قبل أكثر من خمس سنوات حدثت تفجيرات في الخرطوم في مستودعات الجيش السوداني . ومات الابن جاسم نجم الدين المقبول وهو داخل غرفة نومه وكان هناك ضحايا غيره. ولم يهتم النظام و لم يرتجف له جفن. جاسم و الاخرون لم يكن عندهم عداء مع النظام ، ولكن نظام الانقاذ يهمه المال و الصرف وكم سيدخل جزلانه ، ولا يهتمون بالانسان و قد قالوا على رؤوس الاشهاد بأنه حتى اذا مات ثلثي السودانيين فسيحكمون الثلث الباقي. مصنع اليرموك هو استثمار ايراني ، بدليل انهم قد أرسلوا رئيس سلاح الطيران الايراني كرئيس تحقيق في ممتلكاتهم الانقاذية. و أتبعوا الحرارة بصبحية زيارة الاسطول الايراني لبورتسودان. الدول المحترمة تقدم الانسان على الجزلان ، قبل أكثر من ثلاثين سنة اكتشفنا بان كل محطات الوقود التي في وسط البلد قد ابعدت ، وهذا يشمل كل مدينة أو قرية في السويد ولم يهتم السويديون باحتجاجات شركات الوقود العالمية العملاقة ( الانسان قبل الجزلان) و الآن لا توجد أي محطة وقود في مركز تجاري و حتى خارج البلد يكون المبنى منفصل انفصال تام عن المبني المجاور بعشرات الامتار حتي يسهل احتواء الحريق. في اليابان وفي الثمانينات شاهدت محطة وقود أكبر شوية من تكل حبوبتي زينب بت الحرم في بيت المال ، بتشيل عربيتين ، الخرطوش مدلدل من السقف ، الدفع و الكنترول في الحيطة. طيب اليابان دي مجبورة ماعندهم أراضي ! الترتوار ضراع ونص ! اليابانيون منضبطون جدا يسيرون وكأنهم جيش من النمل ، انحنا مشكلتنا شنو ؟ البلد دي واسعة وماهلة كانوا يصفون السودان لنا في حصة الجغرافيا بأنه حار جاف مترامي الاطراف . الانقاذ عملتوا حار جاف منكمش الاطراف ! ناس الانقاذ ديل قرقروا راسنا ( نحن نتشرف باننا لسنا من ابناء العاصمة) و لهذا لايهمهم ما يحدث للعاصمة لانها ليست مرتع طفولتهم ، ولا يربطهم بالعاصمة الا الأسلاب و الغنائم، وما ينعش مركز المايقوما. ومن الغلطات الفادحة أن اليابانيين عندما ضربوا القاعدة الامريكية (بيرل هاربر) في بداية الاربعينات و حطموا الاسطول الامريكي لم يضربوا مخازن الوقود و الا لكانت الكارثة أكبر بعشرات المرات والحرب، لا تشن بدون اعلان . واليابان سلمت أمربكا الاعلان يوم السبت لانها تعلم أن وزارة الخارجية ستكون في اجازة نهاية الاسبوع. و أحلت نفسها من تهمة جريمة الحرب. و الآن تضرب الخرطوم شمال و يمين و لا أحد يغضب أو يهتم لاننا صرنا ملطشة و العالم كله ضدنا و صديقتنا هي ايران يعني ( حدية و ضامنا صقر) . قديما في أمدرمان كان هناك محطتين للوقود الاولى شل و هي في المحطة الوسطى حيث يلتقي ترام أبوروف ، مع ترام الخرطوم. وقامت السلطات بالغاء هذه المحطة ، كما الغوا محطة موبيل أويل التي كانت في الميدان غرب مبنى البريد الحالي بسبب سلامة المواطن وهذا في الخمسينات و أذكر أن العم الطيب الخزين الذي كان و كيلا لموبيل أويل و قد تضرر . وقد نقلت العصارات أو ما يعرف بعصاصير الزيت التي كانت في شارع ابوروف بين المحطة الوسطى و ومكي ود عروسة. وسمعنا أن وجود العصاصير و الحيوانات المجترة في وسط لمدينة شئ غير صحي و انتقلت العصاصير الى منطقة استاد الخرطوم الحالي ثم اختفت. الظابط العظيم عثمان حسين شقيق الظابط حسن حسين الذي أعدمه النميري سنة 75 كان مسؤلا عن المتفجرات و محطات الوقود وسلامة المواطن و كان يعصر شركات الوقود ، وكانت سلامة المواطن مهمة . وعثمان حسين هو أحد ضحايا الاهمال اذ لم يحكم الجنود تثبت المدفع في الحرب العالمية الثانية في ليبيا فتدحرج المدفع وعاش عثمان حسين بقية حياته بساق واحدة . في بداية