فرحت وطربت للانجاز الكبير المتمثل في تشييد وتوسعة شارع أبوروف الذي يمر من تحت كوبري شمبات جنوبا ويتجه بمحاذاة النيل شمالا الى كوبري الحلفاية/الحتانة، وهو شارع جديد تحت التشييد، تشكلت بعض قطاعاته ولبست حللا زاهية في منظر خلاب، يوشك العمل فيه أن يتتهي قريبا، والطريق يقلص الوقت الذي يستغرقه القادم من الخرطوم أو شرق النيل متجها الى أحياء العاصمة الوطنية المتاخمة للنيل وغربه، متفاديا وسط المدينة المزدحم بحركة المرور واشاراتها التي تعيق انسيابها وتدفقها. والفكرة رائعة وجيدة، الا أننا نطمع في المستقبل ان يمتد (لسان) من كوبري شمبات كوصلة تربطه بشارع ابوروف شمال الممتد الى كوبري الحلفايا/الحتانة. كما نتوقع مستقبلا أن (تنقلب) كل الجروف المحاذية للشارع الى كورنيش جميل أنيق تحف به الفنادق السياحية والمنتزهات والحدائق المشجرة التي تكون متنفسا لأهل المنطقة يقضون فيها أوقاتا يروحون فيها عن أنفسهم، يتسلى فيها اطفالهم وذويهم بعيدا عن (حبسة) البيوت. والنيل يشكو من معاملتنا له، يجري في أراضينا دون أن نأبه له ونعطيه قيمته الحقيقية كمظهر ومعلم سياحي ترفيهي قد يزيل الكآبة ويغسل (الحزن) من نفوس كل من ينظر اليه ويجلس عند ضفافه، كما انه مصدر من مصادر المياه العذبة الحلوة، وموردا من موارد خصوبة الأرض الزراعية، قد يكون أيضا مصدرا من مصادر العملة الصعبة التي تساعد في النمو الاقتصادي المنشود لولاية الخرطوم ودعم الخزينة العامة للدولة شريطة أن نشيد كافة البنى التحتية اللازمة لتلك النهضة السياحية المستقبلية وجميع المرافق التي تعزز من دورها. وهناك العديد من المواقع الممتازة المجاورة للنيل الأزرق أو الأبيض أو النيل نفسه تصلح كمنتجعات صيفية سياحية التي تتمتع بكل المتطلبات التي تجعل منها مناطق جاذبة للسياح من الداخل ومن الخارج. لكن للأسف متى نفرغ من (السفسطة) و (طق الحنك) و (الفصاحة) التي لازمتنا طيلة ما سبق من فترات منذ الاستقلال، ونحن (نطربق) و (نجعجع) ولانرى (طحينا) وعجلة التنمية (معطلة) بل قد تتقدم أحيانا ولكن الى (الخلف)، وبدل أن نلحق بركب الأمم والحضارة، نصاب بالشلل (المقعد) التام الذي يكبل خطوات تقدمنا الى الأمام. هل يرفع الموبايل نسبة الصم بين السودانيين؟؟ بعد سنوات ليس بالكثيرة سترتفع نسبة الصم بين السودانيين (المثقفين وغيرهم)، والخبر لم يرد في أي من الصحف (السيارة) المحلية أو العالمية ولكنه من (تأليف) واستنتاج (العبد لله). فقد لاحظت الاستعمال (المفرط) للموبايل أو الجوال أو (الهاتف السيار) كما يحلو لبعض الجهات تسميته، وذلك بين جميع قطاعات المجتمع السوداني العمرية، حتى الأطفال يستخدمون الجهاز دون توجيه أو ارشاد من أحد. والكبار انفسهم (يدسون) الجهاز في جيوبهم التي تجاور مناطق وأجهزة حساسة من الجسم، وقد تبين من بعض البحوث والدراسات أن ذلك الجهاز يؤثر سلبا على العديد من أعضاء الجسم الحساسة وغير الحساسة وأن الذبذبات المنبعثة منه لها تأثيرات ضارة على جسم الانسان، سيما في حالة الاستعمال المفرط و (المكثف). فقد قيل انه يؤثر على القلب والكلى والرأس، لذلك استحسن البعض استخدام الأذن اليسرى لما فيها من جوانب السلامة الخاصة بدماغ الانسان. وقد حض آخرون على عدم (ايواء) الجهاز في غرفة النوم لخطورة تأثيراته طيلة فترة الليل وهو بجانب الانسان. واذا انتبهنا الى التحذيرات الصادرة في هذا الصدد فسيكون استعمالنا للجهاز محدودا الى درجة تجعلنا نفكر جديا في استبعاد استعماله أوالاستغناء عنه كلية. وقد لاحظت بجانب الاستعمال