تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظرية المؤامرة والوقوف ضد حق تقرير مصير شعب جبال النوبة (3 و4) .. بقلم: أمين زكريا
نشر في سودانيل يوم 06 - 05 - 2012

الأب فلب والأستاذ يوسف كوه محطات عظيمة لا يمكن تجاوزها فى نضال شعب جبال النوبة
و هل حققت أكتوبر1964 و ابريل 1985 تطلعات شعب الاقليم
قراءة تحليلية نقدية
Gogadi Amoga
أمين زكريا
[email protected]
قد لا يدرى البعض ان نضال شعب جبال النوبة التاريخى من أجل التحرر و تحقيق مكتسبات ايجابية قديم قدم المؤمرات التاريخية التى أشرنا اليها فى مقالاتنا السابقة، و بالتالى يمكن القول ان الثورة و ادبياتها أصبحت مسأله اقرب الى الجينية فى دماء شعب النوبة متى ما توفرت ظروفها المربوطة بالظلم والاستهداف و الابادة، و هى الحلقة المعرفية المفقودة فى قراءة واقع هذا الشعب، الذى يعتقد الكثيرين ان بساطته او طيبته او أميته، او اعادة انتاج البعض منه او قبوله للاخرين يعنى استغفاله او عدم وعيه لنظرية المؤامرة التى تحاك ضده. ولكن ما يميز شعب جبال النوبة هو قوة الصبر و التحمل و الرد لمن يعاديهم فى الزمان و المكان المحددين، فهو شعب قاد اكثر من 22 ثورة ضد المستعمر لوحده، استطاع ان يقبض أكبر تاجر رقيق فى المنطقة، فقد لا يعرف حتى كثير من النوبة انفسهم ثورة الكواليب و اسماء مثل كلبينو فى ثورة التيرا، و لا حرزاية زكريا و علاقتها بقبض الشين الحبرجك وسيط مؤسسات الجلابة فى تجارة الرقيق، و لايعرفون ثورة تالودى و مدلولاتها الاخلاقية و ثورة شاة و البرام و كرنقو و كجا و كيقا و ثورة هيبان و اطورو و الجبال السته و ثورات المورو و الاجانق و ثورة الدلنج و ثورة كادقلى وتلشى وكاو نارو و تقلى و المندل و الصبى و والى و تيما و جلد و تيمين و اللقورى و كمدا هذا بالاضافة لثورتى السلطان عجبنا و الفكى على الميراوى و الحركة الشعبية لتحرير السودان و التى تجسدت ثورتها فى كل الاقليم بمختلف اثنياته المتنوعة و مواقعه الجغرافية، و لن ينصف مزورى تاريخ السودان نساء ثائرات عظيمات كمندى و كداقلة و كامدرا، اضف الى ذلك الى ان النوبة قد تم استهدافهم بعد أحداث ثورة 1924م التى قادها نوبة و جنوبيين و بعض الشماليين بقيادة البطل على عبداللطيف الذى ينتمى الى اب من جبال النوبة و ام من الدينكا يسانده عبيد حاج الامين، و هى ثورة ذات ابعاد انسانية بمعنى انها لم تكن ذات بعد دينى، مما اعتبرها الانجليز انها ستكون اخطر من المهدية لانها ستجد تاييدا سودانيا متنوع ثقافيا و دينيا و جغرافيا غير مسبوق، مما يساهم فى ذيادة الوعى الجماهيرى لطرد الانجليز و خاصة ان ثورات ضد الانجليز قد اخذت حيزا و هددت مصالح الانجليز قبل قيام حركة اللواء الابيض فى العديد من اقاليم الهامش السودانى المختلفة. و هو ما جعل بعض الرموز الشمالية الاسلاموعروبية تتقرب من الانجليز وتخوفهم و تباعدهم عن الاهتمام بالمناطق المقفوله التى كان الهدف من تلك السياسة و فقا للانجليز هو حماية السكان الاصليين من تجار الرقيق العرب و تعليمهم و المحافظة على تراثهم و ثقافتهم.
