بعد زيادة قيمة الدولار الجمركي .. مكاتب الجمارك خالية من الزوار .. هل سنشهد تراجع ؟ بعد إصرار حزب المؤتمر الوطني على زيادة اسعار السلع الإستهلاكية والمحروقات وتحويل حياة الشعب لجحيم وحياة الشرائح الضعيفة والموظفين والعمال لكابوس .. وإصراره ايضاً برفع قيمة الدولار الجمركي بنسبة 100% حيث زادت كل إسعار السلع المستوردة الضعف تماماً بهذا الإجراء الغير موفق .. بعد كل هذا أصبحت الحياة الآن لاتطاق والمعيشة والإستمرار فيها من المستحيلات فالشعب السوداني اليوم علية التحول لكائنات فضائية حتى يعيش فى هذا الوضع أو الرحيل من هذه الحياة .. أما الخيار الثالث الإنتفاض ضد هذه السياسات ورفع صوته عالياً فالحزب الحاكم لايسمع سوى الأصوات العالية فهو مصاب بداء الطرش المتاخر .. فالقرار الأخير والذى بموجبه تضاعفت قيمة الدلار الجمركي كانت أول نتائجه .. إمتناع الجميع من تخليص البضائع وبهذا فقدت الحكومة المتمثلة فى حزب المؤتمر الوطني إرادات يومين فمكاتب الجمارك خاوية تماماً من الزوار ..ويقول مراقبون لو إستمر الوضع هكذا لإسبوع ربما تتراجع الحكومة عن هذه الزيادة فى قيمة الدولار الجمركي .. فلا يعقل أن يضاعف التجار قيمة البضائع فى ظل كساد إقتصادي وتخبط فى سياسات وقرارات الدولة .. فالسوق لن يستحمل هذه الزيادات الغير منطقية حتى لو فرضت فقط على السلع الكمالية .. وهذا من المستحيلات .. فالنظام الجمركي موحد على نطاق السودان فكل سلعة تقيم بنفس القيمة الجمركية الجديدة دون إستثناء .. وعليه فإن النتائج المتوقعة من هذه الزيادة كارثية مع وضعنا فى الإعتبار أن السودان اليوم يستورد كل السلع الإستهلاكية بنسبة 99% وعلية ستتضاعف الأسعار مرتين مرة بزيادة الدولار الجمركي وهذه زيادة مباشرة تماماً .. ومرة ثانية بزيادة أسعار المحروقات التى بدورها ستزيد من النقل والمواصلات وبذلك ستزيد كل السلع زيادة مركبة .. فالسلعة التى كان سعرها 100 ج بزيادة الدولار الجمركي ستصبح 200 ج وبزيادة أسعار المحروقات ستصبح 300ج .. هذا هو الوضع اليوم .. فحزمة القرارات الإقتصادية التى أطلقتها حكومة المؤتمر الوطني هى حزمة فاشلة من عقول خاوية لاتعرف فى لغة الإقتصاد والأرقام سوى الإنجاز السياسي الوهمي ورفع عصا التهديد لكل منتقد .. وبهذه السياسة قادوا البلاد إلى الهاوية .. فالسودان اليوم فى فى عملية سقوط رأسي بسرعة ملايين السنوات الضوئية فى الثانية الواحدة .. ومع ذلك مايزال هناك من يدافع عن هذه السياسات عن طريق التكبير والتأييد الأعمى .. ولكن لم يتبقى لحكومة المؤتمر الوطنى ما تنتهجه من سياسة بعد اليوم فقد وضعت كل بيضها فى سلة واحدة .. وتحطم هذا البيض فى أول محك عملي .. ومكاتب الجمارك تشهد .. فهل سنشهد نحن تراجع وإسقاط لهذه القرارت أم ستستمر الإحتجاجات فى الشارع السوداني حتى إشعار آخر .. ومن ياترى سيسقط الآخر ؟ مع ودي .. [[email protected]]