يستبعد الإمام خيار الإستعانة بالخارج للإطاحة بنظام البشير ! [email protected] 1 - مبيكي ؟ حصان السلطانة ؟ بانتخاب الدكتورة دلاميني زوما ( 62 سنة ) رئيسة للإتحاد الأفريقي ( أديس أبابا – الأحد 15 يوليو 2012 ) ، أصبح مبيكي حصان السلطانة في دولتي السودان ! بعد يوم الأحد هذا، يستطيع حصان السلطانة أن ينفجط في دولتي السودان دون أن يجروء أحد على هبشه ! سيصيخ الرئيس البشير السمع لأمبيكي ! أما باقان أموم الذي كان يطالب باستبدال مبيكي بالإيقاد لأنه يتهم مبيكي بموالاة نظام الخرطوم فسوف يبلع كلامه ويفرش البساط الأحمر لأمبيكي في مطار جوبا ! صار مبيكي القوي الأمين ! ببساطة لأن العلاقة التي تربطه بالدكتورة دلاميني تحاكي العلاقة التي تربط السيد الإمام بالأميرة سارة نقدالله ... احترام متبادل ، ومحبة خالصة ، ووفاء عظيم ! سوف يقف الإتحاد الأفريقي ( تحت الدكتورة دلاميني ) خلف مبيكي بقوة ، ولن يرد له طلبا !سوف ينظر الرئيس البشير الى مبيكي ، فيرى الإتحاد الإفريقي يمشي على رجلين ! وكذلك الرئيس سلفاكير! دعنا نبدأ الحكاية من طقطق ! 2 - الدكتورة دلاميني ! بعد اعتزال مانديلا الطوعي ، وانتخاب مبيكي رئيسا لجمهورية جنوب أفريقيا ، عين مبيكي الدكتورة دلاميني وزيرة للخارجية ، وبقيت في موقعها السامي لعقد من الزمان ، منذ العام 1999 وحتى 2008 ، عندما صارت وزيرة للداخلية ! وقد كانت وزيرة للصحة في جمهورية مانديلا الأولى من عام 1994 ( عام سقوط الأبارتايد ) وحتى عام 1999 ! الدكتورة دلاميني وما أداراك ما هي ؟ نار حامية ... مجاز وحقيقة ! لجأت الى انجلترا في أوائل السبعينات ، هاربة من نظام الفصل العنصري ، ومكافحة في سبيل تحرير جنوب افريقيا ، تحت مظلة المؤتمر الوطني الأفريقي بقيادة مانديلا ! قررت أن من أوجب واجباتها التحريرية أن تعلم نفسها علما مفيدا ، تفيد به المناضلين الشرفاء في المؤتمر الوطني ! فدرست الطب ، وتخرجت من أرقى جامعات انجلترا ! رفضت الإعانات الإجتماعية التي كانت تصرفها حكومة بريطانيا للاجئين ، وعملت ليلا في غسل الصحون والمراحيض في المطاعم ومحطات المترو والقطارات أثناء فترة دراستها ! أيحسب الأنسان أن يترك سدى ؟ رجعت الدكتورة دلاميني ، وإجازة الطب في يديها لسوازيلاند حيث كانت متطوعة تعالج الجرحي والمرضي من مقاتلي جيش التحرير في جنوب أفريقيا ! التقت الدكتورة دلاميني بالمناضل جاكوب زوما ( رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الحالي ) ، وتزوجته في عام 1982 في سوازلاند ، وانفصلا في عام 1998 ، بعد 16 سنة من زواج سعيد ، كانت ثمرته 4 من الأطفال ! تطالقا لأنه تزوج بأخرى... وهو زوج حاليا لست زوجات شرعيات ، بالإضافة لعدة خليلات ... كما هي الثقافة السائدة في قبيلة الزولو التي ينتمي إليها ، وكذلك الدكتورة دلاميني ! هل سمعت أن الدكتورة دلاميني كانت مرشحة لخلافة مبيكي في رئاسة الجمهورية في مؤتمر بولوكوان الشهير ( 2007 ) ، ولكنها تنازلت طواعية لزوجها السابق زوما ، الذي صار رئيس الجمهورية ! أعلاه اختزال لسيرة ومسيرة أيقونة أفريقية ، وأول امرأة تتسنم رئاسة الإتحاد الأفريقي ! 3 – التداعيات ؟ من أهم تداعيات انتخاب الدكتورة دلاميني رئيسة للإتحاد الأفريقي على دولتي السودان ، أن مبيكي سوف يقدل في أروقة السلطة في الخرطوموجوبا ، وكذلك في مجلس الأمن في نيويورك ، وسوف لن يعصي له أحدا أمرا... أوليس هو حصان السلطانة ؟ اجتمع الرئيس البشير مع الرئيس سلفاكير في أديس أبابا ، يوم السبت 14 يوليو 2012 ، على هامش مؤتمر القمة الأفريقي ال 19 ! وكان اجتماعهما ، في حد ذاته ، وبغض النظر عن مخرجاته ، اختراقا عظيما ؛ ولا نقول أذاب الجليد بين الرئيسين ، حسب الأدبيات السائدة ، وإنما دلق المياه على النيران المشتعلة بينهما ! 4 - يوم السبت 21 يوليو 2012! يسعي مبيكي لعقد لقاء ثان في أديس أبابا بين الرئيسين يوم السبت 21 يوليو 2012 ! عندها يكون المتبقي 13 يوما قصيرا على الموعد ( الخميس 2 أغسطس 2012 ) ، الذي حدده مجلس الأمن لدولتي السودان للوصول الى اتفاق شامل حول ( كل ) الملفات العالقة بينهما ! ولكن يقول لك مبيكي أن البون لا يزال شاسعا بينهما ، فحوارهما يحاكي حوار الطرشان ! الرئيس البشير يسعى : + لطرد الرئيس سلفاكير حركات دارفور الحاملة للسلاح من جنوب السودان ، + وتجريده من سلاحهما اللواء التاسع ( النيل الأزرق ) واللواء العاشر ( جنوب كردفان ) في الحركة الشعبية الشمالية ، ويوقف أي دعم لهما ! الرئيس سلفاكير يسعى لأن : + يوافق الرئيس البشير على ضم أبيي لدولة جنوب السودان ، + يقبل الرئيس البشير ب 9 دولارات مقابل ترحيل برميل النفط ! قدم وفد السودان المفاوض لمبيكي ورقة تحتوي على موقف حكومة السودان في كل ملف من الملفات العالقة ، ووعد وفد جنوب السودان بدراسة الورقة السودانية ، وتقديم ورقة مماثلة لمبيكي ، لتساعده في اعداد ورقة توافقية حول كل الملفات العالقة ، ليقدمها لإجتماع الرئيسين ( أديس أبابا – 21 يوليو 2012 ) ! يقول لك مبيكي أنه ليس متفائلا بشأن وصول الخصمان لإتفاقات حول أي من الملفات العالقة بحلول يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ! وسوف يقرر مبيكي وقتها ، إما : + مطالبة مجلس الأمن بتمديد فترة المفاوضات لما بعد 2 أغسطس 2012 ، + أو تطبيق عقوبات على الدولة العاصية وفق حكم مبيكي ! موعدنا يوم السبت 21 يوليو 2012 ! أليس هو بقريب ؟ 5 - السيد ملس زيناوي ؟ مقسم السودان ؟ يرقد السيد ملس زيناوي ، رئيس وزراء اثيوبيا ، ( 57 سنة ) بين الحياة والموت ، في مستشفي خاص في بروكسل ، حيث تم نقله ، بطائرة طبية خاصة من أديس أبابا ، يوم الأربعاء 18 يوليو 2012 ! لم يتم الكشف عن مرض السيد زيناوي بعد ! ولم يشارك السيد زيناوي في اجتماعات القمة الأفريقية الأخيرة ( أديس أبابا – 15 و16 يوليو 2012 ) نسبة لمرضه ! وكما هو معروف فإن السيد زيناوي استمر رئيسا لوزراء أثيوبيا ال 21 سنة الماضية ، عندما فر منغستو هايلي مريم الى زيمبابوي في مايو 1991 ( أول انتخابات برلمانية في أثيوبيا كانت في أغسطس 1995 ) ! لماذا نهتم بالسيد زيناوي ؟ لعدة أسباب : + أهمها أنه كان ، ربما بدون قصد ، أحد المعاول التي هدمت السودان الواحد وقسمته الى قسمين في يوليو 2011 ! + وثانيا لجهوده المقدرة ومبادراته الخيرة لرأب الصدع ومصالحة دولتي السودان ! + وثالثا لتكرمه ب 4 ألف و 200 من عناصر جيشه لحفظ السلام في أبيي تحت اطار الأممالمتحدة ( قوات يونسفا – 23 أغسطس 2011 ) ! + ورابعا لإقتلاعه منطقة الفشقة السودانية من نظام الإنقاذ ! دعنا نستعرض السبب الأول المذكور أعلاه ،لأن الأسباب الثلاثة الأخرى معروفة للقارئ الكريم ! دعم نظام منقستو هايلى مريم في أثيوبيا الحركة الشعبية دعما مقدرا ، عسكريا وماليا ودبلوماسيا ،وفتح أراضيه لتدريب قواتها ولشن عملياتهم العسكرية ضد سودان نميري ! لأن نظام نميري كان يدعم