قبل اسبوعين من توشحت كامل إثيوبيا باللون الأسود الداكن حزنا على رئيس وزرائها ملس زيناوى الذى ودعه شعبة وشعوب القارة الافريقية قاطبة كواحد من إبطالها المناضلين الذين كان لهم رؤية واضحة فى تطور القارة السمراء وإسعاد شعوبها التى اصابها الرهاق بفعل الفقر والمرض . ملس زناوى بكاه شعبه بحرقة واسى لم تشهدها القارة قط على مدى تاريخها . لقد شهدت اثيوبيا عبر ازمانها المختلفة وفاة الكثير من قادتها ففى العام 1913 توفى منليك الاب الاكبر احد اباطرة اثيوبيا على الاطلاق و ظلت وفاته سرا حتى العام 1916 حين اعلن مسؤلون انه قضى فى نوبة صحية قبل سنوات وقد تم دفنه بكل هدوء ولم يعلم شعبه مكان دفنة حتى الان . بعدها كانت اثيوبيا على موعد فى العام 1975 عندما اتى منقستو هايلى ماريام الى السلطة عبر انقلاب ماركسي وتم اعتقال الإمبراطور هيلا سلاسي امبراطور عموم اثيوبيا وشعوبها الذى مات فى نفس العام ويقال انة تم دفنة داخل القصر الذى كان يقيم فيه . وقتها كان نظام الدرك الاثيوبي طاقيا فقد مرت ايضا المناسبة مرورا عاديا . اما هذه المره فقد كانت مختلفة تماما . رئيس الوزراء ملس زناوى جاء الى السلطة من بوبة النضال التى استولى فيها على السلطة عام 1991 من المجلس العسكري الشيوعي بقيادة منجيستو هايلى ماريام الذى هرب خارج البلاد . وأصبح ملس رئيسا للبلاد ثم بعدها رئيس لوزرائها فى انتخابات العام 1995 فقد كان شخصية سياسية بارزة في القارة الافريقية. بل واعتبر زعيما بكل مقايس الزعامة . كان ملس زناوى يدافع عن حقوق القارة الافريقية بصلابة وجلد كان متحدثا بارعا شديد المناعة له حجه فى المنابر الدولية والمحلية . كان ضمن مجموعة العشريين ومجموعة الثمانية ممثل لافريقيا فى تلك التجمعات . وقد اعتبر ملس الناطق بأسم القارة فى كل المحافل . اما على المستوى المحلى فقد ظل زناوى يسعى لتحقيق مشروعه الذى سماه النهضة الاثيوبية فى اطار رؤيته لما يجب ان تكون عليه بلاده والنهضة التى شهدتها اثيوبيا فى البنية التحتية هى اكبر شاهد على ذلك . برع زناوى فى تعامله مع الحكومات والمؤسسات الغربية لدرجة انه اصبح رقما لايمكن تجاوزه عندما يأتى امر اثيوبيا افريقيا عموما فى المحافل الدولية والعالمية وقد استخدم زناوى زكائه الفطرى واحتفظ بمسافة واحدة بينه وكل الاقطاب سواء كانت الشرق او الغرب بل انه خلق جسرا فية تبادل المنافع بينة والصين الشى الذى عاد الى اثيوبيا بالفائده القصوى . وكان هذا واضحا فى تحسن الاقتصاد الاثيوبي فى الفترة الاخيرة . . اما علاقته ب.واشنطن فقد كانت فيها شئ من الندية ولم يكن ملس زناوى دمية فى يد امريكا كما اشار اليكس بيرى بمقاله بتاريخ 21/ اغسطس بمجلة التايم ولم يكن غزوه للصومال فى العام 2006 للاطاحة بالحكومة الاسلامية هناك على سبيل المثال نزولا على زغبة امريكا كما زعم كاتب المقال بل كان ايمانا منه بأن استقرار القارة الافريقة لم يكتمل الا بطرد الارهاب وتكريس الدمقراطية التى انتهجها هو شخصيا سياسة سواء كان فى الحزب او الدولة اخرجت اثيوبيا من النفق المظلم الذى كانت فية قبل الثورة . وقد ظل الرجل يدعم الاتحاد الافريقى بكل قوه الى ان اصبح للقاره صوت جهور واذان تسمع فى التجمعات . ملس زناوى فقده كبير وواضح للقارة الافريقية واثيوبيا وسيستمر الفقد لسنوات عديده . الى ان يأتى من يخلفة فى الزعامة ستكون افريقيا فى فراق كبير . ////////////