قدمت الي إحدى مذيعات القنوات الاقتصادية العربية سؤالاً عن عدد (الثروة الحيوانية)Ýí السودان ولم أجد إجابة علمية دقيقة حتى أوصل المعلومة لهذه القناة وكنت قبلها بأيام أتناقش مع عدد من خبراء الماشية وخبراء أمن اقتصادي في السودان لهم باع كبير في حقل العمل في مجال الثروة الحيوانية وصناعة وتجارة اللحوم في السودان وناقشنا ما طرحته وسائل الإعلام مصرية وسعودية وليبية خلال ثلاثة أسابيع مضت حول اتفاق متبادل ما بين هذه الدول وما بين حكومة السودان أو تجار السودان لسد حاجة هذه الدول من اللحوم السودانية الحية أو المذبوحة خلال الفترة من شهر سبتمبر الجاري الى نهاية العام الجاري أي في الربع الأخير من العام الجاري، وكانت ثلاث قنوات فضائية نقلت في صدارة أخبارها في يوم واحد أن السودان تكفل هذا العام بتوفير خراف (الأضاحي) لكل من السعودية ومصر وليبيا وتوفير كميات من اللحوم في أسواق هذه البلاد، وجاءت تصريحات هذه القنوات بناء على تصريحات مختلفة من مسؤولي الثروة الحيوانية في السودان في القطاعين الخاص والعام وكان آخرها أن ذكر أحد منسوبي اتحاد الماشية في السودان بأنه تم الاتفاق بين أصحاب الماشية السودانية ووزارة الثروة الحيوانية ووزارة المالية وبنك السودان عن آلية يتم بها تصدير 1٫25 مليون رأس من (الخراف) فقط لاكتفاء السعودية وحدها من الخراف لعيد الأضحى القادم.. مليون وربع المليون (خروف) وكان بعض مسؤولي السوق المصرية العاملة في مجال (اللحوم) قد تحدث كثيراً عقب لقاءات السيد (كرتي) وزير الخارجية في مصر مع عدد من وزراء مصر وعلى رأسهم د. مرسي رئيس مصر (المنتخب) بأن اللحوم السودانية المرغوبة في مصر حية أو مذبوحة ستكون في الشهور القادمة بنصف السعر الحالي في مصر (الكيلو 35 جنيه مصري لحمة سودانية) وهذا هو السعر الحالي وعللت كل الجهات المصرية المعنية بالأمر أن الطريق البري الجديد الذي سيربط السودان بمصر الذي سيفتتح نهاية الشهر الجادي (سبتمبر 2012) سيكون مساهماً رئيسياً في تخفيض سعر اللحوم السودانية لسهولة الترحيل وأيضاً انخفاض سعر الشحن الذي يعتبر مرتفعاً بوسائل نقل أخرى مثل البواخر والطائرات.. كل المصادر العربية سعيدة جداً بما توفره السوق السودانية أو الحكومة السودانية من ثروة حيوانية لهذه الدول وسعيدة أيضاً بأنها ستكون في متناول الجميع وذلك لسعرها وجودتها وأيضاً لوفرتها بهذا الكرم (الحاتمي) من السودان حكومة وشعباً. كل هذه التقارير التي تؤكد سفر الثروة الحيوانية بطرق رسمية الى الخارج من أجل وفرة النقد الأجنبي ورفع رأس الجنيه السوداني تقع على عاتق المواطن (السوداني) الذي أصبح يعتبر اللحوم بكل أشكالها من الماشية السودانية نوعاً من البذخ لا يمكن شراؤه في ظل ارتفاع أسعار كل المواد الاستهلاكية في السودان وخرج المواطن السوداني من دائرة أكل خيرات بلاده وأصبح يعمل متفرجاً أو مربياً في تسمين كل المواشي السودانية من أجل تصديرها للخارج. كل هذه المؤشرات الخطيرة على المستهلك السوداني أولاً ذلك الثروة الحيوانية الهائلة في السودان تزيد من سوء تنمية الاقتصاد السوداني بصورة عامة بحكم أن الثروة الحيوانية أحد أعمدة السودان الاقتصادية وأحد أصولها الثابتة في استقراره الداخلي وأيضاً صموده الخارجي وبدأت الحكومة في تسهيل فتوى أن تكون أضاحي هذا العام بالأقساط. كمال الدين محمد علي [[email protected]]