ها نحن ندخل الي الأسبوع الخامس من الانتفاضة السلمية التي يقوم بها شعبنا العظيم، بمختلف اطيافه: شاباته و شبابه و شيبه و امهاته على امتداد الوطن و منذ السادس عشر من يونيو المنصر معلناً بقوة الحق و راية العدالة بانه لن يقبل الا برحيل هذا النظام الظالم و لاجل خروج الوطن من نفق فشل النظام و فساده المظلم. منذ انطلاق هتاف طالبات داخلية البركس جامعة الخرطوم الجسورات , ومروراً بكل التظاهرات الطلابية في الجامعات السودانية : جامعة الخرطوم , جامعة السودان , الجامعة الأهلية أمدرمان , جامعة القضارف , جامعة كسلا , جامعة كردفان أظهر الطلاب السودانين شجاعة واستبسالاً فائقين في مواجهة بطش الأجهزة الأمنية و مليشيات النظام المدنية وتعرضوا ولا زالوا يتعرضون الي أفظع انواع التعذيب والتنكيل في حرم جامعاتهم و في معتقلات النظام الذي ظن مثله مثل اشباهه من الانظمة القمعية المجاورة ان البطش قادر على اسكات صوت المطالب الحقة و انزال راية الحقيقة في وهم من ظن ان لن تميد الارض من تحته ابدا. فاستخدم سادة النظام عسكرهم و امنهم و رباطتهم و معتقلاتهم و بيوت اشباحهم و ما اغنى عنهم كل ذلك شيئاً. و اتى انحياز اساتذة جامعة الخرطوم الي موقف شعبهم و وقوفهم في نفس الخندق مع طلابهم دليل اخر على فشل النظام في اسكات صوت الضمير الحي لشعب السودان وتدجين مؤسساته الاجتماعية الشريفة. كذلك كان انحياز المهنيين من اطباء و محاميين و معلميين منذ بدء الثورة بصورة واضحة الي مطالب الانتفاضة الشعبية و تعبيرهم القوي عن ذلك ، دليل اخر على فشل النظام في ادارة دولاب الحياة في السودان و ضرورة رحيله الفوري كمطلب جامع لكل اهل السودان. ان الانتشار الواسع للحركة الاحتجاجية في كل انحاء البلاد لتشمل الخرطوم، القضارف، نيالا، كسلا، القرير، كوستي، الأبيض، الدمازين، عطبرة، مدني بصورة يومية راتبة و بمطالب واضحة كلها تتفق بضرورة الرحيل الفوري لهذا النظام يكشف عن القناعة في رفض تراكمات الفشل و سوء الادارة التي مارسها نظام البشير على مدى ال23 سنة الماضية و رفضه لتحمل فواتير بقاء هذا النظام على سدة الحكم على حساب قوت الشعب و معيشته. ان الأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشها شعب السودان اليوم و نحن على اعتاب شهر رمضان الكريم هي نتاج لهذا الفشل المستمر و للفساد المستشري كالسرطان بين سادة النظام الذين يدعوننا للتقشف بينما يواصلون جشعهم لاكتناز الاموال و تهريبها على حساب قوتنا و معيشتنا و حقوقنا. كل ذلك يدعونا لمواصلة انتفاضتنا السودانية الثالثة و الاستمرار في التظاهر الاحتجاجي ليلاً و نهاراً للتعجيل برحيل هذا النظام الذي اصبح الان يلفظ في انفاسه الاخيرة مع الارهاق المتزايد الذي اصاب الاجهزة القمعية جراء تواصل الاحتجاجات الطلابية و المطلبية صباحا و تظاهرات الاحياء ليلاً في الفترة الماضية و ما النصر الا صبر ساعة. لن ندفع فواتير فشل الكيزان و لن نتحمل كلفة فسادهم رحيل النظام ضرورة حتمية لبقاء الوطن الحرية للشباب المعتقلين فهم اكبر من زنازين النظام و سجونه المظلمة المقاومة مستمرة و ستنتصر