بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم* [email protected] توطئة: - اليوم سأكتب وعلى غير العادة ودون أسهب في تحليلي الشخصي، ولذلك أن مادة اليوم ستكون أشبه بالجمل التلغرافية الاستفهامية ، لأن الروح بلغت الحلقوم ونخاف أن نُقَطّع بعض من أجل الحصول على لقمة " كفاف" عيش كريمة ولا نطمع في رغد لأن رغد العيش هذه أمنية مستحيلة كالعنقاء والخل الوفي، نريد لقمة" مستورة" ومعقولة السعر لا أكثر ولا أقل!! - عقلي الصغير والمحدود يتساءل(My little brain): إذ أن في كل بلاد الله التي لها ثروات طبيعية أو منتجات صناعية تحويلية تصنع وتنج محلياً للموطن منها نصيب وحق امتياز!!، إذ يفترض أن يتمتع عباد الله في أي من هذه البلاد بميزة سعرية لما هو منتج محلي مقارنة بأسعار التصدير التي تخضع عالمياً للعرض والطلب، اللهم إلا في السودان، فقد حاولت فهم معادلة تسعير المنتجات المحلية فاحتار دليلي وغُلُب حماري!! ومع ذلك اجتهدت وضربت أخماس على أسداس حتى وصلت للأعشار ولم أفهم هذه المعادلة "الغميسة النميسة"!! وكل ما خرجت به من هذا الاجتهاد بضع أسئلة زادت من حيرتي وقلت في نفسي أن لا ملجأ لي للإجابة على هذه الاسئلة والتي في حقيقتها تمثل عجزي التام بفهم هذه المعادلة "الفيثاغورسية" الحديثة، ، إلا اللجوء لدهقانَي المال والتجارة في بلادنا وهما وزيرا المالية والتجارة في حكومتنا السنية لعل تفك حيرتي وينشرح ويسر بالي رغم أنه لا شيء قد يسر ويُرَيِّح البال مع هذا الغلاء المعيشي الطاحن الذي لا يفرق بين سواد أعظم يعاني معاناة " ابو الحُصّين"!! المتن - المواطن يعلم أن وطنه السودان لديه اكتفاء ذاتي من البترول، وأن هذه المعلومة ليست من الاسرار الحربية!! - المواطن يعلم أن وطنه السودان ينتج كل الحبوب الزيتية ويحولها إلى زيوت طعام!! - المواطن يعلم أن وطنه السودان أكبر منتج للماشية بمختلف أنواعها، ماعز، ضأن، جمال، نعام.. إلخ!! - المواطن يعلم أن وطنه منتج للطيور الداجنة سواء الملحمة أو البياض!! - المواطن يعلم أن بوطنه السودان أربعة إلى خمس مصانع سكر !! - المواطن يعلم أن بوطنه من ثلاث إلى أربعة سدود كهرومائية لانتاج الكهرباء!! - المواطن يعلم أن بوطنه عدة أنهار حباه الله بها لتسقي العباد والجماد والحيوان!! الحاشية: - المعروف لدي الاقتصاديين والتجار وحاسبي(الدوبية)أن سعر البيع يعني احتساب التكلفة الحقيقية(تكلفة الانتاج) يضافٌ إليها هامش ربح معقول لتصل السلعة إلى المواطن الغلبان حتى لا يُثقل كاهله بأعباء لا حول له بها ولا قوة وبذلك يجني المواطن النفع من الخيرات والموارد الطبيعية التي حبا الله بها بلاده لتنعكس على معيشته وحفظا لكرامته من (الشلتة)!! - ونعلم كذلك أن الفائض من منتجات هذه الموارد الطبيعية المكررة يُصدّر ويخضع للأسعار العالمية ليعود على البلاد والعباد بعملات حرة، ونعلم أن هذه السلع تخضع للمضاربة في بورصات السلع المتخصصة عالمياً وأن أسعارها كل يوم في الطالع!!. - أما أن لا يخرج علينا وزير المالية ليشرح لنا مسوغات تهديده ووعيده بأن لا مخرج إلا برفع الدعم عن المحروقات فهذه لعمري" غلوطية ولغز، تُحير الكبار والقدرو والأصغر مِنّو"!!، فهل نحن نستورد كل ما ذكرت من سلع حتى تدعمها الدولة؟!.. سؤال يحتاج من سعادتو لشرح خاصة للبسطاء الغربة وكذلك لذي العقول الصغيرة من أمثالي.. يا أخوانا كل هذه المنتجات من خير بلادنا، يعني موارد طبيعية أو منتج من صناعات تحويلية فكيف يدّعي وزير المالية بأنه يدعمها ويهدد برفع هذا الدعم؟!.. يا أخوان نحنا لو ما متنا شقينا التُرَب!! الهامش: - من مدة وجيزة خرج علينا أحد المسئولين يعزي ارتفاع أسعار السلع سببه تهريبها لدول الجوار!!. سبحان الله إنتو يا أخوانا مش الحكومة وعندكم قوات جمارك وحرس حدود يحرس البلد؟! ما تولوا لينا أن الحدود واسعة فو الله نقاط التهريب معروفة للكل المسئول قبل المواطن زي جوع البطن!!، وبعدين، هل يُفترض أن المواطن هو من يتحمل فاتورة عجز الحكومة عن تأمين حدود البلاد من المهربين؟! - بعض المحللين الاقتصاديين أعجزونا بما نسمعه من تنظير لأمور أوضح من عين الشمس، وكأنهم يساعدون على الترويج لفرية " الدعم" الذي يُهدد وزير المالية برفعه!! - يا وزير المالية، المحروقات بأسعارها الحالية ، والكهرباء ، والمياه ذات المواسير" الخشارة" التي لا يتدفق منها إلا الهواء فهواءها أغلى من الأوكسجين في المستشفيات، وكذلك الزيوت ، السكر ، اللحوم الدواجن بعضها أغلى حتى من بريطانيا!! - يا أخوانا ما عارفين يعني نهاجر ونسيب البلد و اللا شو؟! ورونا بالله عليكم نهاجر نمشي وين؟ تمبكتو مثلاً ولا أولان با تور؟! فعلاً ضاقت على الغلبان الأرض بما رحبت!! .. يا وزير المالية: الرحمة حلوة!!!! .. أما وزير التجارة فأن الأمر يكاد لا يعنيه البتة تماماً، عموماً ما حينفع تعمل أضان الحامل طرشا!!.. عاوزين نسمع منك أي شيء .. أي شيء لا أسكت الله لك حساً واللآ خلاص بعد التوزير خفتت " جاعورة" المعارضة!!.. وأقول ليك نصيحة من أخوك الصغيّر: أرجوك حس بالغلابة الغُبُش المغلوب على أمرهم شوية!! وكفاية طناش!! .. أقعدوا عافية!!