ان تجربة مؤتمر الخريجين كانت اقصائية اسلاموعربية انبثقت منها الاحزاب الطائفية و التقدمية بسيطرة من ابناء الشمال و الوسط العربى المسلم، وبتقرب الاحزاب الطائفية من بريطانيا و مصر عبر تبادل منافع متمثله فى تعليم ابنائهم و فرض سيطرتهم السلطوية و التجارية مقابل التبعية الاقتصادية و السياسية الدولية، لذلك كان شكل الدولة و تركيبها شائها منذ ما يسمى استقلال السودان حيث نال الشمال العروبى اسلاموى عبر سياسة السودنة عدد 787 وظيفة من جملة 800 و ظيفة بنسبة 98.4% فى حين ان تعداد سكانهم لا يتجاوز 5% من نسبة سكان السودان وفقا لكل التعدادات السكانية الى وقتنا الحاضر، و ظل هذ الوضع الشائه الى وقتنا هذا، و وصل الامر فى ظل سياسة المؤتمر الوطنى الى احتكار وظائف محددة على اساس عرقى معروف فى السودان.
و الاسوأ من ذلك انه حتى بعد ما يسمى استقلال السودان فان الممارسات الاستعمارية استمرت عبر المستعمرين الجدد و على سبيل المثال ضريبتى مال الدقنية و مال الهواء!! و هو ما قاد ابناء جبال النوبة الى المشاركة بصورة فاعلة فى اكتوبر 1994 املا فى ان تكون الديمقراطيه مخرجا، مما جعل رابطة جبال النوبة بالجبال و اتحاد جبال النوبه بالخرطوم انشاء حزب سياسى باسم اتحاد عام جبال النوبة بقيادة الاب فلب غبوش و آخرين ضم كل كل المكونات الاثنية بالاقليم و حقق فوزا معتبرا فى معظم دوائر الاقليم فى انتخابات عام 1965م، و رغم المجهودات الكبيرة التى بذلت فى انتزاع بعض المكتسبات كمدرسة تلو الثانوية و توسيع مستشفى الدلنج و كادقلى و بعض المدارس و العيادات فى مناطق متفرقة، الا انها كانت دون الطموح، كما ان فرص توظيف ابناء الاقليم على المستوى القومى و جدت معارضة كبيرة من الشماليين و مشروع طريق الابيض الدلنج كادقلى الذى اجيز فى تلك الفترة لم يجد طريقه للتنفيذ غير المؤسس الا فى منتصف السبعينيات، و كذلك إلغاء ضريبتى الهواء و مال الدقنية و هى شبيهه بالجزية بل أسوأ منها تمت فى السبعينيات بعد صراع عنيف. ايضا فلقد خلق اتحاد عام جبال النوبة نوع من الثقة و سط ابناء الاقليم و تحالفات مع احزاب دارفور و جنوب السودان و البجة كالكتلة الافريقية و الكتلة السوداء لتحقيق نوع من الضغط بصورة ديمقراطية من اجل مزيد من المكتسبات للهامش السودانى دون اللجوء الى العنف و استنادا للحقوق المشروعة التى اقرتها الامم المتحدة فى الاعلان العالمى لحقوق الانسان و التى تمثلت بنودها فى الاتى:
1- يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء.
2- لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.
3- لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.
4- لايجوز استرقاق أو استعباد أي شخص، ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما.
5- لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة.
6- لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية.
7- كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا.
8- لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق الأساسية التي يمنحها له القانون.
9- لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً.
10- لكل إنسان الحق، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، في أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة نظراً عادلاً علنياً للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية توجه إليه.
11- ( أ ) كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئاً إلى أن تثبت إدانته قانوناً بمحاكمة علنية تؤمن له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
( ب ) لا يدان أي شخص من جراء أداة عمل أو الامتناع عن أداة عمل إلا إذا كان ذلك يعتبر جرماً وفقاً للقانون الوطني أو الدولي وقت الارتكاب، كذلك لا توقع عليه عقوبة أشد من تلك التي كان يجوز توقيعها وقت ارتكاب الجريمة.
12- لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات.
13- ( أ ) لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة.
( ب ) يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه.
14 - ( أ ) لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد.
( ب ) لا ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية أو لأعمال تناقض أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
15- ( أ ) لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.
