يا جماهير شعبنا الأبي لكم التحية وأنتم كلكم عزم وإصرار لتقديم إجابات لأسئلةٍ طالما طرحها واقعنا الوطني، على امتداد الوطن، ولاسيما في الإقليم، خلال مرحلة ما بعد الاستقلال الوطني التي فشلت القوى السياسية التي وصلت للسلطة في حلها، وقد ظلت هذه القضايا تتكاثر وتتفاقم بالتوازي مع حالة العجز والفشل وحرب الجنوب التي أنجبت حروباً أخرى في بقية أقاليم السودان الأخرى، حتى وصلت الأوضاع طورا أصبحت حرب الكل ضد الكل،اسلوب التفاهم، بسبب مضاعفاتها الخطيرة على حياة الناس ، لاسيما سكان الأقاليم التي تأثرت بهذه الحرب. الأمر الذي أدى إلى ظهور حركات في كل أقاليم السودان-- في الجنوب،الحركة الشعبية، وجبال النوبة بقيادة المناضل يوسف كوة وقبله فليب عباس غبوش، وبعده حركة شهامة ، والشرق تنظيم البجة المسلح، والأسود الحرة، ودارفور تحرير السودان وخشوم بيوتها الكثيرة، وكذلك العدل والمساواة، وعناوينها المختلفة،والشمال الأقصى الممثل في تجمع كوش-- مطالبة بتحقيق العدل والمساواة، وبين تلك الحركات، ظهور \" حركة تاريخية في كردفان باسم كاد \" بين صفوف شعبنا ، كونها جواباً منطقياً لنضوج الوعي الوطني من جهة ومواكبة حركة التاريخ من جهة أخرى . ولم يكن ظهور حركة كاد في ساحتي الإقليم والوطن الكبير بين الجماهير من الطلبة والمثقفين والعسكريين إلا تعبيراً صادقاً لهذه الحتمية وانتقالها إلى صيغة الأفكار الثورية المعّبرة عن روح الأمة السودانية ، عليه فأن سر قوة حركة كاد كان ولا يزال هو في :موقفها إلى جانب القضايا العادلة لانسان الاقليم، ومن ابرزها موقفها الرافض لكل القرارات التي اُتخذت في حق مواطني الاقليم ومن ذلك إذابة ولاية غرب كردفان، و التفريط في ابيي وحقوق اهلنا المسيرية الثابتة في هذه المنطقة، وكذلك حالة الاستقطاب السياسي التي اضرت بالنسيج الاجتماعي في جنوب كردفان. كما أكد دعمنا الكامل لمطالب اهلنا في دارفور العادلة في مشاركة حقيقية تضمن حقوقهم السياسية والاقتصادية. بهذه النظرة التكاملية والواقعية للأحداث واعتبارهما من المرتكزات الأساسية لإعادة بناء الوطن بالطرح المنهجي لمسألة العلاقة العضوية التي تربط بين الإقليم والوطن الكبير بالنضال . وتجاوز الأطروحات التقليدية المحافظة ( الطوباوية - الإصلاحية - اللاهوتية ) والمتوارثة لحل الإشكاليات أو المعطيات التي تفرزها الأوضاع الآنية والمصطنعة المفروضة على الوطن والشعب، وإيجاد البديل الثوري العادل، الذي ينهض بمهمة تغيير الحالة الاجتماعية والسياسية والثقافية والأخلاقية للفرد وصولاً للمجتمع الذي يتحقق فيه المعنى المصيري للنضال على أساس مبدئي ووجودي . وهكذا فإن ظهور حركة كاد بين أبناء شعبنا وأمتنا في عام 2006 له أهمية تاريخية ذات أبعاد إستراتيجية ، لأنه لم يكن إضافة كمية لمجموعة الحركات والتنظيمات التي عرفها الإقليم من قبل و التي كانت تنطلق من أرضية واقع الظلم الذي يعيشه إنسان الإقليم، لكنها تطرح اطروحات ضيقة لا تستوعب قضايا الإقليم ككل، وهذا ما فطنت له حركة كاد منذ البداية إذ خاطبت كل قضايا الإقليم كمدخل صحيح لمعالجة الأزمة الوطنية التي استفلحت مما شكل نقلة نوعية في عقلية ونفسية إنسان الإقليم إذ تبلور ذلك في :- أولا : بناء القاعدة المرجعية السياسية والفكرية لنضالات إنسان الإقليم التي عبرت عن توقه للمشاركة العادلة في السلطة والثروة وتحقيق الذات في إطار الوطن الكبير . ثانياً : إنهاء الإقطاعية والعشائرية والمذهبية المنغلقة والمتناحرة فيما بينها في ثقافتنا اليومية، التي قيدت وشلت حركة إنسان الإقليم وعرقلت تطوره الطبيعي . ثالثاً : ثقة شعب الإقليم بنفسه وبمستقبله واعتماده على قواه وقدراته الذاتية . ومن هنا يتضح بأن حركة تجمع كردفان للتنمية المعروفة اختصارا ب( كاد) برغم الظروف التي أحاطت بظهورها والعبث والفوضى اللذان تجليا في سلوك وممارسات بعض الأشخاص، في زمن الغفلة والعفوية، الذين حُسبوا على قيادة كاد، لكن مسيرة الحياة وضرورات النضال أثبتت أنهم كشأن كل الانتهازيين، فهم