تغنت المغنية الأمريكية ( ريل ) بكلمات النشيد الوطني النوبي .. هناك تحت سماء وادي حلفا ( الحبيبة ) .. وحطمت أنسجته ودمرت لحنه .. واثبتت لنا وللعالم تلك الدونية التى يحس بها منظمو ( الهرجلان ) تجاه نوبيتهم ( رغم وجود كاتب وملحن النشيد بيننا ولكنه لم يشاركهم ) ..و من قال ان تتغني امريكية لا نعرف لها تاريخ ولم نسمع لها فى الأولين ولا فى الآخرين بعمل فني أو غناء سمعه العالم .. هو قمة ما يصبو إليه إنسان النوبة .. ومن قال أن النوبيون أساسا فى حاجة لمن يتغني بكلماتهم لإثبات ما أراد إثباته منظمو الهرجلان .. فالحضارة والتاريخ واللغة النوبية تدرس اليوم فى معظم الجامعات العالمية .. كاقدم حضارة على وجه الأرض .. فلو تغنت (هولييود ) كلها بنجومها وتاريخها بالنوبية لما أشبعت غرورنا كما إستمتاعنا عندما نستمع ل ( حسين ألالا ) وهو يغني بالطنبور أو ( صالح ولولي ) وهو يترنم ( لهما الرحمة ) .. !! لم يضعوا فى إعتبارهم ولا فى خطة عمل برامجهم عندما كانوا يجتمعون فى مكاتبهم .. وهم فى حالة إقصاء لهذا وكش ملك لذلك وكان الساحة النوبية رقعة شطرنج يحركونها كما يشاءوا .. وما علموا انهم سيعملون وسط مواطن واعي تماماً بما يحدث خلفه .. ولكن حقيقة شكراً لهم .. فهم بهذا سهلوا لنا معظم الطريق .. بفرزهم الكيمان بهذه السرعة وبهذه الدرجة من الكفاءة التى لولا هذا الهرجلان لواجهتنا صعوبة الشرح لمن لا يعرفون .. ولكن بما فعلوه فهم الجميع المغذى والمضمون .. أن تغمض عينك أو تفتحها بعد أن تتجاوز أبو فاطمة شمالاًمروراً بالمحس ثم السكوت ثم حلفا .. بعد مغيب الشمس هو سيان .. فالظلام الدامس هو سمة تلك المنطقة .. لماذا ؟ سيجيب مجيب لان سكان تلك المنطقة رفضوا قيام ( سدي دال وكجبار ) .. وقاوموا وحدة تنفيذ السدود .. فقامت الأخيرة بوضع شرط قيام السدين بدخول الكهرباء فى المنطقة كما أسلفنا .. ولكن إذا عرفنا أن .. منطقة المناصير والرباطاب . لم يتم توصيل كهرباء سد مروي لهم إلى يومنا هذا .. على الرغم من الوعود التى قطعتها لهم ذات وحدة تنفيذ السدود .. ( فمن أين ستاتي الثقة ) .. إذا كان هذا هو حال حكامنا ..!! كانت المنطقة فى حاجة ماسة لتلك المبالغ الطائلة التى صرفت لتنظيم صفوفها و تكوين لجان منتخبة من كل القرى .. لتنظيم عملية التنقيب العشوائي عن الذهب .. والحفاظ على نصيب المنطقة من تلك الثروة التى تكفي قيمتها تحويل المنطقة لجنة حقيقة على وجه الأرض .. بعد توصيل الكهرباء التى تقوم بدورها فى إنعاش الزراعة .. وتنشيط السياحة الأثرية وسياحة ركوب المخاطر وجلب السياح من كل العالم . وبناء المصانع والمدارس والمستشفيات .. حينها لن نحتاج لا لقيام سدود ولن نتعرض للتهجير ولن تتعرض الأرض للإغراق ولن تتعرض الآثار للسرقة والإندثار .. لو قام منظموا هذا المهرجان بوضع هذه الأجندة فى إجتماعاتهم لنالوا شكرنا وإعجاب الجميع .. ولكن هيهات فكل ما أرادوه هو الغناء والرقص من اجل الغناء والرقص وياليته كان غناءاً ورقصاً فهذا أيضاً فشلوا فيه بشهادة الشهود .. ولنا عودة.. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]