بسم الله الرحمن الرحيم مع الخبير الإقتصادى دكتور إدريس حجازى بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن بينما كنت أودى صلاة الجمعة فى مسجد ريجنز بارك إذا بى أفاجأ بالدكتور حجازى إدربي يحيينى فصافحته بحرارة الترحاب السودانى المعروف خاصة لم أره منذ أكثر من عشرين سنة خلت ومضت بعد خروجنا من المسجد أهدانا كتيبن الأول تحت عنوان : { معيار الذهب بعد أن أنحنى ظهر الدولار وأصبح هزيلا } والثانى تحت عنوان : { السودان وكارثية إنفصال الجنوب } من تأليف الدكتور حجازى إدريس ثم رفدنى بكارت الزيارة وبعد مضى عدة أيام هاتفنى ودعانى لتناول فنجان قهوة معه فى الكوفى شوب فى فندق الهيلتون الشهير فى شارع إدجوررود فى لندن فذهبت إليه وأنا أعانى من حساسية شديدة ولكن لمعزة الرجل خشيت الإعتذار تأدبا مع حديث الحبيب المصطفى صلعم : { إذا دعاك فأجبه } خاصة وأنا فى بالى أن أكتب مقالا عن حال الإقتصاد السودانى وقريبا إن شاء الله سوف أصدر كتابا عن أزمة الأقتصاد العالمى بالإشتراك مع الصديق الباحث الأكاديمى بجامعة S o as التابعة لجامعة لندن الأستاذ / نادر هاشم كفانا الله شر الأشرار إنه سميع مجيب ولهذا وعدت الأستاذ المهذب المؤدب المقاتل الصحفى الجسور طارق الجزولى الذى وجدته حزينا لأنقطاعى عن الكتابة فأوضحت له الأسباب فوجدت منه الدعم والمساندة المعنوية والأدبية فكانت كلماته خير بلسم وخير عزاء فوعدته بالكتابة عن هذا الموضوع الذى هو الآن بين أيديكم على كل ذهبت للدكتور حجازى إدريس وتجاذبنا أطراف الحديث عن ماضيه المثير للجدل فى فترة الثمانيات إبان حكم الرئيس جعفر نميرى رحمة الله عليه فقد كان للدكتور حجازى مناكفات ومعارك صحفية إقتصادية وإعلامية كان يومها يقدم برنامجا تحت عنوان : [ موضوع للنقاش ] فى التلفزيون السودانى ولا تخلو الصحف اليومية السيارة من مقالة له هنا أو هناك يتناول فيها وجهات نظره الإقتصادية البحتة كانت له معارك مع مدير بنك السودان يومذاك عن الجنيه السودانى الذى يساوى جراما من الذهب كما كانت له تحفظات علمية فى الخطط الإقتصادية للتنمية التى تقول : إن التنمية للمورد الأهم ثم المهم فالبترول لم يكن الأهم والصناعة لم تكن الأهم إنما الزراعة ومن ثم الذهب والفضة والنحاس هذه المعادن الهامة التى إنتبهوا لها مؤخرا وخاصة البترول السودانى بمشتقاته لا يصفى إلا فى ثلاث دول فى العالم والتى هى الممول الرئيسى له . قال لى محدثى : أشبه السودان بالأب الذى له عشرون إبنا ويعانى الجوع والعطش وحسب تقرير هيئة اليونسكو فإن علماء السودان فى العالم العربى يعتبر السودان فى المرتبة الثانية فى كافة الدول العربية هؤلاء العلماء من أساتذة ومهندسين وأطباء ومدربين وخبراء ساعدوا فى بناء دول الخليج ومنتشرين فى الغرب وأمريكا وكندا وأستراليا ولهم بصمات واضحة يشهد لها الجميع فهم أعزاء فى الغربة وغرباء داخل وطنهم السودان . أى بلد فى العالم إقتصاده مبنى على ما حباه الله فى باطن الأرض الأمثلة كثيرة الحديث لا يزال لمحدثى الخبير الإقتصادى دكتور حجازى إدريس خذ على سبيل المثال وليس الحصر : هولندا الزهور والألبان نيو زلندة الأسماك أستراليا صوف الأغنام أمريكا القمح ألمانيا الصناعة فرنسا الموضة وسويسرا صناعة الساعات وهكذ دواليك السودان