طارئون في حياة الشعوب.. لذلك صمد التجمع وتجاوز كل تلك الصعوبات، وفي جعبته الكثير من زاد الصبر والعزيمة والإصرار لمواجهة تحديات طريق النضال حتى يملأ الفراغ الذي طالما ما ظل شاغراً في حياة شعب الإقليم من خلال برنامج الاعتماد على الذات الذي يسبقه تنوير وتثقيف الذات بمبدأ إن من أراد قيادة شعبه ووطنه إلى بر الأمان فعليه ألا ينشد أو أن ينتظر مساعدة خارجه عن نفسه، أو عن ذات شعبه لأن حركة كاد منذ أن انبثقت لم تجد مساعدة من أية جهة سواء من تنظيمات سودانية أو غير سودانية رغم سعينا للحصول على الدعم من رفقاء درب النضال، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل تجاوزه فقد سعت أكثر من جهة للتآمر والتشويه والتسفيه. لكن كل هذا لم يفتت من عضد التجمع،لأنه بعد التجربة والممارسة التي عمرها ثلاثة سنوات وصلنا إلى قناعة بأن التجمع لا يمكنه البقاء وممارسة دوره في إطار الإقليم والوطن الكبير، خارج قاعدة الاعتماد على الذات، لكل هذه الأسباب، علينا منذ اليوم أن نثق في أنفسنا وفي شعبنا، لان الوعي بهذه القناعة هو سر النجاح، ومفتاح أبواب المستقبل. لأننا بذلك نكون مالكين لقرارنا السياسي الذي من شأنه أن يضعف فرص تدخل الآخر، سواء كان حزباً سياسياً أو دولة أجنبية في الشؤون الداخلية لحركتنا أو شعبنا في الإقليم . لذا فإن الثقة العالية بالنفس كما ذكرنا هي مفتاح قوة حركة كاد وقاعدتها الأساسية التي ارتكزت عليها للوثبة الكبرى التي تمثلت بطريقة إدارة الصراع بين الصحيح والخطأ بين الخير والشر بين الوجود والعدم بين الحق والباطل، بين مطالب أهلنا في الإقليم وضرورات بناء الوطن الكبير. إن قاعدة الاعتماد على الذات لا نريدها أن تكون قناعة تملأ صدور قيادة كاد فحسب وإنما نريدها أن تملأ صدور أهلنا في المدن والقرى والأرياف ، والفرقان والحلال ومسارات الترحال، وقاعدة برنامج عمل تلخصها مقولة (يد على يد تجدع بعيد) وصولاً إلى مرحلة النضج السياسي والثقافي والتنظيمي، الذي من شأنه أن يمكننا من استعادة دورنا الذي سرقه الانتهازيون والمتاجرين بقضايا الشعب والوطن . أولا : العمل على تلبية تطلعات أهلنا في الإقليم والإسهام في حلحلة مشاكل الإقليم من خلال تقديم قيادة حقيقية تاريخية ممثلة بحق لكل إنسان الإقليم، وعلى أن يكون هدفها وغايتها الكبرى هي تحقيق الاستقرار والسلام بين مواطني الإقليم، من خلال الحوار العلمي لمعالجة المشكلات المزمنة والحديثة منها ومحاولة استشراف المستقبل،لكي نضع أنفسنا وإنسان الإقليم في الطريق الصحيح الموصل للاستقرار والتنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي . نقول بالحوار، لأن الحوار هو أساس الحضارة الإنسانية، لذلك سنجعل من الحوار مع الذات والآخر هو مدخلنا لبناء وطن ناعم بالاستقرار والسلام. وعبر الحوار والتثقيف يمكننا أن نملك جماهيرنا في الإقليم المناعة الفكرية والسياسية لمواجهة مخططات القوى الطامعة في خيراتنا وثرواتنا من خلال استثمارها في إدامة تخلفنا وجهلنا وصراعاتنا . ثانياً : وضع قضية الإقليم في مسارها الصحيح بعد تسليح شعبنا بثقافة الاعتماد على الذات وصولا إلى مرحلة \" الكفاح المسلح \" وجعل الترابط ، قائماً وحيا بين قضايا الأقاليم والمركز، ما دام الهدف النهائي هو بناء السودان الوطن العملاق . وحتى يتحقق ذلك علينا أن نجعل من الراية الخضراء، أو اللون الأخضر، تعبيرا عن إصرارنا على تحقيق برنامج التنمية وصداقتنا للبيئة التي أصبحت هماً عالمياً. ولكي يتحقق ذلك علينا أن ننظر إلى الوطن ككيان عضوي واحد مع الحرص على إجراء الموازنة وتحقيق العدالة بين كل مكوناته، مع التأكيد على فهم وظائف تطور التاريخ وأدراك معانيه . رفض مفهوم الصراع بين مكونات شعبنا في الإقليم والوطن الكبير على أسس ( اثنيه، دينية، طائفية، قبلية ) لأن هذه المكونات هي قوة التاريخ ومع الحاضر يؤلفان الهوية الوطنية السودانية التي يجب أن نعتز بها . و إلى الأمام حتى النصر الطيب الزين حمدان رئيس تجمع كردفان للتنمية - كاد