هي نهاية متوقعة كنهايات كل مآسي طغاة العالم ،انتحار شنق،هروب مؤبد نفي إعدام. كل الدلائل ومؤشرات ما بعد انقلاب يونيو 89م كانت تسير في مسلك مأساوي للشعب باتجاه تمكيني متسلط واحد لا يقود إلا إلى مثل هذه النهايات الفظيعة الحتمية. فطريقها تجبر وتكبر وتعالي وازدراء على هذا الشعب العظيم الذي صبره من صبر الجمل وصبر أيوب مأخوذ. واليوم ومن قبل 16يونيو 2012م بدأ صبره في النفاذ فقد عجز صبره عن الصبر وتحول إلى ثورة لن تبقي ولا تذر من المنافقين أثر. ومعالم الثورة البارزة الناطقة إشاراتها بكل اللغات واللهجات بدأت تبين و تتضح وتذكي وتشتعل. فهي سوف تستمر كالنار في الهشيم من الخرطوم والعاصمة المثلثة تنتقل وتنتشر. من الأبيض إلى حلفا إلى بورسودان إلى القضارف ثم القرير مدني فالعيلفون فعطبرة بعد الفاشر ونيالاوبعد جامعة البحرالأحمر للخرطوم وسنار فوادي النيل فالنيلين وجامعة السودان فالفاشر وكسلا ثم نوري فالدلنج لأبوجبيهة وكبكابية فالدمازين وهكذا كالنار في الهشيم. فهي النار بالعودين تذكى وتثني وتقود بل تضغط ضغطاً متواصلاً جراء ثلاثة وعشرين عاماً حسوما من الكبت المعتمل في النفوس الطيبة. فالضغط المتواصل الرهيب بمعدل آلاف الباوندات على عٌشر المليمتر المربع من ذرات خلايا الأجساد السودانية وتدفعها دفعاً تحفيزاً وتنشيطاً وتسريعاً وتحريكاً للطاقات النووية الكامنة فيها لتغلي كالمرجل، وإنها قد بدأت فعلاً في التفاعل في هذه الخلايا الجسدية الإنسانية وتحثها حثاً على الإشتعال الذري الثوري المتنامي المتسارع المتناهي ، والذي وصل قمته وذروته وانتشر في كل الوادي، والذي شد وثاقاً لوثاق قديم العهد الإبريلي السابق بالإعلان الدستوري والبديل الديموقراطي الجديد للأحرار. والذي سيطيح ببقايا جسد الإنقاذيين النازف المتقيح جرماً وفساداً المتهالك والذي ستمسحه مسحاً وتكسحه كسحاً وتقشه قشاً إلى نهايته الحتمية الوشيكة إلى أقرب مزبلة نائية عجفاء في غياهب النسيان الأزلي غبشاء مدعمشة مقبرة تحت جزم التاريخ المرقعة كحذاء الطمبوري المطمور في جوف جب في أعماق المحيط عند منتصف مثلث برمودا المغناطيسي الهائج المظلم الظالم الغامض. لتغطس بالإنقاذ ومتعلقيها وأذيالها وأذنابها إلى سابع غطسة في قاع سحيق ساحباً معه كل فتات الإنقاذيين وهوس تعاليهم وافترائهم وازدرائهم بقوة جذب كوني نووي لباطن مركز الكرة الأرضية المشتعل الحامي الوطيس تحت ركام حمم بركاني لدرجة ملياراتهم المنهوبة سنتقريت وتكون نهايتهم هناك في درك أسفل الأعماق الغائرة لأبد الآبدين. غوروا إلى نهايتكم الوبيلة وختامكم الغاتم السيء و طيروا إلى شر أعمالكم فهذه نهاية الطغاة ونهاية كل محتال أثيم وجبار سقيم وسيرقص الشعب ويغني من أعماقه للحرية التي إندثرت وغابت في طيات إنقاذهم الديكتاتوري المقيت فهي لاتشترى بالبترول ولا الذهب ، تباً لكم فالشعب لايريد ذهبكم فلتذهبوا ولا بترولكم فقطهكم وبتركم وفر عنكم وذهب . الشعب يريد الرجوع لا الركوع والذلة والجوع وإسترداد حياته وكرامته وعزته وهي في حريته التي سلبتموها منه ثلاث وعشرين سنة كبيسة ونيف وسيتواصل النضال إلى أن يحقق الشعب حريته الكاملة وعزته السامية وكرامته الأبية وعيشته الكريمة السوية بنهايتكم التي جاءت. فهذه هي النهاية وقد قلنا قبل ذلك بشهر إن هذه ( الإنقاذ) قد إنتهت إلى غير رجعة وهي تعيش آخر شهور بؤسها وحصادها الكريه فلتحصدوا ما زرعتم في آخر شهور إنقاذية كبيسة في صيف ساخن حارق ولكل هؤلاء. فهل عرفتم من هم هؤلاْء المحروقين المطرودين من أدب آداب وأخلاق الشعب وإحترامه الذي طال نهاية كل الطغاة نهاية متوقعة ،هذا هو الشعب الأبي الفريد الصبور. نضال وارثنو أب عن جد... أكتوبر أولى لنا بتشهد... وأبريل التانية أعادت مجد... والتالتة قريبة وما بتبعد... خليك واثق واتأكد... للأحلى حيكون الغد... للأفضل راجنو الغد... للأجمل حنبني الغد... للأحلى حيكون الغد... للأفضل راجنو الغد... للأجمل حنبني الغد... من آخر قصائد الشاعر محجوب شريف...... ثائر إذ هب من غفوته ينشد العلياء في ثورته كاندفاع السيل في قوته عجبا من له جند على النصر يعين كلنا نفسا ومالا وبنين وإن غداً لناظره قريب، لنهاية المأساة الإنقاذية. abbaskhidir khidir [[email protected]]