تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(قصة حبنا القميء مع اخوان مسلمى لندن)
نشر في سودانيات يوم 19 - 11 - 2012


[b][b]
بسم الله الرحمن الرحيم
“قصة حبنا القميء مع اخوان مسلمى لندن"
Our Sordid Love Affair with the London's Muslim Brotherhood “
هذا هو عنوان المقال الذى كتبه الكاتب الصحفى الامريكى المرموق جيفرى ستانبيرج . والمقال هو عبارة عن استعراض لكتاب “لعبة الشيطان : كيف ساعدت الولايات المتحده فى فك عقال الاسلام المتطرف “Devil's Game: How the United States Helped Unleash Fundamentalist Islam." . هذا الكتاب الهام لكاتبه روبرت درايفس , الجنرال الكبير المتقاعد فى وكالة الاستخبارات الأمريكيهCIA الذي عمل لفترات طويلة فى الشرق الاوسط , صدر عام 2005 فى 388 صفحة . هو كتاب يتوجب على كل شخص ينتمى الى جماعات الاسلام السياسى الاطلاع عليه . أولاً لمعرفة حقائق وأسرار التنظيم العالمى للأخوان المسلمين الذى ينتمى اليه لتحديد موقفه تبرئة للذمة امام الله والإسلام أولاً , ثم الاوطان وعباد الرحمن ثانياً .
ما نقوم به فى هذا المقام هو ترجمة نصية لورقة الصحفى الامريكى جيفرى ستانبرج التى تمثل بحثأً و استعراضاً جيداً للكتاب . فهناك كم هائل من الحقائق والمعلومات الدقيقة التى لم يتطرق اليها بطبيعة الحال . ولذلك يجب على قادة وكوادر الحركات الاسلامية المسيسة – خاصة المنتمية لجماعات الاخوان المسلمين – الاطلاع على هذا المرجع الهام لفهم طبيعة أدوار الحركات الاسلامية فى المنطقة وعلاقاتها بأجهزة الاستخبارات الغربية .
الى ترجمة النص الانجليزى (نورد النص الانجليزى فى نهاية المقال للاطلاع عليه من مصدره الذى يحمل صورة غلاف الكتاب.)
تصادف أن يحضر كاتب هذا الاستعراض (والحديث هنا للكاتب الصحفي الامريكى جيفرى ستانبرج) مؤتمراً انعقد فى مجلس الشيوخ الامريكى . هذا المؤتمر تم الصرف عليه باعتباره منتدى للخبراء عن تنظيم القاعدة . سألت لجنة من ثلاث خبراء هم من القادة العارفين بالارتباطات بين القاعدة وتنظيم الاخوان المسلمين , وذكرت لهم ان تقارير موظفى هيئة التحقيق حول هجمات 11 سبتمبر اوردت أن الشخص الذى كان يعتقد بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 خالد شيخ محمد , قد القى القبض عليه , وانه يفتخر بأنه تم تجنيده لتنظيم الأخوان المسلمين منذ أن كان عمره 16 عاماً. إلا ان سؤالى هذا قوبل بنظرات صفراوات من قبل “خبراء" تنظيم القاعدة الذين نصبوا أنفسهم خبراء فى هذا الشأن , ولم يتفضل أحد منهم بالرد . وللحقيقة والإنصاف , فقد ابتدرني أحد الثلاث فيما بعد ليقول انه كان يعلم شيئاً ما عن ارتباطات الاخوان المسلمين مع القاعدة , لكنه شعر أن الحضور حينذاك والمكون من قادة موظفى الكونجرس وكبار المفكرين Think-tank ومخططى السياسات لم يكن بمقدورهم استيعاب الاجابة المعقدة التى كان عليه أن يعطيها .
هذه الواقعة اعطت لقطة معبرة جداً حول الوضع فيما يتعلق بمن يطلق عليهم “خبراء الارهاب" الذين يفخر كثير منهم بنيل درجات علمية فى علم الاجتماع وعلم النفس وعلوم الكمبيوتر . لكن قليلون من لهم إلمام بالتاريخ , وأقل من ذلك من هم على استعداد لمحاولة استخلاص الدروس من التاريخ والتبضع بخبراتهم المجروحة . وعندما حكيت الحادثة فى منتدى خبراء الارهاب لعدد من الضباط المتقاعدين من الجيش والاستخبارات الذين لهم شهادات خبرة ومختصين فى شؤون الشرق الاوسط , هزوا رؤوسهم فى حسرة اعترافاً بالمشكلة والقصور.
لحسن الحظ , الكاتب روبرت درايفس جاء كتابه مواتياً ليبعث الراحة حول هذا القصور الكبير فيما عرف لدينا بالحرب العالمية على الارهاب “Global War on Terror “GWOT" وأيضاً حول قصور الديبلوماسية الامريكية وعمليات الاستخبارات بشكل عام . كتاب “لعبة الشيطان" يعطينا صورة حية حول كيف أن الولايات المتحدة قضت القرن الماضى كله منساقة الى اوحال سياسة الشرق الأوسط تجرها الاجهزة الامبريالية البريطانية التى دعمت وتحكمت فى حركات التطرف الاسلامى منذ الساعات الاولى لعصر سياسات البترول فى نهايات القرن التاسع عشر . يجمع كتاب درايفس بين مسح معمق مقروء لمجموع الادبيات الاكاديمية حول تاريخ حركة الاخوان المسلمين وتفرعاتها المتعددة التى انبثقت عنها فى القرن العشرين , مع مقابلات مع بعض كبار خبراء الشرق الاوسط فى الادراة الامريكية من دبلوماسيين وضباط استخبارات . ففى الفصل الافتتاحى الاول , يعطينا درايفس تشخيصاً وعلاجاً لسياسة الرئيس بوش الخاطئة حول الحرب على الارهاب. كتب درايفس بان شن حرب على الارهاب هو الطريق الخطأ تماماً لمجابهة التحدى الذى خلقه الاسلام السياسى . يأتى هذا التحدى فى شكلين :
الأول : هناك التهديد الخاص بأمن وسلامة الامريكيين الذى تخلقه القاعدة.
ثانياً : هناك مشكلة سياسية اخرى اكبر نطاقاً من خلقها نمو وتمدد اليمين الاسلامى فى الشرق الاوسط وجنوبى آسيا . ويضيف : “فيما يتعلق بالقاعدة , فقد عمدت ادارة الرئيس بوش بتعمد وإصرار لتضخيم حجم التهديد الذى تمثله القاعدة . فهى ليست تنظيماً بتلك القوة ... استخدام الجيش الامريكى فى حرب تقليدية ليس هو الطريق الامثل لمهاجمة القاعدة , التى هى مشكلة فى الاساس تخص الاستخبارات وهيئات انفاذ القانون . سارت الحرب فى افغانستان فى الطريق الخطأ , فقد فشلت فى القضاء على قيادة القاعدة كما فشلت فى القضاء على طالبان التى تشتتت , كما فشلت ايضاً فى جلب الاستقرار لذلك البلد الذى مزقته الحرب , ما قاد الى خلق حكومة مركزية ضعيفة تحت رحمة لوردات الحرب وعصابات طالبان السابقه . والأسوأ من افغانستان كانت الحرب فى العراق – لم تكن خاطئة وغير ضرورية فحسب – لكنها ايضاً وجهت لبلد لم يكن له صلة مطلقاً بعصابة بن لادن . كما قال احد المراقبين بأن (قوات الدفاع FDR) قامت بمهاجمة المكسيك رداً على بيرل هاربر Pearl Harbor ... المشكلة التى كان يمكن معالجتها جراحياً باستخدام قوات الكوماندوز والقوات الخاصة , تساعدهم الدبلوماسية المحنكة , التجريم والفعل القانونى مع مجهودات عالمية منسقة مع اجراءات دفاعية محكمة , كانت مضخمة لحد كبير من قبل إدارة بوش.
