ظل المواطن السوداني البسيط المستقل الذي لاينتمي لطائفة او حزب .. وهذا شأن السواد الاعظم من مواطنى السودان لاصوت لهم كأنما لاوجود لهم على ظهر البسيطة .. الحكومة بقيادة اخوتنا في المؤتمر الوطني وقعوا اتفاقية نيفاشا مع الحركة الشعبية في دولة كينيا .. ثم جاؤونا يلوحون بالاتفاقيه هذه واقاموا الدنيا طولا بعرض وفاض الافق ضجيجا وصخبا وصياحا بوحدة السودان (الوحدة الجاذبة) وسميت باتفاقية السلام الشامل .. ولم يسمع المواطن السوداني الا حشرجات مكتومة ببيت الضيافة تؤيد الاتفاقية وتباركها.. ولم يتسع وقتهم لقراءة مابين السطور ومآلاتها .. ولم يكن كذلك صوتهم مسموعا من الحكومة ومن المواطن السوداني .. الحكومة لاتسمع صوتهم لانها تدرك من هم .. والمواطن السوداني لم يسمعهم لانه لم يسمعهم وهم على سدة الحكم الا متشاكسين ومتعاكسين في اقتسام كيكة السلطة ولكنه يعرف ان صيامهم قد طال الى مايزيد على ال23 عاما طوال وكان آخر صيامهم فقط 16عام ويعلم المواطن السوداني ان الكثير من طواقم هذه الاحزاب الهرمة قد انشق عنها طلبا للمناصب ولكن لالون لهم ولاطعم .. انهم مجرد ديكور وحتى عندما تسمع اصواتهم تخالهم فانك لاتفهم مايقولون . وتتواصل حلقات المسلسل .. حيث تم توقيع اتفاقية اديس ابابا مؤخرا .. وخرج اخوتنا في المؤتمر الوطني يملأون الدنيا صخبا وضجيجا فرحا وطربا بعائدات رسوم عبور النفط ظنا منهم انه الشفاء للاقتصاد السوداني المصاب بالمرض الهولندي اللعين .. وهاهم يخطأون للمرة الثانية الحسابات بعد المرة في نيفاشا .. ولكن الخطأ هذه المرة مركب لسببين هامين .. الاول .. ان هذه الاتفاقية ينقصها الاتفاق على الحدود المرتبط ارتباطا عضويا مع الملف الامني .. لقد تركوه للايام تفعل به ماتشاء .. ولكنهم ااكدوا لنا هذه ان ثقتهم عظيمة جدا في قيادة دولة جنوب السودان وان الحركة الشعبية جادة هذه المرة في تنفيذ الاتفاقية .. ولا ادري لعلي المخطئ والحكومة على صواب .. ودع الايام تفعل ماتشاء .. اما السبب الثاني فقد بنت الحكومة آمالا على عائدات رسوم عبور النفط وترى فيه العلاج الناجع للاقتصاد السوداني المعلول بالمرض الهولندي .. وهاهي الحكومة تكرر نفس الخطأ الذي وقعت فيه سابقا حينما كانت الحكومة تملك كل حقول النفط وعائداتها ولم تصرفه على الزراعة والصناعة .. وواقع الامر ان رسوم عبور النفط بالكاد تكفي للصرف على جبش الدستوريين العرمرم الجاثم على صدر السودان ويكتم انفاسها وقد قطع وزير المالية الذي اعتبره رجل شجاع وواقعي بعدم نجاح البرنامج الثلاثي حيث واجه هذا البرنامج تحديا مميتا ي جانب التقشف الحكومي الذي تفاقم وبالامس القريب تم تعيين وزيري دولة !! وليس من امل الا الدستور الدائم ..الامل معقود على الدستور الدائم والذي يستوجب ان يعم السلام كل ارجاء السودان .. كما يستوجب بناءا على انعدام الثقة بين المواطن والنخب السياسية الراهنة ان يتم استفتاء المواطن السوداني على كل بند من بنود الدستور المستهدف وعدم الاكتفاء بالتمثيل الفوقي للاحزاب والنخب السياسية الكائنة لانها بعيدة عن المواطن وهمومه .. الا ان الحكومة والمواطن السوداني متفقين على ضعف الاحزاب المعارضة ونستشهد بما قاله د. نافع بما معناه ( اين هم) .. لذلك نناشد الحكومة والاحزاب المعارضة هذه الالتزام بالصمت والحكمة وان يتعاهدوا على سماع همس المواطن السوداني الذي قد لايستطيعون سماع صوته من فرط الضجيج والصخب الذي يصدرونه .. آن الاوان لسماع صوت المواطن البسيط قبل ان تخرج منه الروح .. ارجوكم .. بحق الله والوطن اتركوا الامر هذه المرة للمواطن .. ولكم بعدها ان تحكموا ماشئتم.. Yusri Manofali [[email protected]]