السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى الأخوة في قيادة تجمع كردفان للتنمية كاد وجماهير الإقليم
نشر في سودانيل يوم 31 - 08 - 2012

يا أخوتي الأعزاء، السلام عليكم، ولكم التحية، وأنتم كلكم عزم وإصرار لتقديم إجابات لأسئلة طالما طرحها واقعنا الوطني، على إمتداد الوطن،لاسيما في الإقليم، خلال مرحلة ما بعد الإستقلال الوطني التي فشلت القوى السياسية في حلها، وقد ظلت هذه القضايا تتكاثر وتتفاقم بالتوازي مع حالة العجز والفشل وإزدياد وتيرة الحرب في الجنوب التي لم تنتهي بإنفصاله، العام الماضي 2011 . حيث ألقت بمضاعفاتها الخطيرة على حياة الناس، لاسيما سكان الأقاليم التي تأثرت بهذه الحرب.الأمر الذي أدى الى ظهور حركات في أغلب أقاليم السودان- بعد أن شعر سكان تلك الأقاليم بفداحة الظلم والتهميش، حيث لا أحد يكترث لمعاناتهم، وبأنه لا مفر للخروج من عزلتهم وتهميشهم وظلمهم، سوى الدخول في دوامة الفوضى والعنف، تاكيداً للفلسفة التي تقول: عندما يكون النظام ظالماً، فإن الفوضى هي" بداية العدل" لذلك إنطلقت الثورة في كردفان وفي منطقة جبال النوبة بالتحديد، بقيادة الشهيد يوسف كوه، وقبله الزعيم الراحل فليب عباس غبوش الذي قاد نضالاً جماهيرياً سلمياً، وبعده حركة شهامة بقيادة الشهيد موسى علي حمدين، وفي الشرق كان تنظيم البجة المسلح، والأسود الحرة، وفي دارفور، كان التحالف الفيدرالي، ثم تحرير السودان، وكذلك العدل والمساواة، والشمال الأقصى كان تجمع كوش- هذا بجانب القوى السياسية التي طرحت مشاريع وطنية لمعالجة الأزمة الوطنية، كلها قوى وطنية، طالبت بتحقيق العدالة والمساواة والتنمية والديمقراطية إنتصاراً للمشروع الوطني للثورة والتغيير الديمقراطي، وبين تلك الحركات، ظهور " حركة تاريخية في كردفان بأسم تجمع كردفان للتنمية "كاد " بين صفوف شعبنا، كونها جواباً منطقياً لنضوج الوعي الوطني من جهة ومواكبة حركة التاريخ
ولم يكن ظهور حركة كاد في ساحتي الإقليم والوطن الكبير بين الجماهير وسط الطلاب والمثقفين والعسكريين إلا تعبيراً صادقاً لهذه الحتمية وإنتقالها الى صيغة الأفكار الثورية المعّبرة عن روح الأمة السودانية الرافضة للأوضاع غير المقبولة، ممثلة في حالة عدم الإسقرار السياسي، والتراجع الإقتصادي والإنهيار الاجتماعي، عليه فأن سر قوة حركة كاد كان ولا يزال هو في : آلية النضال ذات النفس الطويل، والنظرة التكاملية الواقعية للأحداث، كمرتكزات أساسية لإعادة بناء الوطن عبر الطرح المنهجي لمسألة العلاقة العضوية التي تربط بين الإقليم والوطن الكبير بالتوعية والنضال الجماهيري السلمي لتجاوز الطروحات التقليدية المحافظة ( الطوباوية - الأصلاحية - اللاهوتية ) والمتوارثة لحل الاشكاليات والتعامل الذكي والمرن مع معطيات المرحلة التي أفرزتها الأوضاع الآنية المصطنعة المفروضة على الوطن والشعب، وصولاً لمرحلة البديل الديمقراطي لبناء دولة الدستور والقانون والمؤسسات التي تتأسس على علاقات الإقناع والتفاعل بين الحاكم والمحكومين، التي