محمد وداعة: الجنجويدي التشادى .. الأمين الدودو خاطري    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب مني أركو مناوي رئيس حركة/ جيش تحرير السودان بمناسبة الذكري السنوية الحادية عشر لتأسيس الحركة
نشر في سودانيل يوم 02 - 08 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
حركة/ جيش تحرير السودان
S.L.M/A
رئيس الحركة
النمرة: ح ج ت س/ ر ح /11/2012
التاريخ/ 01 أغسطس 2012م
خطاب القائد / مني أركو مناوي
رئيس حركة/ جيش تحرير السودان
بمناسبة الذكري السنوية الحادية عشر لتأسيس الحركة
الرِفاق الأماجد، الشعب السوداني العظيم:
في زمن ماشي وزمن جاي وزمن لسع،
في هذا اليوم الموافق الأربعاء الفاتح من شهر أغسطس لسنة 2012م نحتفل بالذكري الحادية عشر لقيام حركة/ جيش تحرير السودان.
وبهذه المناسبة العظيمة اتقدم بالتحية والتقدير للشعب السوداني بكل قطاعاته وشرائِحِه، وأخصُ بالتحية الأبطال الأشاوس الرِفاق الذين أسسوا الحركة، فمنهم من قَضَي نحْبهُ واستشهد ليكون أفضل مِنَّا جميعاً، ومنهم من ينتظر مُلتزِماً بأهداف الثورة ودستور الحركة وقوانينها ولوائحها ومؤسساتِها وبرامِجها، وحاملاً بندقيته علي كتفِه يقاتل العدُوَ زوداً عن كرامة الشعب السوداني وحُرِّيته وهُوِيته المسلُوبة إلي أن يجعلَ الله أمراً كان مفعولاً.
والتحية لشهداء الثورة الذين بذلوا دمائِهم الطاهِرة و رووا بها تُرابِ الوطن لتعيش القضية التي ثاروا من أجلِها، وتسيرُ قدُماً إلي غاياتِها النبيلة العادِلة، حُرِّية كاملة للجميع كما مَنَحَهُم الله، ومواطنة متساوِية لكافِة شعوب السودان، وهُوِية تُعبِّر عنهم جميعاً، وفصلاً للمؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة لضمان عدم إستغلال الدين والزج به في قضايا الدولة والسياسة، وإقتسام عادل للثروة والسلطة ومؤسسة الدولة بين جميع أقاليم السودان، وبناء جيش وطني مِهَنِي يحمِي الوطن ويصونُ كرامة المواطن.
في سبيل هذه القضايا العادِلة قامت الثورات في جميع أطراف السودان وقدَّمَت أطناناً من الشُهداءِ بمختلف مقامَاتِهم السامِية، نُحَيِيهم فَرَدَاً فَرَدَاً فلهم المَجْدُ والخلود.
من بني شعباً لم يمت:
التحية والمَجْد للشهيد البطل مُفَجِّر ثورة الهامش السوداني الدكتور/ جون قرنق ديمابيور، والتحيةُ والمَجْدُ للشهيد البطل/ عبد الله أبكر بشر، قائد عام جيش تحرير السودان، والتحية والمجدُ للشهيد البطل الدكتور/ خليل إبراهيم محمد زعيمُ المهمشين وقائد حركة العدل والمساواة السودانية، والتحية للشهيد البطل/ أركورَي خاطر نيلو، أول نائب لقائد عام جيش تحرير السودان، والتحية للشهيد البطل/ خاطر إسماعيل عبد الله ثاني نائب لقائد عام جيش تحرير السودان، والتحية للشهيد البطل/ جدو عيسي التجاني(ساغور) رئيس أركان جيش تحرير السودان، والتحية للشهيد البطل/ عبد الله سلكويا أول رئيس لأركان جيش تحرير السودان إستشهد في معركة(طور)، والتحية للشهيد البطل/ محمد آدم موسي، أول ناطق رسمي لجيش تحرير السودان، والتحية للشهيد البطل/ حسن مانديلا، ثاني ناطق رسمي لجيش تحرير السودان، والتحية للشهيد البطل/ إسماعيل موسي حسن أوردي أول شهيد لجيش تحرير السودان، والتحية للشهيد البطل/ نور الدين إبراهيم تقابو ثاني شهيد لجيش تحرير السودان، والتحية للشهيد البطل/ عبد الله حسب الله دومي أول مسئول للشئون الخارجية بحركة/ جيش تحرير السودان، والتحية للشهيد البطل/ نور الدين إلياس، والتحية للشهيد البطل/ آدم صالح، والتحية للشهيد البطل/عبد الشافع جمعة عربي، والتحية للشهيد البطل/ محمد شين، وكل أطنان شهداء حركة تحرير السودان الذين بلغ عددهم ستة(6) ألاف شهيد حتي توقيع اتفاق أبوجا قدموا أروحاهم الطاهرة لأجل القضية والوطن، ولأجل مستقبل أفضل للأجيالِ القادمة في السلامِ والحريةِ والأمنِ والكرامةِ والعدالةِ والإنصاف والصحة والرُفاهية.
والتحية والتجِلَّة في هذا اليوم المجيد لأسر الشهداء، أمهات الشهداء، والأرامل واليتامي الذين فقدوا آبائهم. ولآباء وشقيقات وأشقاء الشهداء، ولأصدقاء الشهداء وجيرانهم ولجميع من له صلة بشهدائنا الأبرار، سائلين الله أن يُلهِمَهم الصبرَ والسلوان وحُسنَ العزَاء، والعزاء لنا ولهم جميعاً أنَّ الشهداءَ أحياءٌ عند ربِّهم يُرزَقون فرِحين بما أتاهم الله.
والتحية في يوم ميلاد الثورة لجَرْحَي ومَرْضَي الحرب والمصابين، وندعو لهم بعاجلِ الشِفاء، وستظلُ جِراحِهم وإصاباتهم أوسِمةً وانواط ونياشِين جَدارَة تُزينُ أجسادِهم الطيبة، ونفخَرُ بجَرْحَانا ونَحْنِي هَامَاتِنا لهم في هذا اليوم الكبير، كما تعتز بهم أُسَرِهم ومُدنِهم وقُراهُم ومناطقهم والشعب السوادني قاطِبة.
والتحية للرفاق الأماجد، الثوار الأشاوِس الذين يقبضُون علي الزِناد وعيونهم مفتوحة وبنادِقهم مُصوَّبةً بِدقة علي صدور عدوِهم بهِمَّةٍ عالية وإرادةٍ لا تَلِين ولا تعرِفُ الكَللَ ولا المَلَل، وقد ظلَّوا علي تلك الحال إحدي عشرة عاماً خَلَت، فالتحية للثوار من الحدود مع الشقيقتين تشاد وليبيا غرباً إلي الحدود مع الشقيقتين إثيوبيا وإرتريا شرقاً. ويا قوات الجبهة الثورية السودانية أصْبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا والنصرُ لكم، وكل القوة الخرطوم جُوّة في القريبِ العاجلِ بإذنِ الله.