فيما يتصل بالموضوع الاوسع المتعلق بصعود الجناح الاسلامى المتطرف , يكتب درايفس “أولاً , يجب على الولايات المتحدة عمل ما يمكنها عمله لإزالة المظالم التى تقود المسلمين الغاضبين لالتماس العزاء فى تنظيمات مثل جماعة الاخوان المسلمين ... على الاقل يمكن ان تتخذ الولايات المتحده خطوات هامة من شأنها اضعاف قدرة اليمين الاسلامى فى قطف المجندين . فبالاشتراك مع الامم المتحده والاوربيين وروسيا يمكن للولايات المتحده المساعدة فى حل الصراع الفلسطينى-الاسرائيلى بطريقة تضمن العدالة للفلسطينيين , أى قيام دولة مستقلة قابلة للبقاء جغرافياً واقتصادياً , وربط ذلك بالانسحاب من المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية , وعودة اسرائيل الى حدود 1967 تقريباً , مع تقسيم منصف وعادل للقدس . ذلك , اكثر من اى شئ آخر , من شأنه ازالة أسباب الحرب لدى اليمين الاسلامى .
ثانياً , يجب على الولايات المتحدة التخلى عن مظاهرها الامبريالية فى الشرق الاوسط . يتطلب ذلك انسحاب قوات الولايات المتحده من افغانستان والعراق وتفكيك القواعد الحربية الامريكية فى الخليج الفارسى والمنشآت فى السعودية , وتقليص واضح فى وجود الاسطول الامريكى ومهمات التدريبات العسكرية ومبيعات الاسلحة .
ان وصفات درايفس المعقولة لكبح تقدم اليمين الاسلامى هى مفيدة بلا شك لكن القوة الحقيقة لكتاب “لعبة الشيطان" هو التوثيق الدقيق للتاريخ الذى يوثق لدعم بريطانيا لحركة الاخوان المسلمين , واستجابات الولايات المتحده البلهاء لها , ما يجر العالم بالضبط الى حافة صدام الحضارات “Clash of Civilizations" فى حرب لا نهائية طال ما سعت اليها لندن , والتى عادة ما عارضتها الولايات المتحده .
حكم بريطانيا الامبريالى Britain's Imperial Synarchy :
على الرغم من أن حركة الاخوان المسلمين بدأت اولاً فى مصر 1928 الا أن جذور دعم بريطانيا للمحافل الماسونية السرية يرجع الى ما وراء ذلك التاريخ بجيلين . تحديدا للربع الاخير من القرن التاسع عشر , فى ذلك الوقت دعمت الاستخبارات البريطانية عمل شخص شيعى مولود فى بلاد فارس يسمى جمال الدين , عرف فيما بعد بجمال الدين الافغانى (1897-1838) . ولكونه ماسونى بريطانى (وفرنسى) وملحد موثوق , قضى الافغانى كل شبابه كعميل للاستخبارات البريطانية يقود التمرد الاسلامى حيثما اتفق ذلك مع الاهداف الامبريالية لبريطانيا . ففى وقفات فى حياته العملية المثيرة عمل كوزير للحربية ورئيس للوزراء فى ايران قبل أن يقوم بانقلاب على اسياده . كان الافغانى مؤسساً لحركة شباب مصر , والتى كانت شبكة من خبراء تضم الجبهات اليعقوبية البريطانية (الماسونية) حول العالم التى شنت الحرب على اعداء بريطانيا الامبرياليين فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر . فى السودان وفى اعقاب الثورة الوطنية التى قادها المهدى وقتل اللورد غردون الحاكم البريطانى , نظم الافغانى ثورة مضادة (اسلامية) لدعم استعادة السيطرة الاستعمارية البريطانية على السودان .
وفى ابهى التقليد البندقى Venetian (نسبة الى مدينة البندقية) طور الافغانى فلسفة او مقولة “الاقتصاد فى الحقيقة" Economy of truth اى الحقيقة كأداة للخداع الامبريالى . فقد اتخذ لنفسه اسم الافغانى لاخفاء مولده الفارسى/ الايرانى وجذوره الاسلامية الشيعية حتى يتسنى له خدمة اوليائ نعمته البريطانيين على نحو افضل فى المناطق التى يعمل فيها وهى فى الغالب سنية . كما كان يتحدث بتشكك عن المنفعة الاجتماعية للدين The social utility of religion . كان يقف خلف الافغانى احد قادة المستشرقين البريطانيين , ادوارد قرانفيل Edward Granville Brown ومتى ما نفذت منه النقود , كان الافغانى ييمم دؤوباً كالنحلة شطر لندن , حيث كان دائما ما يُسعف بالتمويل , دار للطباعة وتسهيلات احرى .
كان احد حوارييى الافغانى البارزين ورفيقه فى العمالة للاستخبارات البريطانية هو محمد عبده (1849-1905) . عبده المولود فى مصر أسس جماعة السلفية تحت رعاية القنصل البريطانى فى مصر , ايفلين بارنج (اللورد كرومر) . فى عقد سنوات 1870 أسس الافغانى ومحمد عبده حركة شباب مصر التى قاتلت الوطنيين المصريين العلمانيين . وفى منتصف 1880 انتقل الرجلان الى باريس حيث أسسا مجلة تحت رعاية المحافل الماسونية البريطانية والفرنسية سميت “بالعروة الوثقىBond “Indissoluble .كانت هناك بعض الحكايات المتداولة عن السنوات الثلاث التى قضاها الافغانى وعبده فى باريس , تشير الى أنهما كانا على اتصال مباشر مع قداسة البابا St. Yues d'Alveydre الرجل المؤسس “لحركة أثرياء العالم Synarchist “ومن باريس قفل الثنائى راجعين الى لندن .