( ب ) لا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفاً أو إنكار حقه في تغييرها.
16- ( أ ) للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله.
( ب ) لا يبرم عقد الزواج إلا برضى الطرفين الراغبين في الزواج رضى كاملاً لا إكراه فيه.
( ج ) الأسرة هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة.
17- ( أ ) لكل شخص حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع غيره.
( ب ) لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً.
18- لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.
19- لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
20- ( أ ) لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية.
( ب ) لا يجوز إرغام أحد على الانضمام إلى جمعية ما.
ا 21- ( أ ) لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً.
( ب ) لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد.
( ج ) إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت.
22- لكل شخص بصفته عضواً في المجتمع الحق في الضمانة الاجتماعية وفي أن تحقق بوساطة المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق ونظم كل دولة ومواردها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي لاغنى عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته.
23- ( أ ) لكل شخص الحق في العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة.
( ب ) لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل.
( ج ) لكل فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مرض يكفل له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان تضاف إليه، عند اللزوم، وسائل أخرى للحماية الاجتماعية.
( د ) لكل شخص الحق في أن ينشئ وينضم إلى نقابات حماية لمصلحته.
24- لكل شخص الحق في الراحة، وفي أوقات الفراغ، ولاسيما في تحديد معقول لساعات العمل وفي عطلات دورية بأجر.
25- ( أ ) لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته.
( ب ) للأمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين، وينعم كل الأطفال بنفس الحماية الاجتماعية سواء أكانت ولادتهم ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية.
ا 26- ( أ ) لكل شخص الحق في التعلم، ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل بالمجان، وأن يكون التعليم الأولي إلزامياً وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني، وأن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة.
( ب ) يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملاً، وإلى تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية، وإلى زيادة مجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام.
( ج ) للآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم.
27- ( أ ) لكل فرد الحق في أن يشترك اشتراكاً حراً في حياة المجتمع الثقافي وفي الاستمتاع بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي والاستفادة من نتائجه.
( ب ) لكل فرد الحق في حماية المصالح الأدبية والمادية المترتبة على إنتاجه العلمي أو الأدبي أو الفني.
28- لكل فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان تحققاً تاما.
29- ( 1 ) على كل فرد واجبات نحو المجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نمواً حراُ كاملاً.
( ب ) يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط، لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي.
( ج) لا يصح بحال من الأحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
30- ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.
