أوضحت الأزمة التي يعيشها الهلال حاليا بعد قرار مجلس إدارة النادي بتجميد نشاط قائد الفريق هيثم مصطفي والتحقيق معه الكيفية التي يدار بها الشان الرياضي عندنا ، وحجم مساحة الوصاية التي يتحرك فيها الكثيرون ، وحجم تناقض المواقف ، وغياب المبدئية ، والإعتماد علي إرهاب المخالفين في الرأي بكلمات فجة وضعية وإستخدام كم هائل من البذاءات والإساءات ، والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور ، بالدرجة التي تخيلت معها أنني أعيش في عالم من الهوس الخايب ، يحمل فيه البعض صكوك الغفران والإدانة ، يمنحونها لهذا ويمنعوها عن ذاك ، يحددون من يكتب ؟ وكيف يكتب؟ ويختارون التوقيت ، ويحددون كيف أن العاطفة البليدة هي التي تحكم حركة الإداري والإدارة وأن القرارات يجب أن تكون رهنا لها .. المضحك المبكي في هذا الموضوع أنهم يعطون أنفسهم حق قول أي شيء وكل شيء في هذه الأزمة ويستخفون بالآخر .. رغم أن معظم من يتبنون الرأي المساند و يقودون حملة ( مين بحب هيثم أكتر) ، هم الابعد عن مبدئية المواقف، وآخر من يتحدث عن اخلاقيات وقيم وتاريخ ووفاء وجحود ونكران ورد جميل ، وكل الكلمات التي تعطي اللاعب قدسية تجعله فوق الحساب والعقاب ، ويجتهدون من خلالها علي تمرير أجندتهم الرخيصة ، ومراراتهم الشخصية . يمكن الإنتقال بسهولة لمربع البذاءات والشتائم ، وشخصنة الأزمة وتحويلها إلي معركة لا يعلم نهايتها أحد ، فتحقير المواقف ، وتسفيه الآراء ليس فنا عبقريا من فنون الكتابة ، وتحويل القلم إلي (سوط) لجلد المخالفين في الرأي والمواقف لايعتبر شجاعة ، بل هو أحط أنواع الكتابة ، ويعبر عن نفسية خربة ، عاجزة ، فاشلة ، تجتهد لتغطية أمراضها بهذا الاسلوب .. من امراض الوسط الرياضي المزمنة، ولن اقول أن الأزمة الحالية أفرزتها لأنها مستوطنة، توهم البعض أنهم (النادي والكيان) وفي هذه الأزمة هم (الهلال)، وهؤلاء وغيرهم افرزهم الواقع الرياضي الهش الذي نعيشه، بسبب تفكك المنظومة، بالدرجة التي أصبح معها البعض ناطقا رسميا بإسم النادي ، هو الجمهور يتحدث بإسمه يحدد مزاجه ، ماذا يفرحه ؟ وماالذي يغضبه؟ كل الجمهور بهذه البساطة وهذا الإطلاق مزاجه واحد ، رغباته وإنفعالاته واحده ، كله يتم إختزاله في قلم أو مائة قلم ، يصورون لنا أن الإطلاق له وجود بيننا وأن النسبية مكانها الجامعات ، علم يحشون به رؤوس الطلاب، لا مكان له من الإعراب علي ارض الواقع . ومابين النسبية والمطلق ، لم يتكرموا علينا ليخبرونا من أين يستمد جمهور غاضب (كثيره وقليله) شرعيته، ليقرر هل يعاقب هيثم أم لا؟ من أين؟ لم يحددوا لنا وسط حالة الإنبهال العاطفي العبيط من يحاسب المجلس لو قرر شطب هيثم مصطفي؟ وماهي الكارثة التي ستحدث في حال تم شطب اللاعب حتي لو كان الإستهداف حاضرا؟ ومع ذلك لن ألومهم ، أتدرون لماذا؟ لأن الإدارات (حاكمة ومعارضة) هي التي تصنعهم . hassan faroog [[email protected]]