بلد زراعى خصه الله بمساحة 200 مليون فدان صالحة للزراعة بالسودان ما يسمى أكثر من سلع هامشية مثل السنة مكة والقرض والكركدى والصمغ العربى وكلها تدخل فى صناعات الأدوية فى الغرب وغير الأدوية الزجاج والبلاستيك لا يوجد مزارع يزرع كل هذه هى تنبت لوحدها وللأسف الشديد سميت بالهامشية لكنها ليست هامشية هى ضرورية لو إعتمد عليها فقط من حيث الإهتمام بصناعتها لتحول إقتصاد السودان إلى ما هو أفضل للأسف المصريين كانوا يشترونها بالجنيه الحسابى وهذا معناه يشترى منك كل هذه السلع ثم يسجل لك فى الدفتر ويعطيك مقابلها سلعه هو ثم هم بعدما يشتروها مننا يصدروها للغرب وصدروها بالفعل والآن دخلها له أثر كبير فى الإقتصاد المصرى ولا يزال . السودان يا عثمان ليس محتاجا لثورة عسكرية أو إنقلاب عسكرى أو حكومة مدنية إئتلافية كل هذه المسميات الفارغة نحن فى غنى عنها نحن فى أمس الحاجة لثورة إقتصادية ونعطى القوس لباريها ونضع الرجل المناسب فى المكان المناسب كفانا مجاملات فى تعيين المسؤوليين والمخططين والقياديين والحزبيين ثم إنتصب واقفا ودعانى لتناول الغذاء معه . طبعا دكتور حجازى إدريس قامة إقتصادية لا يستهان بها وخبير إقتصادى حيث يعمل الآن فى جدة بالمملكة العربية السعودية مستشار إقتصادى لعدة شركات سعودية أحسب أن السودان أولى بخدماته من أى دولة أخرى وقلت من قبل على وزير المالية ووزير التجارة أن يستعين بأمثال هؤلاء ولا أنسى صديقى الخبير الإقتصادى الكبير الذى أشاد به الخبير الإقتصادى الراحل محمد هاشم عوض عندما سألته عن رأيه فى وزير المالية الأسبق بشير عمر قال لى : بالحرف الواحد بشير عمر من أذكى تلامذتى الذين درستهم فى كليه الإقتصاد إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق وللأسف خسر السودان مثل هذه الكفاءات نتيجة للمكايدات السياسية والحسد والغيرة السياسية التى تجاوزها الناس فى الدول المتقدمة وهم الذين لا يملكون الدستور الربانى العظيم القرأن الكريم الذى جاء فيه : { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات فى العقد ومن شر حاسد إذا حسد } . حان الآوان لأبناء السودان أن يغسلوا القلوب من وسخ الأدران ويعملوا لتنمية الأوطان ويحاربوا كل سرطان يهدد بقاء السودان . قاتل الله الحساسية فقد حرمتنى من مواصلة أحاديثى الإقتصادية مع الإقتصادى الظريف اللطيف ولكنه جعلنى أتأمل فى هذه المتطابقات الجائعين والحانقين المسيح والمليح البال والخيال القلب والعقل والإرادة والإيمان فكلها تحرضنى على التوحيد فى الإيمان بالله . السودان اليوم يعانى من غلاء فاحش فى الأسعار أسعار الأرز والخبز والكساء والغذاء والدواء وهو البلد الغنى بمساحاته الزراعية والمرشح لأن يكون سلة غذاء العالم والشئ بالشئ يذكر أين شعار أهل الإنقاذ نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع حرام والله حرام ياأهل الإنقاذ تجوعوا الشعب السودانى الأبى والسودان غنى بالبترول والذهب واليورانيوم والفضة والنحاس والمواطن يعانى أزمة فى الغذاء والدواء صدق دكتور حجازى إدريس نحن اليوم فى أمس الحاجة لثورة زراعية لنحمى المواطن السودانى منخطر الجوع فالجوع كافر . بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه . osman osman [[email protected]]