فى عام 1899 بعد سنتين على وفاة الافغانى , نصب اللورد كرومر محمد عبده ليصبح مفتى عام مصر . وفى المقابل أتى محمد عبده بمحمد راشد رضا (1935-1865) وهو رجل سورى هاجر الى مصر ليصير اقرب حواريى محمد عبده . أسس رضا المنظمة التى سوف تكون فيما بعد هى النواة لحركة الاخوان المسلمين :" جمعية الدعوة والارشاد." اصدرت تلك المنظمة الماسونية مجلة باسم “المشكاة" The Lighthouse" التى قدمت الدعم الاسلامى اللازم للحكم الاستعمارى البريطانى فى مصر وذلك بالهجوم على الوطنيين المصريين ووصفهم “بالملحدين والكفرة". فى القاهرة وتحت رعاية بريطانية افتتح رضا معهد الدعوة الاسلامية “الدعوة والارشاد" الذى أتى بالاسلاميين من كل انحاء العالم الاسلامى لتدريبهم على فنون الاثارة والدعاية السياسية Political Agitation . أسس رضا وآخرين من انصار محمد عبده حزب الشعب The People Party والذى كان يبث الدعاية لصالح الحكم الاستعمارى البريطانى . احد خريجى معهد الدعوة والارشاد وهو ايضاً شخصية محورية فى حزب الشعب هو حسن البنا (1949-1906) تسنى للبنا أن يؤسس جماعة الاخوان المسلمين فى 1928 .
جماعة الاخوان المسلمين فى الاصل هي وبلا مواربة كانت عبارة عن جبهة للاستخبارات البريطانية . فقد كان المسجد فى الاسماعيلية بمصر والذى كان اول مقر لرئاسة الاخوان المسلمين بنى بواسطة شركة قنال السويس (البريطانية) بالقرب من قاعدة عسكرية بريطانية ابان الحرب العالمية الاولى . ابان الحرب العالمية الثانية عمل الاخوان المسلمون كفرع اصيل من المؤسسة العسكرية البريطانية . وفى عام 1942 خلق الاخوان المسلمون “الجهاز السرى" وهو عبارة عن تنظيم يضم ميليشيات مسلحة تعمل تحت الارض متخصصة فى الاغتيالات والتجسس .
هتلر والمفتى العام :
خلال سني التكوين الاولى لجماعة الاخوان المسلمين كان جهاز الاستعمار البريطانى للمكتب العربى يتبنى فى ذات الوقت ويلمع شخصية “اسلامية" اخرى يسمى حاج امين الحسينى . وهو شخصية تكره السامية بشدة وله قليل من التدريب فى أمور العقيدة الاسلامية , تم تلميع الحسينى على يد سير رونالد ستورز Ronald Storrs الحاكم العام البريطانى ومساعد السير هربرت صامويل Herbert Samuel المندوب السياسى البريطانى فى فلسطين . فى عام 1921 كان الحسينى قد تم تنصيبه كرئيس للمحكمة الاسلامية العليا , وهى رابطة مدعومة من بريطانيا تضم قادة اسلاميين تم اختيارهم بعناية . وفى العام التالى قام سير رونالد ستورز بتزوير انتخابات مفتى عام القدس لصالح الحسينى . عند اندلاع الحرب العالمية الثانية , قام الحسينى فى توأمة مع البنا بالهروب من القدس متجهاً الى برلين ليكون نافخ البوق ايذاناً بالهجوم النازى على اليهود .
على الرغم من خيانته الظاهرة للبريطانيين , هذه المرة رجع الحسينى بنهايات الحرب العالمية الثانية للأراضى المقدسة ثانية , ليظهر مرة اخرى على كشف مرتبات عملاء الاستخبارات البريطانية , هذه المرة كماركة جديدة تحت مسمى “الدعاية ضد الشيوعية" يؤدي عمله من محطة الاذاعة البريطانية للشرق الادنى . ظل الحسينى عموداً ثابتا فى توليفات بريطانيا لتشكيل اليمين الاسلامى فى الشرق الادنى بقية حياته , يمنح الحماية للنازيين ايام الحرب وهم الذين تم تجنيدهم لصالح الاستخبارات البريطانية وتم نقلهم للمنطقة كخبراء ضد الشيوعيين .
حسن البنا تم اغتياله فى عام 1949 على يد عملاء الامن المصريين لكن بحلول ذلك الوقت كانت قد تمددت صفوف حركة الاخوان المسلمين على نطاق واسع وانتشرت فى مناطق اخرى من الشرق الادنى حيث كان لبريطانيا وجود ضارب فى مرحلة ما بعد الحرب . خلف حسن البنا على رأس جماعة الاخوان زوج ابنته سيد رمضان . سافر رمضان في كل انحاء الشرق الادنى قبيل اغتيال البنا , يؤسس افرع للجماعة. فى الاردن وسوريا ولبنان وفلسطين استطاع رمضان بنجاح أن يفتتح افرع للجماعة هناك . تشير التقديرات انه بحلول عام 1947 كان لجماعة الاخوان المسلمين ما يزيد على 25 الف عضو فى فلسطين وحدها . بالاضافة الى اعضاء آخرين منخرطين فى تنظيمات الميليشيات التى تعمل تحت الارض (السرية).
:British Brains and American Brawnالعقل البريطانى والقوة الامريكية
كان موت فرانكلين روزفيلت (الرئيس الامريكى آنئذ) فى ابريل 1945 قد فتح للندن الفرصة لتشكيل الخارطة السياسية العالمية لمرحلة ما بعد الحرب . نظرية ونستون تشرشل (رئيس وزراء بريطانيا آنذاك) الشهيرة “الستار الحديدي اThe Iron Curtain " اعطت تعريفاً للحرب الباردة , كما نسجت الشراكة الانجلو-امريكية التى وصفها تشرشل مرة فى قوله “بالعقل البريطانى والقوة الامريكية يمكننا أن نحكم العالم." وهكذا بدأ التحالف الانجلو-امريكى مع جماعة الاخوان المسلمين , نسج هيئات من الاسلاميين اليمنيين تحت راية مناهضة الشيوعية الملحدة Godless Communism . لسوء الحظ ,غالباً ما يقع راسمو السياسة الامريكية تحت التأثير البريطانى , فيخطؤن التقدير فى تصنيف الحركات الوطنية الشرعية فى العالم العربى بأنها واجهات للاتحاد السوفيتى على الرغم من الاحتجاجات التى يطلقها الدبلوماسيون الامريكيون وضباط الاستخبارات من حين الى آخر .
يورد درايفس بعناية قائمة طويلة من تعرجات اتخاذ القرار فى السياسة الامريكية خلال عقد الخمسينات 1950 نحو ايران ومصر , باعتبارهما اولى حالتى اختبار بروز القومية العلمانية فى الدول الاسلامية . وفى كلتا الحالتين , انحازت الولايات المتحده فى نهاية المطاف لبريطانيا ضد الحكومات الشعبية العلمانية فى مصر (جمال عبد الناصر) وايران (محمد مصدق) . وفى كلتا الحالتين لجأ التحالف الانجلو-امريكى الى تحريك جماعة الاخوان المسلمين واستعمالها كمطرقة لهدم النظاميين المارقين . ففى حالة مصر , فشلت المجهودات الانجلو-امريكية فى البدء , اذ قام الرئيس دوايت ايزنهاور فى اكثر المواقف الحاسمة خلافاً مع لندن , حيث هزم الغزو الثلاثى البريطانى-الفرنسى-الاسرائيلى للسويس فى عام 1956 وبذلك دعم مؤقتاً نظام عبد الناصر . على مدى سنوات من أزمة السويس كان آيزنهاور والولايات المتحده محل تقدير واحترام فى مصر .
