عيدية علي الطريقة الاسرائيلية وبلطجة وهجوم ارهابي علي احد مرافق التصنيع الحربي ومنطقة مأهولة بالسكان في احد ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم بقلم محمد فضل علي محرر شبكة الصحافة السودانية ادمنتون كندا www.sudandailypress.net بدون رتوش او تذويق للعبارات هذا هو حال السودان الراهن بعد ان غاب عنه حماته المفترضين وابطاله الميامين وهاجرت منه قواه السياسية والاجتماعية الحية وانهارت مؤسساته القومية وغياب المهنية والاحترافية وبسبب قلة الحيلة والعزلة الطويلة المدي وحروب الاستنزاف الخارجية وتدويل القضايا الذي انهك الدولة والمجموعة الحاكمة المتحكمة فيها لقد انهار السودان القديم علي مراحل ذلك البلد الذي لم يمكن يمتلك القوة المادية التي تهدد اسرائيل ولكنه كان وطنا قويا ومهابا ويتمتع باحترام ومكانة دولية واقليمية ولم يكن صيدا سهلا او هينا لينا بل كان وطنا للاحرار وملاذ للمظلومين وانصار الحرية من عرب ومن عجم وبلدا تميل اليه افئدة الناس وتطمئن الي الاقامة بين ربوعة. للاسف الشديد ثبت صحة الخبر الذي اعلنه وزير اعلام حكومة السودان بعد ترقب وطول انتظار وكان الناس بين الشك واليقين بل اعتقد الكثيرون في البداية انها واحدة من الاعيب وحيل حكومة الانقاذ السودانية مستبعدين ان تقوم دولة الكيان الاسرائيلي المحاصرة طبيعيا بمحيط معادي منذ زمن طويل وسيظل هذا الحال علي ماعليه الي يوم يبعثون حتي حدوث واحد من اثنين اما معجزة تصل بالجميع الي حل سلمي وتسوية شاملة واما مواجهات وحروب من نوع اخر تقضي علي سلام وامن العالم والحضارة الانسانية وليس من المحتمل بل من المؤكد ان حرب اكتوبر 1973 بين مصر واسرائيل ستكون اخر الحروب النظامية بين جيشين في سلسلة حروب الصراع العربي الاسرائيلي خاصة في ظل الواقع الراهن وتمدد جماعات الاسلام السياسي والجماعات السلفية الجهادية وسيطرتها النسبية علي اكثر اقطار العالم العربي والاسلامي حساسية واهمية استراتيجية متمثلة في مصر وفي ظل عودة معظم المليشيات الجهادية في العالمين العربي والاسلامي الي ممارسة انشطتها السياسية بصورة علنية مع احتفاظها بمليشياتها واجنحتها العسكرية وتطويرها ربما استعداد لمرحلة اخري قد يحتاجون فيها الي استعراض القوة واستعمال تلك الاسلحة لفرض نفوذهم وشروطهم علي بقية القوي السياسية في الاقطار المعنية وقد كان نشاط هذه الجماعات مصدر للقلق والمخاوف من اندلاع صراع وحروب استنزاف تقود الي حرب شاملة في المنطقة وبدلا من ان تاتي من الجماعات الجهادية اتت من دولة اسرائيل التي ظلت تتصرف ومنذ عقود طويلة علي اساس انها دولة فوق القانون وتتمتع بحماية غربية مطلقة ومساندة عسكرية وسياسية ودبلوماسية في زمن الحرب والسلم واذا عرفنا ان الغرب وكل اصدقاء اسرائيل ينطلقون من عقدة الذنب المزمنة تجاه ماجري للطائفة اليهودية منتصف الاربعينات في المانيا النازية من ابادة وتنكيل ومأساة ليس لها مثيل في تاريخ العالم المعاصر فماهو ذنب شعوب العالمين العربي والاسلامي التي عاش فيها يهود ذلك الزمن معززين ومكرمين وتمتعوا فيها بكل حقوق المواطنة وحملوا جنسياتها واستثمروا في التجارة وتعالوا في البنيان حتي حدث ماحدث بقيام دولة اسرائيل وليتهم بعد ذلك التزموا بالقوانين وحقوق الانسان في معاملة الفلسطينيين, وماجري اليوم من هجوم علي بعض المرافق العسكرية في اطراف العاصمة السودانية المكتظة بالسكان يعتبر حلقة في سلسلة جرائم دولة الكيان وانتهاكاتها المتواصلة للقوانين الدولية والانسانية وكل ماصدر عن اسرائيل بعد هذا الهجوم من اعتراف ضمني ومبررات عن تعاون الحكومة السودانية مع حماس وعن ملكية ايران للمصنع المعني لايبرر لها جريمتها وانتهاك اجواء وسيادة السودان وكان بالامكان ان تجمع كل ما لديها من ادلة واثباتات موثقة وتتقدم بها الي مجلس الامن او اي جهة يمكنها التعاطي مع مثل هذا النوع من القضايا بدلا من اللجوء الي اعمال البلطجة والارهاب وهي لاتدري بان عملها هذا قد يمثل الضوء الاخضر لعشرات المنظمات الجهادية المتشددة لكي تتبني ردود فعل مضادة ومن ثم يدخل اقليم الشرق الاوسط وشمال افريقيا واجزاء اخري من العالم العربي والاسلامي في سلسلة مواجهات وحروب استنزاف لن يكون فيها منتصر لو استمرت بطريقة تقليدية او حتي في حال تحولها الي حروب كبري وغير تقليدية ولكنها ستقضي في النهاية علي المتبقي من موارد العالم الشحيحة واقتصاديته المترنحة وبالنسبة لنا في المعارضة السودانية ومن موقع اصحاب الحق والشرعية واصحاب الحق التاريخي في ارض السودان لن يكون امامنا غير ان نرفض هذه البلطجة وهذا الارهاب المسعور من دولة اسرائيل صاحبة الارث الطويل في انتهاك الاعراف الدولية والقوانين نقول ذلك ليس تجملا او من باب العلاقات العامة لان النظام القائم في الخرطوم ليس احق منا بالارض ولا اكثر غيرة منا علي حرمة بلادنا علي الرغم من الابعاد القسري والمفروض عن السودان لاكثر من عقدين من الزمان ولكننا لم ولن نمنح اي تفويض لاسرائيل او اي كيان اخر لكي يستبيح السودان واراضيه بمثل هذه الهمجية ولننتظر مع المنتظرين حتي اشعار اخر عندما يكون لكل حادث حديث واذا كانت اسرائيل تعرف نقاط ضعف الوضع القائم في الخرطوم لاستعراض عضلاتها فعليها ان تعلم ان ذلك لن يكون ممكنا الي الابد ولابد من لحظة سيعود فيها السودان الي اهله والي اصحاب الحق الشرعي الممثلين للاغلبية الشعبية وعلي دولة الكيان ان تعلم ان السودان سيستعيد قدراته المطمورة وسيعود من جديد قويا معافي الي موقعه الطليعي في مناصرة اصحاب الحقوق وانصار الحرية ولكنه لن يعود من الابواب الخلفية او علي دبابات اجنبية او استجابة لرغبة او امنيات اسرائيلية.