حوش ابونوره, ريمس كريك, كارولاينا الشماليه 15 نوفمبر 2012 دروس وعبر: وداعا للاصوليه المسيحيه السياسيه..وداعا لليمين المسيحى سعى الاصوليين المسيحيين, ورجال الدين المسيحى اليمينين بكل قوة لهزيمة باراك اوباما واستخدموا كنائسهم, جمعياتهم, اموالهم, ونفوذهم الواسع لهذه الغاية. بل ان شخصيات دينيه لها وزنها الاقليمى, وعلى نطاق الولاياتالمتحده مثل بيلى جراهام والذى يعتبر مثل القديس الحى فى ولايات كارولاينا الشماليه, والجنوبيه, وبقية ولايات الجنوب, نزع قناع الوقار الدينى والحياد السياسي المزيف, وانضم هو وإبنه المتعصب فرانكلين جراهام صاحب المقولة المشهوره " الاسلام دين شرير" لجوقة العداء لاوباما وتحالف اميركا الجديده وايدوا رومنى بشراسه لدرجة ان كنيستهم الانجيلكانيه ذات النفوذ الكبير فى الجنوب, خاصة فى ولايته بالميلاد, كارولاينا الشماليه,سحبت ملاحظه سلبيه سابقه لفرانكلين جراهام عن الكنيسة المورمونيه ذكر فيها ان الكنيسة المورمونيه, كنيسة مت رومنى, لاتنتمى للدين المسيحى. وقد انضم لحملة الاصوليين المسيحيين واليمين المسيحى, بعض غلاة اليمين من الكاثوليك برغم خلافهم العقيدى معهم, بل إن بعضهم صرح بإن سياسات اوباما" تهدد الحياة, الحريه الدينيه, والاسرة التقليديه". اما عراب الاصوليين المسيحيين, رالف ريد, ومنظمته" الايمان والحريه" فقد قامت بتوزيع مرشدها للانتخابات لعشرات الالاف من الكنائس وقامت مجموعته المتعصبه المعاديه لاوباما بالاتصال بعشرات الملايين من الاشخاص فى جميع انحاء الولاياتالمتحده.شارك الاصوليين المسيحيين بحماس فى الانتخابات, ورغم ان نسبتهم السكانيه حوالى 20% الا انهم مثلوا 26% من الناخبين فى الانتخابات وكانت نسبة تصويتهم لرومنى عاليه للغايه فقد صوت له 78% من الاصوليين المسيحيين مقابل 21% لاوباما وهى نفس نسبة التصويت لرومنى وسط المنضويت تحت لواء الكنيسة المورمونيه واسمها" كنيسة السيد المسيح وقديسين الازمنه المتأخره". برغم حماس, وفعالية الاصوليين المسيحيين واليمين المسيحى ضد اوباما,وبرغم إنهم اصبحوا فعليا العمود الفقرى للحزب الجمهورى منذ نهاية تسعينات القرن المنصرم, الا ان حملتهم باءت بالفشل الذريع, وهزموا شر هزيمه فى الانتخابات الاميركيه. ولقد هزم اليمين المسيحى فى معارك اخرى خاضها لفرض اجندته الدينيه على سياسات الدولة والولايات. فعلى سبيل المثال هزم اليمين الدينى فى معركته ضد زواج المثليين فى 4 ولايات, كذلك نجح تحالف اميركا الجديده فى هزيمة المرشحين الجمهوريين المتطرفين المناهضين للاجهاض حتى فى حالة الاغتصاب مثال تيد اتكنز فى ميسورى, وريتشارد ميردوك فى انديانا. ومن المظاهر الاخرى على اندحار اليمين الدينى فى اميركا, فشل دعاته فى ولايات كلورادو, وواشنطن فى هزيمة مشروع جعل تدخين الماريجوانا" البنقو" ممارسة قانونيه للاشخاص البالغين الرشد . اعترف غلاة المسيحين الاصوليين بهزمتهم فى الانتخابات بل ان رالف ريد صرح قائلا : " لاتستطيع قيادة مقدمة القارب اذا كان هناك تسرب للمياه فى مؤخرة القارب وبالتالى لايمكن الفوز بإلانتخابات. لايمكن ان تنجح وسط الناخبين المؤمنين فقط . لابد من وجود استراتجيه للشباب, النساء غير المتزوجات , النساء, والاقليات الاثنيه". يبدو ان رالف ريد غير مدرك ان استراتجية الفوز للحزب الجمهورى تتناقض تماما مع الاولويات والمطالب المشروعة للشباب, النساء, السود, الهيسبانك, والاسيويين,واعضاء النقابات العماليه ولذلك فشل الحزب الجمهورى فى هذه الانتخابات وسيفشل فى اى انتخابات قادمه مادامت استراتجيته قائمه على ارضاء اليمين الدينى وتجاهل المطالب المشروعه لغالبية الشعب الاميركى. ختاما: نجاح تحالف اميركا الجديده يوضح وبالدليل العملى ان اليمين الدينى" نمر من ورق " وبالامكان هزيمته فى اعتى قلاع الرأسماليه كماحدث فى انتخابات اميركا الحاليه رغم إنه كان مدجج بالمال وبشتى انواع الدعايه ومدعوم من العديد من الشخصيات الدينيه المؤثرة فى الولاياتالمتحده. هل تستفيد قوى المعارضه الوطنيه فى السودان الفضل من هذه التجربه الناجحه فى الولاياتالمتحده الاميركيه? هل تنجح فى بناء تحالف عريض لدحر الفاشيه الاسلاميه فى السودان من الشباب والنساء والاقليات الاثنيه وقوى الحداثه والنهضه فى المدن, والصوفيه فى الريف السودانى? [email protected]