بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس هذا بلاغ للناس بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم* [email protected] التوطئة: - سؤال ملح: لمصلحة من تحشد وزارة المالية سخط الجماهير ضد الإنقاذ؟! فبدأت برفع الدعم عن المحروقات , ثم أعلنت عن رفع الدعم من دقيق الخبز لولا قرار الرئيس بوقف ذلك، ودون أن يتحسب الوزير إلى أن ضربتين في الرأس تميتان!! ، وأخيراً تقرر زيادة تعرفة الكهرباء وبمبررات واهية أوهى من بيت العنكبوت، هذه الأسئلة أوجهها لذوي الألباب لا للسائمة والأنعام ، وإلى مَن ولاهم الله أمر هذا الشعب الذي تفاجئه وزارة المالية كل يوم بما يعكر صفوه ويهدد السلم والأمن الإجتماعيين!!. بالطبع المالية ليست الوحيدة التي نرمي باللآئمة عليها ولكن أيضاً لا بد للشعب أن يستجوب نوابه الذين (بلعوا) قرارهم الجريء يوم رفضت رفع( الدعم) تحت قبة المجلس وطرحوا البدائل ولكن الوزير أقسم بأن لا يقبل أي بدائل ممكنة ومتاحة لأنها ربما تمس الأغنياء وهذا ما لا يريده فهو يخشى لبصدام مع (الكومودو والماموث والأناكوندا)لأنها وحوش ضارية لا تبقي ولا تذر!!!!، وراهن وأقسم الوزير برأسه وألف سيف ، بأن الدعم مرفوع .. مرفوع .. يا ولدي وأضرب رأسك أيها المواطن الغلبان بالحيط!! ، وأحمد الله، أن الله قد مدّ في أيامي ورأيت وسمعت بأن وزير من دول العالم الثالث يبر بقسمه!! المتن: - ما زالت الآثار الأمنية لسخط الشارع على قرار وزير المالية برفع الدعم عن المحروقات لم تهدأ بعد، ولم يعِ وزير المالية فداحة الآثار التي نجمت عن قراره الكارثة الذي كان يصر عليه رغم معارضة البرلمان ، ولعمري هذا أعتى وأقوى وزير رأيته في حياتي ، فالحكومات بكاملها تصدع لقرارات البرلمان ناهيك عن وزير، اللهم إلا هذا الوزير من النوع الذي لا يتوقف ذهنه عن إختراعات يعكنن ويعكر بها صفو الموطن حتى في رمضان الكريم الذي يحثنا بالنية والفعل والقول على التكافل والتراحم خاصة مع ضعافنا الذين أصبحوا أكثر من 95% من عامة الشعب . إلا أنه لم يكتفِ بما فعل فتفتق ذهنه هذه المرة بفكرة عبقرية إذ أن قرار رفع الدعم عن المحروقات لم يك صادماً بما فيه الكفاية ويعتقد أنه لم يأتِ بما يكفي من السخط للإطاحة بالإنقاذ، ففكر في ما هو أسرع من ذاك القرار بأن يمس مباشرة لقمة العيش وطرح قرار رفع الدعم عن دقيق الخبز لولا ستر الله، ثم قرار الرئيس بوقف التنفيذ فأسقط في يد الوزير الذي وقعت كلمته الأرض!! . - فأسرها في نفسه، فلم يجد وزير المالية من بد غير إلا أن يلجأ للمكر الإداري والمالي لحشد السخط على الإنقاذ ورئيسها فقرر هذه المرة أيضاً أن يُحَمِّل الغلابة عجز موازنته لأنها لا تكفي لمخصصات الجيش العرمرم من النمفيذيين والدستوريين والتشريعيين والعصبة أولي الإربة!!