المفرط للموبايل استخدام السماعات (المفرط) ايضا طوال الوقت، وهذا التصرف قد يؤثر، بلا شك، على قوة السمع لدى المرء، اذ يجعل المستعمل لها يعتاد على مستوى معين لايتأتي له في الظروف العادية عند خلق السماعات ومحاولة التقاط الكلام بدون سماعات مما يعرض سمعه الى الحاجة الى ان يرتفع الصوت المستقبل الى مستوى درجة (اسماع) السماعات، ومع مرور الوقت تفقد الأذن خاصية التقاط الأصوات في المستوى العادي الى الدرجة التي يتطلب معها رفع الصوت الى المستوى الذي تعودت عليه في التقاط الصوت خلال السماعات، وبذلك تنخفض درجة التقاط الأصوات لدى الأذن مما يسبب الصمم أو ما يشبه الصمم لمستخدم السماعات بشكل مفرط. هل تجوب قريبا قاطرات المترو شعاب ولاية الخرطوم؟؟؟؟ لازلنا في السودان نعاني من ازمة (الخطوط) في المواصلات العامة، فالذين يعتمدون في تنقلاتهم على مركبات المواصلات العامة يعانون أشد المعاناة في تحركاتهم (المطولة)، حيث يضطر بعضهم الى التنقل بين عدة خطوط ومركبات وصولا الى وجهاتهم النهائية. فقد أصبح السوق العربي نقطة الارتكاز لكل محاور الخطوط الطولية وكأنما المرء في سباق (المبادلة)، حيث (تلعب) به خطوط المواصلات كالكرة، فاذا أراد الشخص الى الوصول الى نقطة ما تكون أقرب من بيته، فانه يضطر الى (التحليق) عدة مرات في (حلقات) مفرغة حتى يصل الى (هدفه)، فقد تضطر وأنت في حي جبرة الى عملية (جبرية) تجبرك على امتطاء حافلة خط جبرة/السوق العربي ومن ثم أخذ حافلة أخري لكي (تحدفك) على مواصلات (المعمورة) التي بينك وبينها عدة كيلومترات. والأمثلة على ذلك كثيرة فالتنقل من حي الى حي مجاور لا يتسني الا عن طريق سيارات أو مركبات الأجرى التي لا تكون في متناول (جيوب) كل الناس والمواطنين العاديين الذين يعتمدون على وسائل المواصلات العامة المحكومة بخطوط ومسارات معينة. هذه الظاهرة باتت محيرة للمواطن وتشكل له معضلة كبري وقد فشل مخططو وواضعو ومبرمجو مسارات وخطوط المواصلات العامة في حل تلك المعضلة التي تؤرق المواطن وتهدر الكثير من وقته سيما في قطاعات الطلاب والطالبات الذين تضطرهم ظروف سكنهم الابتعاد عن مرافق التعليم التي ينتسبون اليها، وقد يتكبدون مشاق جمة في سبيل الوصول الى مؤسساتهم التعليمية. الحل ليس مستحيلا ولا يحتاج سوى تشكيل لجنة هندسية تنظم حركة المركبات العامة وانسيابها في خطوط تخدم العديد من المناطق السكنية المتجاورة بتعرفة مناسبة للجميع تؤدي في النهاية الى توفير جهد وطاقة الجميع المهدرة في مسارات طويلة دون جدوى. والسؤال المطروح هل يفكر واضعو الخطط المتعلقة بشئون النقل والمواصلات العامة في ايجاد بدائل لتطوير هذا القطاع الحيوي الهام الذي يؤدي في النهاية الى (الاستثمار) الأمثل للطاقات المهدرة وخدمة قطاع كبير من ذوي الدخل المحدود الذين يعتمدون في تنقلاتهم وترحيلهم على اسطول النقل العام أو المركبات الخاصة التي تعمل في العديد من الخطوط داخل ولاية الخرطوم وضواحيها؟؟؟؟ وهل من المستبعد أن نصحو ذات يوم ونجد قاطرات المترو أو الترام الكهربائي تجوب شوارع الخرطوم الرئيسية جنبا الى جنب مع باقي وسائل المواصلات والنقل التقليدية. لقد تأخرنا كثيرا عن ركب (الحضارة) والتحضر ولا يزال المواطن السوداني يعاني كثيرا من جور (التخلف) و(التأخر) وكنا ذات يوم في صدارة الركب. نريد (ثورة) حقيقية في مجال النقل والمواصلات كما في مجال الاتصالات تحقق للمواطن ذلك الحلم الكبير الذي ظل يراوده عددا من السنين، فهل يتحقق ذلك الحلم؟؟؟؟؟ alrasheed ali [[email protected]]