الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من كتاب من الإنقلابى البشير أم الترابى –6- .. بقلم: عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
نشر في سودانيل يوم 11 - 12 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
شهد شاهد من أهلها !
عبد الله محمد أحمد وزير الإعلام والتربية السودانى الأسبق يرد على زعيم الجبهة الإسلامية القومية شهادة الترابى عن المهدى إنتقامية !
بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
[ربى زدنى علما ]
{ ربى أشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل عقدة من لسانى
يفقه قولى } .
قال : الأستاذ عبدالله محمد أحمد :
شهادة الترابى عن المهدى إنتقامية ، و معرفته البشير قبل الإنقلاب تؤكدها الوقائع إطلعت على الحلقات الأربع التى نشرتها {الوسط} للدكتور الترابى رائد التجربة السودانية الحالية وهو يتذكر سيرته ، ومسيرته مع العهود السياسية التى عاصرها وتعامل معها ، ولا شك فى أن المعلومات التى تستقى منه جزء هام من التأريخ السياسى ، والإسلامى ،والسودانى المعاصر غير المدون ، ومن هنا إنبعث إهتمامى بهذه الحلقات لأننى توقعت فيها تفاصيل وتقويما عالى المستوى من أكاديمى ،وسياسى وداعية إسلامى يتحرى الصدق فى القول والعمل غير أننى وللأسف إضطررت كزميل له فى الدراسة ، والدعوة ،والعمل السياسى أن أعقب
على جوانب من حديثه شابها كثير من عدم الدقة ،والتحامل على معاصريه السياسيين بالإتهامات والتشويش ، ودفن جهود الآخرين فى الشبهات وتراجعه عن مواقف متطرفة جعلت التعاون معه كالسراب إضافة إلى نزعت نرجسية صوّر فيها نفسه بأنه الأول فى الدين ، والسياسة واللغة والشهادات الدراسية ، وهوماكان حريا به أن يتنزه عنه ، ويتركه لتقويم الباحثين المؤرخين خصوصا أنه داعية إسلامى ، وليس من شأن الدعاة الحديث عن أنفسهم ، وبما أنه لم يفعل ذلك فقد فتح الباب لى ، وآخرين لرواية صور المشهد كما رأوها أو شاركوا فيها ، وشكرا مقدما لمجلة الوسط فقد فتحت باب تدوين تأريخ السودان المعاصر بهذه المقابلة لأن ماجاء فبها يؤكد لأمثالى ضرورة تدوين هذا التأريخ المهمل والمستباح الحرمات على مدار الحلقات الأربع كرر الدكتور الترابى إتهامه للسيد الصادق المهدى بأنه لا منهج له فى الحكم ، ولا يستقر على قرار ولا يعرف إن كان رأسماليا أو شيوعيا أو إسلاميا أو إشتراكيا أو علمانيا وفى نظرى هذا الحكم غير دقيق فقد يكون معقولا أن يقال إن الصادق المهدى سريع التحول فى القضايا السياسية المطروحة فى الساحة الداخلية والساحات الخارجية ، وهو أمر طبيعى لرجل مثله يعمل بالسياسة التى هى فن الممكن متحول ، ومتحرك إلى درجة التناقض بسبب تدفق المعلومات ولوجمّد الصادق نفسه فى موقف واحد لأى سبب من الأسباب المثالية التقليدية لأخذ عليه ذلك أو اٌستغل أو أستغفل به أما أن يتهم بسبب هذا بأنه لا طعم ، ولا رائحة له فهو أمر فيه جنوح لإغتياله سياسيا ومايعزز ما أذهب إليه أن الصادق المهدى يملك ثروة هائلة من الوقائيات التى تمنع إصابته بعدم المنهجية ، وعدم إستقرار الرأى وهى تتمثل فى التالى :
إن دراسته ، وتربيته أعدته لتولى القيادة قيادة الأنصار ، وهم أهم قطاع إسلامى سنى جهادى فى السودان خلال الأعوام المائة الماضية ، وهو فى هذا الإطار لا يضيره إن كانت دراسته فى مدارس تبشيرية أو مؤسساتتعليمية حكومية مادام كان جيله ، ومن سبقه من السياسيين العلمانيين والإسلاميين تلقوا تعليمهم الأساسى ، وما فوقه على يد معلمين بينهم إستعماريون فى مدارس كمبونى أو جامعة الخرطوم إلا إذا كان لنا رأى آخر فى حديث رسول الله صلعم الذى جاء فيه { أطلبوا العلم ولو فى الصين } ، وهل كانت الصين جامعة إسلامية ؟
أو فى تشجيعه صلعم على تلقى الحكمة من أى وعاء خرجت وما كانت نشأت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى البصمات القوية فى التراث الإسلامى كلها فى أحضان الوحى ، والنبوة ، وإنما تعلم وتربى قبل وبعد الإسلام معا .
