د. (طبيب) عبدالمنعم عبدالمحمود العربي، لندن عزيزي القارئ والقارئة الموقر ين أبارك لكما شهر الصيام الكريم والذي يحل علينا دائماً محملا بقطوف الذكريات تتلون وتختلف إيقاعاتها تارتاً فرحا وتارتاً حزنا فكل إناء بما فيه ينضح. يتحدث الناس هذه الايام في اللقاءات التليفزيونية عن الزمن الجميل وذكريات رمضان والحنين الي زفته عند قدومه في كل مدينة وحلاوة نفير الجارات تغمرهن الفرحة يجتمعن قي كل بيت لصناعة الحلومر. فالحياة حلوة وللحديث عن الذكريات الجميلة بدون شك نوستالجيا ذات حلاوة وطلاوة اذا اكتملت معها صحة الجيب والبدن والذهن الحاضر. اجد نفسي تتأرجح حلواً ومراً بين الحزن والفرح مع قدوم كل رمضان جديد. افرح لان الأمل يتجدد يمنيني بالفوز بالصيام (لربما) و رمضان يتجدد بفضله وذكرياته في حياتي وأحزن لانه ربما يكون اخر عهدي بهذا اللقاء الحميمي المميز الذي تتطلع اليه النفوس كل عام جديد. وأحزن مع كل اسرة قد فقدت عزيزا لديها كم كان له دور فعال في تسيير امورها قد تغيب وشغر مكانه في هذا الرمضان وكل رمضان اتي. لكل اسرة مهما كان حجمها او وضعها المادي شخص يعتبر إيقونة في حياتها. ففي العام السابق رحل عن أسرتنا الاخ الشاب شمس الدين الحسين الطاهر الربيع بابيروف واخونا الاكبر سفيرنا الفريق محمد زين العابدين صاحب القلم والتحليل الاستراتيجي البارع كاتبا محترما في هذه الصحيفة الغراء وايضا حزمة محترمة من الفنانين والأدباء والعلماء والأطباء وشباب غض ونساء حصدتهم حروب داخلية جائرة سواءا كان ذالك في السودان او غيره. عليهم جميعا رحمة واسعة وفيضاً واسعاً من رب عفو كريم يجازون به جنات نعيم ابدي. وعلي النقيض الاخر كم من أنظمة قمعية قاهرة ظالمة سادت عقوداً من الزمن المر حتي رمضان العام المنصرم غاب عن اصحابها ان الله القوي الامين موجوداً وعينه لا تنام اين هي الان؟؟ عاد رمضان هذه السنة وحمل لنا جديد الحزن النبيل عبر فضاءات الأثير والأستاذ السر قدور يحي لنا في بواكر برنامجه التوثيقي الناجح (اغاني واغاني) ذكري الفنان الشاب الراقي الراحل نادر خضر الذي رحل وزملاؤه فجاة في حادث سيارة مؤلم فبكت العيون والكلمات وأنغام الكمنجات وبكي الكثير من المشاهدين اصحاب القلوب الانسانية الرهيفة. وفي ذكري الراحلين مثل هذه المناسبة تتجدد شجون كل بيت قد فقد عزيزاً لديه. الا حم الله كل نفس غابت هذا الرمضان من كوخ او بيت كانت تملؤه بهجة ومسرة. و الا رحم الله الفنان نادر خضر وزملاءه فقد كانت تتمثل فيه الروح السودانية الحقة السمحة كغيره من الذين ذكرتهم أعلاه اللهم اجعل الجنة مثواه والهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان. بمناسبة مرور عام علي وفاة فقيد اسرتنا الاخ الشقيق شمس الدين الحسين وصلتني الرسالة أدناه من الاخ الدكتور (زراعي) امين مالك خبير الفاو بنغلادش أحببت نشرها للزملاء وأصدقاء شمس الدين وما اكثرهم في السودان وخارجه. أصدرتها بهذه المقدمة الطويلة (عذرا) واختمها بردي المختصر في الختام. Tribute to my Brother-in-law Shameseldin Hussein Eltahir on the First Memory of his Depature Rest in Peace my Dear Brother Today the 16th of July, 2012, marks the first anniversary of the departure of my brother-in-law and good friend Shameseldin Hussein Eltahir. During his short life, Shameseldin has touched many people, including family and friends, with his kindness, love, generosity and friendly smile. Since I have known him in 1980, when he was a high school student, I was impressed by his elegance, social skills and positive attitude. He was always there for me, for my family and for many other people, with whom he was the main pillar on which they would lean whenever they need. Shameseldin visited Zalingei in Darfur twice: the first time was in 1986, before I was married to his sister Khadiga, and he was part of a group of youth who were exploring the beauty of Jebel Marra. The few days he spent there were a good introduction to his true personality and friendliness. The second time was in 1988 when he visited my family there for three weeks and it was a visit of sweet memories and fun. It was the first real vacation for him after working as a contractor, which is a very demanding job. He would wake up late and spend hours playing with the toddler twins getting under the beds with them, their most preferred place for playing! Then he will laugh his beautiful laughter and says ‘the twins have beaten me'. In the evening, he would accompany me to the Staff Club and play chess and table tennis and would beat all. One evening, and after beating all in table tennis, a car was sent to bring a former national champion in table tennis to beat him, but Shameseldin won widely! He would never brag about his excellence, as he was very humble. He was also a great footballer, playing for local teams and being a mate to great stars like his friend Suksuk. He