كلام الناس *في البدء لابد ان نبارك للرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي العياط كسبه ثقة غالبية اصوات الناخبين المصريين الذين مارسوا حقهم الديمقراطي في انتخابات حرة نزيهة لاول مرة في تاريخهم الطويل. *لاول مرة نسمع فيها بنتيجة انتخابات يفوز فيها الرئيس في العالم العربي وفي افريقيا بل وفي دول ما كان يعرف بدول العالم الثالث بنسبة 51.73 % مما يعني انه كانت هناك منافسة حقيقية من المرشح الاخر. *هذه النسبة ذاتها تحتاج الى قراءة دقيقة وواعية من الرئيس المصري المنختب ومن كل الذين يحاولون القفز على كل ما جرى وما يجري في مصر بالاستمرار في تاجيج نيران الخلاقات والضغط لصالح نهج الانفراد ومحاولة اقصاء الاخر وخلخلة النسيج الاجتماعي المصري. *نحمد للرئيس مرسي تاكيده في كلمته المفتاحية حرصه على الوحدة الوطنية وثقته في القوات المسلحة وكل القوات النظامية الاخرى وثقته في القضاء وحرصه على اشراك الاخرين في الحكم‘ هذا النهج التوافقي ضروري لتعزيز الديقراطية وتحقيق الاستقرار الاهم للبناء والتنمية والسلام الاجتماعي. *ان ما حدث في مصر يعد نقلة نوعية بكل المقاييس ولكنه يحتاج الي نهج ديمقراطي توافقي لاستكمال عملية التحول الديمقراطي سلميا بلا عزل للاخرين او محاولة الهيمنة او فرض وصاية فوقية عليهم ‘ وانما لابد من حماية الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي المصري. *هذا هو التحدي الاكبر امام الرئيس مرسي الذي اصبح رئيسا للشعب المصري كله بكل الوان طيفه العقدي والسياسي والفكري والادبي والفني ‘ وليس رئيسا لحزب الحرية والعدالة او جماعة الاخوان المسلمين الذين هم في امس الحاجة للاستفادة من تجارب من سبقوهم للحكم ‘ على ان يستصحبوا الايجابي معهم ويتجنبوا السلبي . *ليس في السياسة بقرات مقدسة وانما هي اجتهادات بشرية في شتى مجالات الحياة العامة نحتاج جميعا لاستصحاب النافع منها كما في مجالات العلوم والتكنولوجيا كذلك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمران البشري والاداب والفنون بلا ادعاء حكمة او وصاية على الاخرين. *حفظ الله مصر واهل مصر وهم يتطلعون الى التمتع بحقهم المشروع في حياة حرة كريمة تضيف لتاريخهم التليد الزاخر بشتى صنوف المعرفة والابداع ولا تكون خصما عليه.