الأستاذ الهندي عزالدين ... السلام عليكم ورحمة الله بالاعجاب كله أتابع مقالاتكم اليوميه شهادتي لله ...وآخرها مقالكم بعنوان (لماذا يضحك وزير الدفاع؟) و أستمعت قبل فتره لحديثكم للإذاعه السودانيه تعليقا على لقاء رئيس اللجنه الإشرافيه الخير الفهيم مع السفير الفرنسي وقد وفقتم بإمتياز في توضيح المسأله للرأي العام السوداني ولمن ألقى السمع وهو شهيد ... أسال الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم. أستاذ الهندي ... لقد اصابت لعنة أبيي حتى المثقفين والأكاديميين أمثال دكتور الطيب زين العابدين ودكتور عبدالله على إبراهيم فقد كتب د. الطيب مقالا محبطا وانهزاميا زعم فيه أن أبيي أصبحت في قبضة الاتحاد الأفريقي (حته واحده) وهو بمقاله ذاك يدعو الحكومه للتخلص من أبيي (وبلاش وجع دماغ) وتبعه د. عبدالله على أبراهيم ليضع عنوانا عجيبا لمقاله (باي .. باي أبيي) ما هكذا تورد الإبل ...لقد كان الأجدر بأمثالهم ومن في مقامهم من التجربه والعلم أن يبصروا الرأي العام بضرورة التمسك بالأرض وتلك قيمه دينيه أولا وضاربة الجذور فى التراث السوداني (جدودنا زمان وصونا على الوطن ..على الرتاب الغالي الي ماليهو تمن) وقد كان هذه القيم الدينيه والتراثيه حاضرة في ذهن الوفد الشعبي للمسيريه الذي رفض عرض المبعوث الأمريكي غرايشون ببيع أبيي وقالوا له (أبيي ليست للبيع و لو أعطيتنا كاليفورنيا لن نبدلها بأبيي). خلافات الحدود لم تحل يوما بقرارات من مجلس الأمن وما زالت دول عظمى غارقه في مشكلات الحدود مع جيرانها ..مشكلة الجزر بين اليابان والصين وبين اليابان وروسيا وجزر الفوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين وكشمير بين الهند وباكستان وفي أقليمنا جزر أبوموسى بين إيران والإمارات وقبرص بين اليونان وتركيا وسبته ومليله بين أسبانيا والمغرب والقائمه لا حصر لها في الدول الأفريقيه. السؤال هل تصدرت أبيي مشكلات الحدود في العالم وهل هددت السلم والأمن الدوليين؟ لقد استغل الوسطاء الأفارقه تفويضا أمميا جاء عقب أحداث هجليج ليطبقوه على أبيي . لن يهزم قرار الوسطاء إرادة الشعب ... للأسف الشديد لم يحالف النجاح الإخوه القائمين على ملف أبيي منذ نيفاشا حتى الآن ..قاموا مؤخرا بمحاوله لحشد الرأى العام ضد قرار الوساطه الأفريقيه وهي فكره جيده ولكن عابها أنهم حصروها في المسيريه فقط! لماذا لا يحشدون مليون مواطن سوداني من حلفا الى أبيي ومن بورتسودان للجنينه في مسيره التمسك بالأرض؟ أرجو ان تكون مهمة السيد الخير الفهيم ولجنته الموقره واضحة تماما ..المسيريه أصحاب أرض والوثائق تؤكد حقهم...يريد الإخوه دينكا نقوك إبعادهم بحجه واضحه قالها دينق ألور أن المسيريه أكثر منهم واذا صوتوا ستبقى أبيي بالشمال! يقول دينق ألور في حديثمؤخرا: المسيريه رحل واذا قبلنا تصويتهم فيمكن أن نأتي بدينكا توج من بحر الغزال والنوير ليصوتوا لأنهم رحل ويرعون في أبيي!... اذا كان هذا المنطق صحيحا لماذا صوت دينكا بحر الغزال والنوير –الرحل- في استفتاء تقرير المصير لكل الجنوب وفصلوه عن الشمال. المنطق واضح ... المسيريه قالوها من قبل لا مانع لدينا من التقسيم ...ويجب ان يكون هذا هو موقف اللجنه الإشرافيه ..لقد تعجبت من رد السيد الخير الفهيم عندما سأله مقدم برنامج حواري في تلفزيون السودان الأسبوع المنصرم: ما هو موقف حكومة السودان ..قال نحن ندعو للتعايش السلمي وان يجلس الطرفين ويعيشوا كما كانوا (هل هذا معقول )... أخي الخير الفهيم كن واقعيا ليس هذا وقت الاستهلاك ووضع الندى في موقف السيف... يعجبني أبناء دينكا نقوك انهم يقولون لا للتعايش السلمي ونحن نقولها كذلك لا للمواقف الرماديه نحن لا نريد استفتاء و لا التعايش نريد التقسيم فقط لا غير( لنا أرضنا ولهم أرضهم). [email protected] 13 ديسمير 2012