولن يخضع بكل تأكيد لمزاج مجموعة منفلتة من الرجرجة والدهماء ومن يقفون خلفهم .. القضية الآن في تقديري قضية جمهور الهلال الحقيقي الواعي القادر علي التمييز بين الأجندة الهدامة التي نخرت ولازالت تنخز مثل السوس في جسد الهلال لإنهاكه وقتله ودفنه لإرضاء غرور بعض الفاشلين الذين ملئوا هذا الجسد بالبثور والدمامل وغطوا صفحات تاريخه البيضاء ببقع سوداء .. علي هذا الجمهور القيام بدوره كاملا لحماية مكتسبات هذا الكيان بمحاصرتهم في المباريات وكشف مخططاتهم الخبيثة ومنعهم من تمريرها فالمعركة القادمة خطيرة للغاية وقد لايعلم هؤلاء الجهلة الطريق الذين يساقون إليه ويساق إليه الكيان لتحقيق بعض الرغبات المهتزة . رغم أن المباراة حملت كثير من النقاط التي تستحق التوقف عندها ومناقشة ما جري علي المستطيل الأخضر .. إلا أن ما جري أثناء المباراة من سلوك قبيح يثير الغثيان يتطلب أن تفسح له كل هذه المساحة ومساحات قادمة لأن الأمر لم يعد كرة قدم لأن كرة القدم لعبة في النهاية قامت علي النصر والهزيمة والتعادل ولم يوجد حتي هذه اللحظة الفريق القادر علي احتكار التفوق فيها يمكن أن تغضب للهزيمة وتهتف وتحبط وتيأس كل ذلك في إطار المنافسة والملعب ولكن عندما يخرج الأمر من الملعب ويتحول إلي روائح كريهة تملأ المكان وتفشل كل المحاولات لمنع الأنوف من (شم) نتانته فالسلاح يجب أن يكون غير السلاح والمثالية مع الفيروسات القاتلة لايفيد بل يزيد من تكاثرها بالدرجة التي يمكن أن تتوهم معها مثل مايحدث الآن أن قادرة علي فرض سلطتها علي من تريد دون أن يجرؤ أحد علي منعها أو الوقوف في مواجهتها .. مع العلم أن تعلم في قرارة نفسها أنها فيروسات هشة .. قذرة .. منحطة ووضيعة ويمكن إبادتها بكل سهولة .. فقط الأمر يحتاج الوعي بخطورة الوضع والنظر إلي ماحدث وسيحدث مستقبلا من الداخل وليس من الخارج فالقضية أكبر وأخطر من ذلك بكثير . hassan faroog [[email protected]]