أحد مهندسى اللعبة البريطانية الكبرى فى تحريك الاسلاميين كالدمى ضد الشيوعيين فى الشرق الادنى كان هو د. بيرنارد لويس Bernard Lewis عميل الاستخبارات البريطانية التابع لشعبة العالم العربى ايام الحرب , والذى صاغ فيما بعد عبارة “صدام الحضارات" . يوثق درايفس لمقال هام كتبه لويس عام 1953 بعنوان “الشيوعية والاسلام" والذى عبر فيه عن قناعته في تبنى استراتيجية لدعم الانظمة والحركات الاسلامية اليمينية كسلاح لسد منافذ الاتحاد السوفيتى فى الشرق الادنى . خطة لويس تبناها الأخوان ديولز The Dulles Brothers وهما وزير الخارجية جون فوستر ومدير السى اي ايه CIA آلن , على الرغم من التحفظات التى ابداها الرئيس آيزنهاور وبعض كبار المختصين بشؤون الشرق الاوسط من رجال الCIA مثل مايلز كويلاند الذى كان اول حلقات الوصل بين الCIA وجمال عبد الناصر . فى العام 1953 , بعد ظهور مقال لويس بقليل , نظم الاخوان دويلز لقاءاً فى البيت الابيض بين الرئيس وسعيد رمضان . كان رمضان فى وضع مريح , حيث جاء الى الولايات المتحده لحضور مؤتمر حول الاسلام فى جامعة برنستون . كان كثير من المشاركين فى المؤتمر هم من المسؤولين التابعين لجماعة الاخوان المسلمين من جميع مناطق العالم العربى .
على الرغم من موقف الولايات المتحدة المتردد والمتناقض حيال عبد الناصر , لم يكن ثمة شك عند رئيس وزراء بريطانيا انتونى ادن بأن الرئيس المصرى يمثل تهديداً ويجب ابعاده . وبحلول عام 1954 قام جورج يونج وهو من كبار ضباط الاستخبارات البريطانية M16 الموجود فى مصر , صدرت اليه الاوامر من ادن باغتيال عبد الناصر . حسب تقارير M16 , لجأ يونج سرياً للاستعانة بجماعة الاخوان المسلمين للقيام بالمهمة . وبمنتصف ذلك العام , نشبت حرب واسعة النطاق بين عبد الناصر وجماعة الاخوان المسلمين , قُتل فيها آلاف وفى النهاية اجبر الاخوان على الهرب كلاجئين الى السعودية والاردن ودول عربية آخرى تابعة للمعسكر البريطانى او المعسكر الانجلو-امريكى .
تبنى الولايات المتحده للعبة “الاسلام" البريطانية وصفها ضابط استخبارات الCIA المتقاعد روبرت باير فى كتابه الذى ظهر اخيراً بعنوان مضاجعة الشيطان “Sleeping with the Devil" . نجد فى جعبتها الأخيرة هذا السر الخبيث فى واشنطن: " البيت الابيض ينظر للأخوان بانهم حليف اخرس , سلاح سرى ضد (ماذا؟) الشيوعية؟" . بدأت عملية سرية فى عقد الخمسينات 1950 مع الاخوين دويلز – آلن من الCIA وجون فوستر من وزارة الخارجية- حينما وافقا على قيام العربية السعودية بتمويل اخوان مصر ضد عبد الناصر . تنظر واشنطن لعبد الناصر باعتبار انه شيوعى . قاد منطق الحرب الباردة الى نتيجة واضحة : (اذا اراد الله سبحانه وتعالى ان ينصرنا.. حسناً , اذا اراد الله سبحانه وتعالى ان الاغتيالات السياسية مسموح بها , فذلك حسنٌ ايضاً , ما دام لا احد يتحدث عن ذلك علناً.)
اضاف باير : “مثلها مثل اى عملية سرية ناجزة , هذه العملية كانت خارج التقارير والمكاتبات بصرامة strictly off the books. لم يعثر عليها فى سجلات الCIA ولم تكن هناك اية مذكرة تذكيرية للكونجرس . لم يخرج فلس واحد من الخزانة لتمويلها . بكلمات اخرى , ليس هناك اى سجل لهذه العملية . كل ما كان على البيت الابيض القيام به هو ان يعطى الموافقة بغمزة عين وايماءة رأس لتلك الدول التى تختبئ فيهها جماعات الاخوان المسلمين كالسعودية والاردن ."
عمليات فى ايران (صنع فى بريطانيا):
اذا كانت مجهودات ادن للقضاء على عبد الناصر قد منيت بالفشل , فان استجابة التحالف الانجلو-امريكى للأحداث فى ايران كان نجاحاً محسوبا –الا انه مضخم كثيراً- لكنه كان نجاحاً ارتد فى النهاية على وجه لندن وواشنطن . يوثق درايفس – وبعكس الافتراضات الشائعة- أن جماعة الاخوان المسلمين ليست حركة سنية بالكامل . ففى ايران هناك رجل الدين الشيعى آية الله سيد ابو القاسم كاشانى كان معاوناً لصيقاً للبنا ورمضان وآخرين من الجماعة .
أنشأ آية الله كاشانى فى العام 1943 فرعاً شيعياً لجماعة الاخوان المسلمين سماه “مخلصى الاسلام" . ومثلهم مثل الاخوان المسلمين , كان لجماعة مخلصى الاسلام فرق للاغتيالات الخاصة بهم . فشلوا فى العام 1949 في اغتيال الشاه , ولكن بعد مرور سنتين تمكنوا من اغتيال رئيس وزراء ايران , الجنرال على رازمرا .
من المفارقات الغريبة , أن اغتيال الجنرال رازمرا قاد الشاه لتعيين محمد مصدق ليكون رئيس الوزراء الجديد , وبذلك يكون قد أعد المسرح لمرحلة اخرى من انقلاب التحالف الانجلو-امريكى على نظام قومى علمانى ثم اتهامه زوراً بأنه شيوعى , وكما كان الحال فى مصر لجأ البريطانيون الى الاخوان المسلمين ممثلين فى جماعة “مخلصى الاسلام" لالهاب اعمال الشغب فى الشوارع وأعمال تخريبية أخرى قادت فى النهاية لاسقاط حكومة مصدق. الانقلاب فى ايران صار هو الغذاء الذى يغذى اسطورة ضابطى الCIA كرمين و آرشيبولد روزفلت الذين نظما البازارى لصد التمدد الشيوعى ولمنع تأميم الممتلكات البريطانية النفطية فى ايران . إذ أفاد احد المصادر الايرانية الموثوقة أن مصدق كان قرر التنازل عن السلطة طواعية مفضلا عدم تبني أي من الخيارين : الوقوف الى جانب الحزب الشيوعى الايرانى المدعوم من الاتحاد السوفيتى , او اطلاق يد قواعد جماهيره العريضة لقتال الاخوان المسلمين وحلفائهم من البازارى . كانت شفقة مصدق على مصلحة الشعب الايرانى هى التى لها علاقة بما يسمى “انقلاب" وليس الإقدام والشجاعة المزعومين لغلمان روزفلت وشركائهم من البريطانيين .