أحاط الصادق بتجارب سياسية تلقاها من أساطين السياسة السودانية من إتحاديين ، وإستقلاليين ،وإسلاميين ، وقد زودوه خلاصاتها رجال ضلعوا فى كل جوانب الحياة ، وقضاياها الشائكة منذ العهد الإستعمارى وحتى تسلمه راية الزعامة السياسية ، وهى تجارب لم يتسر لرصفائه من السياسيين تلقى ما فى مستواها من خلال أجهزتهم الحزبية الطرية العود أو تجاربهم القاصرة فى الحكم ، و أجهزته .
إتيحت للصادق فى سن مبكرة فرص التعامل مع العلاقات الدولية من خلال الجهاز الحزبى ، والعمل التنفيذى ، ومن خلال المشاركة فى الأنشطة الفكرية ،و اللقاءات الدولية كما أتاح له وضعه الخاص وبتشجيع مدربيه وإشرافهم أن يتجاوز الإستقطابات الرأسمالية والشيوعية والسياسية الإسلامية إلى ما وراءها من إستراتيجيات ن وما حولها من تيارات مما مكنه من الإحاطة بأكبر ثروة علمية و عملية بين أقرانه السياسيين .
لهذا أستطيع أن أقول أن دراسته ، وتربيته ، وتجربته ، وعلاقاته الدولية الواسعة كانت خير معين له فى وضوح الرؤية .
لقد جنح الترابى للإسقاطات السياسية ، والتحامل الإنتقامى بسبب الخلافات التى وقعت بينهما خصوصا بعد سقوط نظام الرئيس السابق جعفر نميرى ويتعاظم خطل هذا التقويم إذا سقنا إلى جانب ما تقدم من منطق أن العلاقة الوثيقة ، والقريبة ، والطويلة بينهما مكنت الدكتور الترابى من إستكشاف حقيقة إتساع أفق ، ومعلومات الصادق ، والظروف المحيطة بقيادته السياسية والصراعات التى يخوضها كلما طرحت قضية داخلية أو خارجية بسبب تنوع الجماعات التى تشكل الكيان الذى يقوده من إقليمية وجهوية ، وقبلية ، وعرقية ن وعلمانية ، وإسلامية ،ومسيحية مما لا يعفى الدكتور الترابى عن الشطط فى التقويم أو عدم دقته فقد عرف الترابى الصادق عن طريقى منذ عام 1954م ثم تعاون معه وصاهره فى1961م وتحالف معه فى إسقاط نظام الفريق إبراهيم عبود ، وحكومة جبهة الهيئات ، وتعاون معه فى مؤتمر القوى الحديثة ، ومواجهة جعفر نميرى إلى أن تمت المصالحة الوطنية ، وتخلل هذا التعاون عمل سياسى وعسكرى داخلى ، ودبلوماسى خارجى ، وفكرى إسلامى فى إطار المجلس الإسلامى الأوربى ، ولابد أن يكون هذا التعاون الطويل المتنوع الذى حمل بين طياته عرقا ، ودموعا ، ودماء ، وشهداء قائما على منهج وقواعد إقتنع بها الطرفان ، وقادا إليهما تنظيمهما فى تعاون شهدت به الساحة السياسية السودانية ، ومن العقوق للذين كانوا وقودا له بإخلاص وتفان أن تنكر أصوله برده إلى خواء ، وفراغ منهجى ، وفكرى لمجرد نزعة إنتقامية ، وماذا يقول الدكتور الترابى فى دار الخلود للدكتور محمد صالح عمر الذى إستشهد بسبب هذا التعاون ، وكيف يستطيع إقناع الرأى العام بمصداقيته فى موقف الأمس دفاعا عن التعاون بينه والصادق إلى درجة جعلت قيادات إسلامية كالرشيد الطاهر بكر المراقب الأول للجماعة ، والدكتور جعفر شيخ إدريس أن يهجرا التنظيم ثم يخرج على الجميع بعد ثلث قرن ليقول : إن من تعاون معه ليس له نهج أو قرار مستقر ؟ إذن على ماذا كان يتعاون ؟ ولماذا أهدر هذا الزمن الطويل من عمر التيار الإسلامى ليصل إلى هذا القرار؟ أو ليس من حق الرأى العام الإسلامى محاسبته على هذا الإبطاء فى التوصل إلى قرار ؟
