يفند البعض الانتقادات الحادة التي وجهت ضد سوتشي حيال سكوتها الشبيه بالموافقة والإقرار حول قضية الروهنجيا، فيقول إنها اضطرت لسلوك هذا المنطق من باب الحفاظ على عملها الذي كلفها الكثير من التضحيات، أن يذهب أدراج الرياح بسبب تصريح بسيط لصالح الروهنجيا. فهي على اطلاع واسع ودراية تامة لما يجري في بورما من كراهية متجذرة ضدهم من قبل الأغلبية. وهي على علم بالتهم التي أُلصقت بالحكومات السابقة التي اعترفت بأصالة ومواطنة الروهنجيا وتمثيلهم في البرلمان والوزارات وبث برامج إذاعية بلغتهم. اُتهِمت تلك الحكومات السابقة بالارتشاء والفساد وأنها التهمت مبالغ باهظة من الروهنجيا لمنحهم كل تلك الحقوق السياسية والمكانة في البلاد رغم كونهم -على حد تعبيرهم- متسللين غير شرعين من باكستان الشرقية!! فمن باب أن تسلم سوتشي من اتهامات الأغلبية بمثل هذه التهم الخطيرة التي قد تودي بحياة الديمقراطية الوليدة في البلاد -وحياتها هي أيضاً-، آثرت السيدة سوتشي أن تسلك سياسة تضمن لها الظهور في صورة مناضلة وطنية صادقة و (شفافة) أمام الشعب البورمي الذي لا يمكن وبأي حال من الأحوال أن يتنازل عن مباديء التخلف والرجعية التي آمن بها منذ الأزل. فكأن لسان حالهم ومقالهم يقول لتذهب الديمقراطية وليذهب السلام إلى الجحيم!! فالتعايش مع الروهنجيا وقبولهم ضمن النسيج السكاني في ميانمار -في نظرهم- وصمة عار لا يكمن أن يكون أخف من العيش في الجحيم!! ولكن لو رجعنا عدة سنوات إلى الوراء، وفتشنا في أرشيف تصريحات سوتشي لوجدناها تقول إنني لا يمكن أن أقبل بشيء رفضه والدي -تقصد قبول الروهنجيا ضمن النسيج السكاني الأصيل! يا ترى هل الديمقراطية ستشهد مرحلة جديدة في العالم بعد التعديلات التي سيدخلها البورميون تحت إشراف السيدة اون سان سوتشي؟! أم أنها ستولد حرباً أهلية لتقاوم التغيير والتعديل؟! الخياران أحلاهما مرٌّ. ولكن أرجو أن يرجع البورميون إلى إنسانيتهم ورشدهم قبل فوات الأوان. لأن فتيل الحرب لو اشتعل لا يمكن إطفاؤه حتى يحصل ما لا يحمد عقباه! والتطرف يولد أضعافا من التطرف، كردة فعل معاكسة في الاتجاه و(ومضاعفة) في المقدار! ولعل بعوضة ستدمي مقلة أسد مغرور إن بات يحقرها طول الزمان! Shafi [[email protected]]