جاء الزمن الذي يُعْطَي الخبز للخبازين:
والتحِية للرِفاق في قيادةِ الجبهة الثورية السودانية ولقائد رُبَانِها فريق/ مالك عقار، ولنوابِه المَيامِين وأعضاء المجلس القيادي، ولقيادةِ هيئة الأركان العسكرية المُشتَركًة. والتحية لجماهير الجبهة الثورية السودانية علي طولِ البلادِ وعرضِها.
والتحية لأهلنا في معسكرات النازحين واللاجئين وهم يُعانون الأمرَّيين، شَظَفِ العيش والمثقَبة، ونَزَقْ المليشيات التي تؤرِق أمنهم وتهدِدهم دوماً بالنيل من أغلي ما يملِكون: الشرف والكرامة. اللهم أحفظ أهلنا النازحين واللاجئين وأعصِمهُم من شياطينِ الإنسِ والجِن، وأعِدهم إلي مناطقهم سالمين معززِين ومكرَّمِين، آمين.
وأتقدم بالتحية لجميع فئات وقطاعات الشعب السوداني التوَّاق إلي الحرية والعدالة والديمقراطية والسلام والمحبة والتنمية والإستقرار.. التحية للطلاب والمرأة والطفل والعمال والصناع والزراع والرعاة والحرفيين ورجال الأعمال والاتحادات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، وإلي الإدارة الأهلية المُلتَزِمة بقضايا الجماهير.
القلم واللسان يفضحان الجلاد:
التحية لجميع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية التي أظهرَتْ وصوَّرَت وتابعت الحرب في دارفور وآثارها المُدمِّرَة وسيناريوهاتها الفظِيعة، وفَضَحَت الفظائِع التي إرتكبها نظام التطهير العرقي للعالم بما مَكَّنَ من إتهام مُرتكِبِي تلك الفظائع لدي محكمة الجنايات الدولية، وفي هذا السِيَاق لا بُدَّ من تقديم التَحَايَا والتقدير للمحكمة الجنائية الدولية وهي تُؤدِي عملها بِجِدِّ وتَفَانِي، وتحية خاصة لمُدعِيها العام السابق السيد/ لويس مورينو أوكامبو الذي أبْلَي في تقديم قضية متكامِلة حول جرائم دارفور مَكَّنت المحكمة الموقَّرة من إتخاذ قرارِها العَادِل بتوجِيه التُهَم المُناسِبَة لرَأسِ نظام المؤتمر الوطني وأركان حَرْبِه. كما نتمني التوفيقَ والسَدَاد للمُدِعِي العام الحَالِي السيدة/ فاتو بنسودة في إتمامِ ما بَدَأه سَلَفِها أوكامبو.
التسوِي بإيدك يغلب أجاويدك:
التحية للمجتمع الإقليمي والدولي وهُم يَهْتَمُونَ بقضايا السودان عَامَّةً ويتولون أمرَ الوضع الإنسانِي ويُطعِمُونَ ويُدَاوونَ ويَأوونَ اللاجئينَ والنازِحينَ في هوامِشِ السودان المختلفة نيابةً عن حكومةِ السودان التي تَرَكَت واجِبها في حِمايةِ شَعْبِها وإطعامِهِ وإيوَائِه وتَبَنَّت واجِباً مُخالِفاً تَمَثَّل في ضَربِ الشعب من البَرِّ والجو بوابِلٍ من القنابِلِ الحارِقَة والسَامَّة فضلاً عن تكمِيمِ الأفوَاه ومُصَادَرةِ الحُرِّياتِ العَامَّة والخاصَّة، وجَلْدِ النِساء وإغتِصَابِهنَ وإهانَتِهِنَ وأمتِهانِ كرامَتِهَّنَ، ويستَدعِي ذلك إعلان تضامُنِنِا التام وتقديم تَحِيَّة خاصة في هذا اليوم المَجِيد للمرأةِ السودانِية التي ذَاقتِ الوَيْلَات والمَهَانَة علي يَدِ هذا النظام الذي أذَلَّ المرأة السودانية وهَتَكَ شَرَفِها وكَرَامَتِها وشرَّدَها، و وضَعَهَا في ظُروفٍ حَيَاتِيَة قاسِية وخَطِرَة، وتَحْمِيلِها دَوْرَيِ الأمُومَةِ والأُبُوَة مَعَاً في المعسكرات، فَلَهَا ولأطفالِها التَحِيَةَ والتقدير والمؤازَرَة، ونسأل الله لها العون والمدد وتقصير أمد هذه المعاناة الرهيبة.
التحية للقوات الدولية العاملة في السودان وهي تعمل ليل نهار لحماية المواطنين المدنيين وتوفير ظروف إنسانية أفضل لهم ولجميع ضحايا الحرب، والتوسط بين أطراف النزاع بحياد ومهنية لإيجاد حلول سلمية عادلة متفاوض عليها، ونتمني لها التوفيق والسلامة في أداء مهامها. ولكِنَّا نحذِّر قوات (UNAMID)من بعض الأدوار الخائِبة التي تقوم بها لمصلحة حكومة المؤتمر الوطني المُجْرِمَة، والتواطؤ والتآمر ضد بقية أطراف الصراع في دارفور، وإخفاء إنتهاكات النظام التي ترتكب ضد الشعب الأعزل.
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر:
التحية للشعب السوداني في المعتقلات الكبيرة المتمثلة في مُدن وحواضِر السودان التي تُسيِطِر عليها نظام المؤتمر الوطني الحاكم، حيث يُعانِي الشعب التضيِيق علي حُرِياتِهِ العامة والشخصية وحُقوقِه الأساسِية ومُصَادَرَة حقوق الإنسان، وإعْمَال التَخْوِين والشَتَم والقَمْع ضِد القُوَي الوطنِية، والغَلاء الفاحِش وسُوء الخدمات والجِبَايات مُتعدِدَة الوُجُوه والإرِهاب والعُنصُرِيةَ في مواجهةِ المواطِنِين من نظَامٍ جاءَ إلي الحُكمِ بِلَيِل لإذلالِ الشعب وطَمْسَ هُوِيَتهِ وكَسْرَ إرادتِه بدَلاً من توفير الحياة الكَرِيمةَ والخدمات للشعب كما تنصُ علي ذلِكَ دساتِير الدُول ومواثيق الأمم المتحدة ونحوِها.
الموت سرير الرجالة عندهم صوت وصورة:
التحية لشُهدَاءِ رمضان وهم، ثَمَانِيةَ وعِشرِين ضابِطاً حُرَّاً إغتالَهم النِظام بِتُهمةِ تدبيرِهم لإنقلابٍ ضِدَه ودَفَنَتْ جُثثِهم الطاهِرَة في مَكَانٍ لا يعلمَهُ سِوَي النظام، ولَكَأنَّ النظام الغَاشِم لمْ يَأْتِ إلي الحُكم بِليل عبرَ إنقلابٍ عسكرِيٍ مشئُوم.