فشعب جبال النوبة وغيرهم من الشعوب المهمشة كان نضالهم التاريخى متماشيا مع الحقوق الواردة فى ميثاق الامم المتحدة و الاعلان العالمى لحقوق الانسان، و لكن العقلية الثقافية الاقصائية المتحجرة لاصحاب المشروع العروبى اسلاموى المتطرف ، تعمد فى انتاج الازمات، فالعقل لا يزدهر إلا بمقدار ازدهار الثقافة التي ينشأ عليها، فهي رحم العقل وهي قالب العواطف وموجه السلوك، فالجنين يحتضنه رحم أمه في فترة التخلق فيمده بما يغذيه وينفعه ويحتاج إليه، أما حين يغادر الفرد هذا المكان فإن رحم الثقافة يستقبله ويصوغه ليس دائماً بما هو أصح وأنفع، وإنما هي قوالب ثقافية تتوارثها الأجيال آلاف السنين وهي قد تكون قوالب عمياء وقد تكون بصيرة، إنها قوالب متنوعة وجاهزة يتشكل بها كل من تقذف بهم الأرحام إلى الدنيا. إن الثقافة تصوغ الفرد دون اختياره فيتشكل عقله ووجدانه بما يلائمها لا بما يلائم الفرد، انها تنقل الفرد من حالة الطبيعة القابلة لأية صياغة إلى نمط محدد من الأنماط الثقافية وبذلك يخرج من حالة القابلية الهلامية وينتقل إلى شكل محدد من أنماط العقل فيكتسب طبيعته الثانية الأكثر استقراراً وثباتاً، ويبقى أسيرا لها في الغالب طول حياته وذلك سواء كان عبر التنشئة الاجتماعية الرسمية او غير الرسمية. فالثقافة مستقلة عن الأفراد إنها الرحم الذي تتخلق به العقول وتصاغ العواطف وتتحدد الاتجاهات وتتكون الاهتمامات، إنها ذلك الاطار المرجعي الضاغط والجامع الذي يصاحب الأفراد منذ ولادتهم ويستمر معهم أو يستمرون معه إلى يوم وفاتهم لا يخرجهم منه تعليم ولا عمل ولا يخفف سلطانه سفر ولا انتقال ولا تجدي للفكاك من أسره شهادات عليا. أما المفتاح الوحيد الذي يعيد للفرد ذاته فهو امتلاك العقل الناقد الذي يتيح للفرد أن يراجع محتويات ذهنه ويعيد فحص عاداته وطريقة تفكيره فيبني وعيه بنفسه ويتحمل مسؤولية تكوين رؤاه ومواقفه وسلوكه، إن ذهن الفرد ليس ملك صاحبه وإنما هو ملك الثقافة التي صاغته إنه محاصر من حيث لا يدري فينشأ مغتبطاً بهذا الحصار الذي لا يحس به لذلك فإن أول وأهم واجبات الفرد أن يضطلع بمسؤوليته عن واقعه وعن مصيره وأن يستعيد ذاته ويشيد وعيه بنفسها، لذلك المعاد انتاجهم و المغسولين ثقافيا هم الاكثر ضررا لشعبهم، انهم يصدقون خصومهم و يشوهون اخوتهم، انهم يضعفون انفسهم ويقون اعدائهم، انهم يقتلون مفكريهم و ينحنون لجلاديهم، ولكن الفرد لن يضطلع بهذا العبء الاستدراكي الثقيل إلا إذا زالت غبطته بما هو عليه وأدرك أنه مختطف العقل والوجدان وأن قناعاته وعواطفه ليست من ابداع وعيه وإنما هي سابقة لبزوغ هذا الوعي، انه بهذا الاكتشاف المتأخر لعمليات التشكيل التلقائية والمخططة التي صاغت عقله ووجدانه يكون قد قطع نصف المسافة إلى استعادة ذاته ويبقى عليه أن يواصل بناء قناعاته بنفسه، وأن يتحرى الحقيقة ويلتزم بها حيثما كانت وأن يتقبلها من مصادرها الاصلية، و ان يحكم عقله و ليس عاطفته، و ان ينظر الى امامه ومستقبل شعبه باعينه و ليس باعين الاخرين. لهذا فان التحليل و النقد و المواجهه هو المخرج الوحيد للازمة الاخلاقية التاريخية فى هذا البلد الذى يسمى السودان، و ان لم تجد المعالجات الناجعة عبر احترام قدسية التنوع و التعامل معها و اقعيا فى كل المستويات فلن يكون مجالا لوحده و لا نيل للحقوق، فالدفاع عن التنوع الثقافي واجب أخلاقي لا ينفصل عن احترام كرامة الإنسان. فهو يفترض الالتزام باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وخاصة حقوق الأشخاص المنتمين إلى الشعوب الاصلية. ولا يجوز لأحد أن يستند إلى التنوع الثقافي لكي ينتهك أو يحد من نطاق حقوق الإنسان التي يضمنها القانون الدولي، و الا فان حق تقرير المصير حق انسانى لشعب جبال النوبة كفلته له العهود و المواثيق ايضا.
ظل الاب غبوش ورفاقه يناضلون عبر طرق متنوعة حققت نجاحات سياسية، و لكن اهم ما فيها انها نبهت شعب جبال النوبة الى حجم المؤامرة و وعتهم بخطورتها اذا لم يتوحد هذا الشعب و يلتف حول قضاياه، و قد عمل الاب غبوش على خلق موطأ قدم لشعب جبال النوبة مع الانانا فى جنوب السودان، و قد كان النقيب جون قرنق ديمبيور احد المتحمسين لمشاركة النوبة آنذاك، الا ان توقيع اتفاقية اديس ابابا فى مطلع السبعينيات اجلت المشاركة العسكرية مع جنوب السودان، و واصل الاب غبوش محاولاته عبر عدد من الثورات ظل يصفها العنصرين الاقصائيين بالمحاولات الانقلابية العنصرية و فى نفس الوقت يصفون محاولاتهم بالثورات حتى و لو كانت فاشلة!!.