تنهض بمهمة تغيير الأوضاع السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية والأخلاقية للفرد وصولاً للمجتمع الذي يتحقق فيه المعنى المصيري للنضال على أساس مبدئي ووجودي . وهكذا فإن ظهور حركة كاد بين أبناء شعبنا وأمتنا في 2006 له أهمية تاريخية ذات أبعاد إستراتيجية ، لأنه لم يكن إضافة كمية لمجموعة الحركات والتنظيمات التي عرفها الإقليم من قبل، التي إنطلقت واقع الظلم الذي يعيشه إنسان الإقليم، لكنها طرحت أطروحات ضيقة لم تستوعب قضايا الإقليم ككل، وهذا ما فطنت له حركة كاد منذ البداية إذ خاطبت كل قضايا الإقليم كمدخل صحيح لمعالجة الأزمة الوطنية التي إستفلحت مما شكل نقلة نوعية في عقلية ونفسية إنسان الإقليم إذ تبلور ذلك في :
اولاً : بناء القاعدة المرجعية السياسية والفكرية لنضالات إنسان الإقليم التي عبرت عن توقه للمشاركة العادلة في السلطة والثروة وتحقيق الذات في إطار الوطن الكبير وقد لخصته الوثيقة التاريخية التي حوت مظالم أهل كردفان .
ثانياً : إنهاء الإقطاعية والعشائرية والمذهبية المنغلقة والمتناحرة فيما بينها في ثقافتنا اليومية، التي قيدت وشلت حركة إنسان الإقليم وعرقلت تطوره الطبيعي.
ثالثاً : عمقت حركة كاد ثقة شعب الإقليم بنفسه وبمستقبله وإعتماده على قواه وقدراته الذاتية . ومن هنا يتضح بأن حركة تجمع كردفان للتنمية المعروفة إختصارا ب( كاد) برغم الظروف التي أحاطت بظهورها والعبث والفوضى اللذان تجليا في سلوك وممارسات بعض الأشخاص، في زمن الغفلة والعفوية، الذين حسبوا على قيادة كاد، لكن مسيرة الحياة وضرورات النضال أثبتت إنهم كشأن كل الإنتهازيين، فهم طارئون في حياة الشعوب.. لذلك صمد التجمع وتجاوز كل الصعوبات، وفي جعبته الكثير من زاد الصبر والعزيمة والإصرار، لمواجهة تحديات طريق النضال حتى يملأ الفراغ الذي طالما ما ظل شاغراً في حياة شعب الإقليم من خلال برنامج الإعتماد على الذات الذي يسبقه تنوير وتثقيف الذات بمبدأ إن من آراد قيادة شعبه ووطنه الى بر الأمان فعليه ألا ينشد أو أن ينتظر مساعدة خارجه عن نفسه، أو عن ذات شعبه لأن حركة كاد منذ أن إنبثقت لم تجد مساعدة من أية جهة سواء من تنظيمات سودانية او غير سودانية رغم سعينا للحصول على الدعم، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل تجاوزه، وهذه حقيقة يعلمها رفاق الدرب، فقد سعت أكثر من جهة للتآمر والتشويه والتسفيه. لكن كل هذا لم يفتت من عضد التجمع، لأنه بعد التجربة والممارسة التي عمرها ستة سنوات وصلنا إلى قناعة بأن التجمع لا يمكنه البقاء وممارسة دوره في إطار الإقليم والوطن الكبير، خارج قاعدة الإعتماد على الذات، لكل هذه الأسباب، علينا منذ اليوم أن نثق في أنفسنا وفي شعبنا، لأن الوعي بهذه القناعة هو سر النجاح، ومفتاح أبواب المستقبل. لأننا بذلك نكون مالكين لقرارنا السياسي الذي من شأنه أن يضعف فرص تدخل الآخر، سواء كان حزباً سياسياً أو دولة اجنبية في الشؤون الداخلية لحركتنا أو شعبنا في الإقليم ووطنا الكبير السودان .