الطلاب كل المجتمع:
والتحية لطلابِ الجامعات السودانية قاطِبةً، ولطُلابِ جامعة الخرطوم خاصةً الذين كَسَرُوا حَاجِزَ الصَمْت والخوف وخرجُوا ثَائِرينَ ضد حكومة القمع والبطش والإغتصاب ليزلزِلوا الأرضَ تحتَ أركانِ النِظام وهَتَفوا بفَضَائِحِ النِظام وفَسَادِه وأنَّ رئيسَ النِظام لا يُجِيدُ غيرَ الكذِبْ والرَقص.
والتحيةَ للمُعتَقَلات والمعتَقلِين من بناتِ وأبناءِ السودان في الإحتجاجاتِ الأخِيرة ونعلِنُ تضامُنِنا الكامِلَ معهم والمُطَالَبَةَ بإطلاقِ سراحِهم فوراً لأنَّ حُرِّيَة التَجَمُّع والرَأيِ والتَعْبِير والإحتجاج السِلمِي هي حقوق مكفُولة للجميع في دستورِ البِلاد وقوانِيِنِه وكَافَّة المواثيق الدولِية، فلا جريمة ولا عِقاب ولا حَجْرَ علي مُمارسةِ الحقوق الدستورية المكفُولة قانونَاً.
الجار قبل الدار:
التحية لدولِ الجُوار الإقليِمِي التي لمْ تتأخرَ في الإهتمامِ بما جَرَي ويجرِي في السودان منذ البداية وقدَّمت العونَ والوساطة والمِنبَر والتسهِيل لوقفِ الحُروب الداخلية السودانية ومُعالجة أسبابِها وتَرْمِيم آثارِها، ولكن جُلَّ الجهود التي بَذَلَها دول الجوار الإقليمِي إصطدمَت وتَحطمت علي صَخَرَةِ غُلو وعِناد النظام الحاكم المُتسِم بالتعطش للدماء والحِقد والعُنْصُرِية وتَحْقِيِر الخُصُوم ونَقْض العُهُود والمواثِيق. فالتحية للدول الشقيقة في الجوارِ الإقليمِي، تشاد وليبيا وإرتريا ويوغندا وكينيا وإثيوبيا ودولة جنوب السودان وجمهورية مصر العربية، وجمهورية نيجيريا الاتحادية التي رَعَت محادثات سلام دارفور التي تُوِجَتْ بإتفاق سلام دارفور 2006م ولكن النظام الحاكم قد نَقَضَ ذلك الاتفاق كما نقَضَ كافَّة العُهُود والمواثِيق والاتفاقيات التي أبْرَمَها مع بقية الأطرافِ السودانية.
الما عندو قديم ما عندو جديد:
الرِفاق الأماجد، الشعب السوداني الفاضل:
إن تاريخ السودان المُمتَد من ممالكِ النوبة القديمَة إلي سلطنة الفونج(الزرقاء) إلي مَمالِكِ البِجَة وسلطنات دارفور والمُسبعات وصولاً إلي دخولِ الحُكم التُركِي المصري، ومُرورَاً بقيام الثورة المهدية التي أسست لأول مرَّة دولة مركزية مُوحَّدَة في الأرض السودانية الحالية التي إلتَحَقت بها سلطنة دارفور كآخر إقليم ضُمَّ (قسراً) إلي السودان 1916م. ثم الحكم الإنجليزي الذي اطاح بدولة المهدية المركزية ثم نيل السودان لإستقلاله 1956م (مِنْحَةً من المستعمرِ الإنجليزي).
علي أن إستقلال السودان قد إفتَقَرَ إلي المشروع الوطني الذي يُحقِقَ آمال وطموحات شُعوبِه في الحرية والكرامة والعدالة والوحدة الطوعية وصولاً إلي الإنصهار الوطني وتحقيق مُجتَمع الرُفَاهِية. عبر هذا التاريخ الطويل ظلَّ السودان يفتَقِر إلي العناصر الأساسية المُكَوِنة للدولة، أيِ دَوْلَة: الشعب الذي يجمع بينه سِمَات وصِفَات وثقافة مٌشتَرَكَة(مُعضِلَة الهُوِيَّة)، ثم أنَّ شعوبَ السودان منذ البِداية لا يعرِفُونَ بعضَهم بَعَضَاَ إلا عَبَر أصواتِ(البنادق الرشاشة)، وليسُوا علي إستعداد لبذلِ أي جهد للتعارف علي بعضِهم. دولة مركزية يأكلُ فيه المركز كل الدخلَ القومِي ولا يَنَالُ سُكَّان الهوامش أي نصيبٍ من التنميةِ كما أنهم لا يتقاسمون مع المركز الحُكمَ وآليات اتخاذ القرار المُتمثِلة في جهازِ الدولة، بمعني أنَّ هوامشَ السودان ظَلَّت تُعطِي المركز كل شئ ولا تنالَ مِنه أيِ شَيئ.
وعليه، ظلَّ السودان ومنذ بداية تكوينِه ثم إستقلالِه وحتي اليوم دولة مصنوعَة قَسْرَاً لمصلحة المركز الذي ظلَّ يُخضِع شعوب الهوامش لسُلطَتِه الباطِشَة المُهِيِنَة، بعد أن وَحَّدَ البلد قَسْرِيَاً لخِدمةِ مصالِحِه وفَرْضَ حُكْمِه المركزِي ولُغَتِه وثقافَتِه ودِيِنِه وهُوِيَتِهِ ومصلحتِه الإقتصادية والإجتماعية علي الجميع.