و هنا كان دور الشباب مهما فى مواصلة المسيرة النضالية بعد ان تأكد لشعب جبال النوبة ان التركيبة الثقافية الخاطئة و الاقصائية المتعمدة لعروبيي و مسلمى الشمال فى المركز، لن تتغير، كانت فكرة الكمولو لرفع الوعى الشعبى بحقوق المواطنة التى اقرتها الامم المتحدة او حتى الشائهة و الموضوعة فى القوانيين و الدساتير السودانية بغرض الزينة و التبرير فى انها جيدة و لكنها غير مطبقة، و هذه المسرحية منطلية على الجميع بما فى ذلك الدستور الانتقالى لنيفاشا. حيث برزت شخصيات شبابية ذات رؤى متفتحه كان من بينهم القائد يوسف كوه مكى، الذى لعب دورا كبيرا مع رفاقه عبر كل المؤسسات المتاحة فى زيادة مستوى وعى الشعب بحقوقه، و كان منفستو كوملو متصالحا مع التنوع و رفع مستوى الوعى الجماعى بقضايا الاقليم، و بظهور الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان بقيادة الدكتور العقيد/ جون قرنق فى 1983م، ظل الكوملو الذى تكونت لقيادته قناعة بضرورة النضال المسلح، ظل يرصد الخطاب السياسى للحركة الشعبية لتحرير السودان فى صمت و لمدة عام، حيث وجد تطابقا فى الرؤى و الافكار، قادت قيادة الكوملو الى اتخاذ قرار تاريخى للانضمام للحركة الشعبية لتحرير السودان، و على الرغم من اننا كنا الاصغر سنا و الاقل خبرة الا اننا كنا نعلم تفاصيل الخطاب و المكان و الاشخاص الذين صاغوه و كيفية المشاركة مع الرفاق فى جنوب السودان، و كان الاستاذ يوسف كوه مكى هو الشخص المكلف بايصال الخطاب للترتيب لبداية الثورة، و من دون تفصيل ان الهدف الاساسى كان هو تحقيق تطلعات و آمال شعب الاقليم، و كانت رؤية السودان الجديد المخرج لحل مشاكل السودان. جاءت ابريل 1985م و كان لغضب شعب جبال النوبة من نظام نميرى دافع كبير فى الخروج باعداد كبيرة و مؤثرة ادت مع الاخرين لانهاء حكم نميرى، و حتى لا يكون هناك فراغا سياسيا انشأ الاب غبوش مع العديد من ابناء الاقليم و بعض ابناء دارفور و جنوب السودان الحزب القومى السودانى، و الذى رغم محدودية امكانياته فقد استطاع ان يفوز فى معظم الدوائر الجغرافية فى الاقليم، و حقق تقدما جديدا فى فوز الاب فلب فى دائرة الحاج يوسف بمساعدة قوى الهامش السودانى، و حقق المركز الثانى و الثالث فى عشرات الدوائر على مستوى السودان و كان ترتيب الحزب الرابع فى البرلمان على مستوى السودان، الا ان اى تقدم سياسى على مستوى الاقليم يواجه بشراسة مركزية و خاصة من قبل الاحزاب الطائفية فكان تسليح المليشيات و غيرها من المؤمرات التى سنتطرق لها لاحقا.
عموما استطاع القائد الاستاذ/ يوسف كوه مكى و رفاقه على الصعيد السياسى و العسكرى فى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان من توحيد ابناء جبال النوبة فى المناطق المحررة و النضال من اجل تحقيق اهداف شعب جبال النوبة ورؤية السودان الجديد، و ان ذاك النضال لم يكن مفروشا بالورود و سوف نتطرق لذلك فى حلقة بعنوان اهمية دعم ابناء جبال النوبة الحركة للشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان.