أبدت الاميرة أشرف بهلوي – شقيقة الشاه التوأم – وعلى الرغم من دورها الملتوى هى نفسها , ابدت آرائها حول العديد من الشخصيات حينما انبرت للدور البريطانى : " الكثير من رجال الدين شكلوا تحالفات مع ممثلين لقوى اجنبية , غالباً البريطانيين وكان هناك فى الحقيقة نكتة يتداولها الناس فى فارس (ايران) تقول اذا نظرت الى احد رجال الدين سوف ترى الكلمات “صنع فى انجلترا" مختومة على الجانب الآخر ... فبتشجيع من البريطانيين الذين رأوا الملالى كقوة فعالة مضادة للشيوعيين , فان عناصر الدين اليمينى المتطرف بدأت فى الظهور مرة أخرى بعد سنوات من الكبت ."
بعض الأهداف : سوريا وأفغانستان:
المعركة الثانية المدعومة من بريطانيا بين اليمين الاسلامى والشيوعية حدثت فى سوريا . ومرة أخرى هنا كان الاخوان المسلمون هم سلاح لندن المفضل . يسمى فرع الاخوان فى سوريا “شباب محمد" بينما يسمى جناحه المسلح “طليعة المقاتلين ." أسست المجموعة على يد رمضان , زوج ابنة حسن البنا وريث ومؤسس حركة الاخوان المسلمين . وعندما قام الانقلاب البهائي في عام 1969 , بدأ الاخوان حملة من الحرب غير المنظمة التي سرعان ما ازداد اوارها خلال عقد السبعينات 1970 – 1979 , حيث شن الأخوان المسلمون هجوماً عسكرياً على الأكاديمية العسكرية السورية في مدينة أليبو . تلا ذلك أن نشبت حرباً مفتوحة بين الأخوان والحكومة السورية كان حصيلتها آلاف الضحايا . وفي النهاية هرب الأخوان المسلمون الى العربية السعودية.
وحتى قبل نهاية المعركة في سوريا , قد تم فعلاً جر الولايات المتحدة إلى ما يمكن وصفه بالحلقة المتآمرة بين واشنطن , ولندن واليمين الإسلامي التي كان تاجها الحرب الأفغانية. يعطينا درايفس , مرة أخرى في كتابه , تاريخاً موثقاً لتطور حركة الأخوان المسلمين في أفغانستان النائية. ومرة أخرى أيضاً , نتتبع الجذور إلى مصر . إذ نجد مجموعة من الطلاب الأفغان الشباب قضوا عدة سنوات في جامعة الأزهر بالقاهرة مركز نشاط جماعة الأخوان المسلمين . وعندما عادوا إلى أفغانستان , كونوا فرعاً للجماعة سمي “الجماعة الإسلامية " أو العلماء Professors كما كان يطلق عليهم , كانوا هم النواة التي شكلت فيما بعد العمود الفقري للمجاهدين الأفغان , الذين شنوا حرباً امتدت على مدى عقد من الزمان بدعم من بريطانبا والولايات المتحدة ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان . أبرز ثلاثة علماء كانوا هم عبد الرسول سياف , وبرهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار. سياف وحكمتيار كانا يتلقيان الدعم من الاستخبارات الباكستانية SIS – فرع الاستخبارات العسكرية , وأيضاً من جماعة أخوان مسلمي باكستان المسماة “الجماعة الاسلامية" التي أسسها أبو العلاء مودودي.
الحرب الأفغانية – وبخلاف الأسطورة المتداولة – لم تكن حرباً غربية للرد على غزو الجيش الأحمر الروسي على أفغانستان أيام أعياد الكريسماس عام 1979 . ففي مقابلة صحفية مع بعض الصحفيين الفرنسيين , قال مستشار الأمن القومي للرئيس جيمي كارتر يومئذ المستشار زبقنيو برززنسكي مفاخراً أنه استطاع أن يقنع الرئيس بالموافقة على دعم سري لمتمردي المجاهدين الأفغان , وبذا تم التحريض على الغزو السوفيتي. الشخصيات الثلاث البارزة من جماعة الأخوان المسلمين المشار إليهم آنفاً , هم الذين قادوا الفرق الرئيسية للتمرد في أفغانستان. لكن , وكما يوثق درايفس , كان هناك ما يقدر بنحو 35 ألف من “الأفغان" العرب من 43 دولة عربية تم تجنيدهم خلال العقد الذي استغرقته الحرب في أفغانستان للانضمام إلى المعركة.
كان أحد الشخصيات المفتاحية في عمليات التجنيد هذه مدعوماً من المعسكر الأنجلو-أمريكي شخص فلسطيني من جماعة الأخوان المسلمين يسمى عبد الله عزام. في العام 1984 , وتحت رعاية أنجلو-أمريكية وباكستانية, قام عزام ومعه ربيب آخر : أسامة بن لادن , قاما بتأسيس مكتب الخدمات في بيشاور باكستان. مكتب الخدمات كان يقوم بدور الضيافة للجهاديين القادمين. عزام نفسه كان تم تجنيده لجماعة الأخوان في سوريا عام 1960.
في الأثناء التي قضى فيها المحافظون الجدد – من أمثال مايكل لدين وريتشارد بيري – في واشنطن أغلب فترة حكم الرئيس ريغان يستعرضون حكمتيار وقادة الأفغان الآخرين في ردهات الكونجرس, ويسوّقونهم على أنهم “مناضلون من أجل الحرية freedom fighters" " شجعان , كان هناك على الأقل واحدة من ضباط الاستخبارات CIA ذات خبرة واسعة في الشرق الأوسط حذرت من خطورة قصر نظر السياسة الأمريكية. مارثا كسلر أخبرت درافس: “كان ادينا نظام عالمي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وكان أمامنا أن نقذف بموظفينا في المدن الكبيرة , ولم تكن الحركة الاسلامية تحدث في تلك المدن. كانت تحدث في الريف وفي المدن الصغيرة ." ولما بدأت الحرب الأفغانية تتداعى , كتبت مارثا سلسلة من المذكرات تحذر فيها من أن الأحداث تسير بوضوح في اتجاه مضاد للمصالح الأمريكية في باكستان وأفغانستان ومصر والسودان. “وقلت أنه عندما بدأت الحكومات في المنطقة باتخاذ التدابير لتحييد الاسلاميين , فسيكون من شأن ذلك تغيير تلك الحكومات. كانت هي واحدة من تلك المدارس التي ستكون ضد المصالح الأمريكية بشكل كبير."
ثم أضاف باير لتقييم كسلر. كان باير يعمل في المكتب الخاص بالعمليات المضادة للإرهاب في أجهزة ال CIA عقب أحداث نوفمبر1981 التي قام فيها تنظيم الأخوان المسلمين بعملية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات. كان السادات في وقت ما عضواً في جماعة الأخوان المسلمين , لكنه دمغ ب “الخائن" لتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن . ذكر باير انه “بدأ يبحث في وثائق عن الأخوان المسلمين" لكنه ختم حديثه بالقول: “لم يكن في إدراكنا الواعي أن نتعقب هؤلاء الناس" (يعني أنهم حلفاء في الخفاء: تعليق إيضاحي من المترجم).