لذا فإن الثقة العالية بالنفس كما ذكرنا هي مفتاح قوة حركة كاد وقاعدتها الأساسية التي إرتكزت عليها للوثبة الكبرى التي تمثلت بطريقة إدارة الصراع بين الصحيح والخطأ، بين الخير والشر، بين الوجود والعدم، بين الحق والباطل، بين مطالب أهلنا في الإقليم وضرورات بناء الوطن الكبير.
إن قاعدة الإعتماد على الذات لا نريدها أن تكون قناعة تملأ صدور قيادة كاد فحسب، وإنما نريدها ان تملأ صدور أهلنا في المدن والقرى والأرياف ، والفرقان والحلال ومسارات الترحال، تملأ عقول العباقرة والرعاة، والعمال والموظفين رؤية فلسفية للإطلالة على المستقبل، وبرنامج عمل تلخصه مقولة (يد على يد تجدع بعيد) وفلسفة العقل الجماعي، وصولاً لمرحلة النضج السياسي والثقافي والتنظيمي، الذي من شأنه أن يمكننا من إستعادة دورنا الذي سرقه الانتهازيون والمتاجرين بقضايا الشعب والوطن.
اولاً : العمل على تلبية تطلعات أهلنا في الإقليم والإسهام في حلحلة مشاكل الإقليم من خلال تقديم قيادة حقيقية تاريخية ممثلة بحق لكل إنسان الإقليم، وعلى أن يكون هدفها وغايتها الكبرى تحقيق الإستقرار والتنمية والسلام بين مواطني الإقليم، من خلال النضال الجماهيري اليومي، والإنحياز الحقيقي لجانب الفقراء والكادحين والمظلومين، وإنتهاج الحوار العلمي لمعالجة المشكلات المزمنة والحديثة منها ومحاولة إستشراف المستقبل، لكي نضع أنفسنا وإنسان الإقليم في الطريق الصحيح الموصل للإستقرار السياسي والتنمية والتقدم الإقتصادي والإجتماعي والثقافي. نقول بالحوار، لأن الحوار هو أساس الحضارة الإنسانية، لذلك سنجعل من الحوار مع الذات والآخر هو مدخلنا لبناء وطن ناعم بالإستقرار السياسي والتنمية والسلام الاجتماعي والإزدهار العلمي والثقافي، تحريراً لعقل الإنسان وتفجير طاقاته والإرتقاء في مستوى التعامل معه، عبر الحوار الذي يضيف رؤية جديدة صحيحة عن الكون والإنسان والحياة، وعن التنمية وإستثمار قابليات الإنسان، سعياً لتحقيق طفرة نوعية في طريقة التفكير وتنمية المعارف وبناء القدرات البشرية وتوظيف ثروات الإقليم والوطن وما أكثرها، توظيفاً سليماً، بل السعي الجاد لإعمال العقل لخلق الثروات عن طريق إيجاد ثروات جديدة تخليقا وابتكاراً بتشجيع الإكتشافات العلمية وتبني الإختراعات الجديدة وتقدير المواهب النابهة وحفز القدرات الإنسانية المخبوءة والإرتقاء بالإمكانات الكبيرة المعطلة في الإقليم عن طريق العلوم والفنون والمهارات، وإقامة الندوات والمؤتمرات المتخصصة التي تناقش قضايا الإقليم الكثيرة، وعلى رأسها قضية العطش بإعتبارها مشكلة أساسية في الإقليم التي بدونها لا تتحقق تنمية ولا يستدام سلام. إذ عبرالحوار والتثاقف يمكننا ان نملك جماهيرنا في الإقليم المناعة الفكرية والسياسية اللازمة لمواجهة مخططات القوى الطامعة في خيراتنا وثرواتنا من خلال إستثمارها في إدامة تخلفنا وجهلنا وتأجيج صراعاتنا تحت رايات النفاق السياسي لذلك نقول أن حركة كاد ليست حركة إنتهازية تبحث عن المشاركة في السلطة بأي ثمن كما يتوهم البعض، أن حركة كاد كما قلنا تنتهح آلية نضالية ذات نفس طويل، لأننا واعون لحجم التحديات والصعوبات والعراقيل سواء من قبل النظام القائم أو القوى المستفيدة من بقاء إنسان الإقليم متخلفاً، لذلك تنهج حركة كاد منهجاً فلسفياً نقدياً يحررالمجتمع ويحرك العقول وينير البصائر ويعري الأوهام، ويولد الأفكار وينوع البدائل ويفتح أبواب الخيارات أمام الشعب.