رغم اننا كتبنا مقالات عديدة عن الاب فلب و الاستاذ يوسف كوه تناولت مساهمتهما التاريخية الكبيرة فى تشكيل الوعى الثورى لشعب جبال النوبة، لا نريد تكرار ذلك، فالتاريخ جدير ان ينصفهما، و لكننى قصدت افراد هذه الحلقة المختصرة للتأكيد على رمزيتهما، وقدرتهما فى قيادة شعبهما فى ظروف حرجة و صعبة من تاريخ السودان، فتحت آفاقا لنضال ثورى سيستمر الى ان يحقق شعب جبال النوبة اهدافه العليا و التى احداها حق تقرير المصيرالذى لم يتردد الاب فلب و الاستاذ كوه فى المطالبه به بعد ان تأكد حجم المؤامرة التاريخية التى يحيكها مركز السلطة الاسلاموعروبى عبر سياسة فرق لتسد التى ينفذها و كلائهم المعاد انتاجهم او ربائبهم الذين يريدون تحقيق اهدافهم الذاتية و بطولاتهم الزائفة عبر نضالات شعب جبال النوبة.
رغم الابادة العرقية التى يتعرض لها شعب جبال النوبة و شعوب اخرى يظن الكثير من معارضى النظام الشمالين الذين يتراوحون بين مهادنة النظام و دعمه و اجراء صفقات علنية و سرية معه كما كشفها قيادى فى المؤتمر الوطنى، بالاضافة الى توزيع الادوار بين المشاركة فى الحكومة و تغبيش دور المعارضة الهشة و اختراق ما يمكن اختراقه من الحركات الثورية فى الهامش، و رغم ذلك فانهم يناورون بالخروج للمظاهرات يريدون استغلال ابناء جبال النوبة الذين يؤدون دورهم العسكرى و السياسى سواء كان فى الميدان فى هزيمة النظام عسكريا و سياسيا و اقتصاديا و اعلاميا و فى المحافل الدولية، ولهم الريادة فى ذلك، و ما تبقى فى الخرطوم من مظاهرات و غيرها لاسقاط النظام يجب ان تكون القيادة فيه للتنظيمات و الاحزاب الشمالية و مؤسساتها، و من ثم فان الدعم الطلابى و الشبابى و النسائى و جماهير الهامش بمن فيهم شعب النوبة سيكون مكملا و معجلا برحيل النظام، ولعل شعب النوبة يستخدم نفس نموذج اجابة د. جون قرنق لاحزاب التجمع الوطنى الشمالية حينما طالبته ان يضغط بعدم تطبيق الشريعة الاسلامية فى الشمال ( التى يطلقون عليها دلعا الغاء قوانيين سبتمبر)، فرد لهم انه يتفق معهم الا انه فى وضعية الشمال فعليهم ان يتقدموا الصفوف و انه (اى قرنق) فى هذه الحالة سيقود من الخلف. ففى حالة ان احزاب الشمال فى محاولاتها استخدام الوسائل النضالية الاخرى كالمظاهرات و الاعتصامات و الاضراب لاسقاط النظام عليها ان تتقدم الصفوف، فلا نريد ان يكون شعبنا دروعا لتحقيق اهداف انتهازيى الاحزاب الشمالية، و قبل هذا و ذاك ما هى معايير ونصيب المشاركة دستوريا فى كافة المستويات سواء كان فى السلطة او الثروة او الادارة او السلك الدبلوماسى و القضاء و الاعلام و التربية و التعليم او الترتيبات الامنية و الشركات ...الخ. ان شعب جبال النوبة للذين لا يدرون انه اذا قرر ان يفعل عملا عن قناعة فعله و سينجحه، و ان اسهاماتهم كانت كبيرة فى مظاهرات أكتوبر 1964م، و ابريل 1985 م و كذلك على المستوى العسكرى الذى امن لانجاح تلك الانتفاضات، و لكن العائد كان ضعيفا بما فيه الاعلامى، حيث تسابق الشماليين للكراسى الانتقالية و حبك الترتيبات الانتخابية و المؤمرات لكى يستمروا فى السلطة باسم الديمقراطيات الهشة، فشعب جبال النوبة لدغ من هذا الجحر مرتين، و لذلك فان مصلحة نضالهم اصبحت مربوطة بحياتهم بالدرجة الاولى التى تتعرض للابادة من نظام المؤتمر الوطنى، و من ثم حقوقهم الاخرى اى بمعنى آخر ما ورد فى الميثاق العالمى لحقوق الانسان وغيرها، فى حين ان اولوية الاحزاب الشمالية هو المشاركة السياسية و الديمقراطية دون معالجة جزور المشكلة السودانية بصفة عامة و قضية شعب جبال النوبة بصفة خاصة، و هو ما ستنتاوله لاحقا فى هل الانقاذ امتداد طبيعى لاحزاب السودان التقليدية؟. لذلك تظل مشكلة شعبنا تدور فى دوائر مفرغة غير مبرره بين ديمقراطيات غير ناضجة وغير جادة و مجهضة من انقلابات عسكرية و بين عسكرين يأتون باسم السلام و لكنهم يؤججون نيران الحروب الابادية.