إن ثمار تعاونهما على منهج واضح ليست محل مغالطة ، وتتمثل فى القضاء سياسيا على التيار الشيوعى الذى كان ذا سطوة سياسية ، وصوت شعبى عالى بين المثقفين ربما أقصى الحزب الشيوعى من الساحة السياسية إلى درجة هبوط أصواته الإنتخابية من 65 ألفا فى 1985م إلى 1695 صوتا فحسب فى عام 1967م ، وإلى ثلاث مقاعد إنتخابية فى1985م ، وهذ التعاون نفسه أدى إلى تمكين التيار الإسلامى من الصعود إلى المركز الثالث فى نادى الأحزاب السودانية بقوة بلغت 51 مقعدا برلمانيا فى إنتخابات 1985م بعد أن كان صفرا على الشمال فى إنتخابات 1958م ، ولو كان الصادق شيوعيا أو تروتسكيا لجاء إلى الوضع معكوسا برلمانيا على التيار الإسلامى كذلك كانت وراء هذا التعاون أجندة سياسية ، وعسكرية لمقاومة الديكتاتوريات العسكرية كما كانت وراءه أجندة مشتركة للعمل فى الساحة الإسلامية الدولية ، وأدنى درجات هذا التعاون المبرمج تتمثل فى قص أجنحة التيار الإتحادى الإقتصادية التى تحولت إلى بنوك ، وشركات إسلامية على الصعيد السياسى ، وإنتزاع أقوى مراكزه الإنتخابية فى عقر داره [ الخرطوم بحرى ] لمصلحة التيار الإسلامى .
وأعجب العجائب أن الدكتور الترابى وجد نفسه صباح اليوم الذى وقع فيه إنقلاب ثورة الإنقاذ فى السجن ، وقال : إنه لا يعرف الإنقلابيين ، ولم يكن يعرف شيئا عن الإنقلاب ، وأن الجبهة الإسلامية القومية ليس لها تنظيم فى القوات المسلحة ، وأنه خرج من السجن إثر حوار دار بينه ، وقادة الإنقلاب إشترط فيه العودة للديمقراطية ، والإقتصاد الحر لأن الإسلام يريد هذا فأكدوا له أنه من منهجهم الإصلاحى !، والحقيقة عندى كأحد أوائل الرواد النشطين فى التيار الإسلامى عندما نشأ ، ونحن طلاب فى آذار {مارس} 1949م أن قيادته خططت لإستقطاب جميع المثقفين وإختراق كل الأجهزة التنفيذية بما فيها القوات النظامية من شرطة ، وقوات مسلحة ، وأمن ، وإستخبارات ، وغيرها فى عهد الإستعمار لأنها كانت أدواته الضاربة ، وبعد خروجه لأنها الأجهزة التى تتعامل مع مصالح الجماهير ، والأجهزة ، والمصالح معا مستهدفة بالإصلاح الإسلامى لتحقيق هذا الهدف تمت الإختراقات ، والتحركات الميدانية والمحاولات الإنقلابية الأتية :
أولا : فيما يتعلق بالإختراقات تمكن التيار الإسلامى فى الفترة بين1950م و1985م من إدخال صفوة شبابه فى كل أجهزة القوات المسلحة ، وفروعها بهدوء لا يلفت الإنظار كما تمكنت عناصره من التسلل إلى أجهزة الإستخبارات العسكرية ، والأمن العام لمتابعة أنشطة الأحزاب العقائدية ، والعلمانية داخل القوات النظامية ، وخارجها ، وإختراقها وكشفها للسلطات السياسية الحاكمة كذلك تمكنت عناصره من الزحف إلى الشرطة لأنها القوة المساندة لأى تحرك إنقلابى .