الثورة مستمرة:
الرِفاق الأماجد، الشعب السوداني الكريم:
لم يسكت أهل الهامش لهذه السياسات المفروضة عليهم من المركز ولم يستسلِمُوا لها بل قاوَمُوها منذ البداية فكانت حركات المقاومة والإحتجاجات علي طولِ البلادِ وعرضِها، ففي دارفور مثلاً قامت حركات إحتجاجِية ومَطلَبِية لمقاومة سياسات المركز الظالِمة الإقصائِية والمُهيمِنة، فكانت حركة اللهيب الأحمر، وحركة سُونِي وجبهة نهضة دارفور، كما شَارَكَ أهل الهامش السوداني بعد ذلك وبفَاعِلية في ثورة الحركة الوطنية السودانية التي أُطْلَقَ عليها نظام الحكم المركزي(نميري)حركة (المُرتَزَقَة) وقَمَعَها وسُحَقَ الثوار جماعِياً في إبادة وتطهِير عِرقِي وآضِح المَعَالِم نَفَذَتها كتِيبَةَ نِظام نميري العُنصُرِي في منطقةِ الحِزَام الأخضَر بالخرطوم، بعدها مارسَ نظام جعفر نميري أقَسَي درجاتِ الإضطِهَاد العُنصُرِي بالقَبضِ علي أبناء الهامش وخاصةً أبناء دارفور الذين يأتُونَ إلي العاصمةِ الخرطوم وإبعادِهم قَسْرَاً إلي دارفور بقطر نيالا، هذه الظَاهِرة التي أُشتُهِرَت في سبعينِيات وثمانينِيات القرن الماضي ب(الكَشَّة) وكانوا يُسمُونَ أبناء دارفور (أولادَ الغَرِب) ويُوسِمُونَهُم بِمَا يُوحِي أنَّهُم ليسُوا سودانِيينَ بَلْ قَادِمُونَ من تشاد ومالِي والنيجر ونيجيريا. والشَاهِدْ أنَّ الثقافَةَ السودانِيَّة التي يُنْتِجُها المركز قَائِمٌ علي ثَوَابِتَ (كَلامِيَة) تَفِيضُ بالتَحقِير والحَط من كَرَامَةِ ومَكَانَةِ أبناء الهامِش(جنوبيين/ نوبة/ دارفوريين/ فونج/ أدروب/ نوبيي الشمال الأقصي/ عربي ساي) وبِنَفسِ القَدْر وبالمُقَابِل تَرْفَعْ عالياً قِيمَة ثقَافَة المركز ومن شأنِ أهلِ المَركَز المُنحَدِر من الشمَالِ النِيِلِي العُرُوبِي الفَارِضِ لهَيْمَنَتِه وهُوِيَتِهِ ثَقَافَتَهِ بالكامِلِ علي الآخَرِين.
دارفور خُلقت ثائرة:
الرِفاق الأماجد، الشعب السوداني الثَائِر:
من المَحَطَاتِ المُهِمَّة في تاريخِ المُقَاوَمةِ بإقليمِ دارفور لهَيْمَنَةَ المركز هي انتفاضَة دارفور1981م التي جاءت نتيجة لإصرَار جعفر نميري علي تعيينِ حاكِم لإقليمِ دارفور من غيرِ أبناء دارفور فإنتَفَضَ أهل دارفور في يناير1981م وثاروا علي تلك السياسَةِ الظَالِمَة والمُوسُومَة بالإحِتِقَار والإزدِرَاء لعَظَمةِ شَعبِ دارفور وفِيهَا مَسٌّ بكَرَامَتِه، فلَقَّنُوا نميري دَرَسَاً أجْبَرُوه علي إلغَاءِ قَرارِهِ وإسْتَجَابَ لشِعَارَاتِ ثورة دارفور1981م التي كانت تَهْدِر وتَغْلِي وتَهْتِف رَاعِدَة: الحاكِم مِيِنْ؟ إبِنَ الإقلِيم، لا وِصَايَة علي دارفور، مَليُون شَهِيِد لعَهْدِ جديِد، أحَرَارَ أحرار في دارفور والدَخِيل يَطْلَع بَرَّة.. هكذا تمكَّنَ أبنَاء دارفور عَبَرَ ثورتِهم العِملاقَة إجْبَارَ نميري علي إلغَاءِ قرارِه وتعيين إبِنْ دارفور البَارّ السيد/ احمد إبراهيم دريج حَاكِمَاً لأقليم دارفور في فبراير1981م.
الرِفاق الأماجِد، الشعب السوداني الحُر الأبِي:
إنَّ إنتفاضَة مارس/ إبريل 1985م التي أطاحَت بالدكتاتور جعفر نميري لعِبَ فيها أبْنَاء الهامِش بما في ذلك إقليم دارفور دَوْرَاً هَامَّاً ومُشَارَكةً فعَّالة وتضْيِيقاً علي السَفَّاح الذي لمْ يَصْمُدَ كثيراً فإنهَارَ نِظَامُه وهو خارج البلاد في زيارةٍ إلي الولاياتِ المتحدة الأمريكية في بِدَايةِ إبريل 1985م، فَطَوَتِ البِلاد بذلكَ صَفْحَةً مِن صَفَحَاتِ الإستِبْدَادْ.
ولكِنَّ سُوءَ سِياساتِ المركز ونُظُمِ حُكْمِهَا تِجاَهِ الهامِش لم تَقْتَصِر علي الأنْظِمةِ الدكتاتورِية التي تَعْقِبُ حُكُومَاتٍ ديمقُرَاطِية مُنتَخَبَةَ جماهِيرِياً، ذَلِكَ أنَّ الأحزابَ التقلِيدِية الطَائِفِية، والأحزابِ العقائِدِية اليمِينِية واليسَارِية ظَلَّتْ تَفْتَقِرُ إلي برنامِجٍ وَطَنِي شَامِلٍ يَحْمِلُ حُلولاً لقضايَا الوَطَنْ وتُلَبِّي طُمُوحَ وتَطَلُعاتِ الجماهِير التي تَنْتَخِبَهُم، ذلكَ أنَّ الوَلاءَ السِياسِي في السودان ظَلَّ يقومُ علي التَبْعِيةِ والطائِفِيَة وليس علي برنامج إنتخابي يُبْرِمُ عَقْدَاً ومِيثاقاً بين الناخِبِ والتنظيم السياسي أو المُرَشَّح الذي ينتخبه.
الرِفاق الأماجِد، الشعب السوداني البطل:
لذلك كانت التنظيمات السياسية تفشَلُ دوماً في الحُكمِ الرَاشِدِ ويلجأونَ للمُناكفَاتِ والتَشَاكُس داخل الحكومة فتتعَطَل مصالحَ الدولة ويَشوبُ القصور مَنحَ الحقوق وتقديم الخدمات للجماهير التي انتخبتُهم فيتملمَل الناس ويحتجُونَ ليجِدَ العسكَر المتربصون المأجورون والمسنوِدون من التنظيماتِ العقائدية اليمينية واليسارية والعقائدية الفرصة سانِحَة لينقضُوا علي الحكومات المنتخبة المُترَنِحة ليُخضِعوا البِلاد والشعب مرّةً أخري لحُكمِ الفردِ المُستبِد والمُطلَق ومصادرة الحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان كحرية الرأي والتجمع والتعبير ليضع البلاد والشعب، مرَّة أخري، تحت نَيِرِ الأحكام العُرفِية عقوداً من الزمانِ يُنَكلُ فيها بالشعبِ ويُقْمَع ويُبَاد ويُطَهَّر عِرقِياً وتغتصُب الحرَائِر من نِساءِ السودان ويُلهِب ظهورِهِن بسِياط الذُلِ والمهًانة، وينهب أموال الشعب ويشْتُم ويحقَّر ويحِط من قدرِه كما فعَل وما زال يفعل بالوطن والشعب نظام المؤتمر الوطني اللئِيم.