، فأوعز للكهرباء برفع التعرفة، والمعروف أن التوليد الكهربائي المائي هو الأقل تكلفة وسعراً، وإن كان ولا بد فلماذا لم يرفع سعر الشريحة للمستهلكين من العصبة صاحبة الفلل والمساكن الفارهة وهم الذي يمتصون أعلى شرايحة في الاستهلاك ، إذن هي شريحة معروفة وواضحة من إستهلاكها الشهري وهم ممن أسميناهم بأسماء الحيوانات الشرسة المفترسة وقد أصبحت نادرة ومنقرضة ومنها (الأناكونادا والماموث والكومودو) ورغم إنقراض بعضها إلا أنها موجودة في بلادنا حيث انعدمت الرحمة من قلوبها الجشعة الإنتهازية المحتكرة وهي التي تفرض الأسعار كيف شاءت، فما الضير من أن تفرض عليها الدولة ما يكافيء قيمة إستهلاكها البذخي من الكهرباء، فينتصر لمعاناة فقراء الأمة الذين يصر الوزير أن يطبق بحقهم المثل القائل(المساواة في الظلم عدل).. الظلم بحق هؤلاء من لمصاصي الدماء هو العدل عينه!! والشريحة الأعلى هم مستهلكوا الطاقة بشراهة فيكفي إستهلاك المكيفات الضخمة !! فأي عدلٍ هذا الذي يساوي بين الجائع والمتخم؟!! الهامش: - كنا نعتقد أن ما تبقى من إنتاج البترول - على قلته- بعد إنفصال الجنوب يكفي حاجتناوهذه حقيقة، ونعلم إنه نعمة من نعم الله الذي أفاء وأفاض بها علينا وتستوجب منا الحمد والشكر لله ، وهي نعمة من نعماء الله التي تستخرج من باطن أرض هذا الوطن أي أنها غير مستوردة ولا تحتاج إلى عملة صعبة لإستيرادها، ولكننا حتى الآن عجزنا عن سر معرفة كُنه وتعريف هذا (الدعم!!) اللهم إلا إذا كان ل الوزيريحاو أن يقنعنا به ، اللهم إلا إن كان الوزير قد استحى من الاعلان عن (رفع) أسعارها فإستطيب وقع مصطلح رفع (الدعم!!) وها هو الشعب الذي استبشر خيراً بإنشاء خزان مروي ظاناً أنه سيرفع عن كاهله سعر الكهرباء الذي لا يتناسب مع مدخوله وظاناً أن هذا الخزان سيفرج همه وغمه و كربة من كربات الدنيا فضج واحتج والنتيجة كانت سالبة تماماً وأدت لما قد حدث!!، ويبدو أن الخزان أصبح نقمة عليه . وربما رأت الحكومة السنية و وزيرها الهمام أن من الأفيد تصدير الطاقة إلى جنوب السودان وإثيوبيا لأنها تعلم أن شعبها صبور وطيب ويتحمل " الضرب على قفاه"!!، ولذلك إعتقد الوزير إن هذا الشعب هو الوحيد المصاب بالهطل والهبل والعبل ويمكن تمرير أي قرار فوقي عليه ولن يفتح خشمه بكلمة (بغم)!!. نعم لقد أخطأت الحكومة ووزير ماليتها في تقدير الموقف، وقد وحدث ما حدث رغم أننا حذرنا بقوع الكارثة قبل وقوعها بوقتٍ كافٍ .. ولكن من يستمع للوراقين؟!! - السؤال الأهم: هل هذه الطاقة تصدر لهذه الدول بالمجان؟ وأين عوائدها التي لم نسمع عنها؟ وما جملة هذه العوائد؟! هل أقمنا الخزان من أجل توليد الطاقة وتصديرها أم من أجل رفاه المواطن دون المساس وتهديد أمنه الإجتماعي ولتنفيذ الخطط التنوية الزراعية والصناعية؟! وكم جملة الاستهلاك المنزلي للغلابة من جملة الطاقة المولدة؟! وكم جملة إستهلاك (الماموث والأناكوندا والكومودو) من جملة حصة الاستهلاك المنزلي؟! بسهولة يمكن تحديد ذلك من خلال الشرائح التصاعدية للإستهلاك في عصر الحواسيب والجمرة الخبيثة، وعندها فليدفعوا ثمن بذخهم! - من الضحك على الذقون أن يحدثنا المسئولون في الدولة عن الانجازات الاقتصادية والزراعية والتنموية وعن نسبة النمو المرتفعة دون تحديد الفئة التي تستفيد من هذا النمو يذهب إلى جيوبها.