ثانيا على صعيد التحركات الميدانية إنخرط بعض قيادات التيار فى معسكرات التدريب الخارجى لإتقان فنون حرب العصابات ، وقتال شوارع المدن ، والإلمام بأدب الإنضباط ، والتحرك العسكرى والتعامل مع المعدات العسكرية لذلك كان لهم وجود فى معسكرات حركة فتح الفلسطينية فى الستينات كالدكتور محمد صالح عمر ومعسكرات التدريب الليبية فى منتصف السبعينات ، ومعسكرات التدريب الباكستانية فى منتصف الثمانينات وآهلهم هذا التدريب للمشاركة الميدانية وإكتساب المزيد من الخبرات العسكرية ، والقتالية مثل إشتراكهم فى أحداث الجزيرة أبا بقيادة الأمام الهدى المهدى عام1970م وإشتراكهم فى أحداث تموز {يوليو} 1976م بقيادة السيد الصادق المهدى وإشتراك كثير من شبابهم فى مقاومة الغزو السوفيتى لأفغنستان .
ثالثا: على صعيد المحاولات الإنقلابية شارك التيار الإسلامى بمسمياته التأريخية المختلفة {الأخوان المسلمين} و { جبهة الميثاق } و { الجبهة الإسلامية القومية } فى محاولات إنقلابية عدة نفذ بعضها تحت قيادة مراقبه العام المرحوم الرشيد الطاهر بكر ، وجرى بعضها والتنظيم بقيادة الأمين العام الدكتور الترابى إلا أن كل المحاولات الإنقلابية التى إتهم التيار الإسلامى بالضلوع فيها أهالت عليها أدبياته غبارا كثيفا من التنصل والإنكار ، وما لم يستطع التنظيم إنكاره إنكارا قاطعا هو علاقة أبرز الأسماء التى شاركت فى تلك المحاولات بالتيار الإسلامى و منها :
1959م جرت محاولتان فى عهد الفريق إراهيم عبود اٌدين في إحداهما الرشيد الطاهر المراقب العام وأعدم الملازم أول عبد الحميد عبد الماجد وكلاهما من نشطاء التيار ن وجرت محاولة أخرى أعدم فيها اليوزباشى الطيار الصادق محمد حسن ومجموعة من زملائه العسكريين ن وغالبيتهم من عناصر التيار الإسلامى .
1975م حاول العقيد حسن حسين { من أبناء غرب السودان } وهو من أوائل عناصر التيار الإسلامى التى دخلت القوات المسلحة أن يقلب نظام نميرى فأعتقل وزملاؤه ، و أعدموا ، و لوّنت المحاولة {بأنها مؤامرة عنصرية } .
1983م جرت محاولة أخرى إشتركت فيها عناصر من التنظيم الإسلامى طرد على إثرها الملازم إبراهيم شمس الدين الذى ظهر برتبة رائد فى إنقلاب 1989م .