الرِفاق الأماجد، الشعب السوداني الوفِي:
بَرَزَ الثعلبُ يوماً في ثيابِ الواعِظِينَا:
نظام ما سُمِّي ب(الانقاذ) الذي إغتصب الحكم بإنقلاب عسكري يتبع للجبهة القومية الإسلامية بزعامة الدكتور/ الترابي1989م يُشكِل هذا النظام اكثر مراحل الحكم دَمَوِّية في تاريخ السودان باستثناء الثورة المهدية التي كانت تُحارب المُستعمِر الأجنَبِي، بينما تخصَصَ نظام الجبهة القومية الإسلامية المُسمَّي بُهتَاناً (الإنقاذ) في حربِ الشعب السوداني، فإستَهَلَّ النظام حروبه الجهادية ضِد شعب جنوب السودان فجرَّدَ النظام الفاشِي فَيَالِقَ من المهووسِيِنَ المُغَرَر بهم دينياً فأرسلَهم إلي الجنوبِ الحَبِيب ليجُوُسُوا خلال تلك الدِيَار الآمِنة الوادِعَة يقتلُون الأهالِي ويَسْفِكون الدماء تحت شعار أنهم يقتلون الكُفَّار، وأنَّ قَتَلَي الجنوب في النَار وقتَلَاهُم هُم شهداء في الجنة، وزَوجَنَاهُم بحُورٍ عِين!!
الرفاق الأماجد، الشعب السوداني الصابر:
بعد شراء السلاح وتصنيعه وإدخاله إلي دارفور وفرض تجميع السلاح الشخصي من المنتمِين لبعض القبائل في دارفور، وبعد تورُط النظام في قتل الأهالي في دارفور بتهَم جُزافِية لا تتوافر معها معايير المحاكمة العادلة كحق اساس من حقوق الإنسان.. تسبب نظام الجبهة الإسلامية بسياساته تلك في نقل الحروب وآلة القتل والدمار إلي إقليم دارفور وإستغل موارد البلاد البترولية في شراء السلاح لتقتيل الشعوب السودانية وتطهير بعض الأعراق التي يَعتَقِد النظام أنها تُشكِل خطراً علي هيمنته وقبضته الحديدية علي البلاد لتمرير برنامجه المُسَمَّي (بالمشروع الحضاري) مع أنه يفتَقِر إلي أي شكلٍ من أشكالِ التَحضُر. أعتمد النظام في حربه في دارفور ضد ثوار التحرير الوطني علي الفِتنة بين مكونات الإقليم الإثنية وذلك بإستقطاب وتضليل بعض المكونات العِرقية في الإقليم ضد الأخرَي وتسليِحِها ودعمِها وإسنادِها جَوِيِاً لتقوم تلك المليشيات بتدمِير المجموعات العِرقِية التي يستهدِفها النظام وقد أدت تلك الفظائع من تقتيل واغتصاب المدنيين إلي خسائر فادِحة في الأرواح بلغت ما تقارب نصف المليون من الأنفس، وهروب ملايين المدنيين إلي معسكرات اللجوء والنزوح الداخلي في ظروف معيشية وأمنية بالِغَة الخُطورَة والتعقِيد والسُوء.
الرِفاق الأماجِد، الشعب السودانِي الكرِيم:
إنَّ ظهور حركة الشهيد/ داوؤد يحيي بولاد في دارفور رغم قمعِه والغَدَر به ثم إغتيالِه، وانتشار الحروب الأهلية في الإقليم، وتسليح الحكومة لبعض المليشيات القبلية وجَعْل الإقليم مَرْتَعاً لمجموعات مسلحة من دُولِ الجُوار، وظهور حركة التحالف الفدرالي التي أنتجَت حركة/ جيش تحرير السودان التي كانت البداية الحقيقية لإشتعال فتيل الثورة المسلحة من دارفور ولم تنقطع أو ينطفئ نارها إلي اليوم.
الرفاق الأماجد، الشعب السوداني الأصيل:
ظلت حركة/ جيش تحرير السودان تتخَلق وتتبلوَر منذ العام 2001م وإستمرت حتي وصلت لما هي عليه اليوم بعد عِقدٍ ونَيِف من الكِفاحِ والنِضَال. هذا وقد قامت الحركة لتحقيق الأهداف الواردة في بيانها التأسيسي الأول (المانفستو)مارس 2003م ونظامِها الأساسي 2005م (تعديل) لسنة2009م. وأهم الأهداف التي قامت الحركة لتحقيقها هي إعادة بناء الدولة السودانية علي أسس جديدة يتساوي فيها المواطنون في المواطنة، وأنْ تكونَ للدولةِ هُوِيَّة حقيقة تُعبِّر عن جميع شعوب السودان بمختلف مكوناتهم الديموغرافيه، وأن تُتاح في الدولة السودانية الحريات العامة والشخصية، وأنْ تُعتمَدْ معاييرَ عادِلة لإقتسامِ السلطة والثروة وجهاز الدولة، وأنْ يسودَ حُكم القانون وفَصْل السُلطات ويتم تبادل السُلطَة سِلمِياً عبر إنتخابات حُرَّة ونزِيهة، وأن يُعاد بِنَاء المؤسسات العسكرية السودانية بمهنية ويكون مهمتها الأساسية حماية الوطن وصون كرامة المواطن، وأنْ تميَّزَ الأقاليم التي حُرِمت من السلطة والثروة والتي تضررَت بالحرب تمييزاً إيجابِياً يعوِضُها عن الحِرمَان التاريخي.
الرِفاق الأماجِد، الشعب السوداني الكريم:
يجب لزاماً علينا في هذا اليوم التاريخي الذي نحتفِل فيه بمرور أحَدَ عشرة عاماً علي قيام حركة/ جيش تحرير السودان التي فجرت الثورة بمعركة أبوقمرة بتاريخ اليوم الأربعاء الموافق الفاتح من أغسطس2001م أن نُوْرِدَ الكشف الذَهَبِي للمؤسسين الذين فَجَّرُوا الثورة السودانية من إقليم دارفور عبر حركة/ جيش تحرير السودان، والرِفاق المؤسسين للحركة هُم:
1- الشهيد/ عبد الله أبكر بشر.
2- الشهيد/ أركوري خاطر نيلو.
3- العميد/ إبراهيم عبد الله التوم.
4- العميد/ جابر إسحق علي.
5- بخيت عبد الكريم عبد الله(دبوجو)
6- محمد إسماعيل خميس (نيري)
7- إسحاق بركة محمد.
8- الشهيد/ بشارة محمد تقابو.
9- الشهيد/ بشارة دفع الله خليفة.
10- الشهيد/ عامر بشر أحمداي.
11- الشهيد/ نور الدين إبراهيم تقابو.
12- الشهيد/ جدو عيسي التجاني (ساغور)
13- الشهيد/ بابكر عيسي محمد.
14- الشهيد/ نميري أحمد علي.
15- صابر علي خاطر عروس.
16- الشهيد/ أحمد تور الخلا عبد العال.
17- إسماعيل حسين مادبو.
18- مِنِّي أركُو مِنَّاوِي.
وهناك كوكَبة أُخري من الثوار المؤسِسين، لم يحضروا لحظة انفجار الثورة ولكنهم وساهموا في بناء الحركة في جميع أطوارِها وهم الرِفاق الأبطال: 1) خاطر تور خلا عبد العال 2) أحمد برازيلي 3) سليمان خاطر جوساي 4) صلاح مصطفي عبد الرحيم (بوب).
