مقولة لابد منها : اذا الشعب يريدها فالثورة التغييرية التجديدية ستريد الشعب لم يكن غريبا أن تتوجه عيون العالم المهتم بشؤون المنطقة العربية والشرق الاوسط عموما هذه المرة الى السودان تعقبا لرياح التغيير التي تجتاح المنطقة في هذا الفترات العصيبة من عمر الامة السودانية والعربية. وقعت الواقعة السياسية في الخرطوم وبقية المدن السودانية لان الظروف السياسية والاقتصادية الملحة والضاغطة على الشعب الكادح قد بلغت حد الهتاف السياسي الجريء والخروج الى الشوارع بكل تلقائية وعفوية طلاب الجامعات والشباب الحر المؤمن بضرورة القيام بعمل ما , خطوة ما للمطالبة بتغيير اكيد في الحالة الاقتصادية المتردية والقهر السياسي الواضح للعيان. والواقع المرير دعا ويدعو الى ذلك : غلاء معيشة , ارتفاع حاد في اسعار السلع والوقود , فساد سياسي واداري لا يخفي على احد تبعه تكميم لاصوات الصحافة الحرة والنزيهة الداعية بكل صدق الى كلمتين : عاوزين اصلاح. وصوت الشعب جريء وليس خجول هذه المرة : يا رئيس زمن الخطب الوردية قد ولى , وهذا الزمن الجديد الزمن الصريح زمن الثورة وربيع الحكمة السياسية. المتابع لاخبار الصحف العربية والعالمية وقنوات الاخبار الشهيرة يعلم تماما بأن "الدور" الآن للشعب السوداني ليفعل فعلته الذكية ويلعبها مباشرة في شباك الحكومة. كلام حكمة سياسية : لقد فات آوان استخدام القوة لاسكات افواه الشعب الصابر عن المناداة بالتغيير للافضل وهو مطلب مشروع لاي شعب وفي اي وقت يريد, ولكن يبقى التأكيد على مسألة انحياز الحكومة نفسها للشعب بقبول الامر الواقع والنظر بجدية الى احوال المواطنين بالعين المجردة الامينة والصادقة بعيدا عن تسويق الاتهامات السياسية الباطلة لهذا او ذاك. وهذا اوان تطبيق مقولة: اسمعت اذ ناديت حيا و (نعم) هي حياة لمن تنادي. فالشعب حي بثورته وبقائه على مطالبه المشروعة والشرعية , والحكومة حية باقية بقبولها لرياح التغيير القادمة والاستجابة بالحكمة والرحمة لقطاعات الشعب المتعددة الاعمار والتوجهات والمطالب. بل على الشعب أن يشكر في نهاية الامر لخروجه ومطالبته للتغيير نحو الافضل. الشعب يقول : حالنا سيكون افضل حينما تستجيب الحكومة لصوت الافضل , والافضل هنا هو دوما سماع الاخبار الجيدة والايجابية من عاصمة التفيير الجديد : الخرطوم. معلوم أن الضغوط على البلد بعد انفصال الجنوب والتناقص الحاد في عائدات البترول والمصادر الاقتصادية التمويلية قد قلبت ظهر المجن للحكومة والشعب معا , ولكن مع ذلك تبقى القضايا الاسياسية الواضحة والبينة محاطة بدفتي الفساد الاداري والاقتصادي ناهيك عن وضع ممارسة الديمقراطية الحرة المتأزم الى درجة بعيدة نتيجة لانعدام الحل العملي الشامل والنهائي للمسألة السياسية برمتها. ويبقى خط الحكمة السياسية للتغيير باق : قطاعات الشعب الحر مدفوعة بايمانها العميق نحو التغيير ومعارضة سياسية فاعلة مساندة للتغيير. ولا اعذار , فالمسؤولية كبرى لمن آمن بها. وحتى لا ننسى : " ما دايرة لك الميتة ام رمادا شح دايراك يوم لقا بدميك تتوشح الميت مسولب والعجاج يكتح أحي على سيفو البسوي التح" ما بين الحكمة والشعب والحكومة ستبقى قضية التغيير باقية للابد. المتوقع : تغيير وردي في السودان وحكمة سياسية متبعة من قبل الجماهير والحكومة وصولا الى ثورة مثالية وبأقل الخسائر المتوقعة. انشاء الله. Tarik. A [[email protected]]