إن الشعب لا يعترف بأي إنجازات غير تلك التى تغير شظف عيشه إلى رفاه، فالمواطن لم يعد ينطلي عليه بهرج وإبهار البيانات الاعلامية والانجازات الورقية ،إنه يريد أن يلمس حقائق وواقع يغير حاله البائس الكئيب المحبط ويلمس هذا التغيير في عيشه ومعاشه!!. وهذه دعوة لدهاقنة الإقتصاد وخبرائه ليفتونا في بلوانا فربما كنا نجهل كثيراً من أحوالنا الإقتصادية وربما إلتبست علينا كثير من الأمور نتيجة هذه القرارات!! الحاشية: - الشعب السوداني لن يرضى عن الرئيس البشير إلا إذا إتخذ إجراءآت حاسمة وحازمة يضرب فيها رؤوس الفساد المتاجرون بقوت الشعب والذين تشير إليهم أصابع الإتهام بوضوح.. فقراء الأمس أثرى أثرياء اليوم وقد كان حالهم معروف للجميع فلا بد من إعمال قانون من أين لك هذا وتطهير المجتمع منهم !!. - الشعب لن يرضى عن البشير إلا إذا ضرب المتربحون والمتكسبون من رموز هذه المعارضة المتكلسة الذين يعربون البضائع لدولة الجنوب و أن يوقف ترضيتهم بالمناصب والتوزير المكلف الذي يدفع ثمنه المواطن الغريب والعجيب أنهم صمتوا بعد أن كانوا يعارضون بإسم الشعب، صمتوا طالما أن مخصصاتهم يدفعها هذا الشعب من اللحم الحي!! . إن ما يصرف على الترضيات والمحاصصات لهذا البعض من رموز بعض الأحزاب البالية التي تجاوزها الزمن، أولى به هذا الشعب الذي نُحمِّله ما تنوء بحمله الجبال.!! - الشعب سيرضى عن البشير ويخرج مؤيداً له بعفوية مثل يوم جمعة النصر واستعادة هجليج، حينما ينتصر البشير لهذا الشعب وتأمين لقمة العيش الكريمة له، والتي ماعاد بمقدوره توفيرها إلا بشق الأنفس، وبعد أن فرض المستغلون والسماسرة والوسطاء والجباة ما لا قبل له به من مكوث وأتاوات على أصل السعر!!.. المواطن أصبح ضحيةً ونهباً لهؤلاء المستغلون بعد أن تنازلت الدولة عن مسئوليتها في رقابة الأسواق وضبط أسعار قوت الشعب!!.. لقد لخصت للأخ الرئيس ما يرضي الشعب وهذا ما ينتظره الشعب من الرئيس في أقرب وقت!! - أخي الرئيس أرجوك إستمع لمن يصدقك القول والنصح دون من أو أذي ولا ينتظر أجراً ولا منصباً.. أرجوك استمع فقط لصوت شعبك فأنت تستمد قوتك من عند الله ثم منه عندما تحقق له العدل ، تنتصر بالعدل لأبناء شعبك وارجوك انتصر لهم من السُّراق والفسدة الذين استشرى فسادهم في البر والبحر فأزكم الأنوف!! ، أرجوك لا تستمع لتلك الفئة من السائمة التي استباحت فضاء عيش هذا الشعب فنهبت وأفسدت واستحلت قوت الغلابة الغبش فتحصد أنت سوء ما يفعلون ، فمن الله ثم غيرك ينتصر لهذا الشعب؟!.. - مناشدتي هي مناشدة كل عقلاء الوطن من الأنام وليس من السائمة الأنعام بائعو الأوهام. لقد سبق أن كتبت في هذه المساحة وفي هذا العمود قبل أن تبدأ الإحتجاجات محذراً وقد أوضحت أن هناك نظرية في علم الإجتماع السياسي تقول: (أن الإحباط يولد اليأس، واليأس يولد العنف)، ولكن يبدو أن هناك من أمة إقرأ التي لا تقرأ، أو تضرب طوقاً على ما يكتب فيصلك فقط ما يقابل هواهم وأغراضهم ويحجب عنك ما يضر بمصالحهم وهم يفسدون, فما عساي أن أفعل أكثر من هذا؟!! فقد كتبت حتى ملَ القلم والورق وحتى اتهمني البعض بالخبل والهطل والهبل والعبل.. والله المستعان على ما يقولون، والله المستعان على من للنصح لا يستمعون ونحن محبون لهم!! قرآن ودعاء: - اللهم ارزقنا حُبك، وحب من ينفعنا حُبَهُ ، اللهم ما رزقتنا مما نحب فأجعله قوةً لنا فيما تحب، اللهم ما زويتَ عنّا مما نحب فأجعله فراغاً لنا فيما تُحب. خير الختام آيات محكمات من كتاب الله الكريم :(وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى َالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) اقعدوا عافية... . (عضو رابطة الإعلاميين بالرياض)