لكن تأسيس وقيام حركة/ جيش تحرير السودان بواسطة الإبطال المؤسسين المذكورين أعلاه، قد إرتبط بحركة/ التحالف الفدرالي السوداني، ويلزمني أن أذكرَ مؤسسي التحالف الفدرالي السوداني، السيدين العالِمين الجليلين، الأستاذ/ أحمد إبراهيم دريج، والدكتور/ شريف عبدالله حرير، وأحييِهما في هذا اليوم العظيم تحية النِضال المشترك وأزجي لهما أسمي آيات الوُد والتقدير والإحترام مُتمنياً لهما حياةً عامرةً بالصحة والبذل والعطاء.
الرِفاق الأماجِد، الشعب السوداني الباسِل:
فور تفجير الثورة بضرب الثوار المؤسسين للحركة منطقة (أبوقمرة) في اليوم الأول من أغسطس2001م تَوجَّه الثوار صوب (جبل مَرَّة) حيث وصلوا منطقة (طُرّة جامع) يوم 16 أغسطس2001م، ومكثوا هناك طوال المُدَّة من أغسطس 2001م حتي إبريل 2003م حيث إلتقوا برفاقهم هناك بقيادة القائد/ عبد الواحد محمد أحمد النور ورفاقه. وخلال هذه الفترة تمكْنُوا من نشرِ روح الثورة في أوساط المواطنين وكانت نقطة انطلاق الثورة السودانية من دارفور. وهنالك تطور مهم في مراحل نشوء ونضوح الحركة قد حدث في هذه الفترة في (جبل مرة) وهو التحول من حركة/ التحالف الفدرالي إلي جيش تحرير دارفور. ففي هذا اليوم التاريخي في حياة الثورة أتقدم باسمي آيات الشكر والإمتنان والمحبة الصادقة لأهل جبل مرة الذين آووا ودعموا وسندو ثورة تحرير السودان فلهم المجد والعِزَّة والسؤدد.
الرِفاق الأماجِد، الشعب السوداني البطل:
مَرَّت الحركة منذ نشوءِها وحتي إكتمال حلقاتِها بمراحل عديدة:
كانت البداية من العام2001م وحتي 15 مارس2002م عندما كانت الحركة ضمن التحالف الفدرالي الديمقراطي تحت قيادة الرواد الأستاذ/ أحمد إبراهيم دريج والدكتور العالِم/ شريف عبد الله حرير، نَجْزِلُ لهما الشكر والتقدير.
ثم بتاريخ 15مارس2002 تم تغيير إسم الحركة إلي: حركة تحرير دارفور، وإستمر ذلك حتي ديسمبر 2002م حيث تم تغيير إسم الحركة إلي: جيش تحرير السودان في لقاء جمع قادة الحركة بمنطقة(هوقاي) بجنوب وادي سيرا.
وبتاريخ 16مارس2003م أصدرت الحركة إعلانها السياسي الأول الذي أقرت فيه عِلمانية الدولة السودانية ومبدأ فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات السياسة والدولة، ومبدأ الوحدة الطوعية لكلِ أقاليم السودان.
ثم بتاريخ أكتوبر2003م إنعقد المؤتمر العام الأول للحركة بمنطقة (قارسَلبَا) وفيه تم تعديل إسم الحركة إلي: حركة/ جيش تحرير السودان، كما تم إقرار مبدأ تقاسُم السلطة والثروة وفق معايير عادلة، وأقر المؤتمر كذلك ضرورة إجراء ترتيبات أمنية/عسكرية جديدة للدولة السودانية بحيث يتم إعادة بناء الأجهزة العسكرية علي أساس مِهَنِي وفق معايير عادلة وأن تكونَ المؤسسات العسكرية قومية تَحْمِي الوطن وتصُون كرامة المواطن. كما تبني المؤتمر الإعلان السياسي الأول للحركة الذي صدر بتاريخ 16مارس 2003م، وإجاز المؤتمر شِعَار وعَلَم الحركة.
مؤتمر حسكنيتة:
أمران أحلاهما مرّ:
إنعقد الموتمر العام الثاني للحركة بمدينة (حسكنيتة) بشرق دارفور في الفترة من اكتوبر إلي نوفمبر 2005م. وكانت قيادة الحركة ممثلة في رئيس الحركة والأمين العام قد قررا بموجب وثيقة عهد بأسمرا 14 فبراير2005م قيام المؤتمر العام الثاني للحركة في مايو 2005م، ولكن شاءت الظروف أن يلتئم شمل المؤتمر الثاني في أكتوبر الموافق لشهر رمضان المعظم. ولكن التحدي الحقيقي لقيام المؤتمر من عدمه هو غياب الرفيق عبد الواحد محمد احمد النور رئيس الحركة، الذي ظل كرسيه خالياً طوال فعاليات المؤتمر، ونتج عن ذلك للاسف إنشقاق الحركة إلي فصيلين. ومن إنجازات مؤتمر حسكنية اجازة النظام الأساسي 2005م الذي تم تعديله في العام2009م كما انجَزَ المؤتمر الرؤية التفاوضية التي جمعت حركات المقاومة المسلحة الدارفورية في أبوجا. كما اجاز المؤتمر نشيد التحرير الذي نظمه المهندس عبد الجبار محمود دوسة، الأمين السياسي وكبير مفاوضي الحركة حينها، نتوجه إليه بالتقدير والإحترام كما نتقدم بالتقدير والإحترام للأستاذ/ إبراهيم احمد إبراهيم رئيس المؤتمر الثاني للحركة بحسكنيتة.
الرِفاق الأماجِد، الشعب السوداني الكريم:
مراحل التفاوض:
أيقَنَتْ الحكومة السودانية منذ وقتٍ باكِر أنَّ شرارةَ ثورة التغيير قد إشتعلت في إقليم دارفور، فطَفَقَت ترسِلُ الوفود لمفاوضة الحركة التي ما زالت حينها خلايا نَشِطَة ومَطَالِبِها كانت مُتَوَاضِعة مقارنةً بالمراحل اللاحِقة. وكانت أول مفاوضات غير مباشرة بين الحركة والحكومة بتاريخ 18 مايو 2001م بمنطقة، ومفاوضات في منطقة(كتروم) فور قيام الحركة بضرب منطقتي (قولو)بتاريخ 7 يوليو 2002م و(طور)بتاريخ 13 أغسطس 2002م وهي المعارك التي جعلت الحكومة تقرر الجلوس للتفاوض مع الحركة. وتَلَي ذلك جولة أخري من التفاوض بمنطقة (سبنقا) ثم جولة أخري في (كرينقا) وأخري في (أورشينق) ثم جولة تفاوض أخري في (الفاشر) مع الفريق/ إبراهيم سليمان، والي ولاية شمال دارفور حينها، ثم جولة تفاوض أخرَيَ في (عِد الخير) وأُخري في قرية (ساني جِندي)، وكانت سياسة الحركة في تلك المفاوضات قائمة علي لُعْبَةِ القط والفأر(إضرب وفاوِض) ومعظم العمليات العسكرية الكبيرة خاضتها الحركة في تلك المرحلة وهي تفاوِض الحكومة من خلال الوفود التي تُرِسِلُها لمناطق سيطرة الحركة.
