ما ان تشرف خطبة الجمعه على خواتيمها الا ويهدر الامام بسب الكافرين والدعاء عليهم ونحن ننهمك فى التامين خلفه : اللهم عليك باليهود والامريكان .....آمين ، اللهم شتت شملهم ... آمين ، اللهم يتم اطفالهم ورمل نساؤهم ......آمين ، اللهم جمد الدم فى عروقهم ......آمين . واقم الصلاه بالطبع لم استطع ان اتوحد مع الامام فى دعاءه هذا واقشعر جسدى من يتم اطفالهم وترميل نساؤهم كما ان خطيب الجمعه او الامام يتمتع بحصانة ولا يمكن مناقشته في ما يقول . لقد حق لاعداء الاسلام أن يتهموا المسلمين بنشر الكراهيه وبانهم يسعون لقتل شعوب الارض وهكذا يشوهون صورة الاسلام ويصدون الناس عنه . نبى الرحمه محمد (ص) آذوه الكفار فجاءه الملك وقال له لو شئت لاطبقت عليهم الاخشبين(الجبلين) فقال ( لا لعل الله يظهر من اصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له ) وقد دعا (ص) على ثقيف بالهدايه وقد عوتب عليه السلام حين لعن بعض الكفار كما هو معلوم فى سبب نزول قوله تعالى (ليس لك من الامر شى او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون) . انظر عزيزى القاري لهذا السجع فى الدعاء على الكافرين( نسألك اللهم هزيمة للشرك والمشركين ، اللهم دمر اعداء الدين من اليهود والنصارى والشيوعين والعلمانين والكفره والرافضه وجميع الزنادقه والملحدين ، اللهم فرق دولتهم وشتت شملهم وزلزل اقدامهم والق الرعب فى قلوبهم وارنا فيهم عجائب قدرتك اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا ، اللهم انشر بينهم الامراض والفتن والزلازل والمحن ) طبعاً السلفين المحدثين اضافوا الشيوعيه والعلمانيه التى لو تكن معروفه زمن الصحابه ، طيب والله كويس ما قصرتو واهو بتجددوا والناس ظالماكوم ويقولوا انكم جامدين . ان الدعاء جائز حتى على المسلم اذا كان ظالما او الحق بك اذى اما تعميم الدعاء على الكل فهذه هى المشكله . وهدى النبى (ص) وهدى الصحابه فى دعائهم على الكفار ان يكون دعاء خاصاً علي المعتدى ، على الظالم ، اما الدعاء على اليهود والنصارى جميعا بالاستئصال فانه لا يجوز شرعا وهو من الاعتداء فى الدعاء ولم يؤثر على احد من السلف و لا من أئمة الاسلام انه دعا بهذا الدعاء على اليهود والنصارى وانما يدعو بالدعاء الخاص لمن قاتل لمن حارب لمن آذى المسلمين ونحو ذلك .ان حكمة الله قضت ببقاء الكافرين والمسلمين الى يوم الساعه ومن ثم فأن الدعاء باستئصال الكافرين هو اعتداء فى الدعاء لانه معارضه لسنة الله فى الكون ، ثم ماذا عن الاغاثات والمساعدات فى الكوارث الطبيعيه والمجاعات التى يكون ضحاياها مسلمون واول من يهرع للنجدة والمساعدة من غير المسلمين ناهيك عن البعثات الدراسية والتكنولجيا التى يتفضلون بها علينا وفى الواقع فان التاريخ الآن يقوده الغرب فالنعمل بصمت للوصول لمستوى البشريه اولا وبعد ذلك نخرج مخزوننا من الشتائم والكراهيه بعد ان تتلاحق الكتوف . ويستدل البعض بالدعاء على الكافرين بدعاء( نوح ) عليه السلام على قومه ( رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا ) سورة نوح (26) فقد اوحى له الله ان لن يؤمن من قومك الا من آمن بعد ان ظل يدعوهم للايمان الف عام ، هذا كان لنوح اما الرسل من بعده لم تدعو بالهلاك العام ابدا . واذا عدنا لخطباء المنابر اليوم فانهم يدعون على الامريكان مثلا مع ان الامه الامريكيه تتكون من المسلم والمسيحى والبوذى والهندوس وكثير من المعتقدات ومنهم من يعارض سياسة بلاده ودسها انفها فى شئون الدول الاخرى ومنهم من لا يهتم بالسياسه فهل ادعوا عليهم بسبب جنسيتهم واذا افترضنا انو واحد سودانى ماخد الجنسيه الامريكيه ما ذنبه ان تنهال عليه الدعوات وهو مسلم مخلص لدينه وكذلك اليهود هل ادعو عليهم بسبب دينهم السماوى فقط ايا كان انتماءهم الفكرى او السياسى كما يجب التمييز بين اليهود والاسرائليين . اننا لو وجهنا هذه الطاقه الايمانيه العظيمه فى اتجاه العلم والتنميه لكان حالنا غير بدلا من توجيهها نحو كراهية الآخرين ، ان من يعيشون فى الاوهام والخيالات وياكلون الملذات ثم يدعون الله ان يهلك الكافرين جميعا وهم سالمون وغانمون فهذا ما لم يفعله الانبياء والصالحون من عباد الله فى جميع العصور ولا يوافق سنن الله فى الكون ومصارعة الحق والباطل . اخيرا اقول لخطباء المساجد اذا كان لا بد من الدعاء فانتم تعلمون من ظلمنا ومن الفاسد ومن اذاق شعبه الذل والهوان والمسغبه فهل انتم فاعلون . ismat Alturabi [[email protected]]