بسم الله الرحمن الرحيم تمر هذه الأيام الذكري الثالثة لرحيل الطاهر عثمان محجوب ذاك الرحيل المر الذي ادمع عيوننا واحزن قلوبنا ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لله وإنا إلية راجعون , والموت حق وكأس كلنا شاربيه ولكن رحيل الطاهر ظل جرحاً غائراً يتجدد نزفه مع تجدد ذكراه العطرة ومواقفه المشرفة وحبه للجميع وفقدان الأخ الطاهر لم يصيبنا بالوجع نحن أقربائه ومعارفه وزملائه فقط ولكنه امتد ليشمل حتي ألاماكن فالشوارع من بعدك لم تعد هي الشوارع والدروشاب لم تعد هي الدروشاب فقد فارقت خطانا الإلفة وتاهت عنا ملامح كل البيوت وأظلمت كل الدروب الكانت تشتهيك وتحلف بيك وتفرح بمشيك يا قمرها وعزها ودخريها الخزين في الزمن الصعب, وشارع بيتكم الجياب, شوف عيني ماسكو وجع شاهقو حنين وشاقو عذاب , والحزن يوماتي مشدود علي وتر الأنين ونهايتو سراب,والفرح شاري توب حدادو علي الأبواب, وحضورك حالف يمين يفرض ذاتو علي رحم الغياب. يا مفتاح الخير للمحتاجين وملجأ راحة للضيوف والزائرين وواحة في الصحراء للتائهين. هل حقاً رحل الطاهر ؟ هذه الحالة من التساؤل و الإنكار تتردد كثيراً في خبايا النفوس مغالطة للحقيقة ومعزية نفسها ببعض الأمل المستحيل ليتجدد سؤال الموت والحياة والجسد والروح والوجود المادي والمعنوي, وبعيدا عن ضجيج الأسئلة والحيرة يظل اثر الطاهر كرجل استثنائي في تعامله الطيب وحبه للخير للآخرين وفتحه لقلبه وداره للجميع وطريقته المريحة في استقبال الآخر وترحيبه به معلم أساسي وعلامة بارزة تشهد بان الطاهر كان باراً بأهله ومعارفه ومحققا لإنسانية الإنسان في اسمي معانيها. حبيبنا الطاهر كم نفتقدك في الليالي والأمسيات في الأعياد والمناسبات وكم نفتقد تشجيعك لنا في دروب العلم وحرصك علي مستقبلنا ودعمك المتواصل للجميع لينال الكل مبتغاه ويحقق آماله وتطلعاته. وكم افتقد مشوار المطار وأنت تسارع كعادتك في استقبال الوالدة العزيزة وهي آتية من الحج او مشوار شمبات وأنت تصر علي أن تسلك الدروب الصعبة حتي تصل الي البوابة الرئيسية لمجمع شمبات ولا تنسي وأنت تودعني ان تطلب مني إعادة الزيارة في اقرب فرصة وإياي والانقطاع, وكم نفتقدك وأنت في عز المرض ونحن كعادتنا مقصرين في حقك وأنت مهتم بهموم الناس وتسأل عن الجميع وأخبارهم وناسي ما أنت فيه كأن شفائك في بث الأمل والراحة وأمنيات التوفيق للجميع, كم يفتقدك الأطفال وأنت تلاعبهم وتحملهم بحنية بين ذراعيك وتعطيهم مزيد من الأمان, كم نشتاق لعشرة ونسة او لمة عشاء او شاي الضحي يجمعنا معك تحت الراكوبة اوظل اللالوبة , حتي وأنت بالك سارح بعيد مع موية الغنم قش الغنم او لحظة عشم في يوم جديد ,كم نشتاق لسماع تعالوا اتفضلوا او قومة الصباح شاي اللبن ركوب الحافلة بكل انشراح, كم تفتقدك وزارة الصحة والحسابات وأنت تؤدي الأمانة بتجرد وانضباط, كم نفتقد زيارتك للبلد لقضاء عيد الفطر مع والدتك رحمها الله وحتي بعد وفاتها مازال ذاك ديدنك وطبعك وطريقتك المحببة لقضاء عيد الفطر متفقدا الجميع وعارضا خدماتك ومقدما دعوتك وفاتحا بيتك لكل مريض او طالب علم او زائر, كم يفتقدك فطور عمنا عبد العزيز عبدالله يوم العيد وأنت تشكل واسطة العقد ورمانة الميزان التي تحافظ علي استقرار ومتعة الجميع في تلك المجالس كم يفتقدك حتي نادي المريخ كريمة وأنت تسأل عن أخباره وقد عطرت ميادين كرة القدم بعرقك أيام الشباب, نشتاق إليك كما تشتاق صغار الطيور الي أمهاتها والصحاري الي الغمام وكما تشتاق البلاد التي تموت من شدة البرد حيتانها (كما عبر ودصالح) الي الدفئ وتباشير الربيع. الطاهر عثمان أيها المحبوب فينا جئت بالخير للكثيرين وخففت الهم عن المهمومين فقد تشرفت بك عائلتك وبلدك ومدينتك بل حتي مقبرتك وقد شهد دفنك حشد غفير خفف الوحشة حتي علي ساكني القبور. يا ربنا نعلم انك إذا أحببت عبدا أخبرت ملائكتك وأمرتهم بحبه ثم جعلته محبوبا في الأرض فإننا نشهد ان عبدك الطاهر كان محبوبا حبا جما ومقبولا قبولا واسعا فنسألك يا ربنا ان تغفر له ما قدم وان تجعل قبره روضة من رياض الجنة وان تجعله مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وان تلزم زوجته الصابرة والانسانة الكريمة والمجاملة ريا عبدالله جبريل الصبر وحسن العزاء وتوفق أبنائه في كل دروب الحياة وإنا لله وإنا اليه راجعون. Mohamed Omer [[email protected]]