كلام الناس * تعتبر الفنون إحدى ركائز حضارة الأمة ليس فقط لأنها جزء من ثقافتها وإنما لأنها أيضا تسهم في تشكيل وجدانها والمحافظة عل نسيجها القومي. * لذلك نحرص ما استطعنا إلى ذلك سبيلا على دفع مسيرة الفنون في شتى مجالات الإبداع ، وقد كانت للفنون الإستعراضية في بلادنا(شنة ورنة) خاصة فرقة الفنون الشعبية التي كانت سفيرة متجولة لبلادنا وهي تعبرعن كل أنماط فنوننا الشعبية من كل أرجاء السودان التليد قبل أن تقسمه السياسة اللعينة، وقبل أن تصبح فريسة للإهمال الذي غيبها عن ساحات الإبداع. * أما فرقة الأكروبات السودانية فقد كانت جديدة علينا لأننا كنا نشاهد عروضها من الأجانب الذين كانوا يدهشوننا بحركاتهم التي كنا نراها غريبة قبل أن نفاجأ ببناتنا وأولادنا في سبعينات القرن الماضي وهم يقدمون لناعرضاً رائعاً أدهشنا، كتبت وقتها في جريدة ( الصحافة) وقلت أننا ننسب الأعمال المبدعة الى الشياطين ونصف من يؤديها بأنه (زول مجنون) للتعبير عن الإعجاب الزائد بإبداعه. * نقول هذا بمناسبة الدعوة التي وصلتني من الإمام الصادق المهدي الذي جعلني جزءاً من محيطه بسبب إجتهاداته المقدرة في شتى مجالات الحياة السياسية والإقتصادية والثقافية والرياضية والفنية، لذلك حرصت على تلبية دعوته لأكون ضمن الحضور النوعي معه في مسرح الفنون الشعبية مساء أمس لنشهد عرضاً خاصاً للأكروبات السودانية على شرفه. * لم نتخل عن (القطيعة) بكل أسف ونحن نلاحظ أن بعض العارضات وقد بدأت أجسامهن في (التبجبج) ونحن نقارن بينهن وبين عارضات السبعينات من القرن الماضي، لكنهن قطعن السنتنا بادائهن الرائع وأثبتن عملياً مدى مرونة أجسامهن رغم بعض مظاهر الترهل عند بعضهن وهو أمر معيب خاصة لهن، عرفنا فيما بعد أن السبب هو عدم إنتظام التمارين بل عدم الإهتمام بفرقة الأكروبات وشح الميزانية المخصصة لها - هذا إذا كانت هناك ميزانية أصلاً. * إستمتعنا بعروض جميلة شملت التنافس على نط الحبل واللوح المتحرك والطباخ وحمل الشموع ولعبة الجردل وتدوير الطواقي ولعبة الكراسي السودانية التي كتمت أنفاسنا و(بوظت) أعصابنا مؤديتها الرائعة نور العفيفي التي حرصت على إكمال رصة الكراسي قبل أن يمنعها المدرب لكنها أكملت العرض وسط إعجاب وتصفيق الحضور. * إستمرت العروض الشيقة التي شارك في تقديمها مجموعة من الأشبال من الدفعة السادسة مع مجموعة من الدفعات السابقة و قدموا لنا فقرات العجلة العمودية وتدوير الفوط ولعبة الكراسي الطريفة والحلقات الأرضية، لابد أن نؤكد إعجاب كل الحضور بفقرة المرونة الإبداعية التي قدمتها العارضات نور العفيفي ومنى دفع الله وزينب جمال الدين وأحلام سردار وغيداء حمد. * شارك في العروض الممتعة محمد أحمد محمد وجمال علي رضوان وحسن حمد النيل وعثمان حمد والفاتح السماني وشاكر عوض وبراء الفاتح ومحمد علي قرشي ومعتز نبيل ومصطفى نوري وأحمد بابكر ومؤزرخالد والباشق محمد أحمد ومصطفى خالد ومحمد عصمت ودفع الله الشيخ وأعتذر إن اخطأت في الأسماء أو سقطت بعضهاً سهواً. * التحية لإدارة الفنون الإستعراضية ولإدارة فرقة الأكروبات وتحية مستحقة للإمام الصادق المهدي الذي أكد في كلمته بهذه المناسبة أهمية دعم مثل هذه المناشط أهلياً كما أكد أهمية الإعتراف بالتنوع والوفاء باستحقاقاته لأنه الترياق المضاد للإقصاء والتفرقة. * أختم كلام اليوم بالمقطع الذي إختتم به الإمام كلمته من قصيدة للشاعرة "مناهل مصطفى" تقول فيها : أنا العروبة في عرق الزنوجة في فرادة جمعت كل الافانين هنا انزرعنا في هذا التراب معاً منوعين كأزهار البساتين. //////////