الرفاق الأماجِد، الشعب السوداني الكريم:
الطيران الحكومي هو نقطة التفوق الحكومي علي الحركة في جميع المعارك التي خاضتها ضِد الحكومة، فكان قرار قيادة الحركة أن يتم ضرب القاعدة التي تنطلِق منها الطائرات التي تَجْلِبُ الدمار والقتل للأهالي العُزَّل فقامت الحركة بضرب مدينة الفاشر بتاريخ الجمعة الموافق 24 إبريل 2003م حيث تمكنت القوة المُهَاجِمة من جَحَافِل جيش تحرير السودان من تدميرِ عدد تسعة (9) طائرات عسكرية مُقاتِلة بمطار الفاشر وأسْر قائد الطيران بالجيش الحكومي اللواء/ إبراهيم البشري.
وإستمرت الحركة في ضربِ المدن في إقليم دارفور، فقامت بضرب مدينة (مليط) بتاريخ 16 مايو 2003م. ثم ضربت الحركة مدينة (كُتُم) المُحصَّنة طبيعياً في يوم الجمعة الموافق الأول من أغسطس2003م وكانت معركة (كتم) تحدِّياً سافِراً لحكومة المؤتمر الوطني، وقد إستشهد فيها الشهيد البطل/ خاطر إسماعيل عبد الله نائب القائد العام، الذي تسلم من نائب القائد العام السابق الشهيد القائد/ أركوري خاطر نيلو.
الرفاق الأماجد، الشعب السوداني الوفِي:
الإعتراف الدولي والتفاوض برعاية دولية:
في هذه المرحلة، بدأ المجتمع الدولي يهتَم ويُراقِب ما يجري في دارفور، ويرصُد الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من الطرفِ الحكومي علي إمتداد الإقليم، وتفاقَمت المأساة الإنسانية، وبدأت تتضح معالم حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تمارسه الحكومة السودانية في الإقليم تنفيذاَ لتعليمات رأس النظام في الفاشر علي الهواء مباشرة: أنه لايُريدُ جريحاً ولا أسيِراً، يريدُ أرضاً محرُوقة خالية من أيِ شيئ!!
بدأ الإعتراف الدولي بالحركة ودعوتها للتفاوض مع حكومة السودان تحت رعاية دولية لأول مرة في أبشي الأولي والثانية، لكن تلك المفاوضات التي كان فخامة الرئيس التشادي/ إدريس ديبي يديرها مباشرة بنفسه قد انهارت. بعد انهيار مفاوضات أبشي دخلت الحركة في عمليات عسكرية طاحِنة مع حكومة السودان في معارك (أبوقمرة) وإستشهد فيها القائد المؤسس للحركة الشهيد البطل/ عبد الله أبكر بشر، وثم معارك جرجيرة التي إستمرت من يناير حتي فبراير 2004م وقد شاركت فيها حركة العدل والمساواة السودانية. وبعد ذلك بدأت الحركة تنسحب تكتيكياً نحو الجنوب منفتِحةً علي ولايةِ جنوب دارفور وكان بطل عملية الإنفتاح نحو جنوب دارفور هو الشهيد البطل/ جدو عيسي التجاني(ساغور).
ثم تطور التفاوض مع حكومة السودان بدخول الاتحاد الإفريقي كوسيط في جولة مفاوضات إنجمينا الثالثة بينما ظلَّت تشاد كوسيط ثانِ(Co-Mediator)وتحويل منبر المفاوضات إلي أبوجا حاضرة جمهورية نيجيريا الإتحادية، حيث إستمرت جولات التفاوض من أبوجا الأولي وحتي السابعة التي تم التوقيع فيها علي اتفاق سلام دارفور في مايو 2006م.
إستمر التفاوض في منبر أبوجا بين الأطراف السودانية- السودانية حول مشكلة السودان في دارفور لعامين متتالِين تناول خلالهما أطراف التفاوض بالبحث أربعة ملفات هي: إقتسام السلطة والثروة والترتيبات الإجتماعية والحوار الدارفوري، علي أن سقف التفاوض المحدد بنهاية إبريل 2006م قد حَلَّ وما زال التفاوض مستمر. فقررت الوساطة الإفريقية حسم موضوع التفاوض المُستَمِر وقدَّمت وثيقة للأطراف للتوقيع أمسية الثلاثين من أبريل 2006م فسجل وفد الحركات ملاحظات مهمة علي الوثيقة. فتوجهت وفود دولية كثيرة من المجتمع الدولي من امريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا وجامعة الدول العربية صوب أبوجا/ نيجيريا لإنقاذ الموقف، فدخلت الوفود الدولية مع الأطراف في إجتماعات مُكثفَة للتوفيق، جرت بعض تعديلات علي الوثيقة في الساعات الخيرة وتم عرضُها مَرَّةً أخرَي علي الأطراف فرفضتِ بعض الحركات المسلحة الوثيقة، ولكن في خاتِمَةِ المطاف رأت حركة/ جيش تحرير السودان أنْ تُوقِعَ علي الوثيقة التي صارت اتفاق سلام دارفور بعد أن قررَت قيادة الحركة السياسية والعسكرية التي إجتمعت داخل القصر الرئاسي النيجيري طوال نهار الجمعة الموافق السادس من مايو 2006م وقررت التوقيع علي الوثيقة لأسبابٍ أهمها: أنَّ المجتمعَ الدولي كان يحْرِس ويرعَي اتفاق السلام الشامل2005م بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة السودان فهي بالتالي لا ترضي بأي حرب أو نحوه خلال الفترة الإنتقالية يُعرقِل أو يُعطِل إنفاذ اتفاق السلام الشامل، فقررت الحركة الدخول في السلام لمساندة اتفاق السلام الشامل، فإن تم تطبيق الاتفاقيتين وحَدَثَ التحول السلمي الديمقراطي فذلك خيرٌ وبَرَكَة، وإن فشل تطبيق الاتفاقيتين ونتيجة لذلك إنفصل جنوب السودان فإن الحركة ستعود للكفاح المسلح مَرَّةً أخري لمواصلة مشوار التحرير، وهو ما كان.. وقد انتهج التجمع الوطني الديمقراطي نفس النهج عندما وقَّعَت مع الحكومة السودانية علي اتفاق القاهرة وكذلك جبهة الشرق عند توقيعها مع حكومة السودان علي اتفاق أسمرا. علي أنَّ توقِيعَنا علي اتفاق سلام دارفور رغم سلبياته كان له إيجابية كبيرة هي وجود مكثف للقوي الثورية للهامش داخل مؤسسة الرئاسة وجميع مواقع اتخاذ القرار رغم عدم المشاركة الفعلية فيها بسبب هيمنة المؤتمر الوطني، وقد ساعد ذلك الوجود الكثيف في كشف عقلية حكومات المركز في عدم تقبُل أبناء السودان الآخرين، وتخصُصِهِم في نقضِ العهود والمواثيق.