الخطر اليوم:
الآن وبعد مرور 17 عاماً على نهاية الحرب في أفغانستان , وحوالى 5 سنوات على مرور هجمات 11 سبتمبر , عادت الطيور إلى أوكارها. إلا أن البعض من المحافظبن الجدد بواشنطن يصرون على تجاهل الحقيقة . في الفصل الختامي لكتابه “لعبة الشيطان Devil's Game " , شن درايفس هجوماً عنيفاً على الأكاديمي بالمعهد الأمريكي للأعمال American Enterprise Institute بول مارك قريشيت , الذي كان ضابطاً سابقاً في ال CIA تحول لاحقاً إلى محافظ جديد من ماركة جديدة. ففي كتابه الصادر عام 2005 تحت عنوان “اللغز الاسلامي: رجال الدين الشيعة, المتطرفين السنة وبزوغ الديمقراطية العربية The Islamic Paradox: Shiite Clerics, Sunni Fundamentalists and the Coming of Arab Democracy" يقول فيه أن على واشنطن أن تلقي بثقلها خلف اليمين الاسلامي – كلا من الشيعة والسنة . ويحتج لذلك بأن الأخوان المسلمين في مصر هم أفضل من نظام مبارك , وأن الهيمنة الشيعية على العراق من شأنها أن تبتدر بزوغ فجر جديد للديمقراطية الغربية في المنطقة. حتى أن آية الله الخميني وقف داعماً لاستهداف قريشيت لمبارك: “بارك الخميني عرض فكرة الجمهورية الاسلامية للاقتراع الشعبي العام في عام 1979 حيث قامت على إثرها انتخابات منتظمة سمحت بقدر من المنافسة التي كانت ضرورية أخلاقياً للنظام لاختبار رؤاه ومشروعية حكمه , شيء مخالف تماماً لحالة الرئيس حسني مبارك وديكتاتوريته في مصر. العداء لأمريكا هو القاسم المشترك لكل الدول العربية التي يترأسها ديكتاتوريون موالون لأمريكا. وبالمقارنة تصبح إيران دولة موالية لأمريكا بفارق كبير."
مثل هذه “السفسطة" إذا لم يتم تداركها , سوف تقضي على مصداقية الولايات المتحدة كمنارة للتحرر تلهم الشعوب التي تناضل من أجل ذلك حول العالم. إحدى أهم الخطوات نحو تغيير توجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة وطيش استراتيجية الأمن القومي المسماة “الحرب العالمية على الإرهاب " هو فهم التاريخ الانساني. توثيق درايفس في كتابه لتبني الولايات المتحدة الأحمق للإخوان المسلمين الذين نشأوا في أحضان بريطانيا – بينما لا يخلو من العيوب – إلا إنه خطوة مباركة نحو إعطاء ذلك النوع من الفهم التاريخي الذي من شأنه أن يقود إلى إصلاحات كبرى في السياسة الأمريكية تأخرت كثيراً في الخروج. ولهذا السبب لوحده , يظل الكتاب مادة هامة للقراءة , خاصة في سنة انتخابية حاسمة.
(انتهى).
خاتمة : تعليق المترجم:
السؤال الذى يلح على القارئ : لماذا تصر اجهزة الاستخبارات الغربية – خاصة البريطانية والامريكية – على دعم جماعات الاخوان المسلمين حتى تمكينها من السيطرة على مقاليد الحكم فى العديد من البلدان الإسلامية ؟! الاجابة على هذا السؤال هى ببساطة لمنع انطلاقة هذه الشعوب نحو التقدم وحرمانها من التمتع بخيرات بلدانها وإيقاف عجلة التنمية وابقاء هذه الشعوب فى حالة من التخلف والجهل والمرض والجوع والفقر . أنظر الى حال السودان مثلاً . فالسودان بلد بإمكاناته المادية البشرية والاقتصادية يوازى الولايات المتحدة , وبإمكان السودان اذا استغلت موارده الكثيرة استغلالاً أمثل أن يعيش على ترابه عدد مماثل للسكان فى الولايات المتحده , فبينما نجد السودان اليوم لا يستطيع اعاشة سكانه البالغ عددهم حوالى 30 مليون نسمة , يعيش اكثر من 90% منهم تحت خط الفقر! أين ذهبت ثروات السودان من بترول وذهب ومواد غذائية زراعية وحيوانية وغيرها من الثروات هي الأوفر على نطاق العالمين العربي والأفريقي؟ على مدى ربع قرن من حكم الجبهة الاسلامية ومن خلقها لأدوات الامبريالية والماسونية العالمية – ذهبت ثروات السودان الى تلك القوى الامبريالية التى أتت بالأخوان المسلمين لحكم السودان . وسوف يتم تفكيك السودان الى خمس دويلات ضعيفة حسبما هو مخطط له من تلك الجهات . وفى كل ذلك تكون جماعات الاخوان المسلمين الحاكمة فى السودان وفى غيره هى المنفذ الأول والحصري لتلك السياسات فى البلاد الاسلامية , ما لم تنهض الشعوب المغرر بها وتفيق من تغييبها الطويل باسم الدين لتسترد حريتها وحقوقها السليبة وتبدأ مشوارها نحو التقدم والازدهار مثل سائر الشعوب على هذا الكوكب.
المترجم: أبو محمد
(دعواتكم لنا بالرحمة والمغفرة وحسن المنقلب)
النص الانجليزي:
This review appears in the February 17, 2006 issue of ive Intelligence Review.
BOOK REVIEW
Our Sordid Love Affair
With London's Muslim Brotherhood
by Jeffrey Steinberg
Devil's Game: How the United States
Helped Unleash Fundamentalist Islam
by Robert Dreyfuss
New York: Henry Holt and Company, 2005
388 pages, hardback, $27.50
This reviewer recently attended a conference at the U.S. Senate, which was billed as a symposium of experts on al-Qaeda. I asked a panel of three of the leading “experts" about the links between al-Qaeda and the Muslim Brotherhood, and I mentioned that the staff reports of the 9/11 Commission had noted that the purported mastermind of the Sept. 11, 2001 attacks, Khaled Sheikh Mohammed, had been captured, and had boasted that he had been recruited to the Muslim Brotherhood at the age of 16. The question drew blank stares from the self-professed al-Qaeda experts, and none chose to answer. In fairness, one of the three approached me afterwards, to say that he did know something about the Brotherhood ties to al-Qaeda, but he felt that the audience, made up of senior Congressional staffers and think-tank policy wonks, was incapable of understanding the complicated answer he would have had to give.
The incident offers a telling snapshot of the state of affairs among so-called terrorism experts, many of whom boast of degrees in sociology, psychology, and computer science. Few have a grasp of history, and even fewer attempt to draw the lessons of history in peddling their dubious expertise. When I recounted the incident at the terrorism symposium to several retired military and intelligence officers who do have credentials as Middle East specialists, they shook their heads in pained acknowledgement of the problem.