ثانياً : لذلك وضعنا قضية الإقليم في مسارها الصحيح بتسليح شعبنا بثقافة الإعتماد على الذات وصولا الى مرحلة إنجاز ديمقراطي حقيقي يكفل مشاركة الجميع، ويجعل الترابط ، قائماً وحيا بين قضايا الأقليم والوطن الكبير، ما دام الهدف النهائي هو بناء السودان الوطن العملاق.
وحتى يتحقق ذلك سنجعل من الراية الخضراء، أو اللون الأخضر، شعاراً لنا، تعبيراً عن إصرارنا على تحقيق برنامج التنمية وصداقة البيئة التي أصبحت هما عالمياً. ولكي يتحقق ذلك علينا أن ننظرالى الوطن ككيان عضوي واحد مع الحرص على إجراء الموازنة وتحقيق العدالة بين كل مكوناته، مع التأكيد على فهم وظائف تطور التاريخ وإدراك معانيه، برفض مفهوم الصراع بين مكونات شعبنا في الإقليم والوطن الكبير على أسس( إثنية، دينية، طائفية، قبلية ) لأن هذه المكونات هي قوة التاريخ ومع الحاضر يؤلفان الهوية الوطنية السودانية التي يجب أن نعتز بها.
أخوتي، أرجو ألا يفهم من هذه المساهمة بأني اقرأ المستقبل، لكن قراءة الحاضر وتحليله تقول : إن نجاحنا مرهون : بوحدة خطابنا السياسي .
وإستقلال قرارنا بمزيد من الوعي، والمعرفة وتثقيف الذات، وتفعيل الخطاب الإعلامي الهادف في وسائل الإعلام الداخلية والخارجية
والسعي لبناء قدرة مالية تكون مصادرها الإلتزام بدفع الإشتراكات الشهرية، والقيام بحملة دعم وجمع تبرعات للتجمع يشرك فيها كل أبناء الإقليم، في داخل السودان وخارجه، دون إستثناء لأحد دعماً لاخوانكم في الداخل الذين تقدموا الصفوف بإعلانهم للتجمع في داخل السودان بلا خوف أو وجل من أحد، قائلين لقد ولى زمن إستخدام حركة كاد كواجهة سياسية لأحد الأحزاب، أو إستخدامها كمنظمة خيرية للمصالح الخاصة لبعض الإنتهازيين.
كاد حركة سياسية مستقلة، أسستها نخبة متعلمة ومثقفة من أبناء كردفان في عام 2006 في بلجيكا، والمؤسسين ما زالوا أحياء تتحرك عقولهم نحو رفاهية الإنسان، ويستميتون في الدفاع عن حريته وينتصرون لحقوقه، بعد عاشوا عقوداً من الظلم الإجتماعي الأمر الذي دفعهم لمغادرة وطنهم الام ضرورة وليس رغبة، هؤلاء الشباب عاشوا الظلم واكتووا بسياطه في وطنهم، وعاشوا في أوروبا وتمتعوا بالحرية والعدالة الإجتماعية، وأدركوا معنى ثقافة حقوق الإنسان، لذلك لن يكونوا مدخلاً لمضاعفة الظلم والمعاناة على وطنهم وشعبهم، بل سيكونون منارات للوعي والثقافة والفكر الحر، هؤلاء الشباب قادمون بلا خوف، يبشرون المقهورين بقرب النصر على القهر والظلم والتهميش، إنهم يحملون أفكاراً تزرع الأمل في العقول والنفوس، وتحي الحقول القاحلة، وتزيدها أزدهاراً وأخضراراً،عقولاً تهدم السجون والمعتقلات وتبني مكانها حدائقاً ودوراً للمكتبات، عقولاً تحرر البشر من ظلم البشر، عقول لا تنام وهناك بيت في الإقليم أو الوطن الكبير به أطفال ينامون على أمعاء خاوية، لذلك نقولها لمن آراد أن