ذهبت الي سوق الجو كبري اسواق مدينة واو بحثاً عن مزلاج للباب (كيلون)، عندي زبون قديم صاحب مغلق إعتدت أشتري منه كل ادوات البناء. سألته قائلاً:- أ/ يا اخوي الكيلون بكم ص/ الكيلون بسبعين جنيه أ/ الحاصل شنو السعر إنخفض من مائة جنيه لسبعون جنيه ص/ يا بشمهندس في سبعة عربات دخلت من الشمال محملة بالبضائع واقفة في محطة التفريغ بعد شويه البضاعة بتكتر والاسعار بتنزل بدون ما احس ضحكت بأعلي صوتي وحضنت التاجر وهو من الشمال وسلمت عليه بفرح شديد وقلت ليه مواصلاً أ/ الطريق فتح وله شنو ص/ ايوه الطريق فتح بس الخريف والخيران لسع مليانه والطين في السكه. في دقاق كلام سوف أتكلم من القلب وانا عارف ناس كتار متعصبين من الدولتبن لن يعجبهم كلامي ولكن ياهو بس ذي ده. يا أهلنا نحن ما أول ناس إتكاتلوا. ناس كتار قدامنا إتداوسوا ورقدوا سلطة. مثال لذلك أمريكا واليابان في الحرب العالمية الثانية، لقد شاهدت فلم أسمه بير هاربر فيه اليابنيون هجموا الاسطول الامريكي في هاواي والناس ماتوا موت احمر. منه الامريكان دخلوا الحرب فضربوا هورشيما ونكازاكي بالقنبلة الذرية وهلمجر. المهم الناس ديل قعدوا قعدة ناس كبار متعلمين وحسبوها حساب مصالح (ربح وخسارة) بعدها عملوا سلام دائم أفضي الي علاقات مميزة بينهم ونحن اليوم لو قلنا لاولادهم أبهاتكم ديل إداوسوا..دواس شين مافي زول فيهم بيصدق، طبعاً ده فائدة العلم إعتمادهم علي العلم والمعرفة صنفهم من دول العالم الاول وديل معروف عنهم ( المصالح قبل المشاعر). دحين يا ناس تعالوا نقعد ونصنف نفسنا من دول العالم الثاني ونحسب الشغلانه بالعقل والعلم والمعرفة ذيهم كده لانه الحكماء وقالوا ( العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف) . 1/ الجنوب الناس لا يمكن ان يموتوا من الجوع ولكن السوق نار...نار وانا ما عارف حال الناس في الشمال كيف. 2/ البترول في الجنوب مخزن دأخل الارض، والبضاعة في الشمال رأقد ترب، والسوق الكبير في الجنوب مغلق بقرارات فوقية لا تراعي حركة التجارة وحكاية صلاحية البضائع . المواطن المسكين ما عارف يعمل شنو.. التجار فلسوا ..المصانع اصبحت بيوت عنكبوت 3/ السيد والي ولاية سنار كان فرحان جداً بالإتفاقيات التسعة لانها تضمن له موسم زراعي ناجح. السيد الوالي كان عنده زنقة شديدة في العمالة ( الجنقو) كشف الحسابات يؤكد ان الشعبين محتاجين لبعض، مش كده وبس هناك صلات وإرتباطات ومصالح عميقة ضاربة في الجذور لا يمكن قطعها بقرارات فوقية. أيام الحارة الله يلعنها.. كنا في زيارة عمل للشقيقة مصر، القائد إدورد لينو أصر ان يعزمنا غداء في شقة العلامة الدكتور منصور خالد فاستجبنا للدعوة معي الرفيق الهادي عيسى من الجماهيرية العظمي، والرفيق أدم جمار الذي أتي من سويسرا، وياك دينق الذي أتي من أمريكا. بعد الغداء أثناء إحتساءنا كوب الشاي كعادة السودانيين، حكي لنا الدكتور العلامة طرفة في أصلها حكمة مازالت عالقة بذهني أعتمد عليها كثيراً في علاقاتي مع الجيران. الدكتور كان عنده عم ساكن العباسية بالقرب من ميدان الربيع. في أحدي زياراته لعمه وجد ان حائط السور الداخلي مهدم والبيت مكشوفة علي الجيران وحوائط الشارع العام مبني بالطوب الاحمر والمونه الحرة. فقال يا عمي الحمدالله انت بنيت حوش الشارع بالمونه الحرة.. طيب ما تبني الحيط الفاصلة مع الجيران ديل كويس. رد ليه عمه وقال دايرني أقفل بيني مع جيراني ديل بالاسمنت وما أشوفم تاني بقية عمري كله؟ عاد ده اسمه كلام يا منصور يا ولدي!! ( النبي وصي علي الجار) يا ناس جوبا والخرطوم أهدموا حيط الاسمنت البينكم وأبنوها جالوس علشان الخريف لما يجئ والمطرة تهطل تقدر تهدمه والاولاد يتداخلوا ويتعارفوا ويتعاونوا. النبي وصي علي الجار السابع. خلونا نقول لاولادنا نحن تطورنا حبة واصبحنا عالم درجة ثانية بنقدر نضغط علي مشاعرنا ونفوسنا الامارة بالسوء وننسي الماضي وجراحاته ونحل مشاكلنا كي نؤسس مستقبل زاهر مش لينا لاولادنا. عاش كفاح شعبنا البطل solomon dandara [[email protected]]