نعود الى ما تمخض عن أكتوبر 1964 و ابريل 1985، انه رغم المشاركة الفاعلة لشعب النوبة فى المظاهرات لقذف تلك الدكتاتوريات الى مذبلة التاريخ، الا ان السؤال الذى ردده الاب فلب غبوش للدكتور حسن الترابى فى الستينيات حول الشريعة الاسلامية ما زال يراوح مكانه حتى الان، و ان ضريبة الدقنية و مال الهواء لم ترفع عن شعب النوبة من داخل البرلمان، و ان المشاركة الادراية و الدبلوماسية ...الخ وجهت بصد كبير فى فترتى ما يسمى بالديمقراطية، بل ان كبت الحريات و صل الى مرحلة لا يمكن تصورها، حيث تم اعتقال نوابا برلمانيين من جبال النوبة فى الديمقراطية الهشة فى الثمانينات بل ان اعتقالات و قتل و نقل و رفت و تشريد عدد كبير من ابناء جبال النوبة قد تم جزء كبير منه فى فترة ما يسمى بالديمقراطية الثالثة، بل ان فكرة الدفاع الشعبى و مصطلحات كالطابور الخامس قد تمت فى نفس الفترة و استمرت فيها الانقاذ بصورة اكثر تطرفا و صلت الى مرحلة الابادة العرقية. لذلك فان النوبة قد وعوا لدرجة انهم لن يكونوا ادوات تستخدم ضد مصالحهم الاستراتيجية، و ما لم يكن هناك عقد اجتماعى سياسى و دستور متفق عليه عبر مناقشة قضايا شعب جبال النوبة عبر مؤسساتهم التى تدافع عنهم عسكريا و سياسيا و منظماتهم دوليا، يراعى فيه وزن الاقليم الجغرافى الذى هو فى حجم دولة اسكتلندا و تعداده السكانى الذى يقدر باربعة مليون و نصف فى الاقليم و ما يقارب مليونيين بالخرطوم و حوالى مليونيين فى بقية انحاء السودان و هذه التقديرات التى تمت بصورة مدروسة تشمل جميع مكونات الاقليم و تؤكد تميز الاقليم سكانيا على مستوى السودان، كما ان ثرواته البترولية تشكل المصدر الاساسى لبترول السودان بعد انفصال الجنوب هذا بالاضافة الى البترول و اليورنيوم و الذهب و الحديد و غيرها من المعادن التى لم تستخرج بعد، اضافة للثروة الحيوانية و الزراعية و الغابية و السياحية، و فوق ذاك الثروة البشرية الغنية بتنوعها الثقافى المميز، و بالتالى ما لم يتم اعادة هيكلة الدولة السودانية و اعطاء شعب جبال النوبة تمييزا ايجابيا فى التنمية و الادارة و الخدمات و السلطه و الترتيبات الامنية، فان حق تقرير المصير هو الحل الوحيد لان يعيد الشعب كرامته و يعيش شعبه كمواطنيين من الدرجة الاولى فى وطنهم. لم يعد شعب جبال النوبة ادوات تستخدم لخدمة مصالح المركز، فالذين يرون ان من يكسب شعب النوبة فانه يكسب الصراع فى السودان كما اشار الى ذلك غازى العتبانى، نقول لشعب اقليم جبال النوبة آن الاوان ان تكسبوا انفسكم عبر وحدتكم لكى تحققوا طموحات شعبكم.
و نواصل ...
Gogadi Amoga
محاضر جامعى سابق- باحث اجتماعى و انثروبولوجى/ امريكا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.