واشنطن على خط الاحداث بين جنوب وشمال السودان هذا ليس بجديد فهذا دورها منذ نيفاشا ، ولكن الجديد قد تحمله مقبل الايام عندما تدخل اتفاقيات التعاون الثمانية حيز التنفيذ دون قيد او شرط كنتيجة مباشرة للزيارة التى قام بها ليمان للخرطوم امس الاول هذه الزيارة التى سبقها اتصال هاتفى بين الرئيسين ربما مهد الاجواء لمباحثات ليمان فى الخرطوم مع مسؤلين كبار وخروجه بتأكيدات غير معلنه بمرونه اكبر فى التعامل مع هذا الملف . ورغم التصريحات المعلنة بتمسك مساعد رئيس الجمهورية د.نافع على نافع خلال لقاءه ليمان امس الاول بحل الملفات الأمنية قبل الحديث عن أي استئناف لضخ النفط الجنوبي عبر أراضي السودان وأنه سيكون مفتاحا لمعالجة كافة القضايا بين السودانيْن ، الا انه وبحسب مراقبين فان الخرطوم ربما تبدى بعض المرونه فى مقبل الايام لجهة انه قد تبقى اقل من اسبوعين لانتهاء مهلة مجلس الامن الدولى التى منحها للخرطوم وجوبا بموجب القرار رقم 2046 الذى يتوعد بمعاقبة اى طرف يقوم بعرقلة الاتفاق بين الشمال والجنوب وذلك تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يجيز كل الوسائل بما فيها القوة المسلحة ، ولذلك فان زيارة ليمان للخرطوم ربما الهدف منها التذكير بهذا القرار وحض الخرطوم عدم الدخول فى مواجهة مع مجلس الامن الدولى وما قد يترتب على ذلك ، لان رفض الخرطوم للقرار يعنى انها تعطل تنفيذ الاتفاقيات الثمانية التي توصلت إليها حكومة السودان مع حكومة الجنوب بأديس أبابا نهاية شهر سبتمبر الماضي وهذا مالن تسمح به واشنطن . . وبحسب صحف الخرطوم الصادرة بالامس فان ليمان قال للصحفيين عقب لقائه د.نافع على نافع : ان الجانبين بحثا تطبيع العلاقات السودانية الامريكية بجانب سير تنفيذ اتفاق التعاون المشترك ، و(شدد) ليمان على اهمية تنفيذ الاتفاق . اذا نظرنا الى التصريح عاليه فان الحديث عن تنفيذ اتفاق التعاون جاء بعد الحديث عن تطبيع العلاقات السودانية الامريكية ومايتبع ذلك من حوافز قد يتم تقديمها للخرطوم تتمثل فى رفع العقوبات اسوة بجنوب السودان وربما رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للأرهاب حال اظهار شىء من المرونه فى تنفيذ اتفاق التعاون والتخلى عن شروط ربما هذا ليس وقتها ، ولكن فى المقابل فقد شدد ليمان على اهمية تنفيذ الاتفاق ويرى مراقبون هنا ان ليمان استخدم العصا والجزرة فى آن واحد فيما يرى اخرون ان العصا وحدها هى ما ستستخدمه واشنطن تجاه الشمال . نقيب الصحافيين السودانيين الدكتور محي الدين تيتاوي وصف الدور الامريكى بالسالب وقال : أن الزيارة ربما تأتي بحثًا عن تنازلات تقدمها الخرطوم لصالح جنوب السودان ، وأعرب فى تصريحات لل "العرب اليوم" عن أمله في أن تحقق لقاءات المبعوث نتائج لصالح السلام والاستقرار في علاقات البلدين، لكنه عاد وقال: إن مواقف الإدارة الأميركية المعروفة منذ عقود لا تجعلني أتوقع قيامها بأي عمل إيجابي تجاه السودان وقضاياه الداخلية أو الخارجية . السفير عثمان السيد مدير مركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا قال للمشهد الآن امس : ان زيارة ليمان ربما جاءت لتقريب وجهات النظر بين الخرطوم وجوبا لحملهما على تنفيذ اتفاق التعاون ، ولكنه طالب الادارة الامريكية بالاتجاه نحو الموضوعية ولو مرة واحدة ويدركوا ان مسألة النفط بالنسبة للخرطوم مرتبطة بالامن لان الاموال التى ستجنيها دولة الجنوب ستمول بها قطاع الشمال الذى يحارب الشمال خاصة بعد حديث سلفاكير بانهم لن يفكوا الارتباط مع قطاع الشمال . واستبعد السفير ان تكون واشنطن قدمت للخرطوم جزرة او حوافز لحملها على التنازل ولكنه قال : اذا كان هنالك عصا فماذا سيحدث اكثر من العقوبات التى يرزح تحتها الشمال منذ وقت طويل ، وقال : لم يتبقى عقوبات فقد عوقبنا بها جميعها . mona albashir [[email protected]]