بسم الله الرحمن الرحيم لقد ظللنا نحن في تضامن أهل دارفور عبر مكاتبنا بالداخل و الخارج نتابع وبقلق ما آلت إليه الأوضاع الامنية في دارفور، لاسيما في الشهريين الماضيين، و عليه فإننا ندين ونشجب وبأغلظ العبارات كل ما حدث في نيالا وكتم ومليط و بعض المناطق الأخرى، وندعو كل أطراف النزاع إلى تحكيم صوت العقل والجنوح إلى السلم، فقد ظلت هذه المناطق عنواناً للتعايش السلمي و الرباط الاجتماعي الفريد بين مجتمعات دارفور. ان نكوص و تردي الاحوال بهذا الشكل الخطير؛ إن دل انما يدل على ما ظللنا نشير إليه بإستمرار في بياناتنا وكتاباتنا السابقة و الذي يتمثل في : 1. فشل الحكومة السودانية الذريع في ايجاد حل شامل ومستدام لمشكلة دارفور، وعدم جدية المجتمع الدولي في التعاطي السليم مع المشكلة. 2. فشل السلطة الانتقالية في تنفيذ وثيقة الدوحة لأحل السلام بدارفور. 3. إخفاق ولاة ولايات دارفور في قيادتها إلى بر الامان،خاصة واليي شمال وجنوب دارفور، حتى اصبح مجرد وجودهم في القيادة يمثل في حد ذاته تهديداً للسلام الاجتماعي بدارفور، ومع ذلك يصر المركز على التمسك بهم رغم انف اهل دارفور. 4. تشظي الحركات المسلحة بدارفور و انحراف مسارهم عن الأهداف الواضحة لقضية دارفور و التي من أجلها رفعوا السلاح، ومن ذلك إنغماسهم في الصراع حول المصالح والمطامع الشخصية والاستئثار بالسلطة والثروة لأنفسهم بعيداً عن قضية أهل دارفور. بناء على ما سبق، و سعياً لإيجاد سلام عادل ومستدام بدارفور، وتحقيقياً للتنمية الشاملة المتوازنة ، فأننا نرى أن الحل الناجع و الرؤية الثاقبة والموضوعية في التعاطي مع مشكلة دارفور يستوجب مايلي: اولاً- يجب الاعتراف بفشل المساعي و الأتفاقيات السابقة لحل المشكل الدارفوري بدءاً بإتفاقية أبوجا وانتهاءاً وثيقة الدوحة ، هذه االوثيقة التي أبدينا رأينا فيها بكل وضوح يوم ان وقعتو و(الني) برجع للنار كما يقول المثل الدارفوري.. ثانياً- إن حل مشكلة يتطاب نوايا صادقة ومساعي جادة من الحكومة والتي يتمثل اهمها في: 1. حل السلطة الانتقالية و انتخاب سلطة تعبر عن ارادة اهل دارفور. 2. اعفاء ولاة دارفور الحاليين(إنك لا تجني من الشوك العنب؛ إذن اعطي القوس باريها)، وتعيين ولاة جدد من ثقاة وحكماء اهل دارفور بعيداً عن النظرة الحزبية الضيقة والقبلية المنتنة. 3. عقد المصالحات بين المجموعات المتناحرة وتقوية اواصر الرباط الاجتماعي وترسيخ دعائم التعايش السلمي بين مجتمعات دارفور. 4. بسط هيبة الدولة وتقنين حمل السلاح و إقتصاره على القوات النظامية فقط. 5. دعم الإدارة الأهلية بالمعينات اللازمة لإستعادة دورها الريادي في صنع وبناء وحفظ السلام بدارفور. ثالثاً- الوقف إطلاق النار بين الحكومة و الحركات المسلحة و الأطراف الأخرى المتنازعة. هذا هذا ما نراه بكل تجرد ونكران للذات، سائلين الله ان ينعم على اهل دارفور بالأمن والسلام والاستقرار و النماء. قال تعالي( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). صدق الله العظيم. دائرة الإعلام 9/9/2012م eltigani hamid [[email protected]]