Fortunately, author Robert Dreyfuss has provided a timely work that offers some relief to this major deficiency in our so-called Global War on Terrorism (GWOT) in particular, and American diplomacy and intelligence operations in general. Devil's Game provides a vivid picture of how the United States has spent the last century being dragged into a Middle East quagmire by a British imperial apparatus that has sponsored and manipulated Islamic fundamentalism, since the first hours of the era of petroleum politics at the end of the 19th Century. Dreyfuss's work combines a careful and thoroughly readable survey of the major academic literature on the history of the Muslim Brotherhood and its various 20th-Century offshoots, with interviews with some of America's senior Middle East diplomats and intelligence officers. In his introductory chapter, Dreyfuss offers a diagnosis and remedy to the Bush Administration's misguided GWOT. “A war on terrorism," Dreyfuss writes, “is precisely the wrong way to deal with the challenge posed by political Islam. That challenge comes in two forms. First, there is the specific threat to the safety and security of Americans posed by al-Qaeda; and second, there is a far broader political problem created by the growth of the Islamic right in the Middle East and South Asia." He continues, “In regard to al-Qaeda, the Bush administration has willfully exaggerated the size of the threat it represents. It is not an all-powerful organization.... Using the U.S. military in conventional war mode is not the way to attack al-Qaeda, which is primarily a problem for intelligence and law enforcement. The war in Afghanistan was wrongheaded; it failed to destroy al-Qaeda's leadership, it failed to destroy the Taliban, which scattered, and it failed to stabilize that war-torn nation more than temporarily, creating a weak central government at the mercy of warlords and former Taliban gangs. Worse, the war in Iraq was not only misguided and unnecessary, but it was aimed at a nation that had absolutely no links to bin Laden's gang—as if, said an observer, FDR had attacked Mexico in response to Pearl Harbor.... A problem that could have been dealt with surgically—using commandos and Special Forces, aided by tough-minded diplomacy, indictments and legal action, concerted international efforts, and judicious self-defense measures—was vastly inflated by the Bush administration."
On the broader issue of the rise of the Islamist right wing, Dreyfuss writes, “First, the United States must do what it can to remove the grievances that cause angry Muslims to seek solace in organizations like the Muslim Brotherhood.... At the very least, the United States can take important steps that can weaken the ability of the Islamic right to harvest recruits. By joining with the UN, the Europeans, and Russia, the United States can help settle the Palestinian-Israeli conflict in a manner that guarantees justice for the Palestinians; an independent state that is geographically and economically viable, tied to the withdrawal of illegal Israeli settlements, an Israeli return roughly to its 1967 borders, and a stable and equitable division of Jerusalem. That, more than any other action, would remove a global casus belli for the Islamic right. Second, the United States must abandon its imperial pretensions in the Middle East. That will require a withdrawal of U.S. forces from Afghanistan and Iraq, the dismantling of U.S. military bases in the Persian Gulf and facilities in Saudi Arabia, and a sharp reduction in the visibility of the U.S. Navy, military training missions, and arms sales."
Dreyfuss's common-sense recipes for rolling back the advances of the Islamic right are useful. But the real strength of Devil's Game is the carefully documented history of Britain's sponsorship of the Muslim Brotherhood, and America's blundering responses, which leaves the world on the edge of precisely the “Clash of Civilizations" perpetual war that London has always pursued, and which the United States has traditionally opposed.
Britain's Imperial Synarchy
Although the Muslim Brotherhood was formally launched in Egypt in 1928, the roots of the British-sponsored Freemasonic secret society date further back two generations, to the last quarter of the 19th Century. At that time, British intelligence sponsored the career of a Persian-born Shi'ite named Jamal Eddine, later known as Jamal Eddine al-Afghani (1838-97). A British (and French) Freemason and a professed atheist, al-Afghani spent his entire adult life as an agent of British intelligence, fomenting “Islamist" insurrections where they suited British imperial goals. At points in his fascinating career, he served as Minister of War and Prime Minister of Iran, before leading an insurrection against the Shah. He was a founder of the Young Egypt movement, which was part of a worldwide network of British Jacobin fronts that waged war against Britain's imperial rivals during the second half of the 19th Century. In Sudan, following the Mahdi-led nationalist revolt and the murder of Britain's Lord Gordon, al-Afghani organized an “Islamist" counterrevolution in support of a restoration of British colonial control.
In the finest “Venetian" tradition, al-Afghani promoted a doctrine of “economy of truth"—i.e., truth as an instrument of imperial intrigues. He adopted the name “al-Afghani" to conceal his Persian birth and his Shi'ite Muslim roots, to better serve his British handlers in the largely Sunni regions where he operated. He also spoke cynically of “the social utility of religion."
Al-Afghani was backed by one of Britain's leading Orientalists, Edward Granville Browne, and whenever he ran out of cash, he made a bee-line for London, where he was always provided with funding, a publishing house, and other amenities.
Al-Afghani's leading disciple and fellow British agent was Mohammed Abduh (1849-1905). The Egyptian-born Abduh founded the Salafiyya movement, under the patronage of the British proconsul of Egypt, Evelyn Baring (Lord Cromer). In the 1870s, al-Afghani and Abduh founded the Young Egypt movement, which battled against secular Egyptian nationalists. In the mid-1880s, the two men moved to Paris, where they launched a magazine under British and French Freemasonic sponsorship, called Indissoluble Bond. There are some accounts of al-Afghani's and Abduh's three years in Paris that suggest that they were in direct contact with St. Yves d'Alveydre, the founder of the Synarchist movement. From Paris, the duo returned to London.
In 1899, two years after al-Afghani died, Lord Cromer made Abduh the Grand Mufti of Egypt. Abduh in turn, begat Mohammed Rashid Rida (1865-1935), a Syrian who migrated to Egypt to become Abduh's leading disciple. Rida founded the organization that would be the immediate precursor to the Muslim Brotherhood, the Society of Propaganda and Guidance. That Freemasonic organization published a journal, The Lighthouse, which provided “Islamist" backing to the British colonial rule over Egypt, by attacking Egyptian nationalists as “atheists and infidels." In Cairo, under British patronage, Rida launched the Institute of Propaganda and Guidance, which brought in Islamists from every part of the Muslim world to be trained in political agitation. Rida and other disciples of Abduh founded the People's Party, which openly agitated in support of British colonial rule.
One graduate of the Institute for Propaganda and Guidance, who also was a central figure in the People's Party was Hassan al-Banna (1906-49). Al-Banna would found the Muslim Brotherhood in 1928. The original Muslim Brotherhood was an unabashed British intelligence front. The mosque in Ismailia, Egypt, which was the first headquarters of the Brotherhood, was built by the (British) Suez Canal Company, nearby a British World War I military base. During World War II, the Muslim Brotherhood functioned as a de facto branch of the British military. In 1942, the Brotherhood created the “Secret Apparatus," an underground paramilitary organization that specialized in assassinations and espionage.
