أصدرت جامعة الخرطوم قرارا بالإغلاق الجزئي لعدد من كلياتها، حسبما ذكر مصدر في إدارة الجامعة، وذلك عقب سلسلة من المظاهرات التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في إدارة الجامعة قوله "لن يكون هناك تدريس من اليوم حتى نهاية شهر رمضان". وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القرار اتخذ عقب تصاعد حدة المظاهرات التي شهدتها الجامعة مؤخرا. وكان عدد من المواقع السودانية المعارضة تحدث عن وقوع مواجهات عنيفة بين الطلاب من جهة وأجهزة الأمن ومن يسمون ب"الرباطة"، وهو الاسم الذي اطلقته قوى المعارضة على من تقول إنهم عناصر مدنية مسلحة تشارك في قمع المتظاهرين. يذكر أن طلاب جامعة الخرطوم لعبوا دورا بارزا في ثورة اكتوبر/ تشرين الأول 1964 وانتفاضة ابريل/ نيسان 1985 اللتين اطاحتا بالجنرال إبراهيم عبود والرئيس السابق جعفر نميري. "إسقاط النظام" وقال المصدر إن أشخاصا من خارج الجامعة شاركوا في المظاهرات التي شهدتها خلال الأيام السابقة، مضيفا "وهكذا قرروا أن الحل الوحيد هو إغلاق الجامعة". وسيطبق قرار الإغلاق في غالبية كليات مجمع الوسط، لكن بقية الكليات التي توجد في مناطق أخرى من العاصمة ستتواصل فيها الدراسة، حسبما ذكر مصدر آخر في الجامعة. يذكر أن موجة الاحتجاجات التي شهدها السودان مؤخرا انطلقت من جامعة الخرطوم في 16 من يونيو/ حزيران الماضي إثر إعلان الحكومة السودانية عن سلسلة من الإجراءات التقشفية. لكن أهداف المظاهرات سرعان من تغيرت من العامل الاقتصادي وتبنت شعارات سياسية مثل "الشعب يريد إسقاط النظام". منظمات حقوقية ويقدر ناشطون عدد المتظاهرين المعتقلين منذ بداية هذه الموجة من الاحتجاجات بنحو الفي معتقل. وقالت منظمتا العفو الدولية وحقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش)، في بيان مشترك الاربعاء، إن من الصعب التحقق من اعتقال 2000 شخص، لكن هناك تقارير تشير إلى أن 100 شخصا لا يزالون رهن الاعتقال في ولاية الخرطوم وحدها. وأشار البيان إلى أن قوات الأمن السودانية اعتقلت ناشطين وصحفيين ومحامين وأطباء وأعضاء في مجموعات شبابية وفي أحزاب سياسية "غير مرتبطة بصورة مباشرة بالمظاهرات". وعبرت المنظمتان عن تخوفهما من أن العديد من المعتقلين تعرضوا إلى أصناف من المعاملة القاسية بما فيها الضرب والحرمان من النوم.