المواطن السوداني ظل يعاني من الفقر منذ عقود خلت .. وتفاقم هذا الفقر.. جوعا وحرمانا نتيجة الاجراءات الحكومية الاخيرة المتمثلة في زيادة اسعار المحروقات وضريبة القيمة المضافة ومايليها من جبايات ومكوس مختلفة ومتعددة .. .. وانعكست هذه الاجراءات فقرا انطوى عليه خللا اجتماعيا مريعا .. الكثير من الاسر تفككت وانهارت بسبب تكاليف الحياة ومتطلباتها .. والشاهد انه بنظرة الى اعلانات قضايا الاحوال الشخصية بالصحف اليومية .. طلاق للغيبة .. طلاق لعدم النفقة .. وفي .. الاسواق .. تقاطعات الطرق .. المساجد تجد المتسولين واصحاب الحاجات .. تفشت الجريمة بمختلف انواعها وعلى وجه الخصوص السرقة .. ارتال من الشباب يجلسون في الشوارع بعد ان اصابهم الاحباط نتيجة البطالة عن العمل .. كل هذه المؤشرات مجتمعه دليلا على الفقر المدقع الذي ضرب البلاد والعباد وتلك مقاييس عالمية للعجز والفقر .. وليت الامر وقف عند هذا الحد .. بل مازال يتفاقم ويتضخم .. والاسباب في كل هذا الخلل واضحة وجلية .. عسى ان اوفق في طرح بعضا منها . _ الحكومة لم تتحمل مايليها من اجراءات تقشفية اعلنتها بنفسها بعد ضياع ايرادات البترول .. ولكنها الزمت المواطن بها على ايتها حال تعويضا لفاقد ايرادات البترول .. هكذا بلاءا وابتلاءا .. في المقابل لم تف بوعدها بالتقشف وعادة هيكلة نفسها في المقابل.. وهذا ماوعدت به .. ولكن حدث عكس ذلك تماما .. ازدادت الحكومة ترهلا وضخامة .. آخرها تم تعيين وزيري دولة جدد الاسبوع المنصرم فقط .. الحكومة تريد المواطن ان يحملها .. هل يستيع ام لا.. هذا لايعنيها في شئ ..الحكومة لا تعبأ ابدا بالمواطن .. البعض ذكر بان 3% من الشعب السوداني يستأثرون ب 80% من الكتلة النقدية في السودان دون ال97% الباقية.. لاادري هل هذا دقيق ام لا ..ولغياب الاحصائيات والمعلومات .. يكون هنا المرجع هنا للشواهد .. والشاهد هنا ان المستوى العيشي الذي ترفل فيه فئة بعينها وماهم فيه من بذخ و رغد عيش ورفاه .. يجعلك تكاد ان تصدق .. في المقابل عندما تتأمل في المستوى المعيشي والضنك والبؤس المشهود الذي يعانيه السواد الاعظم من الشعب .. ايضا يجعلك تكاد ان تصدق .. وبانقراض الطبقة الوسطى من المجتمع ..اصبح السودانيين احد اثنين اما ثري ثراءا فاحشا .. او فقير معدم .. والله خير الشاهدين . واقع الحال .. الخلل موجود .. موجود .. الفساد موجود .. موجود .. وضعف الاداء الحكومي ايضا موجود .. موجود .. ولمثل هذا ضحايا .. وللحكومة الوصفة التالية .. ولكنها علاج مر كالحنظل يستلزم التعاطي معه الكثير من الشجاعة والوطنية ونكران الذات - لابد للحكومة من اعادة الهيكلة والتقشف بصورة جادة وحاسمة وهذا ما جاء على لسان السيد/ وزير المالية مؤخرا.. لابد من ازالة طبقات الشحم المتراكمة من جسد الحكومة الذي اثقلها و اقعدها عن الحركة .. الحكومة كائن مترهل الجسد جدا .. واقع الحال كما المواطن يرى ان لايتعدى عدد الوزراء 15 وزيرا مع الغاء وظيفة وزير دولة نهائيا .. تقلص الولايات الى 6 ولايات فقط لاغير .. اعضاء مجلس الشعب ( البرالمان ) يقلص عددهم الى 150 عضو فقط .. مع تخفيض الرواتب والمخصصات لكل المناصب الدستورية بنسبة 75% .. ذلك لعجز المواطن وعدم مقدرته الصرف على الحكومة بحجمها الحالي .. وهذه كلمة حق وليست من باب المعارضة .. انه واقع اقتصادي ملموس . -لابد من تقديم الفاسدين لمحاكمات (ناجزة) لمحاكمتهم بالخيانة واستعادة الاموال العامة التي اختلسوها على وجه السرعه ودون تقاعس او مماطلة في ذلك.. وانه بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ بتقرير المراجع العام السنوي المتراكم .. سنة بعد سنة .. ثم .. شركة الاقطان .. التقاوي الفاسدة .. المبيدات الفاسدة .. سودانير .. سودان لاين .. في القطاع الديني .. الاوقاف .. الحج والعمرة .. هذه القضايا حيثياتها جاهزة وادلتها دامغة بالمستندات ولا تحتاج جهدا ولكنها تحتاج ارادة وقرار للدفع بها للعدالة.. وهذا هو السبيل الوحيد لكبح جماح وايقاف طوفان الفساد الذي ضرب البلاد طولا وعرضا وشهدت به وصنفته ما يسمى بمنظمة الشفافية العالمية.. - لابد من تخفيض قيمة الدولار الجمركي وتخفيض ضريبة القيمة المضافة بعد انسياب رسوم عبور نفط الجنوب في يد الحكومة.. لابد من رفع كافة الجبايات والمكوس المفروضة حاليا على الزراعة والماشية والصناعة .. الغاء كافة القوانين المحلية بالولايات والمحليات المتعلقة بالجبايات والمكوس وذلك حتى يعود المزارعين لمزارعهم والرعاة الى مواشيهم ومراعيهم .. تحفيزا للانتاج لان المردود منها اقتصاديا للحكومة مجديا ومفيدا .. وحتى ينعم المواطن بحياة كريمة ومستورة بما انه الهدف المستهدف من التنمية .. وليس الصرف على حكومة متمددة ومتناسخة.. هذه الجبايات والمكوس هي من الاسباب المباشرة لعزوف المزارعين على جه الخصوص عن الزراعة واتجاههم للمهن الهامشية بالعاصمة والمدن .. ليس من العدل ان تتسلط الحكومةعلى ارزاق الناس وتجبي اموالهم دون مقابل .. الحكومة لاتوفر علاجا ولاتعليما ..وهذا لا يرضي الله تعالى بل يغضبه .. بعض الجباة العتاة ..لايطيعون الاوامر الرئاسية التي اصدرها الرئيس مرارا وتكرارا بوقف الجبايات والمكوس في الطرق القومية وما يتبع ذلك من جلافة وقسوة في جبايتها والتي هي أس البلاء وسبب من اسباب الغلاء . صورة قاسية وظالمة حقيقة.. - لابد ان يتم الاصلاح الاقتصادي باعجل مايكون خصوصا ان الاقتصاد السودان مصاب بالمرض الهولندي القاتل ..ولم يعرف ان زيادة اسعار السلع والضرائب والجبايات والمكوس يوما انها علاجا للمرض الهولندي .. العلاج المعروف في زيادة الانتاج الزراعي وشقيقه القطاع الحيواني .. ولا يتأتى ذلك الا بزوال اسباب التردي الذي ولد مع تصدير البترول والاعتماد عليه بديلا للزراعة التي هي الاصل والتي يملك السودان مقوماتها ارضا وماءا وطقسا متنوعا .. وبعد ضياع البترول الا نهب وننهض للاصلاح ام يبقى الحال على ماهو عليه؟ - لابد ان من ان يتعلم بعض المواطنين ان المناصب الدستورية كما المناصب الحكومية الاخرى هي للكفاءات التي تفيد الوطن وليست غاية يتم الحصول عليها عن طريق ممارسة التمرد والبلطجة على الحكومة والعباد .. في المقابل نجد ان حركات التمرد اعدادها تتفاقم وتزداد يوما بعد يوم .. كالاميبياهذه تنشطر عن الاخرى .. منتهى الهمجية . - لابد للحكومة ان تتعود على ثقافة اقتصادية بديلة تتمثل تحصيل ( رسوم الانتاج ) .. نعم رسوم الانتاج .. وزيادة الانتاج الزراعي والحيواني ..واولى خطواتها وقف التصدير العشوائي الحاصل حاليا لبعض المحاصيل والمواشي .. يجب انتهاج الاساليب العلمية في ذلك بدلا من هذه العفوية المفرطة التي قد تكون مهددا رئيسيا لانقراض الماشية على وجه الخصوص من فرط هذا التصدير العشوائي الذي طال حتى اناث المواشي .. - لابد من توطين الرعاة الرحل مثل المسيرية والرزيقات واستصلاح المراعي لمواشيهم وتقديم الرعاية البيطرية للحيوان والانسان حتى يكون العائد مجزيا للمواطن والحكومة على حد سواء .. ارجوكم افيقوا قليلا .. هذا وطن .. تنتظره الاجيال القادمة ..دمتم ودام السودان عزيزا بمنتهي الديمقراطية .. Yusri Manofali [[email protected]]