1985م كان من حسن حظ التنظيم الإسلامى { جبهة الميثاق } أنه عندما إنتفض الشارع السودانى على نظام نميرى ن وأسقطه كان على رأس القوات المسلحة المشير عبد الرحمن محمد سوار الذهب ، وهو من أوائل عناصر التنظيم الإسلامى فى القوات المسلحة كما كان فى القيادة قيادة نقابة الأطباء التى فجرت الموقف إثنان من أوائل ررواد التنظيم فى المنظمات المهنية وهما الدكتور حسين سليمان أبو صالح ، والدكتور الجزولى دفع الله اللذان تولى أولهما منصب وزير الخارجية ، وأختير الثانى رئيسا للحكومة الإنتقالية
{1985م – 1986م } مما مكن جبهة الميثاق تحت عنوانها الجديد { الجبهة الإسلامية القومية } من السيطرة بطريقة تمكن تسميتها إنقلابا خفيا على الإنتفاضة الشعبية إذ أضحى المشير سوار الذهب رئيسا للمجلس العسكرى الإنتقالى ، والدكتور الجزولى دفع الله رئيسا للوزارة الإنتقالية .
1989م إنقلب الإنقاذ بقيادة العميد عمر حسن أحمد البشير ، والعقيد طبيب الطيب إبراهيم محمد خير‘ و العقيد محمد الأمين خليفة ، والعقيد صلاح الدين كرار ، والعقيد طبيب أحمد قاسم الذى أسستشهد ليلة الإنقلاب ، والرائد إبراهيم شمس الدين ، وآخرين ممن لا يستطيع أحد إنكار علاقتهم بالجبهة الإسلامية القومية التى يقودها الدكتور الترابى .
رابعا على صعيد الهيئات شبه العسكرية أنشأت الجبهة الإسلامية القومية فى السنوات الأربع التى سبقت إنقلاب 1989م هيئات شبه عسكرية يمكن أن تكون رديفا للقوات المسلحة إذا ما تحركت إنقلابيا فى تأييد التوجهات الإسلامية ، ويمكن أن تتولى مقاومتها إذا كانت منحازة لتوجه عقائدى آخر ومنه منظمة الدعوة الإسلامية ، وعلى رأسها المشير عبد الرحمن سوار الذهب منظمة شباب البناء بقيادة الفريق تاج الدين عبد الله فضل نائب القائد العام السابق للجيش .
{ هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن } ، وفيها تجمعت كل العناصر العسكرية الإسلامية التى أحيلت للمعاش . ويساند هذه الهيئات وجود مكثف خفى فى الإستخبارات ، وجهاز الأمن العام والمباحث الجنائية ، والشرطة العامة هذه التنظيمات الشبه عسكرية التى شكلت ، والأحداث الإنقلابية التى حصلت تم إستحداث غالبيتها فى مرحلة تولى الدكتور حسن الترابى قيادة اليار الإسلامى فإن تمت من دون علمه ذلك أمر خطير يدعو قيادة كل التنظيمات السياسية والعقائدية لمراجعة وتدبر أمر جلوسها على قمة الهرم القيادى؟ ، وهى لاتدرك أو تحس وهج التآمر فى قواعدها التنظيمية ، وإن كان يعلم به ، ويضلل الرأى العام بإدعاء عدم المعرفة لأى سبب من الأسباب ، ولو تقيه فهو أمر أخطر من الأول لأنه يتعلق بمصداقية القائد الداعية المستلهم المثالية مثالية الأئمة الراشدين وهو أمر قد يتمخض عنه رد فعل سلبى عنيف يعطل مسيرة الصحوة الإسلامية العامة عقودا ، ومن المفارقات أن الدكتور التربى أكد {للوسط } عدم معرفته بالرجل الذى قاد الإنقلاب ، ونائبه ، والجماعة التى جازفت بتحمل المسؤوليةمعهما و { الشهيد الحى } العميد المتقاعد عثمان أحمد حسن الذى قيل عنه أنه أبعد عن قيادة الإنقلاب لأنه إشترط أن تلتزم له الجبهة الإسلامية القومية بالإسراع بعودة الحياة الديمقراطية قبل أن ينفذ العملية الإنقلابية ففى الموثوق من علمى أن العميد عمر حسن أحمد البشير أستدعى لقيلدة الإنقلاب قبيل وقوعه بثلاثة أيام فقط .
نكتفى بهذا القدر من شهادة الأستاذ عبد الله محمد أحمد الوزير الأسبق والسفير السابق والذى عرّف الترابى بالسيد الصادق المهدى صديقه القديم .
بقلم الكاتب الصحف والباحث الأكاديمى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
osman osman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.