حركات ارتريا الإنفصالية والحاملة للسلاح ضد نظام منقستو هايلى مريم ( حينما كانت ارتريا جزءا من اثيوبيا وقتها ) ! لم تسطع الحركة الشعبية ، وقتها ، أن تطالب بحق تقرير المصير ( الإنفصال ) حتى لا تغضب نظام منقستو هايلى مريم ، الذي يحارب حركات ارتريا الداعية للإنفصال من أثيوبيا ! في يوليو1983 ، أقرت الحركة الشعبية مانفستو الحركة الذي يدعو للسودان الجديد الموحد الواحد الأحد ! في مايو 1991 ، سقط نظام منقستو هايلى مريم، وأتى للحكم السيد زيناوي بمساعدة أبالسة الخرطوم المقدرة ! في 24 مايو 1991 ، أصبحت أرتريا دولة مستقلة بموافقة حكومة السيد زيناوي في أثيوبيا ، وأقر السيد زيناوي مبدأ حق تقرير المصير لأقليات اثيوبيا الأخرى ! في سبتمبر 1991 ، غيرت الحركة الشعبية هدفها الأساسي المنصوص عليه في مانفستو الحركة ، واعتمدت لأول مرة في تاريخها مبدأ حق تقرير المصير لجنوب السودان ، أسوة بما فعله السيد زيناوي لأرتريا في اثيوبيا ! ولتدمير السيد زيناوي لنظام منغستو هايلي مريم ، الذي كان يرفض حق تقرير المصير لأقليات اثيوبيا ، وكان يدعمها ! إذن ظهور السيد زيناوي على المسرح السياسي في اثيوبيا وزوال نظام منغستو هايلي مريم في مايو 1991 ، أغرى الحركة الشعبية بتغيير مانفستو الحركة في سبتمبر 1991 ، للمطالبة بحق تقرير المصير بدلا عن السودان الجديد الموحد ! وكرت المسبحة من سبتمبر 1991 حتى يوليو 2011! لمزيد من التفاصيل ، الرجاء الرجوع الي مقالات البروفسور سلمان سلمان الدسمة ، التي أعتمدت عليها في بعض المعلومات المذكورة أعلاه ! 6 - الرئيس مرسي ؟ في يوم السبت 30 يونيو 2012 ، صار الدكتور محمد مرسي أول رئيس لمصر يتم انتخابه في انتخابات حرة ، ونزيهة وشفافة منذ عهد الفرعون الإله خوفو ! في يوم الجمعة 6 يوليو 2012 أعلن السيد الإمام أنه تلقى ردا من الرئيس مرسي على رسالة التهنئة التي أرسلها له ! أكد الرئيس مرسي في رسالته للإمام أنه وثوار مصر سوف يقفون بجانب ثوار السودان في كفاحهم ضد نظام الظلم والبغي ! في يوم الأحد 15 يوليو 2012 ، أمطر الرئيس مرسي الرئيس البشير في أديس أبابا بوابل من القبلات ! أوليس الرئيسان من ملة واحدة ... ملة الأخوان المسلمين ! ولإثبات محبته وتوكيد معزته ، نقل الرئيس البشير الصحفية شيماء عادل بطائرته الرئاسية من الخرطوم الى أديس أبابا ! في يوم السبت 14 يوليو 2012 ، قابلت حمالة الحطب ( هيلاري كلينتون ) الرئيس مرسي في القاهرة! ذكرت هيلاري للرئيس مرسي أن لها عنده طلبا واحدا لا ثان له ... استمرار حصار قطاع غزة وخنقه حتى لا يهدد أمن وسلامة اسرائيل ! في يوم الأربعاء 18 يوليو 2012، تظاهر أهالي غزة مطالبين الرئيس مرسي برفع الحصار المصري عليهم ، الذي لا يزال مستمرا رغم مرور 19 يوما على تنصيبه رئيسا لمصر ، ورغم مرور 19 شهرا على ثورة 25 يناير ! في يوم الأربعاء 18 يوليو 2012، أكد السيد الإمام أن الحالة السودانية قد بلغت أقصى مداها من السوء ، ما أدى لإنطلاق عدد كبير من أجندات الإطاحة بالنظام ! ودعا الإمام لنظام جديد وبديل ، يحقق سلاما عادلا شاملا ، وتحولا ديمقراطيا كاملا ، متخذا إحدى وسيلتين: + إما كوديسا جنوب أفريقيا ، + أو العمل الحركي الواسع الذي لا يستثني إلا أمرين العنف والإستعانة بالخارج! استثنى الإمام الإستعانة بالخارج ، حتى من الرئيس مرسي ، الذي وعد بالوقوف مع ثوار السودان ضد نظام الظلم والبغي ! أويلدغ المؤمن من جحر مرتين؟