انها إفرازات الازمة السودانية المتمددة والمتكررة التي تنخر في الاقتصاد السوداني بلا رحمة .. في خبر نقلته وكالة سونا للانباء نقلا عن غرفة المستوردين قبل 10 ايام تقريبا ان 80% من المصانع بالقطاع الصناعي توقفت عن العمل تماما .. أليس هذا دليلا كافيا ومؤشر قاطع للفشل وعدم الشفافية .. في الوقت الذي مازالت الحكومة تصرح عبر اعلامها الرسمي ان السودان دولة جاذبة للاستثمار وان لديها خطة خمسية وعشرية وربع قرنية .. وهلمجرا .. توقف هذه المصانع يتعدى اثره تشريد العاملين وبالتالى ازدياد نسبه الفقر ومشجع لازدياد السلوكيات المنحرفة وعدم الاستقرار في ظل الغلاء الفاحش الذي ضرب البلاد واوهن البلاد مما يعد محفزا لزعزعة الامن والجريمة تحت ظل معادلات الحياة القاسية التى يشهدها السودان .. لقد تضاعفت اضعافا اسعار زيت الطعام ..اللحوم ..الخضروات.. الادوية .. الملبوسات ..كما تضاعفت الرسوم والجبايات والمكوس بشكل مزعج وقاسي قسوة لا قبل للمواطن الغني والفقير لمعايشتها والتأقلم معها نسبة لهبوط مستوى الدخل الشخصي الى ما دون السالب .. انه الفقر الذي قال فيه سيدنا على كرم الله وجهه ( لوكان الفقر رجلا لقتلته). الحكومة بما انها لا تأبه بالمواطن .. الا وانها لاتأبه ايضا لا تأبه بالصناعة مثلها مثل الزراعة والرعي فاختنقت جميعها وهاهي جميعها في حالة احتضار .. انه المرض الهولندي الذي اصاب الاقتصاد السوداني في مقتل .. كل الاموال التي تكتسبها الحكومة تنفق في التسيير حيث الرواتب والمخصصات المليارية التى يتلقاها افندية الحكومة .. كما العنصر الانساني الذي لاقيمة له في هذا الوطن والذي تنظر اليه الحكومة بانه عبء ورهق على كاهلها .. المواطن يدفع قسرا الضرائب والجبايات والمكوس الباهظة التى تجبى منه بوسائل هي من الفظاظة والجلافة بمكان ولا تقدم للمواطن اي خدمة مقابلها .. لاتعليم .. لاعلاج .. لا نظافة .. واجبات بلا حقوق .. اصبحت الحكومة تتكئ على المواطن الذي انهكه الجوع والمرض في صبر حتى مل الصبر منهم .. الكثيرين يأكلون ما يأكلون ويتنفسون للبقاء على قيد الحياة .. لقد استسلموا لليأس .. فقد الناس في السودان الاحساس باهمية الوقت ولايهمهم بكثير او قليل ما يدور في مجتمعهم او حتى اسرهم الذين صاروا اغرابا عنهم .. اين المفر وماهو المخرج ؟ .... بمنتهى الديمقراطية Yusri Manofali [[email protected]]