يفهم ويعي ما نقول، أن قيادة كاد لن تلهها الغنائم والمكاسب الضيقة المغمسة بدماء الأبرياء، وسرقة المال العام، حركة كاد تمارس النضال بأخلاق سامية، ومبادئي تعانق السماء، وهي قادمة وإن طال المشوار، لأنها ترفض الظلم والدكتاتورية، وتتصدى لمتجاوزي حقوق الإنسان ونواميس الحياة، حركة كاد لن تكون في صف الفساد والمفسدين والمرتشين، حركة كاد، حركة مناصرة لحقوق المرأة وحامية لها من عنف الرجل والمجتمع، حركة كاد لن تكون عاملاً لزيادة دموع الأطفال المشردين، إن لم تكن نصيراً يمسح دمعة كل طفل برئي فقد الإبتسامة في عصر اليورودولار والبزنس، الذي أصبح فيه العالم صفحة مفتوحة لمن آراد أن يتابع ويراقب الأحداث ولا مكان للأسرار الشريرة والأشرار، وحتى نوفر مقومات الثبات والمطاولة لأخوتكم ندعوا بصدق وإخلاص للعمل بجدية لإنشاء مشاريع إستثمار في الداخل والخارج توظف في معركتنا ضد الشمولية والظروف المرتبطة بها من حروب ومجاعات وتخلف وفقر ونزوح وعدم إستقرار في العقل والنفس. حتى تتمكن قيادة كاد في داخل السودان من العمل على نقل هذا النهج النظري الى الواقع العمل، بعد أن أعلن تجمع كردفان للتنمية عن وجوده في الداخل مواصلة لنضاله السلمي الجماهيري . وحتى يتحقق هذا يجب أن يسأل كل واحد منا نفسه ماذا قدم لكاد حتى الآن..؟ وأهلنا في السودان للتحرر من الظلم والفقر والبؤس..؟ ولا بأس أن يعطي كلا منا نفسه الوقت اللازم للتأمل والتساؤل مع ذاته. وحينما أقول أن نعطي أنفسنا وقتاً، ليس معنى هذا، أن ننتظر كما فعلت الأجيال السابقة، وكإنما التغيير الذي نطمح فيه، سيأتي إلينا يوماً ما، عملاً بالمقولة التي تقول: إن التطور هو سنة الحياة البشرية، إنها مقولة شائعة يلقيها الناس جزافاً، ويتداولونها بعفوية وكأنها من البداهات الواضحة، مع أن هذه المقولة تتعارض تعارضاً مع ما يؤكده التاريخ، وما يشهد به الواقع فأية مراجعة فاحصة للتاريخ الحضاري في الماضي، والتأمل العميق لأوضاع العالم في الحاضر، يتضح منهما أن هذه المقولة خاطئة تماماً، فالثبات هو سنة الحياة، أما التطور هو سنة الشعوب الحية، لذا علينا إن إردنا أن نكون في عداد الشعوب الحية، فذلك له ثمنه وضريبته، بأن نبذل جهوداً كبيرة لا تستثني أحدا من أبناء الإقليم، سواء كان في داخل السودان، أو في الخليج، أو أوروبا، أو أميركا، أو أستراليا، أو إفريقيا فمعركتنا ضد التخلف والفقر والشمولية وكل الأوضاع غير المقبولة، هي معركة تتطلب تزودنا بسلاح الفكر والعقل والمال والنضال، لذا علينا خوضها بكل صدق وجدية، كلا من موقعه لنخرج من دائرة الإنتظار والثرثرة والممحاكات الفارغة، التي لا تغني ولا تثمن من جوع، والدخول في دائرة الفعل والعطاء للنهوض بشعبنا وبلادنا.
رئيس تجمع كردفان للتنمية / الطيب الزين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.