يفتكر نظام الخرطوم ان دولة جنوب السودان تقوم بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان / شمال من جهة والجبهة الثورية من جهة اخري، هذا يذكرني بمقولة صديقي الايطالي كلاوديو الذي كلف نفسه بزيارتنا في الجبال وقضي معنا عشرة ايام اخبرته خلالها بكل فخر عن الاليات العسكرية والشاحنات التي استولي عليها الجيش الشعبي من قوات البشير فقال لي بطريقته الفكاهية “They are the enemy and the supplier" اي هم العدو والمورد في آن واحد. فبدلا من البحث عن الجهة التي تدعم الجيش الشعبي لايقافها من الامداد عليهم جرد مخازنهم العسكرية و مقارنتها بالتي توجد في حوزتهم وفروقات الجرد هي بالطبع في حوزة الجيش الشعبي . فبدفع الجنوب للانفصال من السودان اصبح الامر من اكبر المحفزات لنهاية النظام في الخرطوم. لم يقم النظام حينذاك بوضع حسابات دقيقة لمآل هذا الحدث ، فكانوا دوما يرددون لن يوثر هذا الانفصال علي اقتصادنا، بل انهم علة (الجنوبيين) وسنتعافي منها ، مثلا : واحد؛ فقدانهم للمؤيدين التقليديين مثل المليشيات الجنوبية التي كانت دوما تؤيد الحكومة في حروباتها ضد الهامش، ثانيا فقدان 75% من عائدات بترول الجنوب الذي كان تكية لدعم المجهود الحربي. الان وقفت عمليات انتاج البترول (التكية، المزة و البقرة الحلوبة) وبعد شهرين فقط حل الاتي بالاقتصاد السوداني:- - وصلت نسبة التصخم في ابريل الي 20 %. - في مايو 28.6 %. - في يونيو وصلت الي 30.4% . - إجراءات اقتصادية كثيرة لتفادي عملية الانهيار الاقتصادي السريع (ليس ايقافه). - رفع الدعم عن المحروقات. - انباء بيع مصفي الجيلي لقطريين ب 2 مليار و800 مليون دولار. - السماح للبنوك بتداول الدولار بسعر صرف يقترب من الأسعار السائدة في السوق السوداء. - وحاليا انعدام الدولار في السوق ووصوله لما يقارب ال 7 جنيه او اكثر . - تشكيل لجنة لتخفيض الدستوريين على مستوي المركز والولايات (طامة التمكينيين). - ارتفاع شديد في اسعار المواد الاساسية . - وحاجات تانية لا للنشر. اذكر انه في شهر يناير 2012 اسر الجيش الشعبي عدد من افراد مليشيات البشير، ذكر لنا احدهم في مقابلة اجريناها معهم انهم لم يصرفوا رواتبهم لثلاثة اشهر ، هذا يؤكد انخفاض مستوي الاداء والروح المعنوية التي يعاني منها النظام و جيشه. هذه الحالة التي يمر بها النظام في الخرطوم تشبه حالة الجسم الذي يحترق من الداخل، او مثل علة السرطان التي وقت ما احس المريض بآلامها فهي المراحل المتاخرة للمرض والقاتلة للمريض، او الانسان العاطل الذي يعتمد علي المساعدات من الاخرين فكلما اعطوه صلح حاله وكل ما ابتعدوا تردت احواله. فالذين يتوعدون باسقاط النظام وهم نيام عليهم فقط انتظار تحرك الجبهة الثورية في هذا الايام حتى تتداعي وتسقط كل اركان هذا النظام المتهالك ومن يحتمي به. هذا ما يخص القضايا الاقتصادية. الان نجد ان الانقاذ تتشدد في حلحلة القضايا الامنية في مفاوضات اديس ابابا فنقول: مسألة الحدود (لا ندري اين هي) تسير في اتجاه خلق منطقة منزوعة السلاح او منطقة عازلة، ففي جبال النوبة تسيطر الحركة الشعبية علي اكثر من 90% من الحدود مع الجنوب ومع خمس ولايات جنوبية تقريبا ، فهذه الحدود لم يصلها الجيش السوداني طيلة عام من القتال فكيف يأملون ان ياتوا اليها من اديس ابابا ؟؟؟ واذا خُلقت هذه المنطقة التي تبعد عشرة كيلو مترات شمالا وجنوبا كيف تبقي القوات المسلحة السودانية في المنطقة وهي هدفا مشروعا للجيش الشعبي في جبال النوبة؟ في الختام نقول للجنوبيين هي كلها شهرين فقط (بس) من ايقاف ضخ البترول عبر الشمال واقل من عام من انفصال الجنوب والولولة كترت، (بالله عليكم وقفوا لينا بترولكم دا سنسقط هذا النظام) وللشماليين نقول اعطوا مزيدا من الفرص وحرية التعبير للطيب مصطفي فقد اثبتت فائدته الغير مباشرة بالمساهمة معنا في اسقاط النظام. mubarak ahmed [[email protected]]