الثمانينات حضر الكولونيل و الرجل العظيم يحي الزبير الى السويد وكان رئيسا للمؤسسة العسكرية الصناعية وكان نائبه الاخ نبيل حسون . و يحي الزبير كان يزور شركة اسمها سوبريكس متخصصة في صناعة ماعرف بالخرسانة الخفيفة و هي بلكات اسمنتية في وزن الفلين يمكن حملها و نشرها بسهولة ، لانها صاحبة الاختراع وكان هذا سيوفر مصاريف ضخمة للدولة السودانية و تكاسل النميري لان رأس المال الذي كان سيبني ذلك المصنع ذهب لقتل المواطنين في الجنوب . وقامت مصر بتنفيذ الفكرة بعد سنين عديدة عندما علموا بالامر. الاخ يحي الزبير كان من أميز طلبة الاحفاد، كان من أحسن التلاميذ في دروسه و أخلاقه ، و كان من أميز لاعبي كرة القدم تخرج من جامعة الخرطوم (الكيمياء) والتحق بالجيش السوداني و صار ظابطا . وكان متميزا في التدريب العسكري في الثانوي (الكديد) ، وتميزه جعله يصير عميد ركن مما يعني أنه قد اجتاز كلية القادة والاركان التي كان يفشل بعض كبار الظباط في اجتيازها. عندما كان الجيش السوداني يعني الظبط و الربط. وكان أهل الخليج يقولون لابنائهم العسكريين لن نعترف بشهاداتك الا اذا اجتزت امتحانات القادة و الاركان في الاردن أو السودان لان بعض الدول تمنح هذه الشهادة بغير و جه حق. زيارة يحي الزبير الثانية كانت لشركة (كيما نوبيل) الغنية عن التعريف ، فجائزة نوبيل التي تمنح منذ عام 1900 بسبب الفريد نوبيل المولود في استوكهولم و مخترع الدينمايت ، بدأ هذه الجائزة تكفيرا عن اختراعه الذي تسبب في موت البشر و الذي كان طفرة عملاقة بالمقارنة بالبارود. والمؤسسة الصناعية كانت بصدد التعاون مع الشركة في مجال المتفجرات. يحي الزبير و كثير من الظباط كان يتحدثون عن خطأ وجود مصانع الذخيرة و المتفجرات داخل المدن. شركة نوبيل لا تتواجد في استوكهولم بل علي بعد مئات الكيلومترات ، و بعيدا عن أقرب مدينة التي هي ( أورابرو)، ووجدت صعوبة في ايصال الاخ يحي الزبير لان المصنع كان في وسط الغابات ، بعيدا عن العمران و ليس هنالك مبني كبير، بمعني انك تجتمع في العباسية و تشرب القهوة في بيت المال و الغداء في المهدية .وهذا في مباني بسيطة ، موزعة أغلبها خشبي و كل هذا بسبب السلامة. لأن (الانسان قبل الجزلان). عندما كتبت عن مأساة الابن جاسم تكرم البعض بالهجوم علي و قالوا انها ليست غلطة الانقاذ ، ولكن الانقاذ و جدت الامور بهذا الشكل. العاصمة قديما كانت أوضتين ، تكل و برندة. المنطقة بين الشجرة و الخرطوم كانت مسرحا للرباطين. كان أحد ضحاياهم كمال ابراهيم بدري في الخمسينات الذي كان مدرسا في مدرسة الشجرة الثانوية و عندما عرفوا بانه مدرس أخلوا سبيله و دراجته. الآن الخرطوم فاتت الشجرة ، كل الناخبين في العاصمة المثلثة في نهاية الستينات كانوا 84 ألف شخص ، دلوقت الببيعوا الصعوط بس في العاصمة 100 ألف. والدة جاسم المكلومة وشقيقاته ناريمان وسارة وبقية الاسرة الكريمة ، لايزالوا مصدومين و يعصرهم الألم ، لقد ولد وسيولد أطفال يحملون اسم جاسم تخليدا لذكراه ، أحدهم الطفل جاسم يوسف الزين ، حفيد الدكتور أحمد عبدالله الشيخ و زينب يوسف بدري ولن ينسى الناس هذه الجريمة و جريمة قتل و ترويع أهل الخرطوم و هدم ممتلكاتهم في حادثة اليرموك و أتمنى أن يكون البشير و عبد الرحيم على قدر بسيط من الرجولة ليعوضوا هؤلاء الناس لأنهم أبرياء. الجفلن خلهن أقرعوا الواقفات ، حتى اذا تجاهلنا المحنة السودانية و ان البلد مليئة بالشماسة و الجوع و المرض وأن دول الكفر تطعم أهلنا في النيل الازرق و جنوب كردفان و دارفور ، وأن الحكومة تستثمر في السلاح و التسليح لقتل المواطن. هل سيخرج الجيش من وسط العاصمة ؟ و ثمن هذه الاراضي الآن يمكن أن يبني أحدث معسكرات للجيش ، أم أن القصد هو تذكير الشعب السوداني بسطوة الجيش (انحنا هني جوه عينكم ) حقيقة هذه أحد المحن السودانية !!! التحية ع.س شوقي بدري مرفق موضوع بعنوان المغفور له باذن الله (جاسم نجم الدين المقبول ضحية تفجيرات 2007) بخصوص حادثة مخزن الاسلحة الاولى . ____________________ اليوم الثلاثاء 24\2\2009 الساعة الآن السادسة مساء ولم أذهب إلي النوم منذ صباح الاثنين. والسبب رسالة بريدية وصلتني من الأخ نجم الدين المقبول والد الشهيد جاسم. ولقد تحصل علي عنواني البريدي من أخي معتصم قرشي . كنت اريد ان اقرأ الايميلات ثم استمتع بنوم هادئ. وبعد قراءة الرسالة ومشاهدة الموقع الذي صممته اسرة الشهيد. ولنصف ساعة كاملة كانت دموعي تجري. ولأول مرة اعرف انه عندي هذه الكمية الكبيرة من الدموع فأنا عادة لا ابكي إلا انه القهر والإحساس بالذل والهوان الذي اذاقته لنا الإنقاذ. ولكن هذا لا شيء بل قطرة في محيط من الألم والحزن الذي عاشته والدة جاسم واسرته. الأغلبية تذكر حادثة التفجيرات التي حدثت. وكيف منع الصحفيين من مناقشة او طرح القضية في الصحف كيف كان هنالك تعتيم علي الجريمة. وأسرة الشهيد قد رفعت دعوي ضد وزارة الدفاع عن طريق وزارة العدل. ولم يحدث اي شيء كعادة مجرمي الإنقاذ. وجاسم لم يكن قد رفع السلاح ضد الانقاذ او تظاهر ضدها. لقد كان في غرفة نومه عندما اصاب صاروخ منزله وامتلأت غرفة نومه بدمائه الطاهرة. والإنقاذ ترفض ان تحاسب او ان تناقش. وقد تكرر هذه الحادثة ولكن البشير وعصابته لا يهمهم الا السلطة وليذهب الجميع الي الجحيم. السبب في ان الاخ نجم الدين المقبول قد اتصل بي , هو انه قرا موضوعي تحت عنوان ود المضوي كان بضوي كان ضوأ في بيت امو. وكنت اقول فيه ان البشير بعد ان قتل ارواح بريئة عبارة عن فتيات صغيرات السن وطفل في حفل عرس في كيلك وسط المسيرية. احتمي بحرسه الخاص ثم تمترس في ثكنات الجيش. وهذه جريمة قتل غير عمد. وبما ان الانقاذ اتت رافعة راية الشريعة فلماذا لم يطبق البشير الشريعة علي نفسه. وهنالك الحق العام والحق الخاص. ولوائح القوات النظامية. التي تسجن لفقد مهمات او عتاد ناهيك عن قتل ابرياء. مأساة الشهيد جاسم لا تزال ماثلة لم ولن يحاكم اي إنسان. ولن يهتم البشير وعصابته. فلا يهمهم اي شيء سوي ان يستمروا في السلطة. ولماذا تخزن وتنقل الصواريخ والمتفجرات في داخل العاصمة القومية؟. بل لماذا تصرف الفلوس عل يالصواريخ والدبابات والمتفجرات والطائرات؟. ولماذا تصرف اكثر من نصف ميزانية الدولة في دعم النظام وقواته النظامية؟. ولماذا لا يجد مركز المايقوما للقطاء الدعم المناسب.؟ ولماذا يموت السودانيين في القرن الواحد والعشرين بسبب التيفويت والكوليرا ؟ . ولماذا يوجد الجزام في السودان وهذا من امراض العصور الوسطي.؟ الشهيد جاسم رحمة الله عليه كما يبدو من صوره قد إستمتع بحياة جميلة وسط اسرة تحبه وتقدره. ولقد درس خارج السودان ورجع مملوءا بالأمل لكي يقدم لبلده. وأهله من الواصلين او من انتلجنسية الدولة. وبالرغم من كل هذا لم يجدوا سوي الإهمال والغبن من النظام. كيف يا تري كانت الانقاذ تعامل واني و كوكو وفلو وبتاو و أتيم وتابان و أ كول. وكيف تعامل تيراب و آدم وإساغه الآن . الغريب ان هنالك بعض الموهومين الذين يقولون ان هنالك عدالة في السودان. البشير اراد ان يطبق الشريعة علي الشعب السوداني ولكن لم يطبقها علي نفسه عندما قتل الفتيات. Shawgi Badri [[email protected]]