was also excellent in basket ball and volley ball. His lean body and tall frame must have got something to do with his athleticism. I have not met a person who is more sociable than Shameseldin. He was always surrounded by his many best friends, especially on the early evening hours of Friday in Abroaf, when his friends would gather for the trade mark cup of tea and chat and laugh. He was always covering for his expatriate relatives and friends, handling their legal and financial affairs, to the point of paying their fitra charity at the end of Ramadan, without complaining or expectation of reward. He was so religious without extremism and so loving without hypocrisy. Shameseldin was brave – very brave. He gets angry for the right causes and would never tolerate injustice, selfishness or arrogance. Shameseldin was a model family man. He was loving to his wife Taysir and three children and to his nephews and nieces, always teasing them and making funny faces, especially the trade mark tongue pulling, which makes all laugh. I still remember during my last visits to Sudan how he used to visit Abroaf everyday to check on his mother and sisters. He also used to visit my family residence every week in the 1990's to have a cup of tea with us and a chat about politics and soccer. Our conversations were reflections of his modernity and elegance. While Shameseldin is not with us physically, I am sure he is with us spiritually and his great memories and love will surround us until we meet him, in shaa Allah, on the Day of Judgement. He provided a great role model and example to his nephews on how a true son, brother, father, husband and friend would be. May Allah bless his soul, ameen. Amin Malik, Dhaka, Bangladesh. July 16, 2012. الاخ العزيز الدكتور امين مالك التحيات العطرات وبارك الله فيك لقد أثرت لواعج الشجون والحزن الدفين لم ينضب نبعه بعد لا تزال تدمع العيون المشتاقة كلما يعبر امام نظرنا او الخاطر طيف شقيق وصديق كم أحببناه وكم سعدنا معه في رحلة الحياة التي بجدارة قد ملأها كرما وشهامة وبهجة وحضورا وحبورا من غير تكلف فقد كان ذالك شمس الدين الحسين. شمس الدين كان عندنا كل شيء كان ظهرا قويا كلنا نتكئ عليه ويدا طويلة تمتد إلينا في المسرات والملمات كان شمسنا المشرقة الصبوحة نتدفاء بحرارتها المتواصلة والممتدة حتي ونحن في بلاد الصقيع ولكانني بمرابع تلك البيوت والخيام التي ركز شمس الدين اوتادها تسكب دمعات الحزن والفراق كلما تهب عليها نسمات تحمل عبق شمس الدين الذي لا يزال بل يبقي يعطر سمواتنا ومساحاتنا العريضة التي كان بحق يملؤها حبا وعطفا وكرما وأريحية ونكران ذات لا حدود له مع الاحتفاظ بالشجاعة في مواجهة الخصم وهذا كان ديدن والده الحسين عليه رحمة الله اتصلت بي هنا مرة زوجة احد الزملاء الاطباء تعزيني في الفقيد. ذكرت انها حضرت الوفاة في حي ابروف بالسودان وان والدتها الشيخة المقعدة أصرت علي ان ينقلونها بالسيارة الي دار العزاء التي لا تبعد عن دارهم سوي مائة متر وقالت لابنتها كان شمس الدين يزورنا كل جمعة ويحمل لي معه حلوي النعناع لانه قد علم ان والده كان عندما يزورنا كان يهديها لنا عند كل زيارة وأضافت ان الذي رأي شمس الدين كانه قد رأي والده الحسين! وأضافت ان شمس الدين خلق خلوقا لكي لا يعيش. هذه شهادة شاهد علي العصر في حياة شمس الدين ووالده الحسين عليهما رحمة الله. امين شكراً .... ودعني اقول شمس اخي واخوك .... معنا بالأمس كان رحل عنا فجأة من غير ترتيب او وداع رحل فجأة رحيل بريء لم يبلغ بعد سن الفطام وعلي الرحيل يمر يوم ثم شهر واليوم عام فيا شمسنا ...... يا عزنا.... يا حبنا مهما طال الزمن وكتب الفراق ففي الحضور وفي الغياب انت البقاء في تضاريس الزمن العنيد والجفاف كنت الحياة كنت الامل والاخضرار مؤصلا في كل شيء ... كنت النهي كنت الكرم ... كنت صرحا من نضار ستظل دوما شمسا تزاور بيننا ولحنا شجيا في الفؤاد بل كل عمرنا ستدوم ذكراك الجميلة في خيالنا كل الصباحات المشرقة في نفوسنا وعند ما يحل المساء وفي الحقيقة تنبت وردا واخضرارا وتجيء روحك من العلا الأبدية تزور ربوعنا تعطر الأجواء تدخلها تفرحها داراً ودارا حتي كوانين بائعات الشاهي و حارات كل المساكين والحياري كان عليه الرحمة يتصدق بسخاء وطيبة نفس علي بائعات الشاي جوار مكتبه بسوق السجانة فبكينه مع عماله وأهله بالدمع السخين. الا رحم الله شمسا رحمة واسعة وجزاه عنا جميعا احسن الجزاء فقد كان خلوقا رقيقا هينا لينا طيبا تستخفه بسمة الطفل لكنه قويا بطلا يصارع الاجيالا فهنيئا لزوجه ولأبنائه ان يسيروا علي دربه القويم الذي رسمه بيد مباركة وعزم وتوكل علي الله لا يخيب. اللهم اجعل جنة الفردوس العالي مثواه وألحقه بالشهداء والصديقين. اللهم اجعل البركة والصلاح والنجاح في أسرته وذريته امين عبدالمنعم عبدالمحمود العربي المملكة المتحدة 16/07/2012 Abdelmoneim Alarabi [[email protected]]