على غير المعتاد اختتمت فعاليات مؤتمر الحركة الاسلامية بولاية البحر الاحمر فى زمن لم يتجاوز ثلاث ساعات لم تتجاوز نتائج المؤتمر الاطار المتوقع وهو سيطرة انصار نائب رئيس المؤتمر الوطني المستقيل او من يطلق عليهم (الفلول) كشكل من اشكال الدعابه السياسية . بدأت المؤتمرات منذ أكثر من ثلاث اشهر ابتداءاً من مؤتمرات الاساس ثم المحليات و القطاعات الفئوية ثم مؤتمر الولاية الذى انعقد صباح الخميس بحضور والي الولاية محمد طاهر ايلا لأول مره منذ أن انتخب فى غيابه رئيساً للمؤتمر السابق قبل اربع سنين و استمر غيابه بعد تصعيده للمؤتمر القومى ثم تصعيده لمجلس الشورى الذى تابع عبره الغياب و أستمرت قطيعة الوالي لفعاليات و مناشط الحركة الاسلامية على مدى السنين الاربع السابقه لسببين كما يعتقد البعض اول الاسباب قناعته أن آلية الحركة الاسلامية لم تعد تتناسب مع الراهن السياسى و الاجتماعى و السبب الثانى هو وجود شخصية تقاربه فى القوة على رأس الحركة وهو الاستاذ صلاح محمد عثمان . استطاع ايلا بمعاونة اصدقائه بالمركز الضغط على (صلاح) و نقل صلاحياته لنائبه الطاهر الحسن الذى عرف بطاعته وميوله لنائب رئيس المؤتمر الوطنى السابق و بالتاكيد فإن طاعته امتدت للسيد ايلا رئيس الحزب . ولم يخيب الطاهر الحسن ظن الجميع فبعيد نقل الصلاحيات لشخصه سارع بأداء فروض الولاء و الطاعة ويعتبر بعض قدامى الاسلاميين (الحسن) وجهاً جديداً على الاسلاميين ولم يكن معروفاً بسبقه على الرغم من تواجده بالبحر الاحمر منذ سبعينيات القرن الماضى و المهم أن هيئة شورى مؤتمر الحركة الاسلامية جددت الثقة فى ذات الشخصية أميناً للحركة واكثر ما يؤله للموقع بظن قيادات اخوانيه هو سهولة ادارته وتوجيهه من قبل ايلا كما كان يفعل شريكه السابق . و بالتأكيد فإن المؤتمر الذى اتى ب(إيلا) فى الدورة السابقة وهو غائب فبالتأكيد أن يأتي به وهو حاضراً فى هذا المؤتمر وتؤكد المتابعات أن حضور ايلا لم يكن صدفة او لخلو برنامجه فى صباح يوم المؤتمر بل هنالك سبباً آخر كان خلف هذا الظهور هو الضغط المركزى الشديد الذى اصبح يخنق الرجل بين الفينة و الاخرى و الذى كان من آثاره تخليه عن رفيقه السابق وشريكة (البلدوزر) ، المهم أن حضور ايلا لمؤتمر الحركة يعد نقطه مفارقه بين عهد قديم محافظ وعهد انفتاحى جديد غلب عليه طابع العمل داخل الحزب و استخدمت فيه نفس الاليات فى التصعيد و الانتخاب حتى أن بعض قيادات الحركة الاسلامية أطلقت على مؤتمر الحركة الاسلامية لقب (المؤتمر الوطنى 2) . وما لايمكن تجاوزه فى المؤتمر هو انعقاده فى غياب مهندس اعمال المؤتمرات محمد طاهر حسين وكان لذلك اثراً جلياً فى الحشد والمظهر ، حيث إن المؤتمر عقد بنصف اعضائة البالغ عددهم الأف حسب المضابط الرسمية للمؤتمر و مايفيده الرصد أن قوة جديدة تسعى لسد الثغره الكبيره التى خلفها البلدوزر وهم المقربين اليه ومن ساهم فى الدفع بهم الى مواقع عديده يأتى على رأسهم المهندس محمد طاهر محمد الامين حمد الذى تولى شأن إعداد قوائم المرشحين للتصعيد وساعده على ذلك ما وصفه المقربين من ضعف بعض الشخصيات التى انتخبت بعناية لتولي الامانات بالمحليات وما يهم فى الامر أن ازرع محمد طاهر حسين الطويله ممتده داخل جسم الحزب و الحركة و حتى الحكومه بوجود الموالين له من المعتمدين و الوزراء و وجود الامين المنتخب حديثاً للحركة بالولاية الشيخ الطاهر الحسن اما على مستوى الحزب فقد ترك فيه (حسين) اهم مناصريه (حمد) و آخرين و ما يقارب هذه القرأة للواقع هو مؤتمر الاتحاد الوطنى للشباب السودانى الذى اجبر جناح (حسين) مرشح الوالى على الانسحاب على الرغم من استيفائه الشروط وما حدث بالحركة هو تجدد لذات السيناريو . ومن غير الجديد فى فعاليات المؤتمر انتخاب الشيخ محمد دين محمد حسين رئيساً للشورى بالولاية و سنفرد لهذا الموضوع تقريراً آخر فهو يمثل البعد الدينى للمثلث الذى يحكم الولاية وما يمكن قوله عن الرجل انه قليل الحركة لكنه لايخلوا من الدهاء السياسى كما يصفه البعض . المهم أن فى غياب رموز وشيوخ و لون وطعم الحركة الإسلامية انعقد المؤتمر الولائى بطعم ولون ورائحة المؤتمر الوطنى . ويتبع فى العدد القادم . jafer bamkar [[email protected]]