الرفاق الأماجد، الشعب السوداني البطل:
بعد انهيار اتفاق سلام دارفور واتفاق السلام الشامل ولاحَ في الأفق انفصال جنوب السودان كأمرٍ حتْمِي لا مَنَاصَّ منه، خرجَتِ الحركة لمواصلة الكفاح المسلح مَرَّةً أخري بقناعات جديدة، مُزوَّدة بتجربة ثَرَّة ومُراقَبَة عن قرُب لسلوكِ حكومة المؤتمر الوطني وتنظيمات المركز بِشكلٍ عام.
فإنهَمكَتِ الحركة في تطوير رؤية سياسية متجدِدة تستوعِب الواقع الجديد وكل ما إكتسبَت من تجاربٍ وخِبرَات ومهارات وقناعات سياسية لما يَجِبُ أنْ يكونَ عليه السودان في المستقبل. ثم طَرَحَتْ رؤيتها تلك في خِطابٍ مفتوح لعامَّةِ الشعب السوداني فوجدت تجاوباً كبيراً وعادت فصائِل الحركة إلي الإندماج والتوحد وتوحيد قوي المقاومة وفق رؤية جَادَّة، فشهِدَتِ الساحة اندماج لفصائل عديدة لحركة تحرير السودان وتحالفات إستراتيجية مع فصائل أخري من تحرير السودان.
ثم طرحت الحركة رؤيتها لقوي المقاومة المسلحة بالهامش السوداني وعلي رأسِها الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال، وحركة العدل والمساواة السودانية وجبهة الشرق وجبهة كوش في الشمال الأقصي وللقوي وطنية في المركز، وأسفر ذلك الحِراك عن تتويج جهود القوي الوطنية الطَامِحة للتوحد والتغيير في تحالف الجبهة الثورية السودانية بكاودا في أغسطس 2011 ثم تطورت لتشمل كل قوي المقاومة المسلحة في نوفمبر2011م وما زالت التنظيمات والحركات المسلحة تَتْرَي للإنضمام إلي عِملاق (كاودا) الذي هو حتماً البديل الحقيقي لنظام الحكم في السودان لإحداث التغيير الذي سيحقق الحرية والسلام والعدالة والحُكم الرشيد في السودان القادم.
لسنا الأول ولكننا الأقوي:
وتحالف كاودا ليس هو التحالف الأول الذي إنضم إليه الحركة، فقد ظلت الحركة تؤمن بالعمل المشترك لكل طلائع وفصائل العمل الثوري الطامِح إلي الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية، فكان إنضمامنا للتجمع الوطني الديمقراطي في أبريل 2004م، كما قمنا بتأسيس الجبهة الثورية لغرب السودان مع حركة العدل والمساواة السودانية في إنجمينا فبراير2006م، ثم الحركة الثورية لإزالة التهميش التي أسستها حركة/ جيش تحرير السودان في أكتوبر2004م.
الرفاق الأماجد، جماهير الشعب السوداني الصابر:
إن هذا المسار الذي إلتحقنا به وقد سبقنا إليه الرفاق في تنظيمات أخري ما زال في بدايته، ولن يصل إلي أهدافِه المرجُوة قبل تحقيق الأهداف المشروعة المتمثلة في: تحقيق الحرية الكاملة للشعب السوداني علي المستويين العام والخاص، وتحقيق مواطنة متساوية لكافة شعوب السودان، وسيادة حكم القانون بحيث يتساوي الجميع أمام القانون. لنْ يتحققَ لمشوارِنَا هذا النجاح إن لم نُحقِقَ ونتفِقَ علي هُوِيَّة حقيقة تُعبِّرعنَّا جميعاً كشعوب سودانية، ولن نضعَ العَصَي حتي نمنع إستغلال الدين في السياسة وإستخدامه سِلاحاً لقمعِ الخصوم السياسيين، فالدينُ لله والوطنُ للجميع. لن يهدأ لنا بال حتي نتفِقَ علي معايير عادلة لإقتسام السلطة والثروة وجهاز الدولة، ولا بديل لتبني نظام حكم لا مركزي فدرالي تتنزّلُ فيه السلطات والموارد لمستويات الحُكمِ المختلفة. كما يجب علينا تبني نظام إقتصادي ينحَازُ للشرائحِ الضعيفة في المجتمع ويقدم العون للمجتمعات التي دَمرَّتها الحرب لتبدأ حياتها الإقتصادية من الصِفر. نظام إقتصادي يقدِّم الخدمات للمواطنين بلا مقابل في المناطق التي دمَّرَتها الحرب تمييزاً إيجابياً لهم حتي يلحقوا بالأخرين في المناطق الأفضل تنميةً.
وعلي مستوي الأقاليم التي ضربتها الحرب ودمرتها تماماً نلتزم، وتلتزم معنا الجبهة الثورية السودانية بضمان خصوصِيات تلك الأقاليم في تحقيقِ العدالة في الفظائع والمُوبِقَات التي إرتكبتها حكومة المؤتمر الوطني ضد المدنيين العزّل أمام القضاء الجنائي الدولي والوطني، وتعويضهم عن كافة الأضرار التي تكبدوها جراء الحرب، وتوفير الأمن والتنمية لهم في مناطقهم التي هاجروا منها، وإجراء ترتيبات أمنية تكفُل عدم تكرار هذه المآسي للأجيال القادمة، وإحداث التنمية الكفيلة بتوفير حياة كريمة وآمِنة ومستقِرَّة لجميع شعوب السودان.
الرِفاق الأماجِد، الشعب السوداني الكريم:
في الختام أسالأ الجميع ان نتسامح ونتسامي فوق جراحاتنا وآلامنا، وأتوجه بالدعوة لجميع الفصائل والأفراد الذين خرجوا من حركة/ جيش تحرير السودان بسبب خلاف في الرأي أو أي سبب من السباب العودة فوراً إلي حضن الحركة، كما ادعو التنظيمات السياسية والمجتمعِية وقوي الكفاح المُسلَّح علي طولِ السودان وعرضِهِ، وإلي جميع قطاعات وفئات الشعب السوداني وإلي جماهير الشعب السوداني قاطبة أن يجمَعُوا صفوفِهم ويتوحَّدُوا تحت كيانٍ واحد يجمع جميع أبناء الشعب السوداني لتحقيق وبناء الدولة التي تجمعهم جميعاً علي الحُرِّيةِ والمساواةِ والسلام والكرَامةِ والمَحَبَّةِ والإنصَافِ والوئامِ والإزدِهار.
أشكر لكم حُسن الإستماع والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.