Hitler's and London's Grand Mufti
During the formative years of the Muslim Brotherhood, the British colonial apparatus of the Arab Bureau was simultaneously promoting the career of another “Islamist" named Haj Amin al-Husseini. A notorious anti-Semite with little Islamic theological training, al-Husseini was promoted by Sir Ronald Storrs, the British Governor General and an aide to Sir Herbert Samuel, the British High Commissioner for Palestine. In 1921 al-Husseini had already been installed as president of the Supreme Muslim Council, a British-sponsored association of hand-picked Muslim religious leaders. The next year, Sir Ronald Storrs rigged the “elections" for the Grand Mufti of Jerusalem in favor of al-Husseini.
At the outbreak of World War II, al-Husseini, who had been paired up with al-Banna, fled Jerusalem and wound up in Berlin as a propagandist for the Nazi assault against the Jews. In spite of his ostensible betrayal of Britain, at the close of World War II, al-Husseini was back in the Holy Land, again on the British intelligence payroll, this time as a firebrand anti-communist propagandist for the Near East Broadcasting Station. Al-Husseini would remain a fixture of British right-wing Islamist machinations in the Near East for the rest of his life, offering refuge to wartime Nazis who had been recruited to British intelligence and dispatched to the region as experienced anti-communists.
Hassan al-Banna was assassinated in 1949 by Egyptian security agents. But by that time, the Muslim Brotherhood had vastly expanded its ranks, and had spread to other parts of the Near East, where the British had a major postwar presence. Al-Banna was replaced as titular head of the Brotherhood by his son-in-law, Said Ramadan. Ramadan had travelled throughout the Near East, prior to al-Banna's assassination, establishing branches of the Muslim Brotherhood. In Transjordan, Syria, Lebanon, and Palestine, Ramadan successfully launched branches. It is estimated that, by 1947, the Brotherhood had over 25,000 members in Palestine alone, with numbers involved in underground paramilitary formations.
British Brains and American Brawn
The untimely death of Franklin Roosevelt in April 1945 offered London the opportunity to shape the postwar global political landscape. Winston Churchill's famous “Iron Curtain" address defined the Cold War and forged an Anglo-American partnership that Churchill once described in the observation: “With British brains and American brawn, we can rule the world."
Thus began an Anglo-American collusion with the Muslim Brotherhood and spinoff right-wing Islamist agencies, under the banner of fighting Godless communism. Unfortunately, often American policymakers, under British sway, mistook legitimate nationalist movements in the Arab world for Soviet fronts, despite occasional protests from American diplomats and intelligence officers.
Dreyfuss carefully catalogues the twists and turns of American policymaking during the 1950s toward Iran and Egypt, two early test-cases for secular nationalism in Islamic countries. In both instances, the United States ultimately sided with Great Britain against the legitimate, popular secularist governments of Egypt's Gamal Abdel Nasser and Iran's Mohammed Mossadegh. And in both instances, the Anglo-Americans played the Muslim Brotherhood as the battering ram to bring down the offending regimes. In the case of Egypt, the Anglo-American efforts initially failed (and President Dwight Eisenhower, in the most decisive postwar break with London, defeated the joint British-French-Israeli invasion of Suez in 1956, temporarily backing the Nasser regime. For years after the Suez crisis, Eisenhower and the United States were revered in Egypt).
One of the architects of the British Great Game of playing the Islamists against the communists in the Near East was Dr. Bernard Lewis, a wartime British intelligence Arab Bureau operative, who would later coin the term “Clash of Civilizations." Dreyfuss documents a crucial 1953 essay by Lewis, “Communism and Islam," which argued for a strategy of promoting right-wing Islamist movements and regimes as a weapon against Soviet inroads in the Near East.
Lewis's scheme was embraced by the Dulles brothers, Secretary of State John Foster and CIA Director Allen, despite reservations from President Eisenhower and some leading CIA Middle East specialists, such as Miles Copeland, who was an early CIA liaison to Nasser. In 1953, shortly after the appearance of the Lewis essay, the Dulles brothers arranged a White House meeting between the President and Said Ramadan. Ramadan was conveniently in the United States for a conference on Islam at Princeton University. Many of the participants in that conference were Muslim Brotherhood officials from throughout the Arab world.
Despite Washington's ambivalence about Nasser, Britain's Prime Minister Anthony Eden had no doubt that the Egyptian President was a menace and had to be eliminated. By 1954, George Young, a top MI6 officer posted in Cairo, was ordered by Eden to assassinate Nasser. Young, according to MI6 documents, turned to the Muslim Brotherhood's “Secret Apparatus" to do the job. By the middle of the year, a full-scale war had erupted between the Brotherhood and Nasser. Thousands were killed, and eventually, the Brotherhood was forced to flee, taking refuge in Saudi Arabia, Jordan, and other Arab states in the British or Anglo-American camp.
The U.S. adoption of the British “Islamist" game was described by retired CIA officer Robert Baer, in his recent book Sleeping With the Devil: “At the bottom of it all was this dirty little secret in Washington: The White House looked on the Brothers as a silent ally, a secret weapon against (what else?) communism. The covert action started in the 1950s with the Dulles brothers—Allen at the CIA and John Foster at the State Department—when they approved Saudi Arabia's funding of Egypt's Brothers against Nasser. As far as Washington was concerned, Nasser was a communist.... The logic of the cold war led to a clear conclusion: If Allah agreed to fight on our side, fine. If Allah decided that political assassination was permissible, that was fine too, as long as no one talked about it in polite company."
Baer added: “Like any other truly effective covert action, this one was strictly off the books. There was no CIA finding, no memorandum notification to Congress. Not a penny came out of the Treasury to fund it. In other words, no record. All the White House had to do was give a wink and a nod to countries harboring the Muslim Brothers, like Saudi Arabia and Jordan."
Operations in Iran: ‘Made in England'
If the efforts by Eden to wipe out Nasser were a net failure, the Anglo-American response to events in Iran was a measured—albeit greatly exaggerated—success. But it was a success that would ultimately blow up in the faces of London and Washington.
Dreyfuss documents that, contrary to popular assumptions, the Muslim Brotherhood was not exclusively a Sunni movement. In Iran, a Shi'ite cleric, Ayatollah Seyyed Abolqassin Kashani, had been a close collaborator of al-Banna, Ramadan, and other Brothers. In 1943, he founded an Iranian Shi'ite branch of the Muslim Brotherhood, called the Devotees of Islam. Like the Muslim Brotherhood, the Devotees had their own assassination squads. They failed, in 1949, to assassinate the Shah. Two years later, however, they did assassinate Iran's Prime Minister Gen. Ali Razmara.
Ironically, General Razmara's murder led the Shah to appoint Mohammed Mossadegh as the new Prime Minister, setting the stage for yet-another Anglo-American coup against a secular nationalist regime, falsely branded “communist." As in Egypt, the British turned to the Muslim Brotherhood—the Devotees of Islam—to stage the street riots and other actions that led to the overthrow of Mossadegh. The coup in Iran became the food of legend, about CIA officers